strong man
¬°•| عضو مميز |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من ظواهر الغربة التي فشت وانتشرت في الأمة فقدان تطبيق سنن النبي
صلى الله عليه وسلم في الحياة اليومية ليس عند العامة ، بل حتى عند بعض طلاب
العلم ، « وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان ، ووقت دون وقت ، وبين أقوام
دون قوم » [1] ، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن « من صفات هؤلاء
الغرباء الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم : التمسك بالسنة إذا رغب عنها
الناس ، وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم ، وتجريد التوحيد وإن أنكر
ذلك أكثر الناس » [2] .
روى الترمذي من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن
ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الدين ليأزر
إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها ، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية
من رأس الجبل ، إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون
ما أفسد الناس من بعدي من سنتي » [3] .
وروى ابن وضاح في البدع والنهي عنها عن بكر بن عمرو المعافري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طوبى للغرباء الذين يمسكون بكتاب الله
حين يترك ، ويعلمون [4]بالسنة حين تطفأ » [5] ، وقال أبو بكر بن عياش :
« السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان » [6] ، ويقول يونس بن
عبيد رحمه الله تعالى : « ليس شيء أغرب من السنَّة ، وأغرب منها من
يعرفها » [7] .
حال السلف في الشكوى من غربة تطبيق السنة :
لقد تكاثرت أقوال السلف في بيان هذه الغربة في أزمان تُعد من أفضل
الأزمان ، وقرون هي من أفضل القرون بشهادة من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا
وحي يوحى ، يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : « لو خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليكم ما عرف شيئاً مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة » .
وقال الأوزاعي : فكيف لو كان اليوم ؟
وقال عيسى بن يونس : فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان ؟
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما أعرف منكم ما كنت أعهده على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قولكم : لا إله إلا الله . قلنا : بلى يا أبا
حمزة ! قال : قد صليتم حتى تغرب الشمس ، أفكانت تلك صلاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؟ !
وعن ميمون بن مهران قال : « لو أن رجلاً أُنْشِرَ فيكم من السلف ما عرف
غير هذه القبلة » ، وعن سهل بن مالك عن أبيه قال : « ما أعرف شيئاً مما أدركت
عليه الناس إلا النداء بالصلاة » [8] .
وهذه حقيقة واقعة في هذا الزمن ، ليس بين عوام الأمة ، بل حتى بين طلاب
العلم أحياناً ، فإذا ما قام أحدهم بتطبيق سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم
إذا بنظرات الاستغراب تنهال من كل حدب وصوب ، وكأنك فعلت أمراً منكراً ، بل
أشد من ذلك أحياناً ولا وحول ولا قوة إلا بالله أن يكون المنكر أخف ؟ ! ! فكم من
الناس من يرتكب المعاصي ومع ذلك لا تجد من ينكر عليهم ، ويحتسب في
مناصحتهم ، أما لو طبق سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذا إن سلم
من العقوبة أحياناً فقد لا يسلم من السكوت عنه وأقل الأحوال أن توجه إليه الأنظار !
وهذه القضية ليست في عصرنا فحسب بل حتى في العصور الماضية ، فعلى
سبيل المثال : يقول الشاطبي رحمه الله في الاعتصام : « فرأيت أن الهلاك
في اتباع السنة هو النجاة ، وأن الناس لن يُغنوا عني من الله شيئاً ، فأخذت في ذلك
على حكم التدريج في بعض الأمور ، فقامت عليَّ القيامة ، وتواترت عليّ الملامة ،
وفوّق إليّ العتاب سهامه ، ونُسبت إلى البدعة والضلالة ، وأنزلت منزلة أهل
الغباوة والجهالة » [9] ، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما : « ما يأتي على
الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدع ، وتموت
السنن » [10] .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من ظواهر الغربة التي فشت وانتشرت في الأمة فقدان تطبيق سنن النبي
صلى الله عليه وسلم في الحياة اليومية ليس عند العامة ، بل حتى عند بعض طلاب
العلم ، « وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان ، ووقت دون وقت ، وبين أقوام
دون قوم » [1] ، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن « من صفات هؤلاء
الغرباء الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم : التمسك بالسنة إذا رغب عنها
الناس ، وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم ، وتجريد التوحيد وإن أنكر
ذلك أكثر الناس » [2] .
روى الترمذي من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن
ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الدين ليأزر
إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها ، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية
من رأس الجبل ، إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون
ما أفسد الناس من بعدي من سنتي » [3] .
وروى ابن وضاح في البدع والنهي عنها عن بكر بن عمرو المعافري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طوبى للغرباء الذين يمسكون بكتاب الله
حين يترك ، ويعلمون [4]بالسنة حين تطفأ » [5] ، وقال أبو بكر بن عياش :
« السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان » [6] ، ويقول يونس بن
عبيد رحمه الله تعالى : « ليس شيء أغرب من السنَّة ، وأغرب منها من
يعرفها » [7] .
حال السلف في الشكوى من غربة تطبيق السنة :
لقد تكاثرت أقوال السلف في بيان هذه الغربة في أزمان تُعد من أفضل
الأزمان ، وقرون هي من أفضل القرون بشهادة من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا
وحي يوحى ، يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : « لو خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليكم ما عرف شيئاً مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة » .
وقال الأوزاعي : فكيف لو كان اليوم ؟
وقال عيسى بن يونس : فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان ؟
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما أعرف منكم ما كنت أعهده على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قولكم : لا إله إلا الله . قلنا : بلى يا أبا
حمزة ! قال : قد صليتم حتى تغرب الشمس ، أفكانت تلك صلاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؟ !
وعن ميمون بن مهران قال : « لو أن رجلاً أُنْشِرَ فيكم من السلف ما عرف
غير هذه القبلة » ، وعن سهل بن مالك عن أبيه قال : « ما أعرف شيئاً مما أدركت
عليه الناس إلا النداء بالصلاة » [8] .
وهذه حقيقة واقعة في هذا الزمن ، ليس بين عوام الأمة ، بل حتى بين طلاب
العلم أحياناً ، فإذا ما قام أحدهم بتطبيق سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم
إذا بنظرات الاستغراب تنهال من كل حدب وصوب ، وكأنك فعلت أمراً منكراً ، بل
أشد من ذلك أحياناً ولا وحول ولا قوة إلا بالله أن يكون المنكر أخف ؟ ! ! فكم من
الناس من يرتكب المعاصي ومع ذلك لا تجد من ينكر عليهم ، ويحتسب في
مناصحتهم ، أما لو طبق سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذا إن سلم
من العقوبة أحياناً فقد لا يسلم من السكوت عنه وأقل الأحوال أن توجه إليه الأنظار !
وهذه القضية ليست في عصرنا فحسب بل حتى في العصور الماضية ، فعلى
سبيل المثال : يقول الشاطبي رحمه الله في الاعتصام : « فرأيت أن الهلاك
في اتباع السنة هو النجاة ، وأن الناس لن يُغنوا عني من الله شيئاً ، فأخذت في ذلك
على حكم التدريج في بعض الأمور ، فقامت عليَّ القيامة ، وتواترت عليّ الملامة ،
وفوّق إليّ العتاب سهامه ، ونُسبت إلى البدعة والضلالة ، وأنزلت منزلة أهل
الغباوة والجهالة » [9] ، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما : « ما يأتي على
الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدع ، وتموت
السنن » [10] .