`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
هل تعرف دوما من هو الفاعل؟ يقول العلماء بأنها ليست إلا خدعة من الدماغ يطلق عليها علميا: تحيز الإدراك المتأخر hindsight bias
إذا كان شريكك الآخر لديه عادة مزعجة عندما ينزع القناع عن الوغد في نهاية الفلم ويقول لك بأنه كان يعرف من هو طوال الوقت فرويدك قليلا، فهو في الحقيقة لا يكن يعلم شيئا ولكنه كذلك ليس مغرورا. إذ يقول علماء النفس أن كل ما حدث فقط هو أنهم وقعوا ضحية لخدعة للدماغ تسمى علميا ب: تحيز الإدارك المتأحر hindsight bias
ويقول العلماء من جامعة نورثويسترين في تشيكاجو أن ثلاث مستويات من تحيز الإدراك المتأخر hindsight bias تتضافر معا لتجعل شخصا واثقا جدا من قدراته
الأمر السيء في الأمر أن ذلكم الفرد يتوقف عن النظر في مسببات حدوث شيء ما ويفشل من التعلم من التجارب الجديدة ويتجاهل نصائح الآخرين
ومن تلك الأمثلة: رجال الأعمال الذي يقومون باستثمارات سيئة، والإهمال الطبي، والإهمال في الوظائف الأخرى. فالنوع الأول من تحيز الإدراك المتأخر يسبب تبلبل الذاكرة حتى إذا قال شخض بعد حدوث شيئ: قلت لكم أنه سيحدث) وعندما حدث فعلا كانوا ببساطة قد تحدثوا عنه
النوع الثاني يطلق عليه: الحتمي inevitability أو إحساس بأنه تعين عليه حدوثه. وهذا في حال أن حدث شيء كان حدوثه متوقعا من قبل، مثل أن يفوز العداء الرياضي يوسين بولت بنهائيات مائة متر في الأولمبياد فينخدع العقل بالظن أنه عرف ذلك طوال الوقت
والنوع الثالث هو الإحساس ب (علمت أنه سيحدث) وذلك عندما يعتقد شخص بأنه كان قادرا لو أراد على توقع حدوث أمر بعد وقوعه
وقد نشر الباحثان نيل رويس وكاثلين فوهس النتائج التي توصلا إليها في المجلة التخصصية: وجهات نظر في علم النفس
يقولان: تكمن المشكلة إلى أنه الحقيقة في أحيان كثيرة لم نكن نعلم بالشيء طوال الوقت. نحن فقط نحس كما لو أننا كنا نعلم فعلا
وتقول رويس: إذا كنت تحس أنك كنت تعلم بالأمر طوال الوقت فذلك يعني أنك لن تتوقف لمعرفة لم حدث شيء ما. ويصعب كثيرا أن تقنع صانعي القرارات المتمرسين أنهم ربما وقعوا ضحية لتحيز الإدراك المتأخر
ومن ضمن الطرق التي يمكن أن نتجنب بها تحيز الإدراك المتأخر هي أن نأخذ في الإعتبار النتائج المحتملة وأن نفسر كيف كان لها أن تحدث لو حدثت (حتى ولو لم تحدث)
وبهذا -يقول الباحثون- يمكن أن نجابه رغبتنا الاعتيادية في الإتيان بمعلومات لا تنساق مع روايتنا للأحداث. ونتيجة لذلك قد نتمكن من أن نصل إلى دقة أكبر في وجهات النظر حول المسببات لسلسلة من الأحداث
المصدر هنا
ترجمة: أبو رسيل