حكاية روح
¬°•| سَحَابة صَيفْ |•°¬
الثلاثاء, 14 أغسطس 2012
أكدوا ضعف الاستفادة من التوجيه المهني بالمدارس - استطلاع : ابراهيم بن علي البلوشي:-- انتزاع مقعد دراسي في المؤسسة الجامعية شوك انزاح من الطريق بالنسبة للذين تم قبولهم للعام الدراسي المرتقب الا ان متى ما تبدد ذلك البعبع إن صح التعبير ظهرت امامهم غاية مجهولة اخرى وهي ما تعرف بسوق العمل وان كانت الفرحة كبيرة وهي فخر للدارس وذويه الا ان مستقبل التعيين او التوظيف كدّر صفوها.. وأصبح القلق امام اعينهم من جديد خصوصا في ما يعرف بالكليات الانسانية وبعض التخصصات العلمية.. وان كان الجهد والنسب التي يحصل عليها الدارس في المواد الدراسية هي من تتحكم في اختيار التخصص الا ان من التقينا بهم اجمعوا ضعفا حادا في الاستفادة مما يعرف بالتوجيه المهني في مدارسهم. كما ابدى البعض تحفظه على ما يعرف ايضا بالمعدل التنافسي.
«$» زارت قاعة التسجيلات بجامعة السلطان قابوس والتقت بثلة من المقبولين في مختلف الكليات.. وكشفوا لنا بالاجماع تخوفهم الكبير من مستقبل سوق العمل العماني بشقيه الخاص والعام بحثا عن اثبات الذات وهذا الحال يسري على دفعات في انتظار التخرج. كما كشفت اللقاءات رغبة في مراجعة سياسات التعمين من الضروريات والبعض افاد بان ما بعد التخرج من المؤسسة الجامعية امر تسبب في احباط الكثيرين اثناء دراسة الدبلوم العام. وخلال هذا الاستطلاع رصدنا جملة من النقاط الهامة امام المعنيين لصناعة ميدان عمل يوازي طموحات هؤلاء النخبة من ابناء الوطن الذين ناشدوا الحكومة بدراسة واقع سوق العمل وايجاد الخطط السريعة والبديلة لاستيعاب الكوادر الوطنية المقبلة.
استفادة قليلة
بداية ادريس بن محمد البشري من ولاية الرستاق افاد بأن طموحه كان كلية الهندسة وانه رغم الدرجات التي حصل عليها في المواد الدراسية المطلوبة لكلية الهندسة الا ان التنافس كان عاليا فيها ولم يتم قبوله الا في كلية الاداب والعلوم الاجتماعية وموضحا ان الدراسة في جامعة السلطان قابوس كانت رغبته الاولى وحصل ادريس على نسبة 79,8 ووفق المواد التي اختارها مكنته من القبول في الكلية المذكورة.
ولم يخف البشري انه لم تكن استفادته من التوجيه المهني من المدرسة التي حصل منها الدبلوم العام كبيرة وقال «تقدر بنسبة 30% فقط هي الاستفادة من التوجيه المهني اي يعني لم نستفد بصراحة».
وابدى ادريس تخوفه حول مستقبله الوظيفي معللا ذلك الى ان تخصصات الكليات الانسانية لا تلقى قبولا في سوق العمل وان الالتحاق بها الغالبية كخيار ثاني وليس اول واضاف «بصراحة ايضا انا متخوف من مسألة التعيين من الان ولا اعرف هل سيلقى التخصص الذي سادرسه قبولا في المؤسسات الحكومية والخاصة» واكد ايضا بقوله «ومن خلال المجلات والصحف قرات ان مستقبل الكليات الانسانية ليس في السلطنة فقط وانما في دول اخرى ضعيف وضئيل لذا سأسعى الى التحويل الى كلية علمية ان ساعدتني الظروف».
وناشد البشري الجهات الحكومية والخاصة ان تعيد النظر في مسألة التعيين والاهتمام في خريجي الكليات الانسانية بحيث يتم قبول عدد اكبر من الوقت الحالي حتى لا يحبط الطالب او يتوتر خلال دراسته ويظل قلق في موضوع تعيينه بعد التخرج وايضا يشجع خريجي الدبلوم بالاقبال على هذه الكليات على ان يكون لوزارة القوى العاملة دور في الموضوع.
واشاد ادريس بالاستقبال الذي حظي به الطلاب اثناء اجراءات التسجيل بالجامعة وان الامور جرت سلسة وبدون تعقيد ولم تكن هناك زحمة عدا بعض الفترات في بعض الاركان.
اهتمام أكبر
أحمد بن علي الهنائي من ولاية لوى المقبول في كلية الطب حصل على نسبة 93,8% والمعدل التنافسي في القبول بالكلية 91,8 اوضح ان جامعة السلطان كانت رغبته الخامسة فكان اهم طموحاته هو ان يدرس الطب خارج السلطنة وتحديدا في الدول الاجنبية لأسباب ذكر منها قوة الدراسة في تلك الجامعات والكم الهائل من المعلومات وايضا ذكر قوة الاستفادة في التمكن من تعلم اللغة الانجليزية فالمجتمع هناك مساعد فضلا عن تحقيق الخبرة الحياتية والاطلاع على تجارب المجتمعات الاخرى الا انه لم يحالفه التوفيق ومع ذلك افاد الهنائي بان له الشرف بان يدرس في جامعة السلطان قابوس متمنيا ان يحقق التفوق فيها وان الدراسة في كلية الطب طموحه منذ فترة الدراسة الاولى وهي فوق كل الرغبات الاخرى على حد قوله.
وحول استفادته من التوجيه المهني بالمدرسة راى ان الاستفادة كانت متوسطة مرجعا ذلك الى ضيق الوقت في الحصص المخصصة للتوجيه المهني وان التوجيه المهني الذي تلقوه كان محدودا وأنه كان ملبيا للغرض احيانا.
ويأمل ان تتاح الفرص الاكبر لخريجي كلية الطب لإكمال دراساتهم العليا بعد التخرج وان تضاعف لهم الحوافز المادية والمعنوية كما يرى ان يكون طريق التمكين للطبيب العماني اكثر يسرا من حيث اتاحة فرص الخبرة والاحتكاك في مستشفيات عالمية مثلا وان يعطى الاولوية في الحصول على افضل الامتيازات المهنية والوظيفية.
امكانياتهم متواضعة
داود بن سليمان العامري من ولاية السيب المقبول في كلية العلوم كانت رغبته الاولى كلية الهندسة الا ان قبوله جاء في كلية العلوم وكان معدله 81,7 فتم قبوله وفق درجات المواد التي حققها وحسب المعدل التنافسي مشيرا الى ان بفارق واحد بالمائة عن دخوله في كلية الهندسة وسيسعى الى التحويل اليها متى ما سمحت له الظروف كون المستقبل فيها افضل.
ووصف داود امكانيات معلمي التوجيه المهني بالمدارس بالمتواضعة وان الاستفادة من تلك الحصص كانت ضعيفة وقال «كان المعلم يقول لنا اسالوا ماذا تريدون ان تعرفوا ونحن ليس لدينا تلك الثقافة حول التوجيه المهني» واضاف «غالبا ما يكون الانضباط في تقديم هذه الحصة مفقودا وكثيرا ما تؤجل الحصة او تلغى لكثرة غياب المعلم» وراى كذلك ان المعلومات التي كان يقدمها معلم التوجيه المهني عادية وضعيفة تشعرك بان المعلم غير متمكن منوها ان الوعي بالمستقبل الوظيفي لديهم كان بحاجة انارة الطريق بشكل اكبر لذا على التوجيه المهني ان يكون بشكل افضل فالكثير من الطلاب قليلو الوعي بمستقبلهم المهني.
وعن المستقبل الوظيفي طالب العامري المعنيين في كلية العلوم بان يوضحوا لهم مستقبل كل تخصص وبالتالي حتى تكون الصورة اوضح حتى يتبدد الخوف من اشكالية التعيين وان كان خريجو كلية العلوم يكون مستقبلهم افضل عن الكليات الانسانية ومع ذلك التعيين يظل هاجس في ظل التنافس الكبير على الوظيفة الافضل في سوق العمل العمل العماني.
وابدى داود اعجابه بسرعة انجاز اجراءات التسجيل في الجامعة واشاد بالموقع والمكان او القاعة التي تتم فيه انهاء الاجراءات مبديا سعادته بتحقيق طموحه بالدراسة في جامعة السلطان قابوس املا الحصول على فرصة الانتقال الى كلية الهندسة رغبته الاولى.
أمل بنت محمد الشهومية من ولاية عبري حصلت على معدل 92% وكانت رغبتها الاولى كلية التربية تخصص علوم ورياضيات وقد حصلت على الدرجة النهائية في الرياضيات الا ان المعدل التنافسي لها 89,6% في المواد المشترطة للمنافسة على برنامج تخصص العلوم والرياضيات في كلية التربية ولم يحالفها التوفيق الالتحاق بها فتم قبولها في كلية العلوم وان كان رغبتها في العلوم والرياضيات مرجعة ذلك الى ان سوق العمل في توظيف معلمات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء فرص متاحة وهي تخصصات مطلوبة على حد تعبيرها.
ورأت الشهومية ان قبولها في كلية العلوم مرض بالنسبة لها وبامكانها ان تعوض ما فاتها في كلية التربية وذلك بالحصول على تخصص فني مختبرات فهي تميل الى هذا العمل الفني والاجواء المختبرية على حد قولها وهي غير متخوفة بشكل كبير حول مستقبلها الوظيفي وان قبول خريجيها لا يزال مطمئنا وان التحويل الى كلية اخرى او الكلية التي كانت تطمح لها امر وارد وان لكل حادثة حديث.
وعن اهمية الاستفادة من التوجيه المهني بالمدارس كان لأمل راي مغاير وان الاستفادة كانت مقبولة ومرضية وان المعلمة كانت تشرح لهم الية اختيار التخصصات بما يتناسب وقدراتهم وميولهم من جانب وسوق العمل من جانب اخر مؤكدة ان التوجيه المهني بمدرستها كان مرضيا الى حد ما.
لا علاقة
زهراء بنت خلفان الراشدية من ولاية السيب تم قبولها في كلية التربية تخصص علوم ورياضيات حصلت على نسبة 95,5% فيما كان المعدل التنافسي 93,64 وانها لم تواجه مشكلة فيه فكانت رغبتها الاولى وطموحها دراسة هذا التخصص الا انها اعلنت تخوفها الصريح عن مستقبل تعيينها بعد التخرج وان القلق ينتابها وهي في الدراسة خصوصا وانها افادت بعدم تشجيع الاهل والزميلات لها على هذا التخصص نظرا لضعف الاقبال عليه في سوق العمل الا ان حبها للتخصص دفعها لاختياره وعسى العاقبة خيرا.
وأكدت الراشدية التي اشادت بسهولة اجراءات التسجيل ضعف استفادتها من التوجيه المهني في المدرسة وان معلمة التوجيه المهني لم تكن متمكنة منوها الى انها لم تتلق التدريب الكافي على كيفية توضيح ماهية التوجيه المهني وان اختيارها للتخصص لم يكن علاقة بما تلقته بالتوجيه المهني بالمدرسة على حد تعبيرها وانما في ضوء رغبتها وان فتح التخصص من جديد بعد ان اغلق في السنوات الماضية اعطاها حافزا لدراسته ظنا منها بان فتح التخصص يشير الى حاجة سوق العمل.
هاجس التعيين
نهال عمر قطن من ولاية صلالة المقبولة في كلية التربية تخصص تكنولوجيا التعليم والحاصلة على نسبة 95,7% والمعدل التنافسي 94,48% واختارت هذا التخصص لانها تحب مصادر التعلم والعمل في الحواسيب التعليمية رغم ان اهلها عرضوا عليها دراسة تخصصات اخرى فآثرت التخصص والكلية التي ترغبها. وابدت نهال قلقها وتحفظها حول ما يعرف بالمعدل التنافسي للقبول وكشفت ان هاجس التعيين يقلقها ورغم ذلك اثرت تحقيق رغبتها والتوظيف امر تتركه للقدر.
ولم يختلف رأيها عن سرعة انجاز انهاء اجراءات التسجيل وكذلك اتفقت مع الغالبية ان التوجيه المهني بالمدرسة لم يقدم الايضاحات الواسعة حول سوق العمل وما يخص التوجيه المهني ولا توجد مادة دسمة بل متواضعة واغلبها مقترحات واحيانا الحصة رغم انها حصة اسبوعيا تتعطى للمواد الدراسية الاخرى احيانا عموما كانت الاستفادة ضعيفة.
مروه بنت هلال الريامي من ولاية نزوى 92,6 وكانت جامعة السلطان رغبتها الاول وتم قبولها في كلية التربية تخصص اللغة الانجليزية وهي تطمح دراسة هذا التخصص منذ صغرها على حد قولها مبدية تخوفها من المعدل التنافسي وفي الاخير اجتازته.
وعن سبب اختيارها ايضا ان اللغة الانجليزية لغة عالمية ولها مستقبل وظيفي كبير هكذا تتفائل فهمها الاول والاخير هو دراسة هذا التخصص والتعيين ياتي ثانيا وهي تأمل التعيين بعد التخرج دون الانتظار كثيرا.
وقالت «بصراحة التوجيه المهني في المدارس لم يكن بتعمق والحصة لا تعطى حقها الكامل والاستفادة مجرد عموميات وتوجيه» وفي هذا الجانب اكدت اختيارها للتخصص لم يكن التوجيه المهني له دور في ذلك.
المعدل التنافسي
سالمة بنت عبدالله الشبيبية من محافظة شمال الشرقية المقبولة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ابدت حزنها على عدم تحقيق رغبتها الاولى وهي كلية الهندسة منوهة الى ان المعدل التنافسي تشعر بان حرمها من تحقيق حلمها وهنا عبرت قائلة «بصراحة انا منذ صغري واحب العمل في الالكترونيات والاجهزة المختلفة لذا كان طموحي في الهندسة ولكن ارى ان المعدل التنافسي ربما عقبة حرمني واسعد البعض واخي شجعني عليها ويسموني في البيت المهندسة وايضا سوق العمل محفز ولكن قدر الله ما شاء فعل».
سالمة الحاصلة على نسبة 94% لا تملك المعلومات الكافية عن سوق العمل لمستقبل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وانما ارتأت اختيارها في ضوء طرح تخصصات جديدة ربما تجد اقبالا في سوق العمل. ورأت الشبيبية ان التوجيه المهني بالمدرسة لم يكن في مستوى الطموح وان المعلمة كانت تنتقي بعض التخصصات والكليات للحديث عنها فهي لم تكن متمكنة من ما يعرف بالتوجيه المهني وهي حصة واحدة اسبوعيا واحيانا توزع على معلمات مادة الرياضيات فهذا دليل ضعف الاهتمام بها. الهام بنت سليمان الشبيبية التي قبلت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهي من محافظة شمال الشرقية حاصلة على نسبة 93,9% وهي قبلت في رغبتها الاولى وهي ميالة الى العمل في المحاسبة وهي تنحو نحو بعض من افراد اسرتها الذين تخرجوا من هذه الكلية وتوظفوا دون تأخير.
وابدت تخوفها من ما يعرف بالمعدل التنافسي في القبول بالكلية الا ان اختيارها للكلية والتخصص بناء على رغبتها وتأمل قبولها في سوق العمل بعد التخرج على اعتبار من سبقها لم ينتظر كثير من خريجي هذه الكلية.
ولم يختلف رأيها حول التوجيه المهني انه لم يكن متعمق بالشكل المطلوب وغير متمكنة والمعلمة بحاجة الى المزيد من الدورات المكثفة حتى تكون على وعي بمستجدات هذه المادة وهي يتعلق عليها مستقبل الطلبة.
حصة غير مهمة
انتصار بنت احمد السالمي من ولاية السيب المقبولة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية كانت رغبتها الاولى وبالتالي حققت رغبتها وطموحا وتملك معلومات ونصحوها على اختيار كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وان سوق العمل يقبل خريجيها بدون تأخير ورغم ذلك ايضا ابدت تخوفها من مستقبل التوظيف وان هذا التخوف يعود الى غموض مستقبل سوق العمل.
السالمية الحاصلة على 94,4% اقرت انها لم تعتمد على معلمة التوجيه المهني في اختيار مستقبلها ولم تستفيد منها والحصة احيانا كثيرة تعطى للمواد الدراسية الاخرى وان ليس لها اهمية وبالتالي الاستفادة ضعيفة.
هاجر بنت عبدالله السعيدية من ولاية الخابورة تم قبولها في كلية التربية تخصص تكنولوجيا التعليم الذي لم يكن رغبتها الاولى وكانت تتمنى دراسة الجغرافيا نظرا لشغفها في المهارات الجغرافية على حد قولها لكنه اقفل.
هاجر فكرت كثيرا في مصيرها بعد التخرج فهي اختارت هذا التخصص نظرا لرغبتها وتأمل ان تدرس تخصصا فرعيا كالتصميم الجرافيكي وعدد الخريجين مقبول بالامكان ان يستوعبهم سوق العمل على حد توقعها الا انها لم تخف تخوفها من مستقبل التوظيف وبالتالي تطمح ان درس تخصص شبكات وان تكون معيدة مدرسة في الجامعة ورأت ان سوق العمل بات يسبب احباط للكثير من الطلبة خصوصا طلاب الدبلوم او الصف الثاني عشر لان سوق العمل اصبح عاجزا عن استيعاب الخريجين.
السعيدية كان لها راي مختلف عن التوجيه المهني وتحديدا في المدرسة التي درست بها افادت بان المعلمة قائمة بدورها خلال حصة التوجيه المهني وكانت توفر لهم بيئة عمل مناسبة.
أكدوا ضعف الاستفادة من التوجيه المهني بالمدارس - استطلاع : ابراهيم بن علي البلوشي:-- انتزاع مقعد دراسي في المؤسسة الجامعية شوك انزاح من الطريق بالنسبة للذين تم قبولهم للعام الدراسي المرتقب الا ان متى ما تبدد ذلك البعبع إن صح التعبير ظهرت امامهم غاية مجهولة اخرى وهي ما تعرف بسوق العمل وان كانت الفرحة كبيرة وهي فخر للدارس وذويه الا ان مستقبل التعيين او التوظيف كدّر صفوها.. وأصبح القلق امام اعينهم من جديد خصوصا في ما يعرف بالكليات الانسانية وبعض التخصصات العلمية.. وان كان الجهد والنسب التي يحصل عليها الدارس في المواد الدراسية هي من تتحكم في اختيار التخصص الا ان من التقينا بهم اجمعوا ضعفا حادا في الاستفادة مما يعرف بالتوجيه المهني في مدارسهم. كما ابدى البعض تحفظه على ما يعرف ايضا بالمعدل التنافسي.
«$» زارت قاعة التسجيلات بجامعة السلطان قابوس والتقت بثلة من المقبولين في مختلف الكليات.. وكشفوا لنا بالاجماع تخوفهم الكبير من مستقبل سوق العمل العماني بشقيه الخاص والعام بحثا عن اثبات الذات وهذا الحال يسري على دفعات في انتظار التخرج. كما كشفت اللقاءات رغبة في مراجعة سياسات التعمين من الضروريات والبعض افاد بان ما بعد التخرج من المؤسسة الجامعية امر تسبب في احباط الكثيرين اثناء دراسة الدبلوم العام. وخلال هذا الاستطلاع رصدنا جملة من النقاط الهامة امام المعنيين لصناعة ميدان عمل يوازي طموحات هؤلاء النخبة من ابناء الوطن الذين ناشدوا الحكومة بدراسة واقع سوق العمل وايجاد الخطط السريعة والبديلة لاستيعاب الكوادر الوطنية المقبلة.
استفادة قليلة
بداية ادريس بن محمد البشري من ولاية الرستاق افاد بأن طموحه كان كلية الهندسة وانه رغم الدرجات التي حصل عليها في المواد الدراسية المطلوبة لكلية الهندسة الا ان التنافس كان عاليا فيها ولم يتم قبوله الا في كلية الاداب والعلوم الاجتماعية وموضحا ان الدراسة في جامعة السلطان قابوس كانت رغبته الاولى وحصل ادريس على نسبة 79,8 ووفق المواد التي اختارها مكنته من القبول في الكلية المذكورة.
ولم يخف البشري انه لم تكن استفادته من التوجيه المهني من المدرسة التي حصل منها الدبلوم العام كبيرة وقال «تقدر بنسبة 30% فقط هي الاستفادة من التوجيه المهني اي يعني لم نستفد بصراحة».
وابدى ادريس تخوفه حول مستقبله الوظيفي معللا ذلك الى ان تخصصات الكليات الانسانية لا تلقى قبولا في سوق العمل وان الالتحاق بها الغالبية كخيار ثاني وليس اول واضاف «بصراحة ايضا انا متخوف من مسألة التعيين من الان ولا اعرف هل سيلقى التخصص الذي سادرسه قبولا في المؤسسات الحكومية والخاصة» واكد ايضا بقوله «ومن خلال المجلات والصحف قرات ان مستقبل الكليات الانسانية ليس في السلطنة فقط وانما في دول اخرى ضعيف وضئيل لذا سأسعى الى التحويل الى كلية علمية ان ساعدتني الظروف».
وناشد البشري الجهات الحكومية والخاصة ان تعيد النظر في مسألة التعيين والاهتمام في خريجي الكليات الانسانية بحيث يتم قبول عدد اكبر من الوقت الحالي حتى لا يحبط الطالب او يتوتر خلال دراسته ويظل قلق في موضوع تعيينه بعد التخرج وايضا يشجع خريجي الدبلوم بالاقبال على هذه الكليات على ان يكون لوزارة القوى العاملة دور في الموضوع.
واشاد ادريس بالاستقبال الذي حظي به الطلاب اثناء اجراءات التسجيل بالجامعة وان الامور جرت سلسة وبدون تعقيد ولم تكن هناك زحمة عدا بعض الفترات في بعض الاركان.
اهتمام أكبر
أحمد بن علي الهنائي من ولاية لوى المقبول في كلية الطب حصل على نسبة 93,8% والمعدل التنافسي في القبول بالكلية 91,8 اوضح ان جامعة السلطان كانت رغبته الخامسة فكان اهم طموحاته هو ان يدرس الطب خارج السلطنة وتحديدا في الدول الاجنبية لأسباب ذكر منها قوة الدراسة في تلك الجامعات والكم الهائل من المعلومات وايضا ذكر قوة الاستفادة في التمكن من تعلم اللغة الانجليزية فالمجتمع هناك مساعد فضلا عن تحقيق الخبرة الحياتية والاطلاع على تجارب المجتمعات الاخرى الا انه لم يحالفه التوفيق ومع ذلك افاد الهنائي بان له الشرف بان يدرس في جامعة السلطان قابوس متمنيا ان يحقق التفوق فيها وان الدراسة في كلية الطب طموحه منذ فترة الدراسة الاولى وهي فوق كل الرغبات الاخرى على حد قوله.
وحول استفادته من التوجيه المهني بالمدرسة راى ان الاستفادة كانت متوسطة مرجعا ذلك الى ضيق الوقت في الحصص المخصصة للتوجيه المهني وان التوجيه المهني الذي تلقوه كان محدودا وأنه كان ملبيا للغرض احيانا.
ويأمل ان تتاح الفرص الاكبر لخريجي كلية الطب لإكمال دراساتهم العليا بعد التخرج وان تضاعف لهم الحوافز المادية والمعنوية كما يرى ان يكون طريق التمكين للطبيب العماني اكثر يسرا من حيث اتاحة فرص الخبرة والاحتكاك في مستشفيات عالمية مثلا وان يعطى الاولوية في الحصول على افضل الامتيازات المهنية والوظيفية.
امكانياتهم متواضعة
داود بن سليمان العامري من ولاية السيب المقبول في كلية العلوم كانت رغبته الاولى كلية الهندسة الا ان قبوله جاء في كلية العلوم وكان معدله 81,7 فتم قبوله وفق درجات المواد التي حققها وحسب المعدل التنافسي مشيرا الى ان بفارق واحد بالمائة عن دخوله في كلية الهندسة وسيسعى الى التحويل اليها متى ما سمحت له الظروف كون المستقبل فيها افضل.
ووصف داود امكانيات معلمي التوجيه المهني بالمدارس بالمتواضعة وان الاستفادة من تلك الحصص كانت ضعيفة وقال «كان المعلم يقول لنا اسالوا ماذا تريدون ان تعرفوا ونحن ليس لدينا تلك الثقافة حول التوجيه المهني» واضاف «غالبا ما يكون الانضباط في تقديم هذه الحصة مفقودا وكثيرا ما تؤجل الحصة او تلغى لكثرة غياب المعلم» وراى كذلك ان المعلومات التي كان يقدمها معلم التوجيه المهني عادية وضعيفة تشعرك بان المعلم غير متمكن منوها ان الوعي بالمستقبل الوظيفي لديهم كان بحاجة انارة الطريق بشكل اكبر لذا على التوجيه المهني ان يكون بشكل افضل فالكثير من الطلاب قليلو الوعي بمستقبلهم المهني.
وعن المستقبل الوظيفي طالب العامري المعنيين في كلية العلوم بان يوضحوا لهم مستقبل كل تخصص وبالتالي حتى تكون الصورة اوضح حتى يتبدد الخوف من اشكالية التعيين وان كان خريجو كلية العلوم يكون مستقبلهم افضل عن الكليات الانسانية ومع ذلك التعيين يظل هاجس في ظل التنافس الكبير على الوظيفة الافضل في سوق العمل العمل العماني.
وابدى داود اعجابه بسرعة انجاز اجراءات التسجيل في الجامعة واشاد بالموقع والمكان او القاعة التي تتم فيه انهاء الاجراءات مبديا سعادته بتحقيق طموحه بالدراسة في جامعة السلطان قابوس املا الحصول على فرصة الانتقال الى كلية الهندسة رغبته الاولى.
أمل بنت محمد الشهومية من ولاية عبري حصلت على معدل 92% وكانت رغبتها الاولى كلية التربية تخصص علوم ورياضيات وقد حصلت على الدرجة النهائية في الرياضيات الا ان المعدل التنافسي لها 89,6% في المواد المشترطة للمنافسة على برنامج تخصص العلوم والرياضيات في كلية التربية ولم يحالفها التوفيق الالتحاق بها فتم قبولها في كلية العلوم وان كان رغبتها في العلوم والرياضيات مرجعة ذلك الى ان سوق العمل في توظيف معلمات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء فرص متاحة وهي تخصصات مطلوبة على حد تعبيرها.
ورأت الشهومية ان قبولها في كلية العلوم مرض بالنسبة لها وبامكانها ان تعوض ما فاتها في كلية التربية وذلك بالحصول على تخصص فني مختبرات فهي تميل الى هذا العمل الفني والاجواء المختبرية على حد قولها وهي غير متخوفة بشكل كبير حول مستقبلها الوظيفي وان قبول خريجيها لا يزال مطمئنا وان التحويل الى كلية اخرى او الكلية التي كانت تطمح لها امر وارد وان لكل حادثة حديث.
وعن اهمية الاستفادة من التوجيه المهني بالمدارس كان لأمل راي مغاير وان الاستفادة كانت مقبولة ومرضية وان المعلمة كانت تشرح لهم الية اختيار التخصصات بما يتناسب وقدراتهم وميولهم من جانب وسوق العمل من جانب اخر مؤكدة ان التوجيه المهني بمدرستها كان مرضيا الى حد ما.
لا علاقة
زهراء بنت خلفان الراشدية من ولاية السيب تم قبولها في كلية التربية تخصص علوم ورياضيات حصلت على نسبة 95,5% فيما كان المعدل التنافسي 93,64 وانها لم تواجه مشكلة فيه فكانت رغبتها الاولى وطموحها دراسة هذا التخصص الا انها اعلنت تخوفها الصريح عن مستقبل تعيينها بعد التخرج وان القلق ينتابها وهي في الدراسة خصوصا وانها افادت بعدم تشجيع الاهل والزميلات لها على هذا التخصص نظرا لضعف الاقبال عليه في سوق العمل الا ان حبها للتخصص دفعها لاختياره وعسى العاقبة خيرا.
وأكدت الراشدية التي اشادت بسهولة اجراءات التسجيل ضعف استفادتها من التوجيه المهني في المدرسة وان معلمة التوجيه المهني لم تكن متمكنة منوها الى انها لم تتلق التدريب الكافي على كيفية توضيح ماهية التوجيه المهني وان اختيارها للتخصص لم يكن علاقة بما تلقته بالتوجيه المهني بالمدرسة على حد تعبيرها وانما في ضوء رغبتها وان فتح التخصص من جديد بعد ان اغلق في السنوات الماضية اعطاها حافزا لدراسته ظنا منها بان فتح التخصص يشير الى حاجة سوق العمل.
هاجس التعيين
نهال عمر قطن من ولاية صلالة المقبولة في كلية التربية تخصص تكنولوجيا التعليم والحاصلة على نسبة 95,7% والمعدل التنافسي 94,48% واختارت هذا التخصص لانها تحب مصادر التعلم والعمل في الحواسيب التعليمية رغم ان اهلها عرضوا عليها دراسة تخصصات اخرى فآثرت التخصص والكلية التي ترغبها. وابدت نهال قلقها وتحفظها حول ما يعرف بالمعدل التنافسي للقبول وكشفت ان هاجس التعيين يقلقها ورغم ذلك اثرت تحقيق رغبتها والتوظيف امر تتركه للقدر.
ولم يختلف رأيها عن سرعة انجاز انهاء اجراءات التسجيل وكذلك اتفقت مع الغالبية ان التوجيه المهني بالمدرسة لم يقدم الايضاحات الواسعة حول سوق العمل وما يخص التوجيه المهني ولا توجد مادة دسمة بل متواضعة واغلبها مقترحات واحيانا الحصة رغم انها حصة اسبوعيا تتعطى للمواد الدراسية الاخرى احيانا عموما كانت الاستفادة ضعيفة.
مروه بنت هلال الريامي من ولاية نزوى 92,6 وكانت جامعة السلطان رغبتها الاول وتم قبولها في كلية التربية تخصص اللغة الانجليزية وهي تطمح دراسة هذا التخصص منذ صغرها على حد قولها مبدية تخوفها من المعدل التنافسي وفي الاخير اجتازته.
وعن سبب اختيارها ايضا ان اللغة الانجليزية لغة عالمية ولها مستقبل وظيفي كبير هكذا تتفائل فهمها الاول والاخير هو دراسة هذا التخصص والتعيين ياتي ثانيا وهي تأمل التعيين بعد التخرج دون الانتظار كثيرا.
وقالت «بصراحة التوجيه المهني في المدارس لم يكن بتعمق والحصة لا تعطى حقها الكامل والاستفادة مجرد عموميات وتوجيه» وفي هذا الجانب اكدت اختيارها للتخصص لم يكن التوجيه المهني له دور في ذلك.
المعدل التنافسي
سالمة بنت عبدالله الشبيبية من محافظة شمال الشرقية المقبولة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ابدت حزنها على عدم تحقيق رغبتها الاولى وهي كلية الهندسة منوهة الى ان المعدل التنافسي تشعر بان حرمها من تحقيق حلمها وهنا عبرت قائلة «بصراحة انا منذ صغري واحب العمل في الالكترونيات والاجهزة المختلفة لذا كان طموحي في الهندسة ولكن ارى ان المعدل التنافسي ربما عقبة حرمني واسعد البعض واخي شجعني عليها ويسموني في البيت المهندسة وايضا سوق العمل محفز ولكن قدر الله ما شاء فعل».
سالمة الحاصلة على نسبة 94% لا تملك المعلومات الكافية عن سوق العمل لمستقبل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وانما ارتأت اختيارها في ضوء طرح تخصصات جديدة ربما تجد اقبالا في سوق العمل. ورأت الشبيبية ان التوجيه المهني بالمدرسة لم يكن في مستوى الطموح وان المعلمة كانت تنتقي بعض التخصصات والكليات للحديث عنها فهي لم تكن متمكنة من ما يعرف بالتوجيه المهني وهي حصة واحدة اسبوعيا واحيانا توزع على معلمات مادة الرياضيات فهذا دليل ضعف الاهتمام بها. الهام بنت سليمان الشبيبية التي قبلت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهي من محافظة شمال الشرقية حاصلة على نسبة 93,9% وهي قبلت في رغبتها الاولى وهي ميالة الى العمل في المحاسبة وهي تنحو نحو بعض من افراد اسرتها الذين تخرجوا من هذه الكلية وتوظفوا دون تأخير.
وابدت تخوفها من ما يعرف بالمعدل التنافسي في القبول بالكلية الا ان اختيارها للكلية والتخصص بناء على رغبتها وتأمل قبولها في سوق العمل بعد التخرج على اعتبار من سبقها لم ينتظر كثير من خريجي هذه الكلية.
ولم يختلف رأيها حول التوجيه المهني انه لم يكن متعمق بالشكل المطلوب وغير متمكنة والمعلمة بحاجة الى المزيد من الدورات المكثفة حتى تكون على وعي بمستجدات هذه المادة وهي يتعلق عليها مستقبل الطلبة.
حصة غير مهمة
انتصار بنت احمد السالمي من ولاية السيب المقبولة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية كانت رغبتها الاولى وبالتالي حققت رغبتها وطموحا وتملك معلومات ونصحوها على اختيار كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وان سوق العمل يقبل خريجيها بدون تأخير ورغم ذلك ايضا ابدت تخوفها من مستقبل التوظيف وان هذا التخوف يعود الى غموض مستقبل سوق العمل.
السالمية الحاصلة على 94,4% اقرت انها لم تعتمد على معلمة التوجيه المهني في اختيار مستقبلها ولم تستفيد منها والحصة احيانا كثيرة تعطى للمواد الدراسية الاخرى وان ليس لها اهمية وبالتالي الاستفادة ضعيفة.
هاجر بنت عبدالله السعيدية من ولاية الخابورة تم قبولها في كلية التربية تخصص تكنولوجيا التعليم الذي لم يكن رغبتها الاولى وكانت تتمنى دراسة الجغرافيا نظرا لشغفها في المهارات الجغرافية على حد قولها لكنه اقفل.
هاجر فكرت كثيرا في مصيرها بعد التخرج فهي اختارت هذا التخصص نظرا لرغبتها وتأمل ان تدرس تخصصا فرعيا كالتصميم الجرافيكي وعدد الخريجين مقبول بالامكان ان يستوعبهم سوق العمل على حد توقعها الا انها لم تخف تخوفها من مستقبل التوظيف وبالتالي تطمح ان درس تخصص شبكات وان تكون معيدة مدرسة في الجامعة ورأت ان سوق العمل بات يسبب احباط للكثير من الطلبة خصوصا طلاب الدبلوم او الصف الثاني عشر لان سوق العمل اصبح عاجزا عن استيعاب الخريجين.
السعيدية كان لها راي مختلف عن التوجيه المهني وتحديدا في المدرسة التي درست بها افادت بان المعلمة قائمة بدورها خلال حصة التوجيه المهني وكانت توفر لهم بيئة عمل مناسبة.