`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
هذا النص مترجم بتصرف من قبل أبي رسيل
يتعرض بيسونيت[Bissonnette] الذي يبلغ من العمر 36 سنة وينتحل الاسم المستعار مارك أوين[Mark Owen] للإتهام بأنه بخرق التزام السرية الذي وقعه عندما خرج من الخدمة الفعلية في إبريل الماضي وأثار ايضا سخط الأصوليين الإسلاميين الذين نشروا تهديدات ضد المؤلف على الإنرتنت.
الرواية المفصلة لأوين في كتابه: يوم عصيب[No Easy Day] تحكي كيف أنه في ليلة غير مقمرة في الحادي عشر من مايو سنة 2011 تحرك 24 فردا من القوة البحرية الخاصة: سيل[Seal] من قاعدتهم في جلال أباد في أفغانستان إلى مجمع ابن لادن الذي يقع على مساحة تبلغ فدانا واحدا في أبوت آباد.
انتقل أفراد سيل الذي تعين عليهم أن يعملوا في مجموعات من ثلاثة أفراد في طائرتين عموديتين سوداوين من نوع هوك[Black Hawk]
كانوا يعلمون أنه يتعين عليهم أن يتوقعوا إضافة إلى زعيم الرعب وجود خالد أحد أبناء ابن لادن وأحمد الكويتي وأخوه أبرار الكويتي الذين عملا مرافقين عند ابن لادن
يحكي أوين أن المهمة سريعا صادفت عراقيل عندما تعين أن تعاد صياغة الخطة سريعا - اقتضت بإنزال عناصر سيل من أحد الطائرتين العموديتين- بسبب تحطم أحد طائرتي هوك -والتي كان أوين -فيها حال هبوطها على الأرض
وأما مروحية هوك الأخرى والتي كان من المفترض أن تنزل ركابها على سطح المبنى الرئيس في المجمع فقد أنزلتهم خارجه عند تحطم المروحية الأخرى. ومن سهل لهم الدخول كان زملاؤهم المرتجفين من دون إصابات.
طبقا لكتاب أوين فقد كان لديهم ثلاثون دقيقة بمقادر ما تحتويه المروحيتين من وقود كي ينجزوا المهمة. ويخبر أوين أن فريقه توجه صوب بيت الضيوف في المجمع والذي كانوا يعلمون أن أحمد الكويتي يعيش هناك مع عائلته. كانوا مدركين أن قاطني المكان قد سمعوا بقدومهم. وكان بيت الضيوف غارقا في الظلمة ويحتوي على صفة من الأبواب المعدنية المزدوجة ونوافذ في أعلاه. يصف أوين كيف أنه ركع على ركبتيه جنب الباب وألصق شحنة متفجرة به. وبينما توجه أحد رفقائه في المجموعة محو السلالم التي توصل إلى سطح بيت الضيوف، أخطأته زخات من الرصاص من بندقية أي كي 47[AK-47] انطلقت من الداخل وأحالت الزجاج أعلى الباب إلى جذاذ وغمرته بشضاياه
وكتب: دائما ما تفرخ زخات الرصاص الأولى روعك[The first round always surprises the shit out of you]. ثم صرخ أحد زملاء أوين بالعربية طالبا من الكويتي أن يخرج بينما رد أوين بإطلاق النار. فتح الباب شيئا فشيئا وامرأة صرخت.
يقول أوين بأن التوهج الأخضر لمناظيرهم الليلية مكن أفراد سيل من تبين ملامح امرأة ممسكة بشيء بشدة إلى ذراعيها. كان أول ما خطر لهم أنه قنبلة. ويسرد أوين في روايته كيف أنه ابتدأ بالضغط على الزناد. كانت موجات الليزر لبنادق سيل مصوبة على رأس المرأة فقد كان بإمكانهم أن يردوها صريعة في ثانية.
ومع ذلك فقد كانت الصرة إلى ذراعيها طفلا. إذ أن زوجة الكويتي واسمها مريم برزت إليهم مع رضيع وثلاثة أطفال آخرين خلفها. ولقد ظل أوين مصوبا سلاحه عليها وهي تخبرهم أن الكويتي قد مات
يقول أوين بأنه لمح قدمين في الطريق المفضي إلى حجرة النوم وأنه رمى جسد الكويتي بالرصاص مرات عديدة ليتأكد من موته. وبتأمين بيت الضيوف انطلقت سيل إلى المبنى الرئيس في المجمع. كان بيت ابن لادن مقسوما إلى بيتين ثنائيين وكانت عائلته تعيش في الطابقين الثاني والثالث ولديهم مدخلهم الخاص بهم
وحسب رواية أوين- انطلق فريق يقوده فرد من سيل أشير إليه في الكتاب باسم -توم- لتمشيط الطابق الأول. ومرة أخرى كان المبنى يلفه الظلام ولكن المناظير الليلية للجنود كشفت لهم ممرا طويلا وعلى جانبيه بابان مفتوح مصراعاهما على كل جانب
لمح الرجل المستكسف[The Point Man] أو الذي يقود سيل رأس رجل تند من الحجرة الآولى على اليسار فرماه بالنار ثم اختفت إلى الداخل. عندما وصل الفريق إلى المدخل، كان الرجل الذي تبين لاحقا أنه أبرار الكويتي يتلوى على الأرض. فتح أفراد سيل النار عليه فرمت بشرى زوجة الكويتي بنفسها عليه لتقيه فقتلت
ويقول أوين بأن امرأة وبضعة أطفال متكومين في ركن من الغرفة كانوا يبكون. ووجدت بندقية أي كي 47 في الحجرة وقد أفرغها توم من ذخيرتها في حين أن بقية الفريق أخذوا يبحثون في الغرف المتبقية
بعد أن نسف واحد من القوات الأمريكية البوابة الحديدية التي تسد المدخل إلى الطابق الثاني، تواثب أفراد سيل على السلم اللولبي الذي تخللته درجات مشي صغيرة. وعندما وصل أوين إلى الطابق الثاني تمكن من رؤية جسد ممدد على ظهره على درجة الممشى العلوية بين الطابقين الثاني والثالث إذ أن أحد أفراد سيل قتل خالدا- أحد أبناء ابن لادن والذي من المحتمل أنه كان يسكن في الطابق الثاني
يكتب أوين قوله: أفراد سيل الآن مصطفون خلف أوين على السلم ورواق الطابق الثاني فيه ما يكفي من القوات للبحث فيه وتمشيطه، لذا فقد واصل طريقه إلى الطابق الثالث صعودا على الدرجات الزلقة بالدم ومارا على بندقية خالد أي كي 47 التي لم يستخدمها مسنودة على الدرجة
يقول أوين: خططنا لخوض أكثر من قتال وبعد كل ذلك الحديث عن السترات الإنتحارية وكونهم راغبين في إراقة الدماء في سبيل الله، فقط أحد الكويتي الأخوين رمانا بالرصاص
ويصف كيف أنه وفريقه صعدوا بتمهل السلم الضيق، وشحذ أذناه لتلتقط وقع مشي أقدام أو صوت تركيب خزينة ذخيرة. وعندما سمع أصوات نار كان على يعد أقل من خمس درجات عن قمة الدرج. كتب يقول: بوب بوب! رجل الطليعة رأى رجلا يقل برأسه خارج الباب على الجانب الأيمن للمر وعلى بعد عشرة أقدام منه. لم أستطع أن أتبين من موقعي ما إذا كانت الزخات أصابت الهدف أم لا فالرجل اختفى في الحجرة المظلمة. اقتربوا من الحجرة بحذر وفيها وجدوا امرأتين تبكيان بكاء مرا وواقفتان على رأس رجل ملقى تحت أصل السرير. اندفعت أصغر المرأتين نحو رجل الطليعة الذي جذبهما معا ودفعهما نحو الزاوية. علق أوين بأنه إذا ما كانت المرأتان ترتديان أحزمة ناسفة فسوف يكلف فعل رجل الطليعة ذاك حياته ولكنه سينقذ حياة زملائه
وحسب كتاب: يوم عصيب[No Easy Day]- كان الرجل المرمي على الأرض الذي كان يرتدي شيرت أبيض بلا أكمام، وبنطالا وسترة من نوع ماركة تان، قد أصيب بطلقة على الجانب الأيسر من الرأس
كتب أوين يقول: تناثر الدم والدماغ خارج جمجمته. كان ينتفض ويتشنج في أثناء النزع
رماه أوين وآخرون بوابل من الرصاص نحو صدره حتى همد
كان هناك على الأقل ثلاثة أطفال جلسوا في ركن من الحجرة مبهوتين بينما كانت فرقة الكوماندوس تمشط غرفتين صغيرتين بعد غرف النوم مباشرة. وقامت مجموعة أخرى من سيل بتمشيط باقي الأماكن في الطابق الثاني حتى أعلن عن تأمينه. بعدها قام أوين ورفاقه بتفحص الجثمان
يقول: كان وجه الرجل مهترئا بفعل جرح رصاصة على الأقل وكان مغطى بالدم. وثقب في جبهته هشم الجانب الأيمن للجمجمة. وأما صدره فكان ممزقا بفعل الرصاصات التي اخترقته. كان الجثمان غارقا في بركة من الدم. وعندما اقتربت منه لآخذ نظرة فاحصة انضم توم إلي
توم: أظن أن هذا هو رجلنا
يكتب أوين فيقول أن توم لم يرغب في أن ينقل الخبر عبر الراديو بأن الرجل هو ابن لادن لأنه أدرك أن فحوى المخابرة سوف ينقل على جناح السرعة إلى واشنطن حيث الرئيس أوباما جالس يتسمع. لقد أرادت سيل أن تكون متأكدة أولا
كان طول الرجل مطابقا وبدا مشابها للصور المركبة التي أعطيت لسيل. واستعملوا بطانية من على السرير لمسح الدم عن وجهه وبدا أكثر شبها ولكنه أكثر شبابا من المتوقع. لقد اتضح أن لحيته كانت مصبوغة
يقول أوين بأنه التقط صورا لكامل جسد ابن لادن ثم لرأسه – كنت أجذبه من لحيته إلى اليمين ثم إلى اليسار وألتقط الصور-
طلب أوين من زميله أن يجعل عين ابن لادن مفتوحة. (فانحنى إلى الأسفل وأمسك جفن العين إلى الوراء ما جعل عينه ذات اللون البني الخالية من الحياة مكشوفة. وغيرت أنا بعد آلة التصوير بالزووم والتقطت صورة مكبرة لها
في تلك الأثناء كان أفراد سيل يجمعون الحواسيب الآلية وأشرطة الفيديو والمفكرات وكان فريق آخر يحضر لتفجير حوامة هوك المتحطمة
كانت حوامة هوك الأخرى وحوامة شينوك سي إتش 47[CH-47 Chinook] التي جهزت لإعادة التزود بالتقود على نقطة تبعد 15 دقيقة من المجمع وتحمل قوة تدخل سريع من قوات إضافية تحومان حول المجمع ومستنفدتان وقودا ثمينا. كان الوقت ليس في صالحنا)
رفيق آخر لأوين أطلق عليه اسم والتز أخذ عينات من الحمض النووي بغمس عودا قطنيا في دم ابن لادن واستعمل آخرى لفمه. ويخبر أوين أنه احتيج إلى مجموعتين من عينات الحمض النووي وأخريين من الصور الفوتوغرافية بحيث أنه إذا أسقطت أحد الحوامتين في طريق رجوعها إلى جلال آباد فبإمكان المجموعة الأخرى من الأدلة أن تجد طريقها إلى هناك
في تلك الأثناء كانت سيل تحاول الحصول على تأكيد من زوجة ابن لادن التي كانت أصيبت بجرح في ركبتها من أن الرجل الميت هو زعيم تنظيم القاعدة.أعطته المرأة سيلا من الاسماء المستعارة مثل: الشيخ
يستذكر أوين كيف أن عنصرا من سيل مشى بعدها نحو الأطفال الجالسين في الشرفة في الخارج. كان الأطفال جالسين صموتا على الجدار. ركع ويل وسأل أحد البنات: من هذا الرجل؟
لم تكن البنت تعرف كيف تكذب وفقالت: أسامة بن لادن! فابتسم ويل
هل أنت متأكدة من أنه أسامة بن لادن
قالت البنت: نعم
قال: أوكي شكرا
هناك في الخلف في الممر جذب ويل أحد الزوجات من ذراعها وهزها هزا عنيفا وقال لها بلهجة بذيئة: توقفي عن العبث معي الآن! من هو ذلك الرجل في حجرة النوم؟
يتابع أوين فيقول: شرعت المرأة في البكاء. كانت مرعوبة جدا فلم يتبق لها رغبة في المقاومة
قالت: أسامة
سألها ويل وكان لا يزال ممسكا بذراعها: أسامة من؟
قالت: أسامة بن لادن
وبحصولها على اعترافين مزدوجين، اتصلت سيل على الأدميرال مكرافين في جلال آباد الذي كان يطلع الرئيس أوباما على آخر المستجدات
وبينما كان الجنود ينظفون المبنى من أي مواد قد تفيد الاستخبارات، شاهد رجلان من سيل يسحبان جثمان ابن لادن من قدميه نحو أسفل السلم
ولما فتش الحمام الضيق وجد أوين علبة جست فور مين لصباغة الشعر[just for men hair dye] والتي افترض أنها التي استعملها ابن لادن لصباغة لحيته
ويسجل أوين استغرابه كيف أن ابن لادن حافظ على ملابسه مرتبات. كانت جميع قمصانه من التي شيرت مطويات بعناية على شكل مربعات وكانت ملابسه معلقات على مسافات متساوية
ووجد بندقية ومسدسا ليسا ملقمين كليهما. ويعبر أوين عن استغرابه من أن ابن لادن (لم يحضر حتى للدفاع) ويقول بأن زعيم الرعب لم يكن لديه الرغبة للقتال بالرغم من أنه طلب من أتباعه أن يرتدوا السترات الانتحارية أو أن يقودوا الطائرات نحو المباني.
(في كل عملياتي كنا نشاهد هذه الظاهرة روتينيا: كلما كان المستهدف في أعلى السلسلة الغذائية كلما كانت القطة سمينة)
يقول بأن القادة لديهم رغبة أقل بالقتال وأنه كان دوما الشباب وسريعوا التأثر هم من يفخخون أنفسهم ويفجرونها
يكتب فيقول: هل كان -ابن لادن- مؤمنا برسالته؟ هل كان راغبا في خوض الحرب التي دعا إليها؟ لا أظن ذلك. وإلا لكان على الأقل تناول بندقيته ونافح لأجل ما آمن به. ليس هناك مجد في إرسال الناس ليموتون لأجل شيء لم تكن أنت حتى لتقاتل له
مضى الآن على سيل 30 دقيقة في المجمع وكانوا مترددين في مغادرة المنطقة من دون تفتيش ولكن لم يكن لديهم خيار آخر
ويقول أوين بأن جسد ابن لادن وضع في كيس للأجساد. وقد وضعوا أكبر عدد ممكن من الأطفال والنساء في بيت الضيوف لحمايتهم من الأنفجار عندما فجرت سيل الحوامة المتحطمة
انطلقت مجموعة أوين حاملة معها جثمان ابن لادن في حوامة هوك المتبقية والتي بالرغم من صغرها إلا أنها أكثر الطائرات قدرة على المناورة والفرصة في إسقاطها أقل من تلك التي لشينوك سي إتش 47
وفي حوامة هوك تعين على عنصر من سيل أن يجلس على جسد ابن لادن الذي كان قابعا تحت قدمي أوين في وسط القمرة. وفي أثناء الرحلة إلى أفغانستان يقول أوين بأنهم فتشوا الجسد مرة أخرى ولكنهم لم يجدوا شيئا فعاد عنصر سيل إلى الجلوس على صدر ابن لادن.
وبالرغم من استحواذهم على الجسد أسفل قدميه يكتب أوين ليقول بأنه شعر بالفشل حيث أن الفريق ترك خلفه معلومات استخبارية لأن الوقت كان يداهمهم. وهناك في جلال آباد، وضعت سيل الجسد في شاحنة كانت ستنقله إلى باجرام. فطلب الأدميرال مكرافين أن يرى الجثمان. يقول أوين بأنه جذب كيس الجسد من الشاحنة
(لقد وقع على الأرضية الإسمنتية مثل السمكة الميتة. ركعت بجانبه وقتحت الكيس. كانت كل الألوان قد اختفت من على وجهه وبد جلده متلونا بالرماد ورماديا. لقد كان الجسد طريا وتجمعت بركة من الدم المتجمد أسفل الكيس
قلت: هذا هو رجلك
وبينما كان مكروفان واقفا ، جذب أوين رأس ابن لادن من جانب إلى آخر من لحيته حتى يتمكن الأدميرال من مشاهدة صورة جانبية له
يكتب أوين فيقول: انحنى ماكروفان ليأخذ نظرة فاحصة
أشار ماكروفان نحو سيل وسأل عن طول الجسد. قال له عنصر سيل: ستة أقدام وأربعة إنشات- نفس طول ابن لادن
ثم أمر ماكروفان من أحد الجنود أن يستلقي جنب الجسد حتى يقارن الأطوال
ويزعم أوين أن مسألة الأطول كان أغلبها مزحة ولكنها تعكس حقيقة أنه بسبب لحية ابن لادن السوداء لم يبدوا ابن لادن كما كان متوقعا. غير أنه ما من شك في أن سيل قد اقتنصوا رجلهم
[حصري لمنتديات محافظة البريمي]
المصدر
هنا
التعديل الأخير: