اليوم 548205 طلاب وطالبات يبدأون عاما دراسيا جديدا
السليمي: عملية التطــوير ضرورة وطنية ملـحة فـي خضم مسيرتنا النهضوية والتنموية المتنامية
تحتفل وزارة التربية والتعليم اليوم بانطلاق العام الدراسي الجديد2008/2009م، وبهذه المناسبة ألقى معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم كلمة بهذه المناسبة بدأها بحمد الله تعالى والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وتناول في بدايتها توجيه الشكر والتقدير للأسرة التربوية ومقدما لهم التهاني والأماني بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد بهذه المناسبة المتجددة، حيث قال:يطيب لي بصادق الاعتزاز والتقدير أن أوجّه إليكم جميعاً كلمتي اليوم بمناسبة بدء العام الدراسيّ الجديد 2008/2009 مُقدّما لجميع أعضاء أسرتنا التربوية على اختلاف مسؤولياتهم ومواقعهم صادق التهاني، وأطيب الأماني بحلول عام دراسيّ جديد من عُمر المسيرة التربوية في هذا الوطن المعطاء، مقدما بالغ شكري وتقديري لكل من بذل جهدا مخلصا في ميداننا التربويّ خلال العام الدراسي الماضي من أولئك الذين تفانوا في أعمالهم وتميزوا بعطائهم، فأصابوا في تحقيق الأهداف، وأجادوا تنفيذها بوعي وحرص وتقدير للمسؤولية، سواء أكانوا مسؤولين فنيين وإداريين أم مديري ومديرات مدارس أو معلمين ومعلمات في مدارسهم، راجيا لهم دوام التوفيق والتقدم في أعمالهم.
ورحب معاليه في كلمته السنوية بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد بالمعلمين والمعلمات الجدد الذين التحقوا بالعمل بوزارة التربية والتعليم، حيث قال:كما يسرني الترحيب بالإخوة والأخوات المعلمين والمعلمات الجُدد الذين التحقوا بالعمل بوزارة التربية والتعليم في عامنا الدراسيّ الجديد، داعيا إياهم إلى تقدير حجم المسؤولية المنوطة بهم، وتقدير غاياتها النبيلة وأهدافها السامية، كما أنتهز هذه المناسبة لأهنئ أبنائي الطلبة والطالبات الذين اجتازوا الشهادة العامة وما في مستواها العام الماضي بنجاح وتفوق، متمنيًا لهم الاستمرار في بذل المزيد من الجد والاجتهاد نيلا للعلم والمعرفة من مصادرهما المتنوعة.
مسيرة ممتدة
ومن خلال كلمة معالي الوزير يتضح حجم التطورات الكبيرة التي تشهدها الوزارة في ظل العهد الزاهر لمولانا صاحب الجلالة السلطان المعظم وذلك عبر ما تراه العيون من إنجازات متعددة ومنجزات مختلفة، حيث ورد في كلمة معاليه:الإخوة والأخوات أعضاء الأسرة التربويّة..لا تزال الوزارة مستمرة بفضل التوجيهات السديدة، والرؤى التربوية الثاقبة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في مسيرة تطوير التعليم في السلطنة من خلال تحديث النظام التعليمي وتجويده ليتوافق مع النظم والنظريات التربوية الحديثة، وليواكب التطور الشامل الذي تشهده السلطنة في جميع المجالات؛ إذ أن عملية التطوير لجميع عناصر منظومتنا التعليمية هي ضرورة وطنية ملحة في خضم مسيرتنا النهضوية والتنموية المتنامية، وبل وحتمية تفرضها علينا متغيرات العصر وثورته العلمية والمعرفية والتكنولوجية الهائلة التي ارتكزت على التعليم تطويرا وتحديثا في كل بناء حضاري، ومن هنا كان قرار حكومة السلطنة منذ سنوات مضت تطوير منظومتنا التربوية بكامل عناصرها تلبية لحاجتنا الوطنية، في عالم متسارع الخطوات، فالمستقبل يبنى بجهود متفانية تستند إلى طموحات عريضة، وآمال كبيرة، والوزارة عازمة على المضي قدما في جهودها للاستمرار في التطوير والتحديث في المسيرة التعليمية، مسترشدين بالنهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، كما أننا على يقين بأن هذا التطوير سيلقى دعمكم المستمر، وعطاءكم المتواصل، وفكركم المتجدد، واضعين آراءكم واقتراحاتكم في مقامها من الاهتمام والعناية، إذ إن دوركم في رعاية ومتابعة تعليم ودراسة أبنائنا وبناتنا مكمّل لدور المدرسة ومعزّز له، ومحصلته الأكيدة تنشئة الأبناء على الانضباط والالتزام وحبّ العلم، والاهتمام بالدراسة لينتهوا بلا شك إلى النجاح والتفوق في دراستهم وحياتهم معا، فأنتم مطالبون بالأخذ بأيدي الطلبة والطالبات، والارتقاء بمستوياتهم الأخلاقية والعلمية وذلك ترجمة لأهدافنا التعليمية الوطنية، وللخطط والبرامج والأهداف التربوية، وجعلها واقعا ملموسا متمثلا في التميز والجودة في الأداء، والحرص على الارتقاء بمستويات طلابنا ومخرجاتنا التعليمية.
دعوة للإنتاج والابتكار
إن مسيرة التربية والتعليم الممتدة وما يصاحبها من تطورات مختلفة لا سيما في مجال المناهج الدراسية سعيا من الوزارة لإعداد أبناء عمان الإعداد الأمثل ليكونوا رواد المستقبل وبناة الوطن، حيث أكد ذلك معاليه في كلمته بمناسبة العام الدراسي الجديد قائلا: الأخوة والأخوات..المعلمون والمعلمات..إن على عاتقكم مسؤولية كبيرة فعليكم بذل أقصى ما لديكم لبناء عقول المتعلمين بحثها على التفكير، ومدها بالعلوم الحديثة التي تؤهلهم للإنتاج والابتكار والإبداع، وأن يعوا أن تطوير المناهج هو ضرورة ملحة غايتها إعدادهم لمستقبل أفضل يحقق لهم القدرة على التكيف مع العصر واستيعاب مستجداته ومتغيراته، وإيجاد فرص للدراسة والعمل المناسبين، مجددا ثقتي بقدرتكم على تحقيق أهدافنا التربوية التعليمية حين تكونوا قدوة حسنة لأبنائكم وإخوانكم الطلاب في حرصكم على كل ما يصدر عنكم من أقوال وأفعال، ولتعملوا على غرس مستويات طموحهم، وتختاروا لهم ما يتناسب مع مستوياتهم من أساليب تدريس، وأن ترعوا المتفوقين والموهوبين منهم رعاية تربوية تحافظ على التفوق، ولتأخذوا بأيدي ضعاف المستوى التحصيلي وفقا لخطط علاجية موضوعية قابلة للتنفيذ، قادرة على العلاج، وابنوا عقولهم على أسس العلم والتفكير السليم، وابنوا نفوسهم على فضائل الدين وقيم المجتمع، وعالجوا أخطاءهم وضعفهم الدراسي، وعلموهم الشجاعة الأدبية، والحوار المنظم، وموضوعية النقد، وطرق البحث، والانضباط والانتظام، واكسبوهم مهارات تنظيم الوقت، والتعاون، وحبّ العلم، والثقة بالنفس، والاعتماد على الذات، والانتماء الوطني، والصبر والاجتهاد في طلب العلم، واعملوا على تزويد الطلبة والطالبات بأنشطة واقعية مثيرة للتحدي ترتبط بحياتهم العملية بما يتلاءم مع اهتماماتهم وإمكاناتهم، واجعلوا قنوات الاتصال بينكم وبين آبائهم وأولياء أمورهم مفتوحة للارتقاء بمستوياتهم الدراسية والسلوكية.
تطوير مستمر
لم تنس الوزارة وهي في تطورها المستمر الاهتمام بكافة الكوادر التربوية المختلفة تأهيلا وتدريبا وتعليما وصقلا ورعاية منذ البداية ولقد أثبتت النتائج المستمرة مدى نجاح هذا الطريق فآتت هذه السياسة التربوية ثمارها المرجوة منها، ودعا معاليه في كلمته إلى بذل المزيد من الجهود حيث أوضح في كلمته وموجها نداءه للجميع: إن النظام التعليمي يعمل من أجل إعدادكم لبناء مستقبلكم، فاقبلوا على عامكم الدراسيّ الجديد برغبة أكيدة وإرادة قوية عازمة على النجاح والتفوق، متمنيا للجميع دوام التوفيق والرقي والنجاح، سائلا الله العلي القدير أن يسدد على دروب الخير خطانا، وأن يوفقنا جميعا لبناء «عمان«، فباسمي واسمكم جميعا أرفع بالغ الشكر وعظيم الامتنان لباني نهضة عمان الحديثة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لما أولاه لقطاع التربية والتعليم من عناية ورعاية واهتمام، وانتهز هذه الفرصة لأرفع لمقام جلالته أبقاه الله أزكى التهاني وأصدقها، وخالص التبريكات وأرقها بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، ضارعين إلى المولى القدير أن يمد جلالته بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، كما يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة إلى جميع أعضاء الأسرة التربوية، سائلا المولى جل وعلا أن يعيد أيامه المباركة عليكم وعلى الأمة الإسلامية جمعاء بالخير والبركات، وكل عام والجميع بألف خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ومن جانب آخر توضح آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم عن وصول أعداد طلاب التعليم الأساسي إلى 312907 طلاب وطالبات منهم 141527 في الصفوف من الأول إلى الرابع، و171380 في الصفوف من الخامس إلى العاشر، وبلغ جملة أعداد الطلاب في التعليم العام 135452 منهم 17707 في الصفوف من الأول إلى الرابع، و117745 في الصفوف من الخامس إلى العاشر. وبالنسبة للصفين الحادي عشر والثاني عشر فقد بلغ عدد الطلاب 99846 في جميع مدارس السلطنة، وبذلك يمكن القول إن إجمالي الطلاب المسجلين في الصفوف من الأول إلى الرابع في التعليم العام والأساسي يبلغ ،159234 فيما يصل عدد الطلاب في الصفوف من الخامس على العاشر 289125 طالبا وطالبة، وعدد طلاب الصفين الحادي عشر والثاني عشر يصل إلى ،99846 وكخلاصة لما تقدم من إحصائيات يمكن القول إن عدد الطلاب يصل إلى 548205 طلاب طالبات في المجموع العام.
المناهج الدراسية
تعتزم وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة لتطوير المناهج، خلال العام الدراسي الحالي إدخال عدد من الكتب الدراسية الجديدة في مواد الصف الثاني عشر فقط، وهي: الأحياء، والكيمياء، والفيزياء، والمهارات الموسيقية، واللغة الإنجليزية، ومنهج البحث(المشروع)، إضافة إلى مادتي العلوم والبيئة، والمهارات الحياتية اللتين سيتم تدريسهما لأول مرة خلال العام الحالي. ويأتي ذلك نظرا للتطورات على صعيد الخطط الدراسية لمختلف المراحل الدراسية، حيث تقوم المديرية العامة لتطوير المناهج بإعداد خطط سنوية لتأليف كتب جديدة، وتطوير كتب تطبق في الحقل التربوي وإعادة طباعة كتب أخرى بالنسبة للعام الدراسي الحالي أما بالنسبة للكتب المعتاد طباعتها فقد بلغ عددها (112) كتابا موزعة على مختلف المواد الدراسية.
وحول حالة الكتب وجاهزيتها لتكون بين يدي الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد 2008/2009م فإنه تم توريد نسبة كبيرة من الكتب إلى المخازن ولم يتبق سوى عدد قليل منها سوف يتم توريده مع نهاية شهر أغسطس الحالي وفق الخطة المعتمدة لذلك، وقامت كافة المناطق التعليمية بمتابعة عملية استلام الكتب المدرسية من مخازن الوزارة وتوزيعها على المدارس في الوقت المحدد، وحصر النقص الذي قد يحدث في أعداد الكتب المستلمة والعمل على استيفائه حتى لا يحدث أي تأخير في تنفيذ المناهج الدراسية.
واستعدادا لاستقبال العام الدراسي الجديد فإن المديرية العامة لتطوير المناهج قامت بتنفيذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تهيئة الظروف الملائمة لبدء الدراسة في جميع مدارس السلطنة منذ اليوم الأول لالتحاق الطلاب بمدارسهم وتتمثل أبرز تلك الإجراءات في إعداد الخطة الدراسية لجميع المراحل والصفوف الدراسية، وإعداد النشرات التوجيهية الخاصة بآليات تطبيق المناهج الدراسية، وتأليف الكتب المدرسية وتطويرها وتوريدها للمناطق التعليمية قبل بدء العام الدراسي بوقت كاف.
وأوضح: أن المديرية العامة لتطوير المناهج دأبت على إعداد الخطة الدراسية واعتمادها قبل بداية كل عام دراسي جديد وقد قامت المديرية باكرا بموافاة المناطق التعليمية بالخطة الدراسية؛ بهدف إتاحة الفرصة أمام المناطق التعليمية للاستعداد لتنفيذها وفق الأهداف المرسومة لها، وتهيئة المدارس وملاءمتها حسب الخطة وتضمنت الخطة الدراسية للعام القادم خططا علاجية لمدارس الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي ومدارس ما بعد التعليم الأساسي، ومدارس التعليم العام سواء أكانت تلك المدارس متصلة أي تشتمل على الحلقتين معا أو الحلقتين وما بعد التعليم الأساسي، أو مدارس تعليم عام تطبق كتب التعليم الأساسي سيما المدارس ذات الفترتين؛ التي تم تقليل زمن الحصة فيها إلى(35) دقيقة بدلا من (40) دقيقة ومن أجل ضمان حسن سير العمل في تطبيق المناهج الدراسية، اهتمت المناطق التعليمية بمتابعة تنفيذ الخطة الدراسية في المدارس، ورصد الملاحظات التي من شأنها أن تعيق سير الخطة، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، وتذليل الصعوبات التي قد تعترضها.
النشرات التوجيهية
وانطلاقا من اهتمامها بمساعدة المناطق التعليمية والمدارس التابعة لها في إعداد الخطط السنوية لتنفيذ مختلف المناهج الدراسية، قامت المديرية العامة لتطوير المناهج بإعداد نشرات توجيهية للمواد الدراسية توضح كيفية ملاءمة المناهج الدراسية للخطة الدراسية وشملت هذه النشرات مدارس التعليم العام والمدارس ذات الفترتين الصباحية والمسائية ومدارس تعليم الكبار وسوف تتم موافاة المناطق التعليمية بها مع بداية العام الدراسي القادم وروعي في هذه النشرات أن يتناسب محتوى المادة الدراسية مع عدد الحصص المخصصة لها، حيث تضمنت تعليمات في كيفية تنفيذ الوحدات والدروس والأنشطة الواردة في محتوى المواد الدراسية إضافة إلى طريقة التعامل مع الأنشطة التقويمية أثناء تنفيذ تلك الدروس أو الوحدات، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة المنهج ومستوى الطلاب العمري والعقلي، والمهارات الأساسية التي يجب أن يكتسبها الطالب في كل صف من الصفوف، والمؤمل من المناطق التعليمية موافاة المدارس التابعة لها بهذه النشرات والإيعاز إلى المشرفين التربويين ومديري المدارس نحو التأكد من استلام المدارس لها وأن العمل جار وفق ما هو وارد فيها.
برنامج التعليم ما بعد الأساسي
وأصدرت المديرية العامة لتطوير المناهج كتيب برنامج التعليم ما بعد الأساسي (للصفين الحادي عشر والثاني عشر) هذا العام وتضمن هذا الكتيب تعريف التعليم ما بعد الأساسي ومراحله، وأهدافه العامة ومهاراته الأساسية، وخصائصه وبنيته، وخطته الدراسية، وتقويم تعلم الطلاب في هذين الصفين، ووصف المقررات الدراسية الخاصة به، إضافة إلى التوجيه المهني والتنمية المهنية ومشاركة المجتمع.
والهدف الأساسي من إصدار الكتيب هو الاستعانة به عند اختيار الطلاب المواد الدراسية في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، وتوجيههم الوجهة الصحيحة التي تتناسب مع ميولهم وحاجاتهم وقدراتهم، وتتفق مع رغباتهم في الدراسة المستقبلية، وتتواكب مع سوق العمل وحاجات المجتمع وسوف يتم توزيع هذا الكتيب على المناطق التعليمية وجميع المدارس التي تشتمل على هذين الصفين مع بداية العام الدراسي؛ لذا نأمل أن يتم تفعيله وتوظيفه لتحقيق الهدف المنشود منه.
عمان
السليمي: عملية التطــوير ضرورة وطنية ملـحة فـي خضم مسيرتنا النهضوية والتنموية المتنامية
تحتفل وزارة التربية والتعليم اليوم بانطلاق العام الدراسي الجديد2008/2009م، وبهذه المناسبة ألقى معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم كلمة بهذه المناسبة بدأها بحمد الله تعالى والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وتناول في بدايتها توجيه الشكر والتقدير للأسرة التربوية ومقدما لهم التهاني والأماني بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد بهذه المناسبة المتجددة، حيث قال:يطيب لي بصادق الاعتزاز والتقدير أن أوجّه إليكم جميعاً كلمتي اليوم بمناسبة بدء العام الدراسيّ الجديد 2008/2009 مُقدّما لجميع أعضاء أسرتنا التربوية على اختلاف مسؤولياتهم ومواقعهم صادق التهاني، وأطيب الأماني بحلول عام دراسيّ جديد من عُمر المسيرة التربوية في هذا الوطن المعطاء، مقدما بالغ شكري وتقديري لكل من بذل جهدا مخلصا في ميداننا التربويّ خلال العام الدراسي الماضي من أولئك الذين تفانوا في أعمالهم وتميزوا بعطائهم، فأصابوا في تحقيق الأهداف، وأجادوا تنفيذها بوعي وحرص وتقدير للمسؤولية، سواء أكانوا مسؤولين فنيين وإداريين أم مديري ومديرات مدارس أو معلمين ومعلمات في مدارسهم، راجيا لهم دوام التوفيق والتقدم في أعمالهم.
ورحب معاليه في كلمته السنوية بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد بالمعلمين والمعلمات الجدد الذين التحقوا بالعمل بوزارة التربية والتعليم، حيث قال:كما يسرني الترحيب بالإخوة والأخوات المعلمين والمعلمات الجُدد الذين التحقوا بالعمل بوزارة التربية والتعليم في عامنا الدراسيّ الجديد، داعيا إياهم إلى تقدير حجم المسؤولية المنوطة بهم، وتقدير غاياتها النبيلة وأهدافها السامية، كما أنتهز هذه المناسبة لأهنئ أبنائي الطلبة والطالبات الذين اجتازوا الشهادة العامة وما في مستواها العام الماضي بنجاح وتفوق، متمنيًا لهم الاستمرار في بذل المزيد من الجد والاجتهاد نيلا للعلم والمعرفة من مصادرهما المتنوعة.
مسيرة ممتدة
ومن خلال كلمة معالي الوزير يتضح حجم التطورات الكبيرة التي تشهدها الوزارة في ظل العهد الزاهر لمولانا صاحب الجلالة السلطان المعظم وذلك عبر ما تراه العيون من إنجازات متعددة ومنجزات مختلفة، حيث ورد في كلمة معاليه:الإخوة والأخوات أعضاء الأسرة التربويّة..لا تزال الوزارة مستمرة بفضل التوجيهات السديدة، والرؤى التربوية الثاقبة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في مسيرة تطوير التعليم في السلطنة من خلال تحديث النظام التعليمي وتجويده ليتوافق مع النظم والنظريات التربوية الحديثة، وليواكب التطور الشامل الذي تشهده السلطنة في جميع المجالات؛ إذ أن عملية التطوير لجميع عناصر منظومتنا التعليمية هي ضرورة وطنية ملحة في خضم مسيرتنا النهضوية والتنموية المتنامية، وبل وحتمية تفرضها علينا متغيرات العصر وثورته العلمية والمعرفية والتكنولوجية الهائلة التي ارتكزت على التعليم تطويرا وتحديثا في كل بناء حضاري، ومن هنا كان قرار حكومة السلطنة منذ سنوات مضت تطوير منظومتنا التربوية بكامل عناصرها تلبية لحاجتنا الوطنية، في عالم متسارع الخطوات، فالمستقبل يبنى بجهود متفانية تستند إلى طموحات عريضة، وآمال كبيرة، والوزارة عازمة على المضي قدما في جهودها للاستمرار في التطوير والتحديث في المسيرة التعليمية، مسترشدين بالنهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، كما أننا على يقين بأن هذا التطوير سيلقى دعمكم المستمر، وعطاءكم المتواصل، وفكركم المتجدد، واضعين آراءكم واقتراحاتكم في مقامها من الاهتمام والعناية، إذ إن دوركم في رعاية ومتابعة تعليم ودراسة أبنائنا وبناتنا مكمّل لدور المدرسة ومعزّز له، ومحصلته الأكيدة تنشئة الأبناء على الانضباط والالتزام وحبّ العلم، والاهتمام بالدراسة لينتهوا بلا شك إلى النجاح والتفوق في دراستهم وحياتهم معا، فأنتم مطالبون بالأخذ بأيدي الطلبة والطالبات، والارتقاء بمستوياتهم الأخلاقية والعلمية وذلك ترجمة لأهدافنا التعليمية الوطنية، وللخطط والبرامج والأهداف التربوية، وجعلها واقعا ملموسا متمثلا في التميز والجودة في الأداء، والحرص على الارتقاء بمستويات طلابنا ومخرجاتنا التعليمية.
دعوة للإنتاج والابتكار
إن مسيرة التربية والتعليم الممتدة وما يصاحبها من تطورات مختلفة لا سيما في مجال المناهج الدراسية سعيا من الوزارة لإعداد أبناء عمان الإعداد الأمثل ليكونوا رواد المستقبل وبناة الوطن، حيث أكد ذلك معاليه في كلمته بمناسبة العام الدراسي الجديد قائلا: الأخوة والأخوات..المعلمون والمعلمات..إن على عاتقكم مسؤولية كبيرة فعليكم بذل أقصى ما لديكم لبناء عقول المتعلمين بحثها على التفكير، ومدها بالعلوم الحديثة التي تؤهلهم للإنتاج والابتكار والإبداع، وأن يعوا أن تطوير المناهج هو ضرورة ملحة غايتها إعدادهم لمستقبل أفضل يحقق لهم القدرة على التكيف مع العصر واستيعاب مستجداته ومتغيراته، وإيجاد فرص للدراسة والعمل المناسبين، مجددا ثقتي بقدرتكم على تحقيق أهدافنا التربوية التعليمية حين تكونوا قدوة حسنة لأبنائكم وإخوانكم الطلاب في حرصكم على كل ما يصدر عنكم من أقوال وأفعال، ولتعملوا على غرس مستويات طموحهم، وتختاروا لهم ما يتناسب مع مستوياتهم من أساليب تدريس، وأن ترعوا المتفوقين والموهوبين منهم رعاية تربوية تحافظ على التفوق، ولتأخذوا بأيدي ضعاف المستوى التحصيلي وفقا لخطط علاجية موضوعية قابلة للتنفيذ، قادرة على العلاج، وابنوا عقولهم على أسس العلم والتفكير السليم، وابنوا نفوسهم على فضائل الدين وقيم المجتمع، وعالجوا أخطاءهم وضعفهم الدراسي، وعلموهم الشجاعة الأدبية، والحوار المنظم، وموضوعية النقد، وطرق البحث، والانضباط والانتظام، واكسبوهم مهارات تنظيم الوقت، والتعاون، وحبّ العلم، والثقة بالنفس، والاعتماد على الذات، والانتماء الوطني، والصبر والاجتهاد في طلب العلم، واعملوا على تزويد الطلبة والطالبات بأنشطة واقعية مثيرة للتحدي ترتبط بحياتهم العملية بما يتلاءم مع اهتماماتهم وإمكاناتهم، واجعلوا قنوات الاتصال بينكم وبين آبائهم وأولياء أمورهم مفتوحة للارتقاء بمستوياتهم الدراسية والسلوكية.
تطوير مستمر
لم تنس الوزارة وهي في تطورها المستمر الاهتمام بكافة الكوادر التربوية المختلفة تأهيلا وتدريبا وتعليما وصقلا ورعاية منذ البداية ولقد أثبتت النتائج المستمرة مدى نجاح هذا الطريق فآتت هذه السياسة التربوية ثمارها المرجوة منها، ودعا معاليه في كلمته إلى بذل المزيد من الجهود حيث أوضح في كلمته وموجها نداءه للجميع: إن النظام التعليمي يعمل من أجل إعدادكم لبناء مستقبلكم، فاقبلوا على عامكم الدراسيّ الجديد برغبة أكيدة وإرادة قوية عازمة على النجاح والتفوق، متمنيا للجميع دوام التوفيق والرقي والنجاح، سائلا الله العلي القدير أن يسدد على دروب الخير خطانا، وأن يوفقنا جميعا لبناء «عمان«، فباسمي واسمكم جميعا أرفع بالغ الشكر وعظيم الامتنان لباني نهضة عمان الحديثة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لما أولاه لقطاع التربية والتعليم من عناية ورعاية واهتمام، وانتهز هذه الفرصة لأرفع لمقام جلالته أبقاه الله أزكى التهاني وأصدقها، وخالص التبريكات وأرقها بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، ضارعين إلى المولى القدير أن يمد جلالته بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، كما يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة إلى جميع أعضاء الأسرة التربوية، سائلا المولى جل وعلا أن يعيد أيامه المباركة عليكم وعلى الأمة الإسلامية جمعاء بالخير والبركات، وكل عام والجميع بألف خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ومن جانب آخر توضح آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم عن وصول أعداد طلاب التعليم الأساسي إلى 312907 طلاب وطالبات منهم 141527 في الصفوف من الأول إلى الرابع، و171380 في الصفوف من الخامس إلى العاشر، وبلغ جملة أعداد الطلاب في التعليم العام 135452 منهم 17707 في الصفوف من الأول إلى الرابع، و117745 في الصفوف من الخامس إلى العاشر. وبالنسبة للصفين الحادي عشر والثاني عشر فقد بلغ عدد الطلاب 99846 في جميع مدارس السلطنة، وبذلك يمكن القول إن إجمالي الطلاب المسجلين في الصفوف من الأول إلى الرابع في التعليم العام والأساسي يبلغ ،159234 فيما يصل عدد الطلاب في الصفوف من الخامس على العاشر 289125 طالبا وطالبة، وعدد طلاب الصفين الحادي عشر والثاني عشر يصل إلى ،99846 وكخلاصة لما تقدم من إحصائيات يمكن القول إن عدد الطلاب يصل إلى 548205 طلاب طالبات في المجموع العام.
المناهج الدراسية
تعتزم وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة لتطوير المناهج، خلال العام الدراسي الحالي إدخال عدد من الكتب الدراسية الجديدة في مواد الصف الثاني عشر فقط، وهي: الأحياء، والكيمياء، والفيزياء، والمهارات الموسيقية، واللغة الإنجليزية، ومنهج البحث(المشروع)، إضافة إلى مادتي العلوم والبيئة، والمهارات الحياتية اللتين سيتم تدريسهما لأول مرة خلال العام الحالي. ويأتي ذلك نظرا للتطورات على صعيد الخطط الدراسية لمختلف المراحل الدراسية، حيث تقوم المديرية العامة لتطوير المناهج بإعداد خطط سنوية لتأليف كتب جديدة، وتطوير كتب تطبق في الحقل التربوي وإعادة طباعة كتب أخرى بالنسبة للعام الدراسي الحالي أما بالنسبة للكتب المعتاد طباعتها فقد بلغ عددها (112) كتابا موزعة على مختلف المواد الدراسية.
وحول حالة الكتب وجاهزيتها لتكون بين يدي الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد 2008/2009م فإنه تم توريد نسبة كبيرة من الكتب إلى المخازن ولم يتبق سوى عدد قليل منها سوف يتم توريده مع نهاية شهر أغسطس الحالي وفق الخطة المعتمدة لذلك، وقامت كافة المناطق التعليمية بمتابعة عملية استلام الكتب المدرسية من مخازن الوزارة وتوزيعها على المدارس في الوقت المحدد، وحصر النقص الذي قد يحدث في أعداد الكتب المستلمة والعمل على استيفائه حتى لا يحدث أي تأخير في تنفيذ المناهج الدراسية.
واستعدادا لاستقبال العام الدراسي الجديد فإن المديرية العامة لتطوير المناهج قامت بتنفيذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تهيئة الظروف الملائمة لبدء الدراسة في جميع مدارس السلطنة منذ اليوم الأول لالتحاق الطلاب بمدارسهم وتتمثل أبرز تلك الإجراءات في إعداد الخطة الدراسية لجميع المراحل والصفوف الدراسية، وإعداد النشرات التوجيهية الخاصة بآليات تطبيق المناهج الدراسية، وتأليف الكتب المدرسية وتطويرها وتوريدها للمناطق التعليمية قبل بدء العام الدراسي بوقت كاف.
وأوضح: أن المديرية العامة لتطوير المناهج دأبت على إعداد الخطة الدراسية واعتمادها قبل بداية كل عام دراسي جديد وقد قامت المديرية باكرا بموافاة المناطق التعليمية بالخطة الدراسية؛ بهدف إتاحة الفرصة أمام المناطق التعليمية للاستعداد لتنفيذها وفق الأهداف المرسومة لها، وتهيئة المدارس وملاءمتها حسب الخطة وتضمنت الخطة الدراسية للعام القادم خططا علاجية لمدارس الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي ومدارس ما بعد التعليم الأساسي، ومدارس التعليم العام سواء أكانت تلك المدارس متصلة أي تشتمل على الحلقتين معا أو الحلقتين وما بعد التعليم الأساسي، أو مدارس تعليم عام تطبق كتب التعليم الأساسي سيما المدارس ذات الفترتين؛ التي تم تقليل زمن الحصة فيها إلى(35) دقيقة بدلا من (40) دقيقة ومن أجل ضمان حسن سير العمل في تطبيق المناهج الدراسية، اهتمت المناطق التعليمية بمتابعة تنفيذ الخطة الدراسية في المدارس، ورصد الملاحظات التي من شأنها أن تعيق سير الخطة، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، وتذليل الصعوبات التي قد تعترضها.
النشرات التوجيهية
وانطلاقا من اهتمامها بمساعدة المناطق التعليمية والمدارس التابعة لها في إعداد الخطط السنوية لتنفيذ مختلف المناهج الدراسية، قامت المديرية العامة لتطوير المناهج بإعداد نشرات توجيهية للمواد الدراسية توضح كيفية ملاءمة المناهج الدراسية للخطة الدراسية وشملت هذه النشرات مدارس التعليم العام والمدارس ذات الفترتين الصباحية والمسائية ومدارس تعليم الكبار وسوف تتم موافاة المناطق التعليمية بها مع بداية العام الدراسي القادم وروعي في هذه النشرات أن يتناسب محتوى المادة الدراسية مع عدد الحصص المخصصة لها، حيث تضمنت تعليمات في كيفية تنفيذ الوحدات والدروس والأنشطة الواردة في محتوى المواد الدراسية إضافة إلى طريقة التعامل مع الأنشطة التقويمية أثناء تنفيذ تلك الدروس أو الوحدات، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة المنهج ومستوى الطلاب العمري والعقلي، والمهارات الأساسية التي يجب أن يكتسبها الطالب في كل صف من الصفوف، والمؤمل من المناطق التعليمية موافاة المدارس التابعة لها بهذه النشرات والإيعاز إلى المشرفين التربويين ومديري المدارس نحو التأكد من استلام المدارس لها وأن العمل جار وفق ما هو وارد فيها.
برنامج التعليم ما بعد الأساسي
وأصدرت المديرية العامة لتطوير المناهج كتيب برنامج التعليم ما بعد الأساسي (للصفين الحادي عشر والثاني عشر) هذا العام وتضمن هذا الكتيب تعريف التعليم ما بعد الأساسي ومراحله، وأهدافه العامة ومهاراته الأساسية، وخصائصه وبنيته، وخطته الدراسية، وتقويم تعلم الطلاب في هذين الصفين، ووصف المقررات الدراسية الخاصة به، إضافة إلى التوجيه المهني والتنمية المهنية ومشاركة المجتمع.
والهدف الأساسي من إصدار الكتيب هو الاستعانة به عند اختيار الطلاب المواد الدراسية في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، وتوجيههم الوجهة الصحيحة التي تتناسب مع ميولهم وحاجاتهم وقدراتهم، وتتفق مع رغباتهم في الدراسة المستقبلية، وتتواكب مع سوق العمل وحاجات المجتمع وسوف يتم توزيع هذا الكتيب على المناطق التعليمية وجميع المدارس التي تشتمل على هذين الصفين مع بداية العام الدراسي؛ لذا نأمل أن يتم تفعيله وتوظيفه لتحقيق الهدف المنشود منه.
عمان