الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
,, البُريمِي لِـ/ الهَمسَات الإسلَامية ,,
الشدائد والبلايا تنورنا برهان وجوب الإيمان بالله وتوحيده
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="علمني كيف أخونك" data-source="post: 127880" data-attributes="member: 1100"><p>بسم الله الرحمن الرحيم</p><p>الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين</p><p>موسوعة صحف الطيبين في أصول الدين وسيرة المعصومين</p><p>صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / أدلة التوحيد ومراتبه</p><p></p><p>الباب الثاني</p><p>أدلة توحيد الله تعالى المُتقنة وبراهينه المُحكمة</p><p></p><p>الذكر الثاني</p><p></p><p>الشدائد والبلايا تنورنا برهان وجوب الإيمان بالله وتوحيده</p><p></p><p></p><p></p><p>الإشراق الأول : دعوة الشدائد والمحن للإيمان بالله وتوحيده :</p><p></p><p>يا أخي : إن الشدائد والبلايا : برهان يجعل الإنسان يتوجه لخالقة وتحد من غفلته وانغماسه في أمور الدنيا وشهواتها وزينتها ، وتنبهه وترشده لوجود قوة عظيمة فوقه قادرة على كل شيء ، وتجعله يقف بإعجاب وتقدير أمام قوتها وعظمة ما تجريه من الأمور الصعبة فيها ، وهذه الأحداث العجيبة وبالخصوص الشديدة والغير عادية ، تبعث في روحه التوجه لمعرفتها ، وتطالبه البحث عنها وعن سببها وعللها ، ومن ثم عن موجد كل شيء و خالقه ومربيه وهاديه .</p><p></p><p>كما إن الشدائد في الحياة : تبعث في الإنسان روح الإيمان بالغيب وبالقوة المسيطرة على كل شيء ، ويجد في قرار نفسه أن الوجود مخلوق لحكمة وغرض وأن وجوده له غاية ؛ وترشده على إنه يجب عليه التوجه لخالق الكون وإقامة العبودية له وشكره على النعم التي جعلها للإنسان ليتمتع بها في دنياه ، وتدعوه لأن يحذر عصيانه والطغيان عليه ، وأن يبتعد عن نقمه وعذابه ، وعليه التوجه له بالطاعة لرفع ما حصل له منها ويبعدها عنه ، ومن ثم التوجه إلى تحصيل تعاليمه من مصدرها الحقيقي وامتثال أوامره ليصل لسعادته الحقيقية ويأمن نقمه وخذلانه ، وليحصل على خيره وتوفيقه وبره وإحسانه .</p><p></p><p>وهذا يشعر به كل إنسان : في كثير من أحواله والظروف التي تمر به ، ففضلاً عن الأحداث الكونية التي توجد أحداث وحالات نفسية ، وأمور داخلية في أفق النفس توجهه لوجود القوة القادرة على كل شيء ، والقاهرة لكل صعب ، والتي بها تحل العقد النفسية ، وتسهل العسر ، وتدفع الشدائد والمصائب والبلايا الشخصية فضلاً عن الكونية .</p><p></p><p>فإنه يا أخي : كل إنسان في بعض أحواله الذي يصيبه مرض ، ولو فيه قليل من الشدة والألم ، وينقطع عن كل أمر منقذ ومنجي منه إلا منقذ يحس به في قرار نفسه ، بأن هو القادر على كل شيء وهو الطبيب ، والمداوي الحقيقي وبيده الشفاء ، بل يشعر إن أسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى .</p><p></p><p>وهكذا ترى الإنسان : في أحوال حزنه ومصائبه ، وفي كثير من الأحيان يرى إنه يعجز عن تحملها والوقوف أمامها ، إلا أن يحتسب أمره ويسلمه لله ولقضائه ولقدره ، ويصبر ويعتقد إنه سيجازيه بجزاء حسن على مصابه ، ولا يذهب عنائه في شدته هدرا ، وبدون ثواب وفرج ومخرج ، فعندها يهون عليه الأمر فتخف عنه آلام المصائب ، ويذهب عنه الحزن والهم والغم .</p><p></p><p>وهكذا ترى المظلوم : عندما لا قدر على أخذ حقه من ظالمه ، يرى إنه يوجد من يأخذه حقه من الظالم ، ويشعر بكل وجوده إن الذي سيأخذ حقه قادر على كل شيء ، وإنه عليم لا يغفل عن شيء ولا يفوته شيء ، وهو المقيم للعدل ، وله الحكم الفصل في إرجاع الحق له ، ولكل مظلوم ولو بعد آن ، وهكذا ترى الحال المتورط في مشكلة ، يرى إن قوة غيبية ستساعده وتخلصه من مشاكله ، وإنه لو توجه إليها لأنقذته من حالة ، و لجعلت له من بعد عسره يسرا ، ومن بعد حزنه فرح ، ومن بعد شدته فرج ، ومخرج لكل خير وكرامة وعز وكمال إن طلبه بحق وصدق النية معه وأخلص التوسل به .</p><p></p><p>ولذا يا أخي : إن ما تثيره الشدائد والمحن : والمصائب والبلايا هو البحث لمعرفة المنجي والمنقذ ، والرافع لكل حاجة ، والممد للوجود بالخير والبركة ، والهادي لكل شيء كماله ، فيشعر الإنسان بقرار وجوده وبما يرى من الحكمة في الكون وإتقانه صنعه وحسنه ، أنه هو القادر العليم وبيده وبرحمته وببركاته وبنعمه ، وبما يمد من العطاء لكل موجود ، يكون هو الرافع لنقصه ، والدافع للبلاء والمرض والفقر عنه ، ومبدلها باليسر والصحة والغنى .</p><p></p><p>وهذا التوجه والطلب من الممتحن والمبتلى : هو في الحقيقة البحث عن الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء ، وعن خالق الكون ومعطي الوجود هداه الكوني ، أو بالإضافة للهدى التشريعي بالنسبة للإنس والجن ، ومن ثم يتوجه الإنسان إن عليه معرفته ثم التوسل به وبأسمائه الحسنى ، ومن ثم طلب الخير والبركة منه ، وعبوديته والتضرع إليه ليسد نقصه ويرفع عنه العسر ، والمصائب والبلايا والشدائد والحزن والهم والغم ، ويمنحه الكمال والخير والبركة وكل كرامة وهدى وفضيلة ، وكل مَنّة وعزة وكرامة ونعيم مادي ومعنوي يأتي منه ، ويحب الوصول لرضاه فيخلص له العبادة والشكر والطلب منه وحده .</p><p></p><p></p><p></p><p>الإشراق الثاني : المحن تصيب كل الناس وتقيم عليهم الحجة :</p><p></p><p>يا طيب : إنه لا يخلوا إنسان في فترات كثيرة من عمره ، من حالة وجود الظروف الصعبة في الكون والفرد ، والدافعة لمعرفة الله تعالى والتضرع إليه ، فهي كثيرة الوجود ، ويجدها في الحوادث الكونية ، وفي الحالات النفسية التي منها حالات طلبه منه تعالى لرفع مرض أو هم أو غم أو حزن أو ضر حصل له أو لعزيز عليه ، أو التوسل به للحصول على غنى ومال وثروة ، أو طلب المساعدة للنجاح في بحث ، وللنجاح في درس وبرنامج وعمل ، أو للفوز في سباق ، أو لطب الأمن ، والتوسل لدفع مكروه واضطرار وقهر وظلم أو غيرها ، وهذه الحالات من سنن الله في الكون وقوانين الخلقة ، كمد الوجود بكل ما يديم به وجوده ، وهداه لغايته بأحسن صورة ممكنة .</p><p></p><p>وهي حوادث وحالات : كما تدعوا الإنسان للنشاط وطلب الأسباب المسهلة لها ، كذلك تدعوه بقوة في قرار نفسه وسليم وجدانه وعقله إن المسهل لها ، والمعطي الحقيقي لها وللكمال الصادق الذي يأتي منه ، يكون بحق هو مسبب الأسباب وأول العلل ، وإنه له القدرة المطلقة وعلمه المحيط بكل شيء وإنه خبير به وقيوم عليه ، فيرى بكل إيمان وقناعه إنه هو الرافع للنقص وللحاجة وللشدة وللبلاء ، وهو الله وحده لا شريك له ، وهو القادر على كل شيء وخالق الوجود وهاديه للكل خير وكمال، وهو الموفق للفوز والنجاح في كل المهمات.</p><p></p><p>وفي الحقيقة هذه الحالات والحوادث : هي من أهم الأمور المثيرة للفطرة الباحث عن الله تعالى ، وقد وضعها في الإنسان خالقه وفي حوادث الكون ، وجعلها في صميم وجود البشر ، هاديهم وربهم المنعم عليهم ليتنبهوا لضرورة التوجه إليه وعبوديته ، وهي طبعاً مفيدة لمن يتعظ بنداء الوجدان والفطرة وكان فيه بعض التعقل ، وأغلب الناس بل الكثير منهم ينسون هذه الحالة أو يتناسونها ويتنكرون لوجدانهم وما أملى عليهم من وجوب التوجه للخالق الواهب لكل كمال وخير وفضيلة ، وما ينبهه منها للإقرار بوجوده وتوحيده وعبودية ، وشكره وطلب تعاليمه والعمل بها .</p><p></p><p>والإنسان العاقل : الذي قر لوجدانه وفطرته بعد حلول الشدائد والصعاب والهموم والغموم ، أو لطلب الفوز والنجاح وما يثار في نفسه من وجوب التوجه لعبودية الله تعالى والتضرع إليه ليكشف ضره وعسره ، وليجعله في الرخاء واليسر والأمن والصحة والخير والبركة ، كذلك يوجب عليه وعلى كل منصف في طلب خيره وصلاحه وراحة باله ، أن يبحث عن الدين الحق والمرشد الحقيقي لتعاليم الله ، ومَن عنده معارفه الصادقة في كل زمان ، وتأمره للجد في التحقق في معرفة أئمة الخلق من المنعم عليهم لهداية العباد للصراط المستقيم ودين الله القويم الذي فيه رضاه سبحانه .</p><p></p><p>وأخذ الله سبحانه وتعالى الناس : كأفراد في بعض الأحول في المرض والمحن والمواقف المعسرة والشدائد الكثيرة ، وجعل الإنسان يطمح لحصول شيء معين ، والشعور بأنه لا جدوا للسعي له إلا بتوفيق من قوة عليا ، أو أخذ الأمم بالبأساء والضراء والنعم وكل الأحوال من الحوادث الدنيوية : هي كلها وفق سنن كونية ؛ تجعل حتى قساة القلب من الكفار يتوجهون إليه ويتضرعون له ، ولو لفترة وجيزة في تلك الأحوال ، أو بعدها لفترة، وإن نسوا بعدها أو تناسوا .</p><p></p><p>كما وإن هذه الشدائد والصعاب الدنيوية للأمم والأفراد : في ظاهرها شرور ونقم أو صعاب ومحن ، ولكن هي في الحقيقة نِعم وبركة وخير لمن ينتفع بها ويتوجه لله تعالى ولا يشرك به ، ويطلبه ليعرفه ومن ثم يتضرع له ويعبده ويطلب الكمال بكل أنواعه التكويني والتشريعي وعلى كل حال منه .</p><p></p><p></p><p></p><p>الإشراق الثالث : خسر المنكر لنداء الله الكوني وفاز المجيب :</p><p></p><p>يا طيب : إن من ينكر فطرته : وما تثيره الشدائد في نفسه لطلب الكمال من الله تعالى ، فهو خسر نفسه ووجدانه وما يرفع عنه همه وغمه على الحقيقية عند التوجه لحاله ، ويقر لتفاهة الدنيا وجودا وغاية ، وببقى في الحسرة والحزن طول عمره في الدنيا والآخرة ، وإن خف الحال عليه فتره بعد كل شدة ، ولكنه يشعر بنقص وفراغ داخلي يحس فيه إنه فاقد التوجه الصحيح لحل مشاكله وللحصول على كماله ، فيفقد الثقة في نفسه ويتوجه للملهيات ، ولإشباع الشهوات ليملأ فراغ الخسران النفسي الذي فقده بالتوجه لله تعالى ، ويحاول سده بطلب اللهو والطرب أو المسكر أو غيرها من الملاهي والشهوات والمخدرات ، وغيرها من الأمور المحرمة والظلم للنفس وللغير .</p><p></p><p>ومن فقد الاستجابة لنداء الفطرة : الداعية للكمال الحقيقي ، ولم يطلبه من الله تعالى ، يكون بالإضافة لما عرفت في أغلب الأحيان كسلان فاقد للهمة والنشاط ، ورافض التوجه للصراط المستقيم بشكل سليم وصحيح ، وهذا حال الأغلب .</p><p></p><p>وإن نشط الفاقد للاستجابة للفطرة ـ من التوجه للحق سبحانه بعد الانكسار والحرمان والبلاء ـ تراه لا قيمة عنده لشيء ، ولا عنده مبدأ يحترمه ، ولا دين يقدسه ، فيحاول أن ينتقم من كل شيء ، ويحاول أن يحصل على كل شيء ليعوض ما أصابه من الخسران ، ولكي يحصل على زينة الدنيا ولا يفقدها فيكون في الحرمان في المستقبل ، فإنه يحرص عليها وعلى طلب الأكثر بشدة السعي ، ويكون عنده كل محرم حلال ، وكل ظلم عدل ، وكل قبيح حَسن مادام يدر عليه زينة الحياة الدنيا ، ويعوضه ما فاته من الخسران ، ويكون في الغالب يعمل بحقد ، ويستعمل المكر والحيلة والخداع وإن أظهر البشاشة والعدل ، ويسخر من كل قيمة لمبدأ وعقيدة لدين وإن نادى به ودعا إليه ، فتراه يطبقه على غيره ويلزم الناس به إن كان فيه مصالحه ويعفي نفسه منه ، و إلا فهو داعي للفحشاء والمنكر والفسق والفجور في الظاهر والباطن وفي السر والعلن .</p><p></p><p>وتدبر حال المؤمنين : بعد الشدائد والصعاب وحال من يكون همه الدنيا وزينتها ، فترى المؤمن صابر مطمئن بحسن حاله في كل الظروف ، ومتزن في أعماله في كل الأحوال ، فرح بمستقبله بما سيسعى له من طلب الطيب الحلال بجد ونشاط ، ومن غير كسل وظلم وانتقام إلا بما يأخذ حقه من غير اعتداء .</p><p></p><p>وترى المؤمن بعد الشدائد والمصائب والبلاء بل حينها : هّمه وحزنه قليل أو معدوم لما أصابه ، ويكون راضي بقضاء الله وقدره ، ويتوقع الخير والبركة ، ويتوجه لله ليرفع عنه كل بلاء وهم وغم ، ويسعى لأن يتكيف مع الظروف بأحسن صورة تدعوه للحلال ، وللطيب وللطهارة من غير ظلم وعدوان وفسق وفجور ، بينما الغير مؤمن يرى نفسه خسر كل شيء ودائم الهم والغم والحزن ، ويرى أنه لا يرفعه إلا الانغماس بالحرام والظلم والاعتداء ، والفحشاء والمنكر والبغي واللهو والشهوات ، والخمر والطرب والموسيقى الصاخبة.</p><p></p><p>الإشراق الرابع : آيات وأحاديث ترشدنا لإجابة نداء الله الكوني :</p><p></p><p>فيا طيب : بعد ما عرفنا من إقرار الوجدان الفطري والنفسي والعقلي لوجوب التوجه لله وحده لا شريك له ، ومعرفته عند الشدائد والبلايا وبعدها ، وشكره والتضرع له ، فإن الشرع المقدس والدين الإسلامي الحنيف أشار لهذا في القرآن الكريم ، وفي السنة المطهرة في كثير من الآيات والروايات ، وذلك لكي يبين لنا وليرشدنا لإحدى الطرق التي يدعوا الله تعالى عباده بها للتوجه إليه ، ولطلب الكمال والبركة والخير منه لا من غيره ، وهذه بعض الآيات والروايات المذكرة والمرشدة للإنسان لما ذكرنا من البيان السابق فتدبرها تعرف شرحاها :</p><p></p><p>قال سبحانه : { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)</p><p></p><p>فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام 45 .</p><p></p><p>وقال عزّ وجلّ : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) …..</p><p></p><p>تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)</p><p></p><p>وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } الأعراف102 . وقال تعالى : { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } الروم 33.</p><p></p><p>وقال تعالى : { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ}فصلت54.</p><p></p><p>وفي دعوات الراوندي : قال النبي صلى الله عليه وآله : </p><p></p><p>( لولا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء : المرض ، والموت ، والفقر ، وكلهن فيه وإنه لمعهن وثاب )[3] . وهذا الحديث يشير لبلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من الكاره على أهلاها وما يختبر الله به عباده ليتوجهوا إليه وليقروا له وحده أو ليستبين حسن إيمانهم وصدقهم .</p><p></p><p>وذكر في معاني الأخبار وفي تفسير الإمام العسكري عليه السلام : عن الإمام الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام في قول الله عزّ وجلّ : </p><p></p><p>بسم الله الرحمن الرحيم . فقال عليه السلام : ( الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، وتقطع الأسباب من جميع من سواه ، تقول : بسم الله : أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعا ، وهو ما قال رجل للصادق عليه السلام : يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو ؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني . فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط ؟</p><p></p><p>قال : نعم ، قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك ؟ قال : نعم . قال : فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ قال : نعم. قال الصادق عليه السلام : فذلك الشيء هو الله القادر : على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلي الإغاثة حيث لا مغيث )[4] .</p><p></p><p>وفي الحقيقة كل ما يوجه الإنسان : لخالقه ولربه القيوم عليه وبهداه من الظروف القاهرة ، والشدائد الصعبة الغير متوقعة من المحن والأمراض والآفات الشخصية ، أو الطبيعية الكونية ، كلها مذكرة بالله تعالى وداعية لمعرفته وتوحيده ، وهي قوية في بيانها وموجه لفكر الإنسان بشده للبحث عن خالقه ومدبر الكون كله والمنعم عليه نعم لا تحصى ، وتدعوه بجد لمعرفة علة الوجود الأولى ومتقن صنعه وخالقه وهاديه ومربيه . </p><p></p><p>وهي ليس من النقم : بل من النعم التي توجه الإنسان لهداه وتعرفه قدر نفسه ، ووجوب التوجه إلى ربه وطلبه ، وطلب الكمال الدائم الذي لا نقص فيه منه ، سواء الكمال والهدى الكوني ، أو المعنوي الروحي في معرفته وهداه وتعاليمه ، والتي فيها كل خير وفضيلة وعز وكرامة ، وليسير وفق نورها وهداها على الصراط المستقيم ليسعد الإنسان الكامل والفاضل والبر الخيّر في الدارين ، فإن المؤمن إن أتت عليه الحوادث نال نعيم الله الأبد وثوابه في جنة الخلد ، والكافر وصل لما يستحقه من العقاب ، وإن النقمة على الكافر المنكر ممن لم يكن له عند الله قيمة ، وهو الذي كان سبب تحصيل النقم لنفسه والحرمان .</p><p></p><p>ومن لم يستجب لنداء الكون ولا للوجود النفسي : وما يدعو إليه من وجوب المعرفة والتوجه لتوحيد القادر القاهر تعالى ، فقد كان معاند لسعادة نفسه ، ورافض فوزه وفلاحه بعمله بهواه وشهوته ، وكان خاسر لكل خير وكرامة لأنه مبطل للحق ، وتنزل في الحرمان والرذيلة مهما فعل بما يخالف من تعاليم الهدى ، وإنه أبتعد عن نور معارف الصدق والعدل والإحسان ، وكان من المحرومين وأهل الضلال ، والمغضوب عليهم بما جنى على نفسه بالحرص على الهوى والشهوات ، وأتبع أئمة الضلال والجور أو كان منهم .</p><p></p><p>فيا طيب : أترك المنحرفون عن الحق وكن من المؤمنين : وأهل الحلال الطيبين الطاهرين لتسعد ، ولتكون من أهل الكرامة والخير والفضيلة والكمال ، وتدبر ما يأتيك من قول الله تعالى وجربه ، فإنه لا تنفع إلا التجربة والإيمان بنتائجها ، وتذوق حلاوة الإيمان بالله وحده لا شريك له ، فإنه به يطيب القلب وتلتذ النفس لما فيه من الدليل الصادق والبرهان الحق ، وهذا ما ستشعر به في قرار فؤادك ، وتحس به في أعماق وجدانك ، وتوقن به بسليم عقلك ، فتنادي مطمئن بكل وجودك بـ : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وهو القادر على كل شيء والرافع لكل هم وغم وحزن ، ومعطي الكمال ودافع النقص والحاجة ، وهو المبعد لكل بلاء ومصيبة وألم ومحنة ، وورطة وقهر ، وعسر واضطرار ، وهذه خاصة بكل إنسان يتوجه إليه تعالى ويتوسل به عز شأنه ، فجرب وقل :{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَ إلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)</p><p></p><p>أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَ إلَهٌ مَعَ اللهِ تعالى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)</p><p></p><p> أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَ إلَهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (64) قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } النمل65 .</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="علمني كيف أخونك, post: 127880, member: 1100"] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين موسوعة صحف الطيبين في أصول الدين وسيرة المعصومين صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / أدلة التوحيد ومراتبه الباب الثاني أدلة توحيد الله تعالى المُتقنة وبراهينه المُحكمة الذكر الثاني الشدائد والبلايا تنورنا برهان وجوب الإيمان بالله وتوحيده الإشراق الأول : دعوة الشدائد والمحن للإيمان بالله وتوحيده : يا أخي : إن الشدائد والبلايا : برهان يجعل الإنسان يتوجه لخالقة وتحد من غفلته وانغماسه في أمور الدنيا وشهواتها وزينتها ، وتنبهه وترشده لوجود قوة عظيمة فوقه قادرة على كل شيء ، وتجعله يقف بإعجاب وتقدير أمام قوتها وعظمة ما تجريه من الأمور الصعبة فيها ، وهذه الأحداث العجيبة وبالخصوص الشديدة والغير عادية ، تبعث في روحه التوجه لمعرفتها ، وتطالبه البحث عنها وعن سببها وعللها ، ومن ثم عن موجد كل شيء و خالقه ومربيه وهاديه . كما إن الشدائد في الحياة : تبعث في الإنسان روح الإيمان بالغيب وبالقوة المسيطرة على كل شيء ، ويجد في قرار نفسه أن الوجود مخلوق لحكمة وغرض وأن وجوده له غاية ؛ وترشده على إنه يجب عليه التوجه لخالق الكون وإقامة العبودية له وشكره على النعم التي جعلها للإنسان ليتمتع بها في دنياه ، وتدعوه لأن يحذر عصيانه والطغيان عليه ، وأن يبتعد عن نقمه وعذابه ، وعليه التوجه له بالطاعة لرفع ما حصل له منها ويبعدها عنه ، ومن ثم التوجه إلى تحصيل تعاليمه من مصدرها الحقيقي وامتثال أوامره ليصل لسعادته الحقيقية ويأمن نقمه وخذلانه ، وليحصل على خيره وتوفيقه وبره وإحسانه . وهذا يشعر به كل إنسان : في كثير من أحواله والظروف التي تمر به ، ففضلاً عن الأحداث الكونية التي توجد أحداث وحالات نفسية ، وأمور داخلية في أفق النفس توجهه لوجود القوة القادرة على كل شيء ، والقاهرة لكل صعب ، والتي بها تحل العقد النفسية ، وتسهل العسر ، وتدفع الشدائد والمصائب والبلايا الشخصية فضلاً عن الكونية . فإنه يا أخي : كل إنسان في بعض أحواله الذي يصيبه مرض ، ولو فيه قليل من الشدة والألم ، وينقطع عن كل أمر منقذ ومنجي منه إلا منقذ يحس به في قرار نفسه ، بأن هو القادر على كل شيء وهو الطبيب ، والمداوي الحقيقي وبيده الشفاء ، بل يشعر إن أسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى . وهكذا ترى الإنسان : في أحوال حزنه ومصائبه ، وفي كثير من الأحيان يرى إنه يعجز عن تحملها والوقوف أمامها ، إلا أن يحتسب أمره ويسلمه لله ولقضائه ولقدره ، ويصبر ويعتقد إنه سيجازيه بجزاء حسن على مصابه ، ولا يذهب عنائه في شدته هدرا ، وبدون ثواب وفرج ومخرج ، فعندها يهون عليه الأمر فتخف عنه آلام المصائب ، ويذهب عنه الحزن والهم والغم . وهكذا ترى المظلوم : عندما لا قدر على أخذ حقه من ظالمه ، يرى إنه يوجد من يأخذه حقه من الظالم ، ويشعر بكل وجوده إن الذي سيأخذ حقه قادر على كل شيء ، وإنه عليم لا يغفل عن شيء ولا يفوته شيء ، وهو المقيم للعدل ، وله الحكم الفصل في إرجاع الحق له ، ولكل مظلوم ولو بعد آن ، وهكذا ترى الحال المتورط في مشكلة ، يرى إن قوة غيبية ستساعده وتخلصه من مشاكله ، وإنه لو توجه إليها لأنقذته من حالة ، و لجعلت له من بعد عسره يسرا ، ومن بعد حزنه فرح ، ومن بعد شدته فرج ، ومخرج لكل خير وكرامة وعز وكمال إن طلبه بحق وصدق النية معه وأخلص التوسل به . ولذا يا أخي : إن ما تثيره الشدائد والمحن : والمصائب والبلايا هو البحث لمعرفة المنجي والمنقذ ، والرافع لكل حاجة ، والممد للوجود بالخير والبركة ، والهادي لكل شيء كماله ، فيشعر الإنسان بقرار وجوده وبما يرى من الحكمة في الكون وإتقانه صنعه وحسنه ، أنه هو القادر العليم وبيده وبرحمته وببركاته وبنعمه ، وبما يمد من العطاء لكل موجود ، يكون هو الرافع لنقصه ، والدافع للبلاء والمرض والفقر عنه ، ومبدلها باليسر والصحة والغنى . وهذا التوجه والطلب من الممتحن والمبتلى : هو في الحقيقة البحث عن الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء ، وعن خالق الكون ومعطي الوجود هداه الكوني ، أو بالإضافة للهدى التشريعي بالنسبة للإنس والجن ، ومن ثم يتوجه الإنسان إن عليه معرفته ثم التوسل به وبأسمائه الحسنى ، ومن ثم طلب الخير والبركة منه ، وعبوديته والتضرع إليه ليسد نقصه ويرفع عنه العسر ، والمصائب والبلايا والشدائد والحزن والهم والغم ، ويمنحه الكمال والخير والبركة وكل كرامة وهدى وفضيلة ، وكل مَنّة وعزة وكرامة ونعيم مادي ومعنوي يأتي منه ، ويحب الوصول لرضاه فيخلص له العبادة والشكر والطلب منه وحده . الإشراق الثاني : المحن تصيب كل الناس وتقيم عليهم الحجة : يا طيب : إنه لا يخلوا إنسان في فترات كثيرة من عمره ، من حالة وجود الظروف الصعبة في الكون والفرد ، والدافعة لمعرفة الله تعالى والتضرع إليه ، فهي كثيرة الوجود ، ويجدها في الحوادث الكونية ، وفي الحالات النفسية التي منها حالات طلبه منه تعالى لرفع مرض أو هم أو غم أو حزن أو ضر حصل له أو لعزيز عليه ، أو التوسل به للحصول على غنى ومال وثروة ، أو طلب المساعدة للنجاح في بحث ، وللنجاح في درس وبرنامج وعمل ، أو للفوز في سباق ، أو لطب الأمن ، والتوسل لدفع مكروه واضطرار وقهر وظلم أو غيرها ، وهذه الحالات من سنن الله في الكون وقوانين الخلقة ، كمد الوجود بكل ما يديم به وجوده ، وهداه لغايته بأحسن صورة ممكنة . وهي حوادث وحالات : كما تدعوا الإنسان للنشاط وطلب الأسباب المسهلة لها ، كذلك تدعوه بقوة في قرار نفسه وسليم وجدانه وعقله إن المسهل لها ، والمعطي الحقيقي لها وللكمال الصادق الذي يأتي منه ، يكون بحق هو مسبب الأسباب وأول العلل ، وإنه له القدرة المطلقة وعلمه المحيط بكل شيء وإنه خبير به وقيوم عليه ، فيرى بكل إيمان وقناعه إنه هو الرافع للنقص وللحاجة وللشدة وللبلاء ، وهو الله وحده لا شريك له ، وهو القادر على كل شيء وخالق الوجود وهاديه للكل خير وكمال، وهو الموفق للفوز والنجاح في كل المهمات. وفي الحقيقة هذه الحالات والحوادث : هي من أهم الأمور المثيرة للفطرة الباحث عن الله تعالى ، وقد وضعها في الإنسان خالقه وفي حوادث الكون ، وجعلها في صميم وجود البشر ، هاديهم وربهم المنعم عليهم ليتنبهوا لضرورة التوجه إليه وعبوديته ، وهي طبعاً مفيدة لمن يتعظ بنداء الوجدان والفطرة وكان فيه بعض التعقل ، وأغلب الناس بل الكثير منهم ينسون هذه الحالة أو يتناسونها ويتنكرون لوجدانهم وما أملى عليهم من وجوب التوجه للخالق الواهب لكل كمال وخير وفضيلة ، وما ينبهه منها للإقرار بوجوده وتوحيده وعبودية ، وشكره وطلب تعاليمه والعمل بها . والإنسان العاقل : الذي قر لوجدانه وفطرته بعد حلول الشدائد والصعاب والهموم والغموم ، أو لطلب الفوز والنجاح وما يثار في نفسه من وجوب التوجه لعبودية الله تعالى والتضرع إليه ليكشف ضره وعسره ، وليجعله في الرخاء واليسر والأمن والصحة والخير والبركة ، كذلك يوجب عليه وعلى كل منصف في طلب خيره وصلاحه وراحة باله ، أن يبحث عن الدين الحق والمرشد الحقيقي لتعاليم الله ، ومَن عنده معارفه الصادقة في كل زمان ، وتأمره للجد في التحقق في معرفة أئمة الخلق من المنعم عليهم لهداية العباد للصراط المستقيم ودين الله القويم الذي فيه رضاه سبحانه . وأخذ الله سبحانه وتعالى الناس : كأفراد في بعض الأحول في المرض والمحن والمواقف المعسرة والشدائد الكثيرة ، وجعل الإنسان يطمح لحصول شيء معين ، والشعور بأنه لا جدوا للسعي له إلا بتوفيق من قوة عليا ، أو أخذ الأمم بالبأساء والضراء والنعم وكل الأحوال من الحوادث الدنيوية : هي كلها وفق سنن كونية ؛ تجعل حتى قساة القلب من الكفار يتوجهون إليه ويتضرعون له ، ولو لفترة وجيزة في تلك الأحوال ، أو بعدها لفترة، وإن نسوا بعدها أو تناسوا . كما وإن هذه الشدائد والصعاب الدنيوية للأمم والأفراد : في ظاهرها شرور ونقم أو صعاب ومحن ، ولكن هي في الحقيقة نِعم وبركة وخير لمن ينتفع بها ويتوجه لله تعالى ولا يشرك به ، ويطلبه ليعرفه ومن ثم يتضرع له ويعبده ويطلب الكمال بكل أنواعه التكويني والتشريعي وعلى كل حال منه . الإشراق الثالث : خسر المنكر لنداء الله الكوني وفاز المجيب : يا طيب : إن من ينكر فطرته : وما تثيره الشدائد في نفسه لطلب الكمال من الله تعالى ، فهو خسر نفسه ووجدانه وما يرفع عنه همه وغمه على الحقيقية عند التوجه لحاله ، ويقر لتفاهة الدنيا وجودا وغاية ، وببقى في الحسرة والحزن طول عمره في الدنيا والآخرة ، وإن خف الحال عليه فتره بعد كل شدة ، ولكنه يشعر بنقص وفراغ داخلي يحس فيه إنه فاقد التوجه الصحيح لحل مشاكله وللحصول على كماله ، فيفقد الثقة في نفسه ويتوجه للملهيات ، ولإشباع الشهوات ليملأ فراغ الخسران النفسي الذي فقده بالتوجه لله تعالى ، ويحاول سده بطلب اللهو والطرب أو المسكر أو غيرها من الملاهي والشهوات والمخدرات ، وغيرها من الأمور المحرمة والظلم للنفس وللغير . ومن فقد الاستجابة لنداء الفطرة : الداعية للكمال الحقيقي ، ولم يطلبه من الله تعالى ، يكون بالإضافة لما عرفت في أغلب الأحيان كسلان فاقد للهمة والنشاط ، ورافض التوجه للصراط المستقيم بشكل سليم وصحيح ، وهذا حال الأغلب . وإن نشط الفاقد للاستجابة للفطرة ـ من التوجه للحق سبحانه بعد الانكسار والحرمان والبلاء ـ تراه لا قيمة عنده لشيء ، ولا عنده مبدأ يحترمه ، ولا دين يقدسه ، فيحاول أن ينتقم من كل شيء ، ويحاول أن يحصل على كل شيء ليعوض ما أصابه من الخسران ، ولكي يحصل على زينة الدنيا ولا يفقدها فيكون في الحرمان في المستقبل ، فإنه يحرص عليها وعلى طلب الأكثر بشدة السعي ، ويكون عنده كل محرم حلال ، وكل ظلم عدل ، وكل قبيح حَسن مادام يدر عليه زينة الحياة الدنيا ، ويعوضه ما فاته من الخسران ، ويكون في الغالب يعمل بحقد ، ويستعمل المكر والحيلة والخداع وإن أظهر البشاشة والعدل ، ويسخر من كل قيمة لمبدأ وعقيدة لدين وإن نادى به ودعا إليه ، فتراه يطبقه على غيره ويلزم الناس به إن كان فيه مصالحه ويعفي نفسه منه ، و إلا فهو داعي للفحشاء والمنكر والفسق والفجور في الظاهر والباطن وفي السر والعلن . وتدبر حال المؤمنين : بعد الشدائد والصعاب وحال من يكون همه الدنيا وزينتها ، فترى المؤمن صابر مطمئن بحسن حاله في كل الظروف ، ومتزن في أعماله في كل الأحوال ، فرح بمستقبله بما سيسعى له من طلب الطيب الحلال بجد ونشاط ، ومن غير كسل وظلم وانتقام إلا بما يأخذ حقه من غير اعتداء . وترى المؤمن بعد الشدائد والمصائب والبلاء بل حينها : هّمه وحزنه قليل أو معدوم لما أصابه ، ويكون راضي بقضاء الله وقدره ، ويتوقع الخير والبركة ، ويتوجه لله ليرفع عنه كل بلاء وهم وغم ، ويسعى لأن يتكيف مع الظروف بأحسن صورة تدعوه للحلال ، وللطيب وللطهارة من غير ظلم وعدوان وفسق وفجور ، بينما الغير مؤمن يرى نفسه خسر كل شيء ودائم الهم والغم والحزن ، ويرى أنه لا يرفعه إلا الانغماس بالحرام والظلم والاعتداء ، والفحشاء والمنكر والبغي واللهو والشهوات ، والخمر والطرب والموسيقى الصاخبة. الإشراق الرابع : آيات وأحاديث ترشدنا لإجابة نداء الله الكوني : فيا طيب : بعد ما عرفنا من إقرار الوجدان الفطري والنفسي والعقلي لوجوب التوجه لله وحده لا شريك له ، ومعرفته عند الشدائد والبلايا وبعدها ، وشكره والتضرع له ، فإن الشرع المقدس والدين الإسلامي الحنيف أشار لهذا في القرآن الكريم ، وفي السنة المطهرة في كثير من الآيات والروايات ، وذلك لكي يبين لنا وليرشدنا لإحدى الطرق التي يدعوا الله تعالى عباده بها للتوجه إليه ، ولطلب الكمال والبركة والخير منه لا من غيره ، وهذه بعض الآيات والروايات المذكرة والمرشدة للإنسان لما ذكرنا من البيان السابق فتدبرها تعرف شرحاها : قال سبحانه : { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام 45 . وقال عزّ وجلّ : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) ….. تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } الأعراف102 . وقال تعالى : { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } الروم 33. وقال تعالى : { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ}فصلت54. وفي دعوات الراوندي : قال النبي صلى الله عليه وآله : ( لولا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء : المرض ، والموت ، والفقر ، وكلهن فيه وإنه لمعهن وثاب )[3] . وهذا الحديث يشير لبلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من الكاره على أهلاها وما يختبر الله به عباده ليتوجهوا إليه وليقروا له وحده أو ليستبين حسن إيمانهم وصدقهم . وذكر في معاني الأخبار وفي تفسير الإمام العسكري عليه السلام : عن الإمام الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام في قول الله عزّ وجلّ : بسم الله الرحمن الرحيم . فقال عليه السلام : ( الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، وتقطع الأسباب من جميع من سواه ، تقول : بسم الله : أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعا ، وهو ما قال رجل للصادق عليه السلام : يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو ؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني . فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط ؟ قال : نعم ، قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك ؟ قال : نعم . قال : فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ قال : نعم. قال الصادق عليه السلام : فذلك الشيء هو الله القادر : على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلي الإغاثة حيث لا مغيث )[4] . وفي الحقيقة كل ما يوجه الإنسان : لخالقه ولربه القيوم عليه وبهداه من الظروف القاهرة ، والشدائد الصعبة الغير متوقعة من المحن والأمراض والآفات الشخصية ، أو الطبيعية الكونية ، كلها مذكرة بالله تعالى وداعية لمعرفته وتوحيده ، وهي قوية في بيانها وموجه لفكر الإنسان بشده للبحث عن خالقه ومدبر الكون كله والمنعم عليه نعم لا تحصى ، وتدعوه بجد لمعرفة علة الوجود الأولى ومتقن صنعه وخالقه وهاديه ومربيه . وهي ليس من النقم : بل من النعم التي توجه الإنسان لهداه وتعرفه قدر نفسه ، ووجوب التوجه إلى ربه وطلبه ، وطلب الكمال الدائم الذي لا نقص فيه منه ، سواء الكمال والهدى الكوني ، أو المعنوي الروحي في معرفته وهداه وتعاليمه ، والتي فيها كل خير وفضيلة وعز وكرامة ، وليسير وفق نورها وهداها على الصراط المستقيم ليسعد الإنسان الكامل والفاضل والبر الخيّر في الدارين ، فإن المؤمن إن أتت عليه الحوادث نال نعيم الله الأبد وثوابه في جنة الخلد ، والكافر وصل لما يستحقه من العقاب ، وإن النقمة على الكافر المنكر ممن لم يكن له عند الله قيمة ، وهو الذي كان سبب تحصيل النقم لنفسه والحرمان . ومن لم يستجب لنداء الكون ولا للوجود النفسي : وما يدعو إليه من وجوب المعرفة والتوجه لتوحيد القادر القاهر تعالى ، فقد كان معاند لسعادة نفسه ، ورافض فوزه وفلاحه بعمله بهواه وشهوته ، وكان خاسر لكل خير وكرامة لأنه مبطل للحق ، وتنزل في الحرمان والرذيلة مهما فعل بما يخالف من تعاليم الهدى ، وإنه أبتعد عن نور معارف الصدق والعدل والإحسان ، وكان من المحرومين وأهل الضلال ، والمغضوب عليهم بما جنى على نفسه بالحرص على الهوى والشهوات ، وأتبع أئمة الضلال والجور أو كان منهم . فيا طيب : أترك المنحرفون عن الحق وكن من المؤمنين : وأهل الحلال الطيبين الطاهرين لتسعد ، ولتكون من أهل الكرامة والخير والفضيلة والكمال ، وتدبر ما يأتيك من قول الله تعالى وجربه ، فإنه لا تنفع إلا التجربة والإيمان بنتائجها ، وتذوق حلاوة الإيمان بالله وحده لا شريك له ، فإنه به يطيب القلب وتلتذ النفس لما فيه من الدليل الصادق والبرهان الحق ، وهذا ما ستشعر به في قرار فؤادك ، وتحس به في أعماق وجدانك ، وتوقن به بسليم عقلك ، فتنادي مطمئن بكل وجودك بـ : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وهو القادر على كل شيء والرافع لكل هم وغم وحزن ، ومعطي الكمال ودافع النقص والحاجة ، وهو المبعد لكل بلاء ومصيبة وألم ومحنة ، وورطة وقهر ، وعسر واضطرار ، وهذه خاصة بكل إنسان يتوجه إليه تعالى ويتوسل به عز شأنه ، فجرب وقل :{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَ إلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَ إلَهٌ مَعَ اللهِ تعالى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَ إلَهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (64) قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } النمل65 . [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
,, البُريمِي لِـ/ الهَمسَات الإسلَامية ,,
الشدائد والبلايا تنورنا برهان وجوب الإيمان بالله وتوحيده
أعلى