سعود الظاهري
:: إداري سابق ومؤسس ::
جدة - (ا ف ب): وقعت تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي امس الاول في مدينة جدة (غرب) مذكرة تفاهم يريدها الطرفان بابا لعلاقات استراتيجية سياسيا ودفاعيا واقتصاديا.
ووقع على المذكرة وزير الخارجية التركي علي باباجان والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء ووزير خارجية قطر التي ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، والامين العام للمجلس عبد الرحمن العطية.
وتم التوقيع على مذكرة التفاهم على هامش اجتماع وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي الست والذي شارك باباجان في جانب منه.
وفي افتتاح الاجتماع، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان توقيع المذكرة خطوة على طريق العلاقات الاستراتيجية وهي محورية بين دول مجلس التعاون وتركيا.
واضاف الشيخ حمدان المذكرة ستفتح آفاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية مؤكدا ان علاقات الخليج مع تركيا علاقات محورية وان الاجتماع مع وزير خارجية تركيا علي باباجان خطوة في اطار الحوار الاستراتيجي.
من جهته، دعا باباجان الى تعاون سياسي واقتصادي وعسكري وامني، لان تركيا تعطي اهمية لاستقرار دول الخليج، وذلك بحسب الترجمة العربية لكلمة القاها بالتركية.
ودعا الوزير التركي الى وضع آلية للحوار لتطوير العلاقات الاستراتيجية واقترح عقد اجتماع سنوي دوري بين وزراء خارجية دول الخليج (السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين والسلطنة) وتركيا.
وفي مؤتمر صحفي عقد بعيد التوقيع على المذكرة، قال رئيس وزراء قطر ان التقارب التركي الخليجي ليس له علاقة بمسألة ميزان القوى في المنطقة في اشارة الى تنامي النفوذ الايراني، واضاف انه ايضا ليس لاثبات التوازن الاقليمي فالتعاون مع تركيا مهم ونتمنى ان نصل الى توقيع مثل هذه المذكرة مع ايران.
ومن المعروف ان نفوذ ايران المتزايد في العراق ولبنان يشكل مصدر قلق لدول الخليج، وكذلك سعي طهران من خلاله الى فرض نفسها قوة اقليمية ولا سيما في خضم مواجهتها مع الغرب حول برنامجها النووي المثير للجدل.
من جهته، قال باباجان ان اجتماعا اخر بين وزراء الخارجية الخليجيين ووزير خارجية تركيا سيعقد في تركيا خلال الربيع المقبل.
وكان وزير خارجية تركيا اكد في تصريح مكتوب وزع على الصحفيين اننا نولي اهمية كبيرة لامن واستقرار منطقة الخليج ونعتقد ان مجلس التعاون يتحمل مسؤولية هامة في تأمين الامن والاستقرار في المنطقة وتركيا في مقدمة الدول التي قد تتاثر بشكل مباشر من اي حالة من عدم الاستقرار التي قد تحدث في المنطقة.
واعتبر الوزير التركي ان آلية الحوار السياسي المنظم الذي بدأنا به ستساهم مساهمة كبيرة في تطوير العلاقات الاستراتيجية بين تركيا ودول مجلس التعاون.
وذكر ان الهدف من مذكرة التفاهم هو الحوار الاستراتيجي وتطوير العلاقات الايجابية والتعاون البنيوي وتأسيس آلية استشارية منتظمة وشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والامنية والثقافية.
وكان الامين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية ذكر الاحد الماضي ان المفاوضات الخليجية مع تركيا التي بدأت في 2005 بشأن التوصل الى اتفاقية لاقامة منطقة للتجارة الحرة وصلت الى مرحلة متقدمة، ومذكرة التفاهم ستعمل على الانتهاء من هذه المفاوضات في القريب العاجل.
واكد العطية على اهمية الدور الاقليمي لتركيا في المنطقة وقال انه دور يتميز بالتوازن والاعتدال.
وتابع وزراء الخارجية في مجلس التعاون ليل الثلاثاء الاربعاء اجتماعهم العادي.
وكان العطية افاد في وقت سابق ان وزراء خارجية الدول الخليجية الست سيبحثون خلال اجتماعهم في جدة العلاقات الخليجية مع ايران على ضوء قرار طهران الاخير باقامة مكتبين حكوميين في جزيرة ابو موسى التي احتلتها ايران عام 1971 وتتنازع عليها مع دولة الامارات
مصدر جريدة عمان