وحي القلم
¬°•| عطاء من نوع آخر |•°¬
لم تكن اول ليلة داخل الزنزانة ليلة عادية ,, كانت استئنائية بمعنى الكلمة ,, شعور غريب بغياب الحرية وضمور الفكر حينها ,,, هروب لكثير من مميزات الانسان بعد ان يغلق عليه بالقفل ,, الطموح ,, الابداع ,, هروب الامل في كثير من الاحيان ,,, عرفت حينها ان هذه الامور جميعا لها بنية تحتية وهي الحرية ,,, نعم انها اكبر بنية تحتية لحياة البشر وقاعدة وثيقة للابداع الانسان ,,, والحرية هي الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى تقدم المجتمعات البشرية ,
كانت ليلة صيفية بكل المقاييس المتعارف عليها في الخليج العربي خاصة ,,, رطوبة شديدة وحر يذيب الكبد مع وجود تلك الجدران السميكة والباب الفولاذي ,,, لم تكن هناك فتحات تهوية ابدا ,,, كان كل شي بلا حراك سوى ذلك الانسان الذي يعدل من جلسته من حين لاخر ,,, يتقلب يمنة ويسره ,,, لا نوم ,,, لا هواء ,,, حتى الكوابيس هربت إلى الحرية خارج السجن ,
مرت ساعات طويلة في ذلك الجو المظلم ,, حيث ان قوانين السجن تقضي باطفاء الانارة بعد الساعة التاسعة مساء ,,, لا ادري كم الساعة الان الاضاءة انطفئت منذ وقت طويل على ما اظن ,,, يا الله كم هي الساعة الان ,,, هل الفجر قريب ,,, سبحان الله اول مرة في حياتي احس اني موجود بغير وجود ,,, لا ادري هل نمت ام لم انم ,,, لم يزرني النوم بتاتا على ما اعتقد ,,, حتى النوم فضل ان يكون في مجال الحرية المطلقة .. اااه منها تلك الليلة ,, في بعض الاحيان لا علم متى وقفت بحيث اني ارى نفسي واقفا امام باب السجن ,, شيء لا شعوري ,, ربما بسبب حرارة الجو والرطوبة القاتلة ,,,
ناديت الحارس عدة مرات لكي استفسر معه عن الوقت ,,, جائني احدهم بعد برهة وقال لي ان الساعة الواحدة والنصف ليلا ,,, قلت هل الاستحمام ممنوع بالليل ,,, قال لا ,,, ممكن استحم لان الرطوبة عالية جدا هنا ,,, كان شخصا طيبا ربما لانه عرف عن سبب سجني على ما اعتقد ,,,
استحممت 4 مرات حتى الفجر في تلك الليلة ,,, لم استطع النوم على دوشك الاسفنج لانه اصبح ملئء بالعرق ,,, كنت اتعرق بكثافة ,,, خالجني شعور بالجنون ربما بسبب الاجهاد النفسي والتعب الجسدي في ذلك اليوم المرير
,, قبل الفجر بساعة او ربما نصف ساعة ,,, صففت قدمي ووجهت وجهي للذي فطر السموات والارض ,,, وصليت ركعتين ,,, ما احلى من ركعات , وما اطيبها من نفحات ,,, احسست براحة تسري في جسدي وبالبرد يسري في فؤادي ,,, ادركت حينها انني وظفرت بكنز ثمين ,,, وانني تعلقت بطوق النجاة من هذه النار التي شبت في زنزانتي
الضيقة ,, تهادى إلى مسامعي صوت المؤذن من بعيد وكان بمثابة اسدال الستار على تلك الملحمة التي كان مفادها ان لا حرية بدون راي ,,, وان الانسان يجب ان يتحمل تبعة قراراته في حياته ,, صليت الفجر وذكرت الله تعالى على النعمة ,,, اشرقت الشمس واشرق مهنا بصيص امل في ان النهاية لا بد ان تاتي يوما ما ,,, وايقنت حينها انها بداية النهاية لوجودي في هذا السجن ,,, رحل يوم واستقبلت يوما اخر مليئا بطقوس اخرى من طقوس التعذيب النفسي خلف قضبان السجن العسكري ..
كانت ليلة صيفية بكل المقاييس المتعارف عليها في الخليج العربي خاصة ,,, رطوبة شديدة وحر يذيب الكبد مع وجود تلك الجدران السميكة والباب الفولاذي ,,, لم تكن هناك فتحات تهوية ابدا ,,, كان كل شي بلا حراك سوى ذلك الانسان الذي يعدل من جلسته من حين لاخر ,,, يتقلب يمنة ويسره ,,, لا نوم ,,, لا هواء ,,, حتى الكوابيس هربت إلى الحرية خارج السجن ,
مرت ساعات طويلة في ذلك الجو المظلم ,, حيث ان قوانين السجن تقضي باطفاء الانارة بعد الساعة التاسعة مساء ,,, لا ادري كم الساعة الان الاضاءة انطفئت منذ وقت طويل على ما اظن ,,, يا الله كم هي الساعة الان ,,, هل الفجر قريب ,,, سبحان الله اول مرة في حياتي احس اني موجود بغير وجود ,,, لا ادري هل نمت ام لم انم ,,, لم يزرني النوم بتاتا على ما اعتقد ,,, حتى النوم فضل ان يكون في مجال الحرية المطلقة .. اااه منها تلك الليلة ,, في بعض الاحيان لا علم متى وقفت بحيث اني ارى نفسي واقفا امام باب السجن ,, شيء لا شعوري ,, ربما بسبب حرارة الجو والرطوبة القاتلة ,,,
ناديت الحارس عدة مرات لكي استفسر معه عن الوقت ,,, جائني احدهم بعد برهة وقال لي ان الساعة الواحدة والنصف ليلا ,,, قلت هل الاستحمام ممنوع بالليل ,,, قال لا ,,, ممكن استحم لان الرطوبة عالية جدا هنا ,,, كان شخصا طيبا ربما لانه عرف عن سبب سجني على ما اعتقد ,,,
استحممت 4 مرات حتى الفجر في تلك الليلة ,,, لم استطع النوم على دوشك الاسفنج لانه اصبح ملئء بالعرق ,,, كنت اتعرق بكثافة ,,, خالجني شعور بالجنون ربما بسبب الاجهاد النفسي والتعب الجسدي في ذلك اليوم المرير
,, قبل الفجر بساعة او ربما نصف ساعة ,,, صففت قدمي ووجهت وجهي للذي فطر السموات والارض ,,, وصليت ركعتين ,,, ما احلى من ركعات , وما اطيبها من نفحات ,,, احسست براحة تسري في جسدي وبالبرد يسري في فؤادي ,,, ادركت حينها انني وظفرت بكنز ثمين ,,, وانني تعلقت بطوق النجاة من هذه النار التي شبت في زنزانتي
الضيقة ,, تهادى إلى مسامعي صوت المؤذن من بعيد وكان بمثابة اسدال الستار على تلك الملحمة التي كان مفادها ان لا حرية بدون راي ,,, وان الانسان يجب ان يتحمل تبعة قراراته في حياته ,, صليت الفجر وذكرت الله تعالى على النعمة ,,, اشرقت الشمس واشرق مهنا بصيص امل في ان النهاية لا بد ان تاتي يوما ما ,,, وايقنت حينها انها بداية النهاية لوجودي في هذا السجن ,,, رحل يوم واستقبلت يوما اخر مليئا بطقوس اخرى من طقوس التعذيب النفسي خلف قضبان السجن العسكري ..
التعديل الأخير: