جنح الفراشه
¬°•| عضو مبتدى |•°¬
ميسون القاسمي ....
--------------------------------------------------------------------------------
"أنا وحدي القطة هنا" بقولها :
أُُحَدِّثُ نَفْسِي:
أَنْ أَكُونَ أَرْمَلَةً،
هَكَذَا حينَ أَثْقُبُ الوَرَقَةَ
بِسِنِّ القَلَمِ.
وَأَنَا أَسِنُّ المِرْوَدَ فِي عَيْنِي
بِالإِثِْمِدِ أُحدِّثُ نَفْسِي:
سَيَدْخُلُ الخِنْجَرُ قَلْبَهُ
سيَنْفَجِرُ دَمُهُ فِي وَجْهِي
سَأَشْرَبُهُ فِي صِحَّةِ الانْتِقَامِ.
أَفْتَحُ عَيْنَيَّ المُكْتَحِلَتَيْنِ وَأَقُولُ:
سَأَتَعَلَمُ الشَّرَّ
سَأَتَعَلَّمُ كَيْفَ أَكُونُ أَرْمَلةَ قَاطِعِ طَرِيقٍ.
ابتسم أنت في الشرق" تقول ميسون صقر :
الرَّحَّالةُ الذين مَرُّوا مِنْ هُنَا
حَمَلُوا مَتَاعَهَمُ وَذَهَبُوا
وَلَمَّا عَادَ أَحْفَادُهُمْ
جَاءُوا بِالصُّورِ
وَعَلَّقَوا الجُثَثَ عَلَى مَآذنِنَا
وَابْتَسَمَوُا.
"طرف إصبعك في المياه" التي تقول فيها :
هَلْ نَسِيتَ؟
الخَيْمَةُ تَحْجُبْ شَمْسهَا الحَارِقَةَ
لاَ تَقُلْ وَدَاعًا
لَمْ تَذْهَبْ أَيُّها الرَّحَّالةُ مِنْ هُنَا
حَمَلْتَ صُوَرَنَا وقَبَضْتَ اللَّحْظَةَ
وَضَعْتَهَا مُعَلَّقةً هُنَاكَ
نَحْنُ مَنْ هُنَا، وَأَتَيْتَ
عَلَّقْتَنَا صُورَةً هناكَ
صُورَةً فَقَطْ، وَذَهَبْتَ
بَيْنَ الحَالَتَيْنِ
غَمَسْتَ طَرْفَ إِصْبَعِكَ في المِياهِ
عُدْتَ إِليْهَا
حَامِلاً فِكْرَةً عَن المَكَانِ وَلاَ تَزَال
الرّمْلُ يَمْسَحُ الآَثَارَ
وَبَيْنَمَا نَسْقُطُ
تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُ الغِنَاءِ
وَبَيْنَمَا نَتَهَاوَى
يَصْعَدُ احْتِمَالٌ
وَبَيْنَمَا كُنَّا
أَصْبَحْنَا الآَنَ
فَرْضَ اكْتِمَالٍ
لأَجْزَاءٍ مُبَعْثَرةٍ.
"لا يمكن أن أكون معلقة كأيقونة" تقول الشاعرة ميسون صقر:
لا يمكنُ أَنْ أكونَ أيقونةً
وأنتَ تعلمُ أَنَّ دمي أُهْدِرَ في الصَّدَمَاتِ
والضَّحِكِ.
لا يمكنُ أَنْ أَكُونَ لَكَ
أنا للجميعِ
وأنتَ تعلمُ أن يدي وَحْدَهَا تَدُلُّ
على انتهاكِ أَكْتَافِ الآخرينَ بالربتِ عليها.
لا يمكنُ أَنْ أكونَ امرأةً فقطْ
لأننَّي لم أذقْ يومًا مَعْنَى أَنْ أَكُونَ مجرد هَكَذَا.
امرأةٌ فقطْ.
وتنتقل ميسون صقر بالشعر في ديوانها الجديد (أرملة قاطع طريق) إلى الكتابة عما يحدث في كل من لبنان والعراق، ففي قصيدة "ممر من حديث" تقول ميسون صقر:
امرأة أُمُّهَا مَاتَتْ عَلَى مَقْعَدٍ أَمَامَ النَّهْرِ نَفْسِهِ
وَدُفِنَتْ أَمَامُهُ
وَهِيَ تَنْتَظِرُ العِرَاقَ
تَجْلِسُ هِيَ الآَنَ مُقَابِلَ النَّهْرِ
وَتَعُودُ كَالبَطَّةِ
مَرَّةً صَبَغَتْ شَعْرَهَا بالرَّمَادِيِّ
مُتَشَبِّهةً بعَجُوزٍ فِي البَصْرَةِ
تَضَعُ عَلَى شَعْرِهَا الأَزْرَق "التوتيا"
فَيطِلُّ وَقَارُهَا مِنْ خِلاَل الضَّوْءِ.
مَرَّةً شَبَكَتْ يَدَيْهَا الصَّغِيرتَيْنِ
خَلْفَ رَأْسِهَا وَحَكَتْ عَنِ القَاهِرَةِ
فَلَمَعَتْ عَيْنَاهَا وَدَمَعَت عَيْنَايَ.
من مؤلفاتها:
ـ هكذا أسمي الأشياء الصادر عام 1982
ـ الريهقان الصادر عام 1992
ـ البيت أصدرته عام 1992
ـ جريان في مادة الجسد الذي صدر عام 1992
ـ مكان آخر الصادر عام 1994
ـ تشكيل الأذي
ـ رجل مجنون لا يحبني
ـ كما أصدرت ديواناً شعرياً باللهجة العامية المصرية بعنوان عامل نفسه ماشي
ـ كتبت الرواية فصدرت لها أول رواية عام 2003 وهي بعنوان ريحانة .
ـ أرملة قاطع طريق شعر 2007
ميسون القاسمي
لَيْسَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ
لَنْ أَمُوتَ الآَنَ
هَذَا هُوَ الكِتَابُ الأَوَّلُ لِي
سَتَنْبُتُ زَهْرَةٌ بَدَلا عَنْ ذُبُولِ جَدَّتي.
لَنْ أَمُوتَ
هَذَا هُو الكِتَابُ الثَّاني
سَتُثْمِرُ شَجَرَةُ "التشيكو" فِي حَدِيقَةِ أُمِّي.
لَنْ أَمْوتَ
هَذَا الكتَابُ سَيُطْبَعُ لانْتِعَاشِ فِكْرَةِ الطَّرِيقِ
التي أَكَلَتْ لَحْمَ أَخِي حَيًّا.
لَنْ أَمُوتَ
هَذَا الكِتَابُ حُلُوُ المَذَاقِ أَكْثَرَ مِنَ السُّكَّرِ الذي دَاهَمَ حَلاَوَةَ أبي
فَذَهَبَ النَّمْلُ إِلى المَقْبَرَةِ.
لَنْ أَمُوتَ
الكِتَابُ أَجْمَلُ مِنَ الطَّاوِلَةِ الزَّرْقَاءِ
في بيتنا الذي تَرَكْنَاهُ مُحَاطًا بالحَرَسِ وَالمَوَارِيثِ،
أَقْدَمُ مِنَ الحِصْنِ الذي خَرَجْتُ مِنْهُ مُتَلَفِّعَةً عَبَاءَةَ أُمِّي
خَوْفًا مِنَ العَسْكَرِ الإِنْجِلِيز،
أَحَنُّ من صَاحِبِ البَيْتِ الذي خَرَجَنَا مِنْهُ بَعْدَ الحِرَاسَاتِ
تَحْتَ تَهْدِيدِ السِّلاَحِ.
لَنْ أَمُوتَ لمِجُرَّدِ كِتَابةِ كِتَابٍ
لأَنَّني وَضَعْتُ أَرْوَاحًا صَغِيرَةً
فِي كُلِّ بَيْتٍ،
مَعَ كُلِّ جُثْمَانٍ،
وَفِي كُلِّ كِتَابٍ وَضَعْتُ نَفَسًا عَمِيقًا مِنَ الذكْرَيَاتِ
هَذَا الجَسَدُ الذي تَرَوْنَهُ ذَائِبًا مُنْذُ زَمَنٍ
نَخَرَتْهُ الأَحْقَادُ وَمَاتَ
رَغْمَ تَرَفِ دَمِهِ الذي نُلاَحِظُهُ فِي الأَنَامِلِ
لَكَّنِني لَنْ أَمُوتَ
هَذِه الكُتُبُ التي زَرَعْتُهَا
هِيَ "الصُّورُ العَدِيدَةُ لي"
"هَكَذَا أُسَمِّي الأَشْيَاءَ" إِذَنْ
طَاَلمَا "الآَخَرُ فِي عَتَمَتِهِ"
هو "تَشْكِيلُ الأَذَى" بـ"السَّرْدِ عَلَى هَيْئَتِهِ"*.
لا يُمْكِنُ أَنْ أكونَ مُعَلَّقةً كأُيقونةٍ
لا يمكنُ أَنْ أكونَ أيقونةً
وأنتَ تعلمُ أَنَّ دمي أُهْدِرَ في الصَّدَمَاتِ
والضَّحِكِ.
لا يمكنُ أَنْ أَكُونَ لَكَ
أنا للجميعِ
وأنتَ تعلمُ أن يدي وَحْدَهَا تَدُلُّ
على انتهاكِ أَكْتَافِ الآخرينَ بالربتِ عليها.
لا يمكنُ أَنْ أكونَ امرأةً فقطْ
لأننَّي لم أذقْ يومًا مَعْنَى أَنْ أَكُونَ مجرد هَكَذَا.
امرأةٌ فقطْ.
أذكرُ مرةً كنتُ شَخْصًا يُحبُّ
أذكرُ مرةً واحدةً أمسكتُ يده
خَرَجْنَا إلى شوارعَ صديقةٍ
فأمسكَ المارَّةُ يدي وَقَطَعُوهَا مِنْ يَدِهِ
كُلَّمَا رأيتُ يدي المقطوعةَ
التي بلا كَفٍّ
أدركتُ أَنَّني لَنْ أضعَهَا عَلَى أكتافِ المَارَّةِ القُسَاةِ
ولا عَلَى قَلْبي حين يدقُّ مَرَّةً ثانيةً
ولنْ تكونَ حتَّى سِلْكَ كَهْرُبَاءٍ
تَقِفُ عَلَيْهِ الطُّيورُ.
عَمَاكَ الذي أَعَادَنِي إِلَى بَيْتِي
أَنَا البِنْتُ التي كُنْتُهَا
وَأَيْقَنْتَ أَنَّهَا حَبِيَبتُكَ
أَنَا التي رَمَيْتَهَا فِي حِضْن الحَقْلِ
وَرَشَفْتَ شَفَتَيْهَا ثُمَّ وَزَّعْتَ لَمَاهَا
عَلَى الذُّرَةِ حَوْلَنَا.
أَنَا هِيَ
تِلْكَ الطِّفْلَةُ التي أَمْسَكْتَ يَدَيْهَا
أَوْصَلْتَهَا إِلَى بَيْتِهَا
طَرَقْتَ البَابَ طَرْقَتَيْنِ
وَحِينَ فَتَحَتْ أُمِّي
سَلَّمْتَنِي إِيَّاهَا وَقُلْتَ:
وَجَدْتُّهَا فِي الضَّوْءِ
فَأَطْفَأَتْ أُمِّي الضَّوْءَ عَنْكَ
أَخَذَتْنِي إِلَى السَّطْحِ.
هَلْ كَانَ عَمَاكَ هُو الذي سَلَّمَنِي إِلَى أَيْدِي الآَخَرِينَ، وَلْتَكُنْ يَدُ أُمِّي.
أَمْ أَنَّ الذُّرَةَ التي كَبُرَتْ
وَخَزَتْ عَيْنَ اليَقِينِ مْنِكَ
فَأَسْلَمَتْنِي يَدُكَ
وَتَرَكْتَ قَلْبَكَ حَائِرًا
فِيمَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ
لِطِفْلَةٍ شَقِيَّةٍ
لاَ تَعْرِفُ كَيْفَ تَقْبِضُ بِأَسْنَانِهَا عَلَى يَدَيْكَ.
مَمَرٌّ مِنْ حَدِيثٍ
هَذَا المَمْشَى الذِي سِرْتَهُ مَعَهَا
الخَطُّ المُوازِي بَيْنَ النَّهْرِ والعُشْبِ
المِلتوي مِثْلَ انْحِنَاءَةٍ في الحَدِيثِ
الأَسْوَدُ كَأَنَّهُ اكْتَحَلَ في الصَّبَاحِ
لَمْ أَرَهُ مِنْ الطَّابِقِ التَّاسِعِ حَيْثُ المَرِيضَةُ فِي الغَيْبُوبَةِ
لَكِنَّهُ كَانَ فُسْحَةَ النَّسِيم عِنْدَمَا أَبِلُّ مِدَادِي بِدَمِ جُرْحِهَا.
مَشَيْتُهُ كَأَنَّمَا أَمُرُّ عَبْرَ زَمَنٍ
سِرْتُهُ دَونَ وَعْيٍّ
وَأَسْرَفْتُ فِي الحَدِيثِ.
بَيْنَ "كمبردج" و"بوسطن"
مُجَرَّدُ طَرِيقٍ مِنْ حَدِيثٍ
مَمْشًى يَمُرُّ فِيه السَّائِرُونَ
والحِيتَانُ الآَدَمِيَّةُ
وَكانَتْ قابِعَةً فِيهِ مُنْذُ سِنِينَ
تَجْلسُ وَتَنْتَظِرُ.
أُمُّهَا مَاتَتْ عَلَى مَقْعَدٍ أَمَامَ النَّهْرِ نَفْسِهِ
وَدُفِنَتْ أَمَامُهُ
وَهِيَ تَنْتَظِرُ العِرَاقَ
تَجْلِسُ هِيَ الآَنَ مُقَابِلَ النَّهْرِ
وَتَعُودُ كَالبَطَّةِ
مَرَّةً صَبَغَتْ شَعْرَهَا بالرَّمَادِيِّ
مُتَشَبِّهةً بعَجُوزٍ فِي البَصْرَةِ
تَضَعُ عَلَى شَعْرِهَا الأَزْرَق "التوتيا"
فَيطِلُّ وَقَارُهَا مِنْ خِلاَل الضَّوْءِ.
مَرَّةً شَبَكَتْ يَدَيْهَا الصَّغِيرتَيْنِ
خَلْفَ رَأْسِهَا وَحَكَتْ عَنِ القَاهِرَةِ
فَلَمَعَتْ عَيْنَاهَا وَدَمَعَت عَيْنَايَ.
إِنَّهَا الغَرِيبَةُ التي فَتَحَتْ حَدَقَتَيْهَا اللاَّمِعَتَيْنِ عَلَى المَمَرِّ
لتَمُرَّ دَمْعَتَي المُشْتَاقَةُ إلى مَمَرِّ "الكونتننتال".
الغَرِيبَةُ التي ضَيَّعَتْ جَوَازَ سَفَرِهَا في الشَّتَاتِ
ولم يَبْقَ لَهَا غَيْرُ صُورَتِهَا
المُعَلَّقَةِ عَلَى حَائِطِ الذِّكْرَيَاتِ.
--------------------------------------------------------------------------------
"أنا وحدي القطة هنا" بقولها :
أُُحَدِّثُ نَفْسِي:
أَنْ أَكُونَ أَرْمَلَةً،
هَكَذَا حينَ أَثْقُبُ الوَرَقَةَ
بِسِنِّ القَلَمِ.
وَأَنَا أَسِنُّ المِرْوَدَ فِي عَيْنِي
بِالإِثِْمِدِ أُحدِّثُ نَفْسِي:
سَيَدْخُلُ الخِنْجَرُ قَلْبَهُ
سيَنْفَجِرُ دَمُهُ فِي وَجْهِي
سَأَشْرَبُهُ فِي صِحَّةِ الانْتِقَامِ.
أَفْتَحُ عَيْنَيَّ المُكْتَحِلَتَيْنِ وَأَقُولُ:
سَأَتَعَلَمُ الشَّرَّ
سَأَتَعَلَّمُ كَيْفَ أَكُونُ أَرْمَلةَ قَاطِعِ طَرِيقٍ.
ابتسم أنت في الشرق" تقول ميسون صقر :
الرَّحَّالةُ الذين مَرُّوا مِنْ هُنَا
حَمَلُوا مَتَاعَهَمُ وَذَهَبُوا
وَلَمَّا عَادَ أَحْفَادُهُمْ
جَاءُوا بِالصُّورِ
وَعَلَّقَوا الجُثَثَ عَلَى مَآذنِنَا
وَابْتَسَمَوُا.
"طرف إصبعك في المياه" التي تقول فيها :
هَلْ نَسِيتَ؟
الخَيْمَةُ تَحْجُبْ شَمْسهَا الحَارِقَةَ
لاَ تَقُلْ وَدَاعًا
لَمْ تَذْهَبْ أَيُّها الرَّحَّالةُ مِنْ هُنَا
حَمَلْتَ صُوَرَنَا وقَبَضْتَ اللَّحْظَةَ
وَضَعْتَهَا مُعَلَّقةً هُنَاكَ
نَحْنُ مَنْ هُنَا، وَأَتَيْتَ
عَلَّقْتَنَا صُورَةً هناكَ
صُورَةً فَقَطْ، وَذَهَبْتَ
بَيْنَ الحَالَتَيْنِ
غَمَسْتَ طَرْفَ إِصْبَعِكَ في المِياهِ
عُدْتَ إِليْهَا
حَامِلاً فِكْرَةً عَن المَكَانِ وَلاَ تَزَال
الرّمْلُ يَمْسَحُ الآَثَارَ
وَبَيْنَمَا نَسْقُطُ
تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُ الغِنَاءِ
وَبَيْنَمَا نَتَهَاوَى
يَصْعَدُ احْتِمَالٌ
وَبَيْنَمَا كُنَّا
أَصْبَحْنَا الآَنَ
فَرْضَ اكْتِمَالٍ
لأَجْزَاءٍ مُبَعْثَرةٍ.
"لا يمكن أن أكون معلقة كأيقونة" تقول الشاعرة ميسون صقر:
لا يمكنُ أَنْ أكونَ أيقونةً
وأنتَ تعلمُ أَنَّ دمي أُهْدِرَ في الصَّدَمَاتِ
والضَّحِكِ.
لا يمكنُ أَنْ أَكُونَ لَكَ
أنا للجميعِ
وأنتَ تعلمُ أن يدي وَحْدَهَا تَدُلُّ
على انتهاكِ أَكْتَافِ الآخرينَ بالربتِ عليها.
لا يمكنُ أَنْ أكونَ امرأةً فقطْ
لأننَّي لم أذقْ يومًا مَعْنَى أَنْ أَكُونَ مجرد هَكَذَا.
امرأةٌ فقطْ.
وتنتقل ميسون صقر بالشعر في ديوانها الجديد (أرملة قاطع طريق) إلى الكتابة عما يحدث في كل من لبنان والعراق، ففي قصيدة "ممر من حديث" تقول ميسون صقر:
امرأة أُمُّهَا مَاتَتْ عَلَى مَقْعَدٍ أَمَامَ النَّهْرِ نَفْسِهِ
وَدُفِنَتْ أَمَامُهُ
وَهِيَ تَنْتَظِرُ العِرَاقَ
تَجْلِسُ هِيَ الآَنَ مُقَابِلَ النَّهْرِ
وَتَعُودُ كَالبَطَّةِ
مَرَّةً صَبَغَتْ شَعْرَهَا بالرَّمَادِيِّ
مُتَشَبِّهةً بعَجُوزٍ فِي البَصْرَةِ
تَضَعُ عَلَى شَعْرِهَا الأَزْرَق "التوتيا"
فَيطِلُّ وَقَارُهَا مِنْ خِلاَل الضَّوْءِ.
مَرَّةً شَبَكَتْ يَدَيْهَا الصَّغِيرتَيْنِ
خَلْفَ رَأْسِهَا وَحَكَتْ عَنِ القَاهِرَةِ
فَلَمَعَتْ عَيْنَاهَا وَدَمَعَت عَيْنَايَ.
من مؤلفاتها:
ـ هكذا أسمي الأشياء الصادر عام 1982
ـ الريهقان الصادر عام 1992
ـ البيت أصدرته عام 1992
ـ جريان في مادة الجسد الذي صدر عام 1992
ـ مكان آخر الصادر عام 1994
ـ تشكيل الأذي
ـ رجل مجنون لا يحبني
ـ كما أصدرت ديواناً شعرياً باللهجة العامية المصرية بعنوان عامل نفسه ماشي
ـ كتبت الرواية فصدرت لها أول رواية عام 2003 وهي بعنوان ريحانة .
ـ أرملة قاطع طريق شعر 2007
ميسون القاسمي
لَيْسَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ
لَنْ أَمُوتَ الآَنَ
هَذَا هُوَ الكِتَابُ الأَوَّلُ لِي
سَتَنْبُتُ زَهْرَةٌ بَدَلا عَنْ ذُبُولِ جَدَّتي.
لَنْ أَمُوتَ
هَذَا هُو الكِتَابُ الثَّاني
سَتُثْمِرُ شَجَرَةُ "التشيكو" فِي حَدِيقَةِ أُمِّي.
لَنْ أَمْوتَ
هَذَا الكتَابُ سَيُطْبَعُ لانْتِعَاشِ فِكْرَةِ الطَّرِيقِ
التي أَكَلَتْ لَحْمَ أَخِي حَيًّا.
لَنْ أَمُوتَ
هَذَا الكِتَابُ حُلُوُ المَذَاقِ أَكْثَرَ مِنَ السُّكَّرِ الذي دَاهَمَ حَلاَوَةَ أبي
فَذَهَبَ النَّمْلُ إِلى المَقْبَرَةِ.
لَنْ أَمُوتَ
الكِتَابُ أَجْمَلُ مِنَ الطَّاوِلَةِ الزَّرْقَاءِ
في بيتنا الذي تَرَكْنَاهُ مُحَاطًا بالحَرَسِ وَالمَوَارِيثِ،
أَقْدَمُ مِنَ الحِصْنِ الذي خَرَجْتُ مِنْهُ مُتَلَفِّعَةً عَبَاءَةَ أُمِّي
خَوْفًا مِنَ العَسْكَرِ الإِنْجِلِيز،
أَحَنُّ من صَاحِبِ البَيْتِ الذي خَرَجَنَا مِنْهُ بَعْدَ الحِرَاسَاتِ
تَحْتَ تَهْدِيدِ السِّلاَحِ.
لَنْ أَمُوتَ لمِجُرَّدِ كِتَابةِ كِتَابٍ
لأَنَّني وَضَعْتُ أَرْوَاحًا صَغِيرَةً
فِي كُلِّ بَيْتٍ،
مَعَ كُلِّ جُثْمَانٍ،
وَفِي كُلِّ كِتَابٍ وَضَعْتُ نَفَسًا عَمِيقًا مِنَ الذكْرَيَاتِ
هَذَا الجَسَدُ الذي تَرَوْنَهُ ذَائِبًا مُنْذُ زَمَنٍ
نَخَرَتْهُ الأَحْقَادُ وَمَاتَ
رَغْمَ تَرَفِ دَمِهِ الذي نُلاَحِظُهُ فِي الأَنَامِلِ
لَكَّنِني لَنْ أَمُوتَ
هَذِه الكُتُبُ التي زَرَعْتُهَا
هِيَ "الصُّورُ العَدِيدَةُ لي"
"هَكَذَا أُسَمِّي الأَشْيَاءَ" إِذَنْ
طَاَلمَا "الآَخَرُ فِي عَتَمَتِهِ"
هو "تَشْكِيلُ الأَذَى" بـ"السَّرْدِ عَلَى هَيْئَتِهِ"*.
لا يُمْكِنُ أَنْ أكونَ مُعَلَّقةً كأُيقونةٍ
لا يمكنُ أَنْ أكونَ أيقونةً
وأنتَ تعلمُ أَنَّ دمي أُهْدِرَ في الصَّدَمَاتِ
والضَّحِكِ.
لا يمكنُ أَنْ أَكُونَ لَكَ
أنا للجميعِ
وأنتَ تعلمُ أن يدي وَحْدَهَا تَدُلُّ
على انتهاكِ أَكْتَافِ الآخرينَ بالربتِ عليها.
لا يمكنُ أَنْ أكونَ امرأةً فقطْ
لأننَّي لم أذقْ يومًا مَعْنَى أَنْ أَكُونَ مجرد هَكَذَا.
امرأةٌ فقطْ.
أذكرُ مرةً كنتُ شَخْصًا يُحبُّ
أذكرُ مرةً واحدةً أمسكتُ يده
خَرَجْنَا إلى شوارعَ صديقةٍ
فأمسكَ المارَّةُ يدي وَقَطَعُوهَا مِنْ يَدِهِ
كُلَّمَا رأيتُ يدي المقطوعةَ
التي بلا كَفٍّ
أدركتُ أَنَّني لَنْ أضعَهَا عَلَى أكتافِ المَارَّةِ القُسَاةِ
ولا عَلَى قَلْبي حين يدقُّ مَرَّةً ثانيةً
ولنْ تكونَ حتَّى سِلْكَ كَهْرُبَاءٍ
تَقِفُ عَلَيْهِ الطُّيورُ.
عَمَاكَ الذي أَعَادَنِي إِلَى بَيْتِي
أَنَا البِنْتُ التي كُنْتُهَا
وَأَيْقَنْتَ أَنَّهَا حَبِيَبتُكَ
أَنَا التي رَمَيْتَهَا فِي حِضْن الحَقْلِ
وَرَشَفْتَ شَفَتَيْهَا ثُمَّ وَزَّعْتَ لَمَاهَا
عَلَى الذُّرَةِ حَوْلَنَا.
أَنَا هِيَ
تِلْكَ الطِّفْلَةُ التي أَمْسَكْتَ يَدَيْهَا
أَوْصَلْتَهَا إِلَى بَيْتِهَا
طَرَقْتَ البَابَ طَرْقَتَيْنِ
وَحِينَ فَتَحَتْ أُمِّي
سَلَّمْتَنِي إِيَّاهَا وَقُلْتَ:
وَجَدْتُّهَا فِي الضَّوْءِ
فَأَطْفَأَتْ أُمِّي الضَّوْءَ عَنْكَ
أَخَذَتْنِي إِلَى السَّطْحِ.
هَلْ كَانَ عَمَاكَ هُو الذي سَلَّمَنِي إِلَى أَيْدِي الآَخَرِينَ، وَلْتَكُنْ يَدُ أُمِّي.
أَمْ أَنَّ الذُّرَةَ التي كَبُرَتْ
وَخَزَتْ عَيْنَ اليَقِينِ مْنِكَ
فَأَسْلَمَتْنِي يَدُكَ
وَتَرَكْتَ قَلْبَكَ حَائِرًا
فِيمَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ
لِطِفْلَةٍ شَقِيَّةٍ
لاَ تَعْرِفُ كَيْفَ تَقْبِضُ بِأَسْنَانِهَا عَلَى يَدَيْكَ.
مَمَرٌّ مِنْ حَدِيثٍ
هَذَا المَمْشَى الذِي سِرْتَهُ مَعَهَا
الخَطُّ المُوازِي بَيْنَ النَّهْرِ والعُشْبِ
المِلتوي مِثْلَ انْحِنَاءَةٍ في الحَدِيثِ
الأَسْوَدُ كَأَنَّهُ اكْتَحَلَ في الصَّبَاحِ
لَمْ أَرَهُ مِنْ الطَّابِقِ التَّاسِعِ حَيْثُ المَرِيضَةُ فِي الغَيْبُوبَةِ
لَكِنَّهُ كَانَ فُسْحَةَ النَّسِيم عِنْدَمَا أَبِلُّ مِدَادِي بِدَمِ جُرْحِهَا.
مَشَيْتُهُ كَأَنَّمَا أَمُرُّ عَبْرَ زَمَنٍ
سِرْتُهُ دَونَ وَعْيٍّ
وَأَسْرَفْتُ فِي الحَدِيثِ.
بَيْنَ "كمبردج" و"بوسطن"
مُجَرَّدُ طَرِيقٍ مِنْ حَدِيثٍ
مَمْشًى يَمُرُّ فِيه السَّائِرُونَ
والحِيتَانُ الآَدَمِيَّةُ
وَكانَتْ قابِعَةً فِيهِ مُنْذُ سِنِينَ
تَجْلسُ وَتَنْتَظِرُ.
أُمُّهَا مَاتَتْ عَلَى مَقْعَدٍ أَمَامَ النَّهْرِ نَفْسِهِ
وَدُفِنَتْ أَمَامُهُ
وَهِيَ تَنْتَظِرُ العِرَاقَ
تَجْلِسُ هِيَ الآَنَ مُقَابِلَ النَّهْرِ
وَتَعُودُ كَالبَطَّةِ
مَرَّةً صَبَغَتْ شَعْرَهَا بالرَّمَادِيِّ
مُتَشَبِّهةً بعَجُوزٍ فِي البَصْرَةِ
تَضَعُ عَلَى شَعْرِهَا الأَزْرَق "التوتيا"
فَيطِلُّ وَقَارُهَا مِنْ خِلاَل الضَّوْءِ.
مَرَّةً شَبَكَتْ يَدَيْهَا الصَّغِيرتَيْنِ
خَلْفَ رَأْسِهَا وَحَكَتْ عَنِ القَاهِرَةِ
فَلَمَعَتْ عَيْنَاهَا وَدَمَعَت عَيْنَايَ.
إِنَّهَا الغَرِيبَةُ التي فَتَحَتْ حَدَقَتَيْهَا اللاَّمِعَتَيْنِ عَلَى المَمَرِّ
لتَمُرَّ دَمْعَتَي المُشْتَاقَةُ إلى مَمَرِّ "الكونتننتال".
الغَرِيبَةُ التي ضَيَّعَتْ جَوَازَ سَفَرِهَا في الشَّتَاتِ
ولم يَبْقَ لَهَا غَيْرُ صُورَتِهَا
المُعَلَّقَةِ عَلَى حَائِطِ الذِّكْرَيَاتِ.