[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
ولايات السلطنة تواصل احتفالاتها بعيد الفطر
الأهازيج الشعبية وتبادل الزيارات وصلة الارحام واستعراضات الخيل والمشاكيك والشواء أبرز مظاهر العيد
منح ـ من سالم بن خليفة البوسعيدي:
الرستاق من ـ سيف بن مرهون الغافري:
تواصل ولايات السلطنة احتفالاتها بعيد الفطر المبارك ، حيث تتميز ولايات السلطنة بعادات وتقاليد جميلة تظهر روح الالفة والمحبة بين افراد المجتمع ، وتظهر ملامح التراث العماني الاصيل .
وتتميز ولاية منح كغيرها مثل باقي الولايات العمانية بالمحافظة على العادات والتقاليد العمانية الخاصة بالمناسبات والأعياد المتوارثة أبا عن جد،فما أن يتم الإعلان عن ثبوت رؤية هلال عيد الفطر المبارك حتى تبدأ فرق العمل المتطوعة في توزيع زكاة عيد الفطر على الفقراء والمحتاجين ومستحقيها,ومع إطلالة أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك وبعد الانتهاء من صلاة الفجر تبدأ مظاهر العيد بولاية منح بارزة من خلال التجمع الأسري والعائلي بين الأهل والأقارب والجيران الذين يتبادلون التهاني والتبريكات بعد أن أكملوا واجبهم الديني في صيام شهر رمضان المبارك مجتمعين حول المائدة لتناول وجبة (العرسية) قبل شروق الشمس في مشهد جميل لا يتكرر إلا مرتين في العام الواحد،فيما يقوم بعضهم بإعداد الهريس كل حسب رغبته الخاصة لتأتي بعد ذلك مرحلة تجتمع أهالي كل قرية في مكان واحد يتبادلون من خلالها تهاني العيد السعيد كبارا وصغارا وهي فرصة للقاء بعضهم البعض قبل الانشغال بأعمال العيد الأخرى وهم يرتدون اللباس الأصلي العماني والمكون من الدشداشة والمصر والخنجر العمانية والذي ما زال يحافظ عليه الجميع من الرجال الكبار والصغار لتبدأ بعد ذلك فرحة تقديم العيدية للأطفال والصغار الذين يحرصون على أخذ عيديتهم قبل التوجه إلى ما يسمى بـ(المخرج) وهو المكان الذي يجتمع فيه جميع أهالي الولاية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك جماعة،حيث يتسع نطاق المشهد الاجتماعي الجميل ممزوجا بالفرحة التي تعم الكبار والصغار والنساء والأطفال الذين ينتشرون في أرجاء المخرج لشراء الحلويات والكماليات والألعاب التي يتهافت عليها الأطفال على اقتنائها والتي لا تعرض إلا في ساحة المخرج بانتظار الرجال حتى ينتهون من صلاة عيد الفطر المبارك فيما يستغل البعض الفرصة للقاء أصدقائهم من قرى الولاية وتقديم التهاني بعد أداء الصلاة وزيارة الأرحام والاقارب.
* استعراضات الخيل والفنون الشعبية
وبعد الانتهاء من أداء صلاة عيد الفطر المبارك يبدأ مشهد عرض الخيل في المكان ذاته هذه العادة الجميلة التي يتولى مهمة تقديمها عادة فرسان نادي الشموخ للتدريب على الفروسية وسباق الخيل بمنح،فقبل سنوات مضت كان الآباء والأجداد يقومون بهذا الدور إلا انه مع مرور السنوات بدأت ممارسة رياضة الخيل في العيد تتلاشى نوعا ما حتى عادت مرت أخرى نتيجة عزيمة وإصرار الفرسان للمحافظة على رياضة الآباء والأجداد نظرا لما تمثله من أهمية كبرى،حيث يقوم فرسان نادي الشموخ للتدريب على الفروسية وسباق الخيل بعرض مجموعة من المهارات المتعلقة بالخيل كفن الهمبل والعرضة وتنويم الخيل وفن الحيروت حتى يكتسي العيد طابعا جماليا ينبسط لمشاهدته الكبار والصغار على حد سواء وهم يستمتعون بمنظر الخيول وفرسانها ويؤدون هذه المهارات الجميلة التي قد تصل بعضها إلى رحلة المغامرة نظرا لما تمثله من خطورة في بعضها كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو كما تصاحب هذه الاستعراضات فرقة الفنون الشعبية بالولاية التي تقدم أهازيجها المصاحبة لإيقاعات الطبل مشيا برزحة تسمى فن القصافية وصولا إلى سوق ولاية منح الذي يعتبر نقطة النهاية لهم متجهين بعد ذلك لقضاء أعمالهم.
* الشواء والمشاكيك
وبعد أن يعود الناس من المخرج تبدأ عملية ذبح الأغنام والأبقار،حيث تختلف بعض هذه المظاهر فالبعض يقوم بالذبح في أول يوم من أيام العيد فيما يفضلها البعض في اليوم الثاني كل حسب رغبته حيث يستمرون حتى وقت صلاة الظهر في تجهيز اللحوم ثم يقومون بتناول وجبة الغداء أو ما يسمى (المقلي) لتبدأ بعد ذلك عملية تجهيز الشواء الذي يتفننون في إعداده من خلال وضع (التبزيرة) والتي تتكون من الخل والبهارات والثوم،حيث يوضع اللحم بعد ذلك في (الخصفة) المصنوعة من سعف النخيل بعد أن يتم وضع بعض أوراق الموز بداخله من اجل زيادة النكهة إلى جانب المحافظة عليه من الاحتراق أثناء رميه في التنور ليتم دفنه بعد صلاة المغرب فيما يقوم البعض بدفنه في اليوم التالي،ومن أجل معرفة (الخصفة) لكل عائلة يتم وضع علامة مميزة تميز كل (خصفة) عن الأخرى حتى تسهل عملية التعرف عليه أثناء استخراجه بعد يوم أو يومين في مشهد اجتماعي آخر يشارك فيها الصغار والكبار وهم يرددون بعض الأهازيج،ومع ثاني أيام عيد الفطر تطفو على الأجواء رائحة المشاكيك التي يحرص الجميع على المشاركة فيها وسط تجمع عائلي وأسري كبير.
* العيود
واستكمالا للفرحة ولمظاهر العيد يتوجه الآباء مصطحبين معهم أبنائهم في ثاني أيام العيد إلى سوق الولاية أو ما يسمى بـ(القصبة) حيث تتاح لهم حرية التجول في العيود وشراء ما يتم عرضه من لعب وهدايا وحلويات وغيره فيما يستمتع الكبار بمشاهدة فرقة الفنون الشعبية وهي تؤدي بعض الأهازيج والرزحات الشعبية والاستمتاع بمشاهدة الخيول،حيث يمكن للصغار ركوب الخيل والتجول بها في العيود،ومع دخول العيد يومه الثالث تأتي فترة الرحلات التي تقوم بها العائلات للتجول في الأماكن السياحية في السلطنة وزيارة الأهالي في الولايات المجاورة.
* الحلوى العمانية
تعد الحلوى العمانية من الصناعات التي توارثها الآباء عن الأجداد والتي لا يزال الأبناء يتعلمون فنون صناعتها وإعدادها من آبائهم حيث تعد أحد مصادر الرزق الطيب للعاملين بصناعتها،وفي منح وكما هي العادة في مختلف المناسبات وخاصة أيام الأعياد كعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك فان الحلوى العمانية ضيف دائم على الموائد المختلفة كونها صناعة تقليدية وصلت شهرتها مختلف دول العالم نظرا لمذاقها الطيب ودقة صناعتها والتي تحتاج إلى أياد ماهرة وذات خبرة لإجادة صناعتها وإتقانها حسب أنواعها المختلفة فمنها البيضاء غير المزعفرة ومنها الحلوى الصفراء المزعفرة والحلوى الحمراء.
تتواصل أفراح عيد الفطر المبارك بمختلف قرى ولاية الرستاق وتتنوع مظاهر الاحتفال وسط ملحمة من الترابط الأخوي والأسري المبني على المحبة والمودة والتعاون حيث تعد هذه المناسبة فرصة كبيرة للأسر للتقارب والزيارات العائلية والخروج في نزهات إلى الحدائق العامة المنتشرة بمختلف مناطق السلطنة.
(الوطن) رصدت مظاهر احتفال أهالي ولاية الرستاق بعيد الفطر المبارك. تجهيزات مسبقة
يقول مسعود بن حميد السالمي: نستعد للاحتفال بالعيد من خلال توفير وشراء المستلزمات كالذبائح والبهارات والمكسرات والخضراوات والفواكه والحلوى العمانية، وكذلك تجهيز الملابس للكبار والصغار ويقوم رب الأسرة بارتياد هبطات العيد حتى يشتري الأضحية المناسبة وعادة ما تكون الأضاحي من الأغنام أو الأبقار، وذلك حسب عدد أفراد الأسرة، وتجد بعض الأسر تشترك في ذبيحة واحدة من الأبقار وكذلك نقوم بشراء متطلبات العيد كالمشاكيك وخصفة الشواء.
اليوم الأول من العيد
وحول مظاهر اليوم الأول من العيد يقول محمود بن سعيد الغافري: يعمل الأهالي ليلة العيد بكل حيوية ونشاط في إعداد وجبة (العرسية) وهي وجبة عمانية تصنع عادة من الأرز واللحم أو الدجاج، وكذلك تجهيز الترشة والتي تصنع من الزبيب والصبار مع إضافة قطع صغيرة من اللحم ويستمر إعداد هذه الوجبة حتى ساعات الفجر الأولى، وفي الصباح الباكر يستعد الجميع لأداء شعائر صلاة العيد والتي تؤدى في مصلى العيد، وبعد الصلاة مباشرة يجتمع الأهالي والجيران كبارا وصغارا في سبلة القرية لتبادل تهاني العيد وتناول وجبة العرسية في جو أسرى تسوده فرحة العيد والمحبة والتعاون، وتعتبر هذه العادة من العادات القديمة والتي يحرص الجميع على إحيائها وقت الأعياد.
عيدية الأطفال
أما سالم بن راشد المقبالي فقال: العيدية هي ما يوزع على الأطفال من مبالغ مالية حيث نقوم بتجهيز مجموعة كبيرة من العملات الورقية الجديدة حيث نقوم بتوزيع العيدية على الأطفال بعد أداء صلاة العيد لينطلق بعدها الأطفال إلى (المخرج) مكان العيود بكل فرح وسرور بعدما ارتدوا ملابسهم الزاهية والمميزة فيشترون من الباعة ما يحبون من ألعاب وحلويات ومكسرات، كما تقام هناك الأهازيج والرزحات العمانية ابتهاجا العيد.
زيارات أسرية
وأضاف كما نحرص على تبادل الزيارات مع الأهل والأقارب والأرحام في جو من المحبة والمودة حيث تعد هذه المناسبة فرصة كبيرة للأسر للتقارب والزيارات العائلية، كما تخرج بعض الأسر في رحلات ترفيهية إلى الحدائق العامة والأماكن السياحية المنتشرة بمختلف مناطق السلطنة
ذبائح العيد
من جانبه قال علي بن جمعة القويطعي: يقوم الأهالي بالذبح بعد أداء صلاة العيد وفي بعض المناطق تكون الذبائح في اليوم الثاني، ويشارك جميع أفراد الأسرة والجيران في عملية الذبح وتقطيع اللحم وتقوم النساء بإعداد وجبة (التقلية) وهي عبارة عن قطع صغيرة من اللحم والكبد مقلية بالبهارات العمانية ويتم تناولها مع الحلوى والخبز العماني أثناء تقطيع اللحم، وكذلك إعداد وجبة (القبولي) لتناولها وقت الغداء.
وجبة الشواء
وأضاف كما يتم تجهيز لحم الشواء بإضافة البهارات والخل ووضعه داخل خصف الشواء، وقبل صلاة الظهر يتم إشعال النار في حفرة التنور باستخدام جذوع النخيل أو حطب السمر، وبعد صلاة العصر يجتمع الأهالي عند التنور منتظرين لحظة تحول الحطب إلى جمر ليقوموا بإلقاء خصفات الشواء في التنور ودفنه ليتم استخراجه بعد يومين لنتناوله وقت الغداء في اليوم الثالث من العيد.
يوم المشاكيك
وحول إعداد وتجهيز المشاكيك يقول رستم بن محمود الغافري: يبدأ إعداد وتجهيز المشاكيك منذ الصباح الباكر، والمشاكيك هي عبارة عن قطع من اللحم مع البهارات مشكوكة في أعواد من الحطب ويلتقي أهالي كل قرية عند مكان الشوي وهو ما يعرف (بالصار) ويقوم كل شخص بشوي المشاكيك الخاصة به، وبعد أن الانتهاء من عملية الشوي يجتمع الأهالي والجيران كبارا وصغار في السبلة لتناول وجبة الغداء المكونة من المشاكيك والخبز العماني والعسل والحلوى.
العزوة
وقال عيسى بن سعيد القويطعي: ومن مظاهر العيد العزوة وهي احتفالية رائعة تقدم فيها العديد من الفنون الشعبية مثل الرزحة والعازي ابتهاجا بالعيد وهي تقليد متوارث تستمر لمدة ثلاثة أيام حيث تقام العزوة بعد صلاة العصر وتستمر حتى غروب الشمس، وتشهد العزوة حضورا كبيرا من الأطفال والكبار ويعرض فيها الباعة مختلف الألعاب والحلويات والمكسرات والمشروبات.
منح ـ من سالم بن خليفة البوسعيدي:
الرستاق من ـ سيف بن مرهون الغافري:
تواصل ولايات السلطنة احتفالاتها بعيد الفطر المبارك ، حيث تتميز ولايات السلطنة بعادات وتقاليد جميلة تظهر روح الالفة والمحبة بين افراد المجتمع ، وتظهر ملامح التراث العماني الاصيل .
وتتميز ولاية منح كغيرها مثل باقي الولايات العمانية بالمحافظة على العادات والتقاليد العمانية الخاصة بالمناسبات والأعياد المتوارثة أبا عن جد،فما أن يتم الإعلان عن ثبوت رؤية هلال عيد الفطر المبارك حتى تبدأ فرق العمل المتطوعة في توزيع زكاة عيد الفطر على الفقراء والمحتاجين ومستحقيها,ومع إطلالة أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك وبعد الانتهاء من صلاة الفجر تبدأ مظاهر العيد بولاية منح بارزة من خلال التجمع الأسري والعائلي بين الأهل والأقارب والجيران الذين يتبادلون التهاني والتبريكات بعد أن أكملوا واجبهم الديني في صيام شهر رمضان المبارك مجتمعين حول المائدة لتناول وجبة (العرسية) قبل شروق الشمس في مشهد جميل لا يتكرر إلا مرتين في العام الواحد،فيما يقوم بعضهم بإعداد الهريس كل حسب رغبته الخاصة لتأتي بعد ذلك مرحلة تجتمع أهالي كل قرية في مكان واحد يتبادلون من خلالها تهاني العيد السعيد كبارا وصغارا وهي فرصة للقاء بعضهم البعض قبل الانشغال بأعمال العيد الأخرى وهم يرتدون اللباس الأصلي العماني والمكون من الدشداشة والمصر والخنجر العمانية والذي ما زال يحافظ عليه الجميع من الرجال الكبار والصغار لتبدأ بعد ذلك فرحة تقديم العيدية للأطفال والصغار الذين يحرصون على أخذ عيديتهم قبل التوجه إلى ما يسمى بـ(المخرج) وهو المكان الذي يجتمع فيه جميع أهالي الولاية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك جماعة،حيث يتسع نطاق المشهد الاجتماعي الجميل ممزوجا بالفرحة التي تعم الكبار والصغار والنساء والأطفال الذين ينتشرون في أرجاء المخرج لشراء الحلويات والكماليات والألعاب التي يتهافت عليها الأطفال على اقتنائها والتي لا تعرض إلا في ساحة المخرج بانتظار الرجال حتى ينتهون من صلاة عيد الفطر المبارك فيما يستغل البعض الفرصة للقاء أصدقائهم من قرى الولاية وتقديم التهاني بعد أداء الصلاة وزيارة الأرحام والاقارب.
* استعراضات الخيل والفنون الشعبية
وبعد الانتهاء من أداء صلاة عيد الفطر المبارك يبدأ مشهد عرض الخيل في المكان ذاته هذه العادة الجميلة التي يتولى مهمة تقديمها عادة فرسان نادي الشموخ للتدريب على الفروسية وسباق الخيل بمنح،فقبل سنوات مضت كان الآباء والأجداد يقومون بهذا الدور إلا انه مع مرور السنوات بدأت ممارسة رياضة الخيل في العيد تتلاشى نوعا ما حتى عادت مرت أخرى نتيجة عزيمة وإصرار الفرسان للمحافظة على رياضة الآباء والأجداد نظرا لما تمثله من أهمية كبرى،حيث يقوم فرسان نادي الشموخ للتدريب على الفروسية وسباق الخيل بعرض مجموعة من المهارات المتعلقة بالخيل كفن الهمبل والعرضة وتنويم الخيل وفن الحيروت حتى يكتسي العيد طابعا جماليا ينبسط لمشاهدته الكبار والصغار على حد سواء وهم يستمتعون بمنظر الخيول وفرسانها ويؤدون هذه المهارات الجميلة التي قد تصل بعضها إلى رحلة المغامرة نظرا لما تمثله من خطورة في بعضها كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو كما تصاحب هذه الاستعراضات فرقة الفنون الشعبية بالولاية التي تقدم أهازيجها المصاحبة لإيقاعات الطبل مشيا برزحة تسمى فن القصافية وصولا إلى سوق ولاية منح الذي يعتبر نقطة النهاية لهم متجهين بعد ذلك لقضاء أعمالهم.
* الشواء والمشاكيك
وبعد أن يعود الناس من المخرج تبدأ عملية ذبح الأغنام والأبقار،حيث تختلف بعض هذه المظاهر فالبعض يقوم بالذبح في أول يوم من أيام العيد فيما يفضلها البعض في اليوم الثاني كل حسب رغبته حيث يستمرون حتى وقت صلاة الظهر في تجهيز اللحوم ثم يقومون بتناول وجبة الغداء أو ما يسمى (المقلي) لتبدأ بعد ذلك عملية تجهيز الشواء الذي يتفننون في إعداده من خلال وضع (التبزيرة) والتي تتكون من الخل والبهارات والثوم،حيث يوضع اللحم بعد ذلك في (الخصفة) المصنوعة من سعف النخيل بعد أن يتم وضع بعض أوراق الموز بداخله من اجل زيادة النكهة إلى جانب المحافظة عليه من الاحتراق أثناء رميه في التنور ليتم دفنه بعد صلاة المغرب فيما يقوم البعض بدفنه في اليوم التالي،ومن أجل معرفة (الخصفة) لكل عائلة يتم وضع علامة مميزة تميز كل (خصفة) عن الأخرى حتى تسهل عملية التعرف عليه أثناء استخراجه بعد يوم أو يومين في مشهد اجتماعي آخر يشارك فيها الصغار والكبار وهم يرددون بعض الأهازيج،ومع ثاني أيام عيد الفطر تطفو على الأجواء رائحة المشاكيك التي يحرص الجميع على المشاركة فيها وسط تجمع عائلي وأسري كبير.
* العيود
واستكمالا للفرحة ولمظاهر العيد يتوجه الآباء مصطحبين معهم أبنائهم في ثاني أيام العيد إلى سوق الولاية أو ما يسمى بـ(القصبة) حيث تتاح لهم حرية التجول في العيود وشراء ما يتم عرضه من لعب وهدايا وحلويات وغيره فيما يستمتع الكبار بمشاهدة فرقة الفنون الشعبية وهي تؤدي بعض الأهازيج والرزحات الشعبية والاستمتاع بمشاهدة الخيول،حيث يمكن للصغار ركوب الخيل والتجول بها في العيود،ومع دخول العيد يومه الثالث تأتي فترة الرحلات التي تقوم بها العائلات للتجول في الأماكن السياحية في السلطنة وزيارة الأهالي في الولايات المجاورة.
* الحلوى العمانية
تعد الحلوى العمانية من الصناعات التي توارثها الآباء عن الأجداد والتي لا يزال الأبناء يتعلمون فنون صناعتها وإعدادها من آبائهم حيث تعد أحد مصادر الرزق الطيب للعاملين بصناعتها،وفي منح وكما هي العادة في مختلف المناسبات وخاصة أيام الأعياد كعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك فان الحلوى العمانية ضيف دائم على الموائد المختلفة كونها صناعة تقليدية وصلت شهرتها مختلف دول العالم نظرا لمذاقها الطيب ودقة صناعتها والتي تحتاج إلى أياد ماهرة وذات خبرة لإجادة صناعتها وإتقانها حسب أنواعها المختلفة فمنها البيضاء غير المزعفرة ومنها الحلوى الصفراء المزعفرة والحلوى الحمراء.
تتواصل أفراح عيد الفطر المبارك بمختلف قرى ولاية الرستاق وتتنوع مظاهر الاحتفال وسط ملحمة من الترابط الأخوي والأسري المبني على المحبة والمودة والتعاون حيث تعد هذه المناسبة فرصة كبيرة للأسر للتقارب والزيارات العائلية والخروج في نزهات إلى الحدائق العامة المنتشرة بمختلف مناطق السلطنة.
(الوطن) رصدت مظاهر احتفال أهالي ولاية الرستاق بعيد الفطر المبارك. تجهيزات مسبقة
يقول مسعود بن حميد السالمي: نستعد للاحتفال بالعيد من خلال توفير وشراء المستلزمات كالذبائح والبهارات والمكسرات والخضراوات والفواكه والحلوى العمانية، وكذلك تجهيز الملابس للكبار والصغار ويقوم رب الأسرة بارتياد هبطات العيد حتى يشتري الأضحية المناسبة وعادة ما تكون الأضاحي من الأغنام أو الأبقار، وذلك حسب عدد أفراد الأسرة، وتجد بعض الأسر تشترك في ذبيحة واحدة من الأبقار وكذلك نقوم بشراء متطلبات العيد كالمشاكيك وخصفة الشواء.
اليوم الأول من العيد
وحول مظاهر اليوم الأول من العيد يقول محمود بن سعيد الغافري: يعمل الأهالي ليلة العيد بكل حيوية ونشاط في إعداد وجبة (العرسية) وهي وجبة عمانية تصنع عادة من الأرز واللحم أو الدجاج، وكذلك تجهيز الترشة والتي تصنع من الزبيب والصبار مع إضافة قطع صغيرة من اللحم ويستمر إعداد هذه الوجبة حتى ساعات الفجر الأولى، وفي الصباح الباكر يستعد الجميع لأداء شعائر صلاة العيد والتي تؤدى في مصلى العيد، وبعد الصلاة مباشرة يجتمع الأهالي والجيران كبارا وصغارا في سبلة القرية لتبادل تهاني العيد وتناول وجبة العرسية في جو أسرى تسوده فرحة العيد والمحبة والتعاون، وتعتبر هذه العادة من العادات القديمة والتي يحرص الجميع على إحيائها وقت الأعياد.
عيدية الأطفال
أما سالم بن راشد المقبالي فقال: العيدية هي ما يوزع على الأطفال من مبالغ مالية حيث نقوم بتجهيز مجموعة كبيرة من العملات الورقية الجديدة حيث نقوم بتوزيع العيدية على الأطفال بعد أداء صلاة العيد لينطلق بعدها الأطفال إلى (المخرج) مكان العيود بكل فرح وسرور بعدما ارتدوا ملابسهم الزاهية والمميزة فيشترون من الباعة ما يحبون من ألعاب وحلويات ومكسرات، كما تقام هناك الأهازيج والرزحات العمانية ابتهاجا العيد.
زيارات أسرية
وأضاف كما نحرص على تبادل الزيارات مع الأهل والأقارب والأرحام في جو من المحبة والمودة حيث تعد هذه المناسبة فرصة كبيرة للأسر للتقارب والزيارات العائلية، كما تخرج بعض الأسر في رحلات ترفيهية إلى الحدائق العامة والأماكن السياحية المنتشرة بمختلف مناطق السلطنة
ذبائح العيد
من جانبه قال علي بن جمعة القويطعي: يقوم الأهالي بالذبح بعد أداء صلاة العيد وفي بعض المناطق تكون الذبائح في اليوم الثاني، ويشارك جميع أفراد الأسرة والجيران في عملية الذبح وتقطيع اللحم وتقوم النساء بإعداد وجبة (التقلية) وهي عبارة عن قطع صغيرة من اللحم والكبد مقلية بالبهارات العمانية ويتم تناولها مع الحلوى والخبز العماني أثناء تقطيع اللحم، وكذلك إعداد وجبة (القبولي) لتناولها وقت الغداء.
وجبة الشواء
وأضاف كما يتم تجهيز لحم الشواء بإضافة البهارات والخل ووضعه داخل خصف الشواء، وقبل صلاة الظهر يتم إشعال النار في حفرة التنور باستخدام جذوع النخيل أو حطب السمر، وبعد صلاة العصر يجتمع الأهالي عند التنور منتظرين لحظة تحول الحطب إلى جمر ليقوموا بإلقاء خصفات الشواء في التنور ودفنه ليتم استخراجه بعد يومين لنتناوله وقت الغداء في اليوم الثالث من العيد.
يوم المشاكيك
وحول إعداد وتجهيز المشاكيك يقول رستم بن محمود الغافري: يبدأ إعداد وتجهيز المشاكيك منذ الصباح الباكر، والمشاكيك هي عبارة عن قطع من اللحم مع البهارات مشكوكة في أعواد من الحطب ويلتقي أهالي كل قرية عند مكان الشوي وهو ما يعرف (بالصار) ويقوم كل شخص بشوي المشاكيك الخاصة به، وبعد أن الانتهاء من عملية الشوي يجتمع الأهالي والجيران كبارا وصغار في السبلة لتناول وجبة الغداء المكونة من المشاكيك والخبز العماني والعسل والحلوى.
العزوة
وقال عيسى بن سعيد القويطعي: ومن مظاهر العيد العزوة وهي احتفالية رائعة تقدم فيها العديد من الفنون الشعبية مثل الرزحة والعازي ابتهاجا بالعيد وهي تقليد متوارث تستمر لمدة ثلاثة أيام حيث تقام العزوة بعد صلاة العصر وتستمر حتى غروب الشمس، وتشهد العزوة حضورا كبيرا من الأطفال والكبار ويعرض فيها الباعة مختلف الألعاب والحلويات والمكسرات والمشروبات.