سكوتي يصعب تفسيره
¬°•| عضو مميز جدا |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله الذي أحسن كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من طين ، الحمدلله الذي هدانا للإسلام ،
وجعلنا من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام
الحمدلله الذي أخرجنا من بطون أمهاتنا لانعلم شيئا ، وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة ، ليبلونا أنشكر أم نكفر .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
قال تعالى : {وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
} سورة النحل / 78
إن السمع والبصر والفؤاد وسآئر الجوارح واللسان ، نعم عظيمة من نعم الله التي لاتعد ولاتحصى ،
وإن من شكر النعم حفظها وصيانتها عما يغضب الله تعالى ،
فلا يقول قائل "اللهم لك الحمد على نعمة البصر
" ثم لايلبث أن يطلقه في النظر لما حرّم الخالق .. بل
الحمد والثناء الحقيقي يكون بالقول والعمل ،
لا بالقول دون عمل ، فـ ارعَ حق هذه النعم ، ولاتكن جاحدا كافرا بها .
{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
}
الإنسان / 2 3
يقول القرطبي : (واعلم أن على كل جارحة شكرا يخصها وعلى اللسان من ذلك مثل ماعلى سائر الجوارح
)
فـ احمد الله على هذه النعم حمدا كثيرا طيبا يليق بجلاله ، واعلم أنك مؤتمن عليها ،
وأن الجوارح شاهدة على المرء يوم العرض ،وستنطق بـ أمر الله الذي أنطق كل شيء
{ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *
وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
} فصلت / 20 - 21
وقالوا لجلودهم لمَ شهدتم علينا ؟؟؟؟
ذلك يوم الحسرة ، يوم لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل .إن الله العزيز القدير قادر على أن يسلبك هذه النعم في لمح البصر .
فلا تعصِ الله بنعمه
وسخرها فيما يرضي الخالق في السراء قبل الضراء ، واستعملها فيما يكون لك رفعة يوم الحساب والجزاء .
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ
} الأنعام / 46
يصدفون ، ويعرضون بعد كل هذا البيان ، بعد كل هذا الوعيد ، والله المستعان !
][ .. حفظ اللسان .. ][
هذه العضلة الصغيرة في حجمها ، الكبيرة في جرمها ، هي ترجمآن القلب ، ومغرفة الفؤاد
قال - صلى الله عليه وآله وسلم -:
( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان تقول:
اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا
)
الراوي:أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:2871
خلاصة حكم المحدث:حسن
وفي حديث معاذ رضي الله عنه ، حين سَئل الرسول عليه الصلاة والسلام : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
قال : ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم– أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟
) رواه الترمذي
فـ /
احفظ لسانك أيها الإنسان
.................... لا يلدغنك ، إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه
.................. كانت تهاب لقاءه الشجعان
فحديثك يآ ابن آدم ، إما لك وإما عليك
أما من أفضل مآكان لك باذن الله :
1/ قراءة القرآن ، أفضل الحديث ، وأشرف الكلام ،
أنزله الله على نبيه الأمين رحمة وهدى للعالمين ،
كل حرف بحسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، والله يضاعف لمن يشاء
قال صلى الله عليه وسلم : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه
) رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترُجَّة، ريحها طيب وطعمها طيب
) رواه البخاري ومسلم.
فكم لهذا الذكر الحكيم من نصيب في يومك وليلتك !!
2 / ذكر الله ، والدعاء ، فمن أحب شيئا أكثر من ذكره ،
فاجعل لسانك رطبا بذكر المولى عز جل ،
فما أسعد القلوب الذاكرة لربها في كل حال ، قبل النوم ، وبعد الإستيقاظ منه ،
قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل وأطراف النهار .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا
مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ
وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ
ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "
.
الراوي:أبو هريرةالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:8137
خلاصة حكم المحدث:صحيح
هلا تأملنا الحديث أحبتي ... !
إنه الله عز وجل ، يذكر الذاكرين له ، فـ أي فضل للعبد بعد هذا .. ؟؟
وماللقلوب والألسنة غافلة مع كل هذا .. ؟
- ولاننسى أحبتي أن الذكر والدعاء ليس قولا باللسان مع غفلة القلب ،
بل لابد من استحضار القلب واستشعار عظمة الخالق حال الذكر .
أسأل الله أن يرزقنا ألسنة ذاكرة ، وقلوبا خاشعة .
3 / أمر بمعروف ونهي عن منكر ، بالقول اللين
الحسن ، فـ الإنسان بطبعه يقبل القول اللين وينفر من ضده .
وغيرها الكثير ، لكن أكتفي بهذا ، ومن يرغب بـ إفادتنا بغير ماذكر فجزاه المولى خيرا .
وأما من أمثلة ماكان عليك والعياذ بالله :
الغيبة / هذا الداء الخطير ، الذي تفشى في مجتمعاتنا ،
يُدنس كل معنى للأخوة ،
ويهدم وصال المحبة ، كبيرة من الكبائر ، قل من نجا منها والله المستعان .
هي كما بيَّنها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: {أتدرون ما الغيبة؟
} قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: { هي ذكرك أخاك بما يكره
}، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: { إن كان فيه ما تقول
فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته
} . رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو
دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو
طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز .
فالغيبة جرم عظيم ، وخلق ذميم ، ذمه الإسلام ونهى عنه ، تأباه القلوب الطاهرة ، وتنفر منه النفوس السامية الراقية !
نسأل الله العافية والسلامة منه .
وهي من الذنوب المتعلقة بـ حقوق العبآد .
فما بال الأنفس تتساهل في ذلك ..... !!
والله عز وجل شبه المغتاب بأبشع صورة في قوله جل في علاه
{ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
} الحرات / 12
تأملوا قوله عز وجل : [ أخيه ] .. !
المسلمون إخوة ، فكيف لايسلم الأخ من لسان أخيه في غيبته !!
فلو اشتغل المرء بعيوب نفسه وعمل على إصلاحها والرقي بها ، لكآن خيرا له وأزكى .
فليس منآ كآمل خال من النقص والعيب والخطأ ،
فلِمَ نلتفت لـ أخطاء الغير وعيوبهم وننسى أن لنا من العيوب مثل حظهم أو نزيد ؟!
أما عن عقوبة المغتآب :
في القبر / قال عليه الصلاة والسلام : {لما عُرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس
يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس
ويقعون في أعراضهم
}. أخرجه أحمد في المسند ، وأبو داوود واللفظ له
وقال مراجع رياض الصالحين : إسناده صحيح .
الحديث ضعيف هنا
فهلا ارتدعنآ أحبتي .. !
- هذه دعوة لي أنا أولا ثم لكم أحبتي .. لنطهر ألسنتنا من هذا الدنس ، ولنكن أقوياء في الحق لا نرضى
بـ أن يُغتاب إخوة لنا في الدين عند مسامعنا ، لندافع عن أعراض إخوتنا متى ما انتهكت في مجلس نحضره ( وإن كنا لانعرفهم ) .
2 / الكذب : أصبح أسرع الحلول للخلاص من بعض الموآقف .
كثيرا مانسمع أحدهم يعتذر بعذر كاذب حتى يحصل على مراده أو حتى لا يخسره
كمن يكذب تخلصاً من خسارة درجة في مادة كذا .
سبحانك ربي !!
أصبحنا نتنازل عن درجاتنا في الآخره حتى لانخسر درجة في دنيا دنية فانية !!
والأمثلة على اللجوء الى كذب في واقعنا كثيرة ، نسأل الله أن يعفو عنا وأن يُعافينا منه .
كذلك أصبح الكذب مُزاحاً أمرا شائعا جدا ، مع دخوله في النهي وإن كان مُزاحاً لا أكثر .. فهذه فتوى
للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة ، يبين فيها حكم النكت ، حتى وإن كانت لاتدخل في الإستهزاء بالدين
السؤال :
ما حكم النكت في ديننا الإسلامي، وهل هي من لهو الحديث، علمًا بأنها ليست استهزاء بالدين.. أفتونا مأجورين ؟
الجواب:
التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ، ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقًا صلى الله عليه وسلم
أما ماكان [ بالكذب ] فلا يجوز
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له
)
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد ،
والله ولي التوفيق.
. انتهت فتواه رحمه الله .
رابط الفتوى
فلا بأس بـ أن نمزح ونتفكه ولكن بما كان صدقا ، حتى لا نأثم .
3 / السخرية ، والشماتة : من الصفات الذميمة التي نهى الله عنها نهيا صريحا في محكم التنزيل {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ
خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ
} الحجرات / 11
يقول الطبري : "إن الله عم بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية
فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن ، لالفقره ، ولا لذنب ركبه ، ولا لغير ذلك
"
وقال في قوله عز وجل { وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ
}
"جعل اللامز أخاه لامزا نفسه لأن المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره وطلب صلاحه ومحبته الخير "
فالسخرية والشماته انتهاك لحقوق الإنسان ، ومورثة للبغضاء والشحناء ، ومدعاة للتفرقة بين
الإخوان ، وطريق يوصل الى تفكك المجتمع وتمزقه ، وهي خسارة للمرء في الدنيا والآخرة .
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ،
فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ
مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ
يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ
).
الراوي:أبو هريرةالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:2418
خلاصة حكم المحدث:صحيح
][ .. حفظ البصر .. ][
كل الحوادث مبـداها من النظر
................. ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها
................ كمبلغ السـهم بين القـــوس والوتر
والعبــد ما دام ذا طرفٍ يُقَلِّبُه
................. في أعيُنِ الغَيْر موقوف على الخطر
يَسُــرُّ مُقْلَتَهُ مـا ضرَّ مُهجَتَهُ
................. لا مرحبـاً بسُرورٍ عـاد بالضَّــرر
سُئل أحد التابعين : بما تستعين على غض البصر ؟ قال : ( بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إليك من نظرك إلى المنظور إليه
)
ـ إطلاق النظر إلى ماحرم الله سبب في إنتكاس القلب ، فكم من نظرة
أهلكت صاحبها ، وأبدلته من حال إلى حال والعياذ بالله .
قال تعالى :
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى
لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
... } النور / 30 - 31
الله عز وجل لم يأمر بشيء وينهى عن آخر إلا وفيه صلاح لأفرادنا ومجتمعاتنا
، وماظهر الفساد اليوم إلا بـ انتهاكنا لـ حرمات الله
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ
بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
} الروم / 41
فمتى ماتساهل الإنسان بـ إطلاق نظره إلى
مايُغضب المولى عز وجل خاصة مع وجود القنوات
الهابطة اليوم ، تساهل القلب في اقتراف المحرمات شيئا فشيا وهانت عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن الله قد كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا
العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه
) رواه البخاري.
نسأل الله السلامة والعافية
في غرار هذا الحديث ، أردت التنبيه عن بعض الصور في الرمزيات
والتواقيع لنساء متبرجات فاتنات ، فكل من وقعت عينه على
صورة ونظر اليها بـ افتتان فالإثم عائد أيضا على واضع
الصورة ، فلِمَ نُحمل أنفسنا مالا نُطيق من الأوزار والأثقال !!
فلاتستهينو أحبتي بذلك ، بارك الله فيكم وحفظنا وإياكم من كل شر .
أيضا من حفظ البصر ، ستر مايقع عليه النظر من الشر ،
ومن عيوب الخلق ، وعورات المسلمين .
فقد سُئل أحد الحكماء : ماشكر العينين ؟ فقال :
( إذا رأيت بهما خيرا ذكرته ، وإذا رأيت بهما شرا سترت
ه ...... )
فمتى مارأيت شرا فـ استره ولاتكن ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
} النور / 19
وغض البصر يورث في القلب حلاوة ولذة ونورا
وطمأنينة لايجدها من أطلقه في الحرام وأمتع
نظره بلذة ساعة ستكون حسرة وندامة عليه يوم الحساب .
قال أحد السلف : والنظر سهم من سهام ابليس ،
فمن غض بصره أورثه الله حلاوة يجدها قلبه الى يوم يلقاه.
][ .. حفظ السمع .. ][
وسمعك صن عن سماع القبيح
................ كصون اللسان عن النطق به
فإنك عند سماع القبيح
................ شريــك لقـائله فـ انتبه !!
فالأذنين أسرع طريق للقلب ، فإن سمعت خيرا أورثت القلب خيرا وطهراً
، وإن سمعت شرا ، امتلأ القلب شراً وخبثا .
فحفظ السمع يكون بـ صيانته عن كل قول منكر وقبيح ، من غيبة أو
نميمة أو بهتان .. وماإلى ذلك .
وقد سُئل ذآت الحكيم : ما شكر الأذنين ؟ قال :
( إذا سمعت بهما خيرا حفظته ، وإذا سمعت بهما شرا نسيته
)
فالواجب على المسلم نسيان الإساءة من القول ، وحفظ الخير منه
، حتى يعيش مرتاح البال مطمئن القلب
وكذلك ينبغي عليه حفظ أسرار إخوانه وعدم إفشائها .
أيضا لاينبغي على المسلم إنتهاك حرمة أخيه المسلم
والتجسس عليه وإستراق السمع لما لايحق له سماعه
، فقد نهى الله عن ذلك نهيا صريحا في سورة الحجرات بقوله : { ولا تَجَسَّسُوا
} .
أيضا من شكر نعمة السمع حفظها وصيانتها عن
سماع المعازف والغناء ، مفتاح الشرور والفساد .
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: الغناء هو جاسوس القلوب
وسارق المروءة ، وسُوس العقل ، يتغلغل في مكامن
القلوب ، ويدب إلى محل التخييل ، فيثير ما فيه من الهوى
والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة ،
فبينما ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء
العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القران ،
فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله ، وقل حياؤه ،
وذهب مروءته ، وفارقه بهاؤه ، وتخلى عنه وقاره
وفرح به شيطانه وشكا إلى الله إيمانه ، وثقل عليه قرآنه "
وقال رحمه الله :
حب الكتـاب وحب ألحان الغناء
.................. في قلب عبـد ليس يجـتمعان فأيهما ستختار ؟!
فمامن مؤمن يُطهر أذنيه عن هذا الحرام ويكرم سمعه
بالطيب من القول والقرآن ، إلا وسيجد لذة في القلب
وراحة وطمأنينة ، لايجدها من أدمن على سماع الغناء والسيء من القول .
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا
} طه / 126
فكيف نعصي الله بنعمه ؟؟
][ .. ولاتقف ماليس لكَ به علم .. ][
قال تعالى :
{ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
} الإسراء / 36
كثر في زمن الفتن هذا ، وفي عالم المنتديات أيضا ،
القول على الله بغير علم ، والتحدث بـ الظن من غير
تثبت ، وعدم حفظ الجوارح ، والتساهل في إطلاق الأحكام دون علم ودراية .
فـ أحببت أن نقف وقفة موجزة مع هذه الآية العظيمة
التي تُزلزل القلوب الحية الخاشعة ، ذلك حتى نكون على بصيرة من الأمر .
قال ابن العربي في كتابه أحكام القرآن :
للناس خمسة أقوال في تفسير " ولاتقف " :
الأول : لا تسمع ولا تر ما لا يحل سماعه ولا رؤيته .
الثاني : قال ابن عباس : لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك .
الثالث : قال قتادة : لا تقل رأيت ما لم أر ، ولا سمعت ما لم أسمع .
الرابع : قال محمد بن الحنفية : هو شهادة الزور .
الخامس : قيل عن ابن عباس : معناه لا تقف لا تقل .
" وهذه الأقوال كلها صحيحة ; وبعضها أقوى من بعض ،
وإن كانت مرتبطة ; لأن الإنسان لا يحل له أن يسمع ما لا يحل ، ولا يقول باطلا ، فكيف أعظمه وهو الزور "
فأول ماأردت التنبيه عنه هو : نشر الأحاديث
(( الموضوعه والمكذوبة )) على رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بقصد الخير ، دون تثبت من صحتها ،
ودرجتها ، فـ علينا البحث عن حكم الحديث ودرجته قبل نشره .
أيضا مما هو منتشر الآن قول : هذا حلال ، وهذا حرام
.. لمجرد سماع عابر ، أو ظن بغير يقين ولا دليل قاطع جازم .
فالبعض ينبش عن فتوى تنآسب هوآه ، ثم يبآدر في
نشرها هنا وهنآك ، مع مخالفتها لنصوص القرآن والسنة
ويجادل ويعآرض ويُسفه آراء علمآء الدين
المشهود لهم بالعلم والفقه ، والذين يتبعون قول الله
وقول رسوله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .
ورأيت مرة إنتشار خبر عن أحد العلماء بـ أنه قال كذا
وكذا ... فتجد ردودا لاتليق ، وكلمات في غير موضعها دون تثبت
من صحة مانُقل ، فقد يكون المُتلقي تلقى تلقياً خاطئا وهذا يحصل
، وقد يكون المُلقي قد خانه التعبير فلم يصل المعنى المراد إلى السامع .
بل وتجد أحدهم يتلفظ بـ ألفاظ لاتليق لحملة الدين وفقهاء الإسلام
{ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ
} النور / 15
وانظروا إلى أم المؤمنين زينب حين أحسنت قولا رضي الله عنها في
حادثة الإفك حين سُئلت عن عائشة رضي الله عنها وأرضاهما .
قالت عائشة رضي الله عنها : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت
جحش عن آمري : ما علمت ؟ أو ما رأيت ؟
فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت
إلا خيرا . قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم ، فعصمها الله بالورع . رواه البخاري ومسلم .
ماأحسنه من قول ، وماأسماها من نفوس ، وماأطهرها من قلوب !!
فالمسلم إما أن يقول خيرا أو ليصمت ، ولايتحدث بكل
ماسمع دون تثبت وتمحيص للخبر ، فكل نظرة وكلمة
وكل شيء مُسجل عليك يابن آدم ، وإن كانت كلمة في
غير موضعها لاتتجاوز الثلاثة أحرف فـ ستجازى عليها ،
{ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ
} القمر / 53
فلا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه
{ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ
يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ
أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ
}
فهلا حفظنا هذه النعم ، وكنا من عباد الله الشاكرين !
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
فما كان صوابا فمن الله وتوفيقه ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
ويشهد الله أن ماكُتب هنا موجه لي في المقام الأول ، فلستُ خيراً من أحدهم .
وأسأل الله جل وعلا أن يجعله حُجة لي لا علي .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا واجعله الوارث منا ،
اللهم ارزقنا شكر نعمتك ، وأعنا على استعمالها فيما يُرضيك ياحي ياقيوم
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا يارحمن يارحيم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
مِما راق لي ونقلته لكُم