وحي القلم
¬°•| عطاء من نوع آخر |•°¬
خيم الليل وهدأئت الاصوات وسكنت النفوس ,,,, عادت الطيور إلى اعشاشها بعد رحلة عناء طويلة للبحث عن لقمة العيش كحال غيرها من المخلوقات التي تدب على وجه هذه الخليقة .
صفدت الابواب بعد ان تم تفتيش السجن والتاكد من ان الامور تمشي على ما يرام ,,, كانت ليلة ليست عادية ,,, تخللت نسمات الهواء إلى زنزانتي لاول مرة ,,, شعرت براحة تسري في قلبي ,,, أأه ما احلى نسمة الهواء هذه ,,, الرطوبة مازالت عالية في هذا المكان ,,, أوتي إلي بالوجبة العشاء , تغيرت معاملة الحراس لي واصبحوا يعاملونني بكل احترام وتقدير واثر ذلك في نفسيتي كثيرا ,,, ناولني ذلك الجندي صحن الطعام وقال لي عيدك مبارك ,,, كاد الصحن ان يسقط من يدي لكني امسكت به ,, تذكرت ان لليلة هي ليلة عيد الاضحى المبارك ,, رددت عليه كل عام وانت بخير وعساك من العايدين ,,,
هزت تلك الكلمة كياني حين قالها ذلك الجندي ,,, جلست امام صحن العشاء ,,, بسم الله الرحمن الرحيم ,,, مددت يدي إلى الصحن فنهمرت دموعي بدون ادراك مني ,,, رفعت يدي عن الطعام وتكأت على الجدار ,,, لا باس لا باس ,,, هذا اختيارك فلا تجزع ,,, العيد يوم او يومين ,,, وسوف تعود الامور كما كانت ,,, الا تستطيع ان تضحي بعيد واحد في سبيل مبادئك ,,, تنهدت وعدلت من جلستي واستجمعت قواي وبدات وجبة العشاء ,,, الحمدالله ,,,
بعد فترة من الزمن جائني الحارس وقال لي لديك اتصال ,,, اعلم انها امي حبيبتي ,,, مهما كبرنا فنحن صغار في اعينهم ,,, ربي يجزيك الجنة يا امي ,,, تكلمت مع امي وابي واخواني وطمنتهم ان الامور على ما يرام ,,, شعرت بغصة بسبب والدتي فهي لا تكف عن البكاء وبكائها يشق قلبي ويعذبني ,,, ولكن مع ذلك كلامها ودعائها لي يشجعني ,,, الله معك يا ولدي الله يحفظك ,,, كانت هذه الكلمات بمثابة الحرز الذي يحفظني من الانهيار امام بكائها ,
بعد الانتهاء من المكالمة تجاذبت اطراف الحديث من الحرس الموجودين ... كانوا يعرفون عني كل شي تقريبا ,,, قالوا لي لاباس اجلس معنا ,,, شربت الشاي معهم جزاهم الله خيرا ,,, قال لي احدهم هل الحر شديد في الزنزانة فقلت نعم والرطوبة هي المصيبة انها رطوبة شديد ,,,
صرت اتعرق كثيرا جدا ,,, فطوال الليل لا ينقطع العرق تقريبا ,,, وكالعادة استحم مرة ومرتين وثلاث , في ساعة متاخرة من تلك الليلة قمت من نومي وانا اسبح في بحر من العرق بسبب الحرارة والرطوبة لم انم على ذلك االاسفنج منذ اليوم الاول بل انام على البطانية مباشرة ,, قرقعة القفل عدة مرات ,, احسست بان قلبي سوف يخرج من جسدي من شدةالرطوبة,,,جاني الجندي فقلت له رجاء افتح لي الباب اريد ان اذهب لدورةالمياه ,,اخذت الفوطة وذهبت واخذت حمام ورجعت كان الجندي فانتظاري طبعا, قلت له الجوالا يطاق في الداخل قال طيب بأمكانك ان تنام امام باب السجن اي في بهو السجن قلت له لكن هذا ممنوع قال لا باس الكل في اجازة والضابط متساعد جدا وسوف اقفل باب البهو ايضا فلا باس قلت الله غفر الله لك ولوالديك سحبت بطانيتي وفرشتها امام باب السجن على الارضية الاسمنتية ,,, كانت هناك نسمات من الهواء تاتي زائرة بين الفينة والفينة ,,اخبرت الجندي ان يوقضني الساعىة الثالثة فجرا
نمت تلك الساعات القليلة وكانها سنوات ,,ايقضنى الجندي في الوقت المحدد فذهبت وتوضات ودخلت زنزانتي وقلت له اقفل اللباب الان لكي لا يحضر الضابط الصباح ويراني خارج الزنزانة خفت ان يقع هذا الرجل الطيب الخلوق في مخالفة القوانين بسببي ولكنني انصدمت حين قال لي لن اقفل عليك الباب قلت له لا لا هذا مخالف لقوانين السجن وسوف تعاقب على ذلك قال انا رجل وسوف ادافع عن نفسي قلت لكن هذا عمل غير قانوني ,,, دخلت الزنزانة واوصد هو الباب بالمزلاج ولكن لم يقفله بالقفل, ترجيته ان يقفل الباب فابى.استدار ومضى ماشيا تاركا القفل مفتوحا .. اخرجت يدي وقفلت القفل بنفسي.. رن صوت القفل في اذنيه فتسمر في مكانه وهز راسه مستنكرا وذهب.
شق صوت الاذان هدوء الصباح مؤذنا ببداية عهد جديد في الحياة الدينا ,,, انه يوم ولكن ليس ككل يوم ,,, انه يوم العيد الاعظم ويوم الحج الاكبر ,,, لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ,
صليت الفجر ودعوة الله ان يشفى والدتي ووالدي وان يمتعهم بالصحة والعافية وان يحفظ ابنتي الغالية التي اعلم يقينا انا تشتاقني كثيرا ,, دعوت لاخواني واصداقائي ولم انسى وقفت ذلك الجندي الشهم فكان له نصيبا من الدعاء ..
جلست اذكر الله حتى تسللت خيوط الصباح مبددا ظلام الليل واشرقت الدنيا بشمس يوم العيد الاكبر ,,, دوت اصوات التكبير في ارجاء المكان ,,, اظنها كانت اتيه من مذياع في غرفة الحرس ,,, الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله اكبر كبيرا ,, هذه الكلمات كانت تهز كياني ,,, تتقاذفني معانيها ,,, وتاسرني نغماتها ,,, كنت اتمايل طربا تحت ذلك الايقاع الروحي الغريب الذي يحتويه ذلك الالقاء ,,,
استرجعت صور العيد الماضي ,,في هذا الوقت من الصباح ,, قد اكون مشغولا اكثر من اليوم, اين الخنجر ,, الدشداشة الجديدة والمصر الجديد ,,, اين عصاي ,, وين الطيب والعطر ... هيا نذهب للصلاة العيد في مصلى البلدة ,,, نلتقي بعد الصلاة بالاصدقاء والاهل وجماعة البلدة ,,, ولكن فجأة اصحوا من هذه الاحلام لاجد نفسي قابعا بين الجدران الاربعة لابسا القميص والسروال المعهود لكل نزيل ,,,
لم اعرف كيف اصف مشاعري ,, كانت خليط بين الحزن والفرح والياس والامل والضحك والبكاء ,,, لا انكر انها هذه المواقف صقلت فيى الكثير من الصبر وقوة التحمل ,,, على الاقل انا هنا ليس بسبب مخل او سوء ادب معيب ,,, انا هنا بسبب تمسكي بمبدأئي الرافض للعبث بشخصيتي كانسان ,, وهذا هو عزائي الوحيد في تلك المحنة .
جلست اذكر الله حتى تسللت خيوط الصباح مبددا ظلام الليل واشرقت الدنيا بشمس يوم العيد الاكبر ,,, دوت اصوات التكبير في ارجاء المكان ,,, اظنها كانت اتيه من مذياع في غرفة الحرس ,,, الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله اكبر كبيرا ,, هذه الكلمات كانت تهز كياني ,,, تتقاذفني معانيها ,,, وتاسرني نغماتها ,,, كنت اتمايل طربا تحت ذلك الايقاع الروحي الغريب الذي يحتويه ذلك الالقاء ,,,
استرجعت صور العيد الماضي ,,في هذا الوقت من الصباح ,, قد اكون مشغولا اكثر من اليوم, اين الخنجر ,, الدشداشة الجديدة والمصر الجديد ,,, اين عصاي ,, وين الطيب والعطر ... هيا نذهب للصلاة العيد في مصلى البلدة ,,, نلتقي بعد الصلاة بالاصدقاء والاهل وجماعة البلدة ,,, ولكن فجأة اصحوا من هذه الاحلام لاجد نفسي قابعا بين الجدران الاربعة لابسا القميص والسروال المعهود لكل نزيل ,,,
لم اعرف كيف اصف مشاعري ,, كانت خليط بين الحزن والفرح والياس والامل والضحك والبكاء ,,, لا انكر انها هذه المواقف صقلت فيى الكثير من الصبر وقوة التحمل ,,, على الاقل انا هنا ليس بسبب مخل او سوء ادب معيب ,,, انا هنا بسبب تمسكي بمبدأئي الرافض للعبث بشخصيتي كانسان ,, وهذا هو عزائي الوحيد في تلك المحنة .
انتصف النهار وبدأت بشائر العيد بالقدوم ,,, صحون تذهب وتجبي هههه كالعادة طبعا ,,, عم جوا من الفرح في هذا اليوم السعيد ,,, كانت الوجبات في هذا اليوم شهية جدا ,,, كما تعودنا في ايام العيد ... قبل الظهر بقليل جائني ذلك الجندي وقال لي تريد شي من غرفتك ,,, قلت له نعم اريد بعض الكتب ,,, قال طيب جهز نفسك سوف اخذك لغرفتك في المعسكر .. نظرت إليه بتعجب قلت له كيف ذلك ,,, قال عادي لا باس سوف اتكلم مع صديقي الضابط بهذا الشان ,,, قلت له طيب ... صليت الظهر وفجأة جاني ذلك الشاب وقال لي هيا لازم نرجع بسرعة ,,, قلت له طيب خرجت معه وركبنا في السيارة العسكرية وكنا اربعة اشخاص انا واثلاثة من الجنود اثنين كانو بلباسهم المدني ,,, دخلت غرفتي وفتحت الخزانة اول ما تناولته هو مصف صغير كنت احتفظ به وبعض الكتب كنت احتفظ بها ,,, طبعا لم انسى ان اخذ القلم والمذكرة ...
كانت رحلتي من والى السجن في غضون دقائق معدودة ,,, لكنها عنت لي الكثير الكثير ,,, كان الكل في اجازة والمكان شبه خالي سوى دوريات الحرس الموجودة هناك ,, غمرني فرح عارم هذا اليوم لانني احسسن اني قد جنيت بعض ثمار موقفي ,,, جنيت الاحترام والتقدير من الحرس الذين عرفوا عن قصتي واصبحوا يعاملونني معاملة خاصة جدا,,, ليس عيبا ان تدخل السجن ,,, مالم يكن السبب هو العيب اصلا ,,,
رجعت إلى زنزانتي المقفرة واخبرني ذلك الجندي ان اخبي الكتب تحت البطانية في المرات القادمة ,, فاجبته بالموافقة ,, لا انكر ان معظم الحرس والضباط كانوا على قدر عالي من الاخلاق ,, ولا الومهم لما رايت من بعض السجناء من القبح والاستهزاء بسبب سوء اخلاقهم ,, فمنهم الذي يأتى به وهو في حالة سكر واكثرهم على هذا المنوال ,,
كانت رحلتي من والى السجن في غضون دقائق معدودة ,,, لكنها عنت لي الكثير الكثير ,,, كان الكل في اجازة والمكان شبه خالي سوى دوريات الحرس الموجودة هناك ,, غمرني فرح عارم هذا اليوم لانني احسسن اني قد جنيت بعض ثمار موقفي ,,, جنيت الاحترام والتقدير من الحرس الذين عرفوا عن قصتي واصبحوا يعاملونني معاملة خاصة جدا,,, ليس عيبا ان تدخل السجن ,,, مالم يكن السبب هو العيب اصلا ,,,
رجعت إلى زنزانتي المقفرة واخبرني ذلك الجندي ان اخبي الكتب تحت البطانية في المرات القادمة ,, فاجبته بالموافقة ,, لا انكر ان معظم الحرس والضباط كانوا على قدر عالي من الاخلاق ,, ولا الومهم لما رايت من بعض السجناء من القبح والاستهزاء بسبب سوء اخلاقهم ,, فمنهم الذي يأتى به وهو في حالة سكر واكثرهم على هذا المنوال ,,
اغلقوا على الباب واوصدوه بالقفل ,,, لم افتأ انظر إلى ذلك القفل الذي اتحسس منه كثير عندما اراه ,,, نشأة صداقة حميمة بيني وبينه ,,, امسكت بقلمي كانت اول ما كتبت هذه الخاطرة التي كانت على شكل حوار بيني وبين قفل الزنزانه,,
اقول في مطلعها ,,,,
اقول في مطلعها ,,,,
في ذلك القفل الكبير تجعمت حريتي ,,, حرية الرجل العنيد
ووقفت خلف الباب انظر للبعيد ,,
وردت سؤالات على ذهني الشريد
ماذا جرى ,, هل من جريمة اوقفتني خلف قضبان الحديد
هل يا ترى انا مذنب ,,, أم انه كيد العبيد
هل من يجيب على سؤالات البليد
فإذا بصوت القفل ياتي من بعيد
القفل : من أنت ؟؟؟
قلت أنا : سعيد
ووقفت خلف الباب انظر للبعيد ,,
وردت سؤالات على ذهني الشريد
ماذا جرى ,, هل من جريمة اوقفتني خلف قضبان الحديد
هل يا ترى انا مذنب ,,, أم انه كيد العبيد
هل من يجيب على سؤالات البليد
فإذا بصوت القفل ياتي من بعيد
القفل : من أنت ؟؟؟
قلت أنا : سعيد
هنا دار حوار السجين وبين القفل
القفل : قالوا بان لديك افكارا يشيب لها الوليد
السجين : هل من مزيد
القفل : هذا الذي قالوه بالنص الاكيد
السجين مدافعا عن مبدأه :
حاشى وكلا يا صديقي لست بالرجل المريد ,
انا مسلم ,, إسلامنا ينفي التعصب والجحود
يا صاحبي ان لم تجد ماء تيمم بالصعيد ,
هذا هو الاسلام ... اذا اين الجمود
لكنها يا صاحبي افكار شيطان مريد
لما رائ الاسلام يعلوا من جديد
نادى باعلى صوته ,,, ويلاااااااالاااه قد صدق الوعيد
فدعى بافراخ اليهود
صفوا صفوفا خلفه كي يهدموا هذا المشيد
وتعاهدوا وتقاسموا ان يطمسوا الماضي التليد
ونسوا أولئك اننا نحضى بتأييد المجيد .
سندك اوصال اليهود
وسنشعل النيران في قلب المنافق والحسود
وسنطرد الطغيان من كل الحدود
وسنجعل الاسلام مرفوعا على الاعناق في كل الوجود
يارب حقق منتي ,,, انت السميع وانت يا ربي ودووووود ,
السجين : هل من مزيد
القفل : هذا الذي قالوه بالنص الاكيد
السجين مدافعا عن مبدأه :
حاشى وكلا يا صديقي لست بالرجل المريد ,
انا مسلم ,, إسلامنا ينفي التعصب والجحود
يا صاحبي ان لم تجد ماء تيمم بالصعيد ,
هذا هو الاسلام ... اذا اين الجمود
لكنها يا صاحبي افكار شيطان مريد
لما رائ الاسلام يعلوا من جديد
نادى باعلى صوته ,,, ويلاااااااالاااه قد صدق الوعيد
فدعى بافراخ اليهود
صفوا صفوفا خلفه كي يهدموا هذا المشيد
وتعاهدوا وتقاسموا ان يطمسوا الماضي التليد
ونسوا أولئك اننا نحضى بتأييد المجيد .
سندك اوصال اليهود
وسنشعل النيران في قلب المنافق والحسود
وسنطرد الطغيان من كل الحدود
وسنجعل الاسلام مرفوعا على الاعناق في كل الوجود
يارب حقق منتي ,,, انت السميع وانت يا ربي ودووووود ,
اغلقت دفتري وتنفست الصعداء فقد جي لنا بالحلوى والقهوة ,,, صحيح انها جأت متاخرة ولكن جزا الله كل خير من عاملني باحسان وخير في ايام اقامتي في السجن .
التعديل الأخير: