كلكامش
¬°•| عضو مبتدى |•°¬
1 ـ ينقسم جدار المسرح إلى قسمين بطريقة ٍ أفـقـية ٍ :
أ ـ الجزء السفلي للحائط عبارة عن بساط أخضر يحتوي على بعـض الشجيرات .
ب ـ الجزء العلوي من الحائط عبارة عن أبنية متناثرة ومهدمة تبدو للمشاهد على أن هذه القطعة من الأرض تعرضتْ إلى حرب ٍ مدمرة .
2 ـ تتوسط خشبة المسرح حاوية قـمامة بلون أسود .
3 ـ في الجانب الأيسر من المسرح طاولة قديمة وكرسي .
4 ـ في الجانب الأيمن من المسرح سارية تحتوي على علم نازل وهو مكفن بقطعة قـماش بيضاء ـ العلم مجهول الهوية أي غـير مرئي .
يقـف رجل ٌ مهيب على قسماته تأريخ ٌ حافل ٌ بالشمس ..
يقـف قرب حاوية القـمامة .. وكأنه ُ يهذي :
هنا النهايات
النهايات ُ .... هنا
والطريق ُ طويل ... الطريق ُ
الذي نزع َ ثوبـَه ُ أمامي
وقادني إلى هذه ِ القـمامة .
قادني أنا
ـ أنا جلجامش ـ
مانح ُ الحياة َ لونـَها الأبيض ..
الحياة ُ رماد ٌبلغة ِ الطائرات .
الطائرات ُ
القـتلة ُ
القادمون َ
بشراهة ِ الدمار..!؟
القادمون ليزرعوا الموت َ في وطني ..
إنهم زرعوا الموت َ
على كل ِ نافـذة ٍ وحائط
زرعوا الموت َ
في قلوب ِ الأطفال
والشيويخ
وحتى العصافير ..!؟؟
القتلة .. زرعوا الموت َ
يا الله ...!
مَنْ أتى بك َ ـ يا جلجامش ـ
لترى موتك َ
بين هذه ِ النهايات .. النهايات ُ
الآخرون .؟
الآخرون َهنا ....هناك َ
هناك َ ...هنا .
هنا ...
وأنا ...
{ صوت ٌ من بعيد }
مَنْ ..؟
مَنْ ...مَنْ ..جلجا ...مَنْ ..مَنْ...مش .. أنا
ـ أنا كرستينا ـ
المرأة ُ السويدية ُ ...أتتذكرُني ..!؟؟
أتتذكر...
ساعدني أيها الرب
ـ بلى ـ
ألتـقـيتـُك َ ذات َ يوم ٍ
بين دفـتي كتاب ٍ
وحملتـَني على كتفـيك َ
للبحث ِ عن الخلود ...ولكنك َ
لكنك َ..
ــ هنا تئن المرأة بزفرات حادة ــ
تركتـَني في منتصف الطريق
ونسيت َ صوتـَك َ في روحي ..
نسيت َ صوتـَك َ
يبحث ُ عـنك َ
يبحث ُ عـني
يبحث ُ عـنا ...!!
يبحث ُ ..
ولكن ....آه ٍ....ــ بصوت ٍ عال ٍ ـ
أيتـُها الحياة ُ .. الرماد ُ
الحياة ُ .. النهاية ُ..!!
وأنت َ ...
أنت َ ــ تشير إلى جلجامش ـ
{ صوت ٌ آخر ـ لرجل ـ }
مَنْ ..
مَنْ ... صديقي ..ّ!!؟
ـ جلجامش ـ
طبعا َ تعـرُفـني
أنا أرنست هـمنجواي
أتتذكر ْ ..؟
أيها المعـلم
أيـُها البحر ـ يشير إلى جلجامش ـ
أتتذكرْ
وأنا أقول : { كلي أيتها الأسماك
وأعـلمي أنك ِ قـتلتي إنسان }
وأنت َ تـُردد ُ ..
تـُردد ُ في أ ُذني :
ـ يا أرنست ـ
سيعـود ُ إليك َ الحلم ُ
من الغـد ..
فأنت َ ـ يا أرنست ـ
الزمن ُ الجالس ُ
على راحـتي البحر ..
ويداك هاتان
أنجيل ُ الهواء القادم .
وبقـيت َ تـُردد ُ
وتـُردد ُ ..
أتتذكر ْ ..؟
ـ جلجامش ـ
نعم أتـذكرُك َ
أتـذكر ُ
هورشيما .. ونكزاكي
وهما يستيقـظان
على ديمقـراطية أمريكا ..!!
ـ أرنست همنجواي ـ
كفـى ـ أيها المعلم ـ
العـظيم ..
هذه الكلمات ُ ـ كلماتـُك َ ـ
تـُحيلـُني إلى نيوتن
ذلك الذي أكتشف َ
ألتصاقي في الجحيم ..
الجحيم ُ المستمر ..!!
ـ ويشير إلى الأرض ـ
{ صراخ ٌ في كل ِ مكان }
ـ عرض تلفزيوني للقصف الأمريكي على بغداد ـ
بينما يصرخ أرنست
كفى
كفى ...
ثم ينزع ُ معـطفـَه ُ
ويـُلقي به ِ
في سلة ِ القـمامة ..
ثم يخرج ُ مـُرددا ً ..
أيـُها العظيم
يا جلجامش
العظيم
العظيم ..
{ جلجامش يـُرتل ُ : }
وحيدا ً
دخلت ُ مع الحرب ِ تحت المطر
كنت ُ في شارع ِ الروح أمشي
كأني العراق ُ ..
هناك بلا شمعة ٍ
سقطت ْ بغداد ُ بين عـيوني
لتزرع َ أطفالـَها
بين قلبي ... وقلبي ..!
هناك ... هنا
ثياب ُ النخيل ِ
وباب ُ الفرات ِ غريبا ً
وكنت ُ الغريب َ
وحيدا ً .. دخلت ُ
أمام َ حدائق َ موتي
أمامي تـُصلي العصافـيرُ على زهرة ٍ
ويلتفت ُ البرد ُ في داخلي
ويـُصلي معي ..!!
حيثما تقـتلـُنا الغربة ُ
يقـتلـُنا هاجس ٌ لا يطمئن ُ
لأن َ الزوايا بلا ذاكرة ..
لأن َ الجهات َ
قميص ٌ يـُمزقـُه ُ الليل ُ ..
لأني ... أنا
ساحل ٌ للرياح ِ
وللرياح ِ ... الرصاص .
وحيدا ً
على صخرة ٍ في الطرقات ِ
على صخرة ٍ مـُبللة ٍ
بالنبيذ ِ المـُعـتق ِ بالدم ِ ... دخلت ُ
تـُرافـقـُني دجلة ُ وحدها
والطائرات ُ
التي رفعـت ْ رأسـَها
من ضجيج السلام ...!!
دخلت ُ
مع الحرب ِ تحت المطر
يـُلامسـُني هذيان ُ النعاس ِ
تـُلامسـُني بغداد ُ في نسمة ٍ
على رمشها ... وطن ٌ
من بعـيد ...!!
{ أغنية ياس خضر }
ـ عزاز والله أعزاز
ومن هويناكم
هوينه الناس كلهه ... ـ
ـ مخرج المسرحية بصوت شعري : ـ
تحت حقيبة
تضج بالانفجار
والنكات
ذوات الأحذية المهذبة
ـ الوطن كلام من مصابيح-
الوطن
عطش غائب
لا يعرفه إلا المفلسون
أصحاب المذاق
باتجاه الفصول..
الوطن أسئلة وممنوعات
أسئلة فوق مائدة الرأس..
ماذا تبقى من السماء
بعدما شرب البحر سواد العيون..؟؟
ماذا تبقى من الملح
ولنا خيمة معلقة.. خيمة
تمطر الفشل..؟؟
سلاماً للشهيق
الذي اطمأن للموت
سلاماً للتراب
المنتفخ برغبات الصراخ
سلاماً للشهوات
النائمة من عجز غامض..
الوطن
غامض أيضاً..!!
لذا عاد يسمعنا
نحن المبتلين بالعصيان
تركنا أهداب النخيل
يكحلها الرصاص..
وخطوة.. فخطوة
تفتح ساقيها للغبار..!!
تركنا
النساء للخريف
ووجوهنا على النوافذ..!!
وبلا صبح
مشينا إلى الظلام
نحمل رائحة الخبز
ورماد انكسار العمر...
مشينا
إلى لغة
لن تكون..!!
لغة
لن..
ــ ورود بأنواع مختلفة تتساقط في جميع الأتجاهات ...
نساء جالسات في أماكن مختلفة بجلابيب سود ..
صراخ لأطفال وشيوخ في كل زوايا المسرح ـ
{ صوت من بعيد يقترب شيئا ً فشيئا ً }
عذرا ً ...
عذرا ً ..
{ أنا ماركيز }
الآن َ خرجت ُ
خرجت ُ من عـزلتي المئة ..
خرجت ُ
على صوت ِ
أطفال العراق ..
عذرا ً
خرجت ُ
على صراخ ِ
أطفال العراق ..
ورائحة ِ القبور ..
أيـُّها السادة : ـ ويشير إلى الجمهور ـ
لقـد توقـفت ْ رئتي َ
وتساقـطت ْ من بين عـيوني
حروف ٌ قـتيلة ٌ ...
مـَنْ فعل َ هذا ...؟
مَنْ فعل َ بي هذا ..؟؟
مَنْ ...؟ أبي ...!!
أبي ... أبي ..
اللعـنة ُ عليك َ يا ـ كولومبس ـ
وجهـُك َ يـُطاردُني
يـُطارد ُ العالم َ بالطاعون
يـُطاردُني ..... العالم َ
أيـُها اللعين
أيـُها اللعين
أحفادُك َ تـُطاردُ العالم َ
أحفادُك ًَ المجرمون ...
أيـُها السادة : ـ ويشير إلى الجمهور ـ
سأرمي بهاتين ِ العينين ِ
في سلة القمامة
لعلي أُشاهد ُ السواد َ بلا دم ..
ـ يقتلع ُ ـ ماركيز ـ عينيه ِ
ويرمي بهما
ثم يخرج ُ مـُرددا ً
اللعنة ُ عليك َ..
اللعنة ُ عليك َ ـ ياكولومبس ـ
اللعنةُ
اللعنة ُ ...
ــ صوت لشاعر متعب جالسا ً على طاولة قديمة
في أحدى زوايا المسرح ــ
أحياناً
للرؤية مزاج يلوّث الأفق
ليس مسرحاً.. بل جمال الحرب
تفتح لقواميسنا
بين عمار * وبطل وثني
كلباً باسطاً لسانه
كرسياً يحمل نفياً
وأظافر لم تعدْ
من المحيط إلى الخليج
إلا غرقاً لحقائب
تحتشد في الساحات
وأخرى في غرف النوم
تشنق سوادها
حتى مطلع الغروب.
أحياناً
للرؤية مزاج متعمّد
مثل القصيدة
- مع مرتبة الشرف-
وغالباً لا أكون
كي أعمّد قلقي
صيفاً لهذا الخراب
كي أعمّد قلقي
لطفلة تكشف موتها
وأنا في المطبعة
أحلم كباقي الشعراء بالحداثة..
وقائمة المبيعات.
أحياناً
أتوّج الشارع بالنجوم
ورأسي بـ /أمريكا/
أمريكا / الوطن/
الحالم بدجلة والفرات
قبل هذا الزوال
للرؤية مزاج كما للتراث
وبفعل التقدّم
- خونة –
أولئك النازلون إلى النصّ
لتقاطعهم مع الضوء.. وليس معي
ففي الربع الأخير من ولادتهم
وبفعل التقدّم - أيضاً-
صرخ:
أولئك النازلون
أمريكا.. الوطن..!!
ــ جلجامش ــ
مناديا ً نفسـَه ُ :
الوطن .. الوطن ..
ثم يحني رأسـَه ُ باكيا ً
ثم ينشد :
تحت قلبي
اكتشفت مدينة من حلم
يعصف بها الجوع
أطفال يطعمون الموت
وروداً بيضاء
نساء تشهق بالحبّ
بقايا ذكريات تزيّن النخيل
صراخ مجهول من قرار دجلة
تحت قلبي
اكتشفت الحقيقة
أنني شهيد وطني..!!
ـ كرستينا .. المرأة السويدية ـ
كلا
كلا ـ أيـُها العظيم ـ وتشير إلى جلجامش
فأنت َ الخلود ُ
أنت َ السلام ُ
السلام ُ
السلام ُ ...
ـ جلجامش ـ
لكن َ أمريكا
لا تـُريد ُ ذلك ...؟
ـــ لقطة تلفزيونية : قصف ..أنفجارات .. تدمير ــ
ــ دوي من كل الجهات ـ
كلا للأرهاب ...
كلا للأرهاب ..
كلا للأرهاب .
ــ يخرج الجميع على خشبة المسرح ـ
وبصوت ٍ واحد ٍ :
هنا النهايات ُ
النهايات ُ
هنا .. هنا ... هنا ..
هناك
هناك .. ـ ويشيرون نحو السارية
بينما يـُرفع العلم العراقي عليها
مع قصيدة الجواهري : حييت ُ
سفحك ِ عن بعد ٍ فحييني
يادجلة الخير يا أم البساتين ِ ..
أ ـ الجزء السفلي للحائط عبارة عن بساط أخضر يحتوي على بعـض الشجيرات .
ب ـ الجزء العلوي من الحائط عبارة عن أبنية متناثرة ومهدمة تبدو للمشاهد على أن هذه القطعة من الأرض تعرضتْ إلى حرب ٍ مدمرة .
2 ـ تتوسط خشبة المسرح حاوية قـمامة بلون أسود .
3 ـ في الجانب الأيسر من المسرح طاولة قديمة وكرسي .
4 ـ في الجانب الأيمن من المسرح سارية تحتوي على علم نازل وهو مكفن بقطعة قـماش بيضاء ـ العلم مجهول الهوية أي غـير مرئي .
يقـف رجل ٌ مهيب على قسماته تأريخ ٌ حافل ٌ بالشمس ..
يقـف قرب حاوية القـمامة .. وكأنه ُ يهذي :
هنا النهايات
النهايات ُ .... هنا
والطريق ُ طويل ... الطريق ُ
الذي نزع َ ثوبـَه ُ أمامي
وقادني إلى هذه ِ القـمامة .
قادني أنا
ـ أنا جلجامش ـ
مانح ُ الحياة َ لونـَها الأبيض ..
الحياة ُ رماد ٌبلغة ِ الطائرات .
الطائرات ُ
القـتلة ُ
القادمون َ
بشراهة ِ الدمار..!؟
القادمون ليزرعوا الموت َ في وطني ..
إنهم زرعوا الموت َ
على كل ِ نافـذة ٍ وحائط
زرعوا الموت َ
في قلوب ِ الأطفال
والشيويخ
وحتى العصافير ..!؟؟
القتلة .. زرعوا الموت َ
يا الله ...!
مَنْ أتى بك َ ـ يا جلجامش ـ
لترى موتك َ
بين هذه ِ النهايات .. النهايات ُ
الآخرون .؟
الآخرون َهنا ....هناك َ
هناك َ ...هنا .
هنا ...
وأنا ...
{ صوت ٌ من بعيد }
مَنْ ..؟
مَنْ ...مَنْ ..جلجا ...مَنْ ..مَنْ...مش .. أنا
ـ أنا كرستينا ـ
المرأة ُ السويدية ُ ...أتتذكرُني ..!؟؟
أتتذكر...
ساعدني أيها الرب
ـ بلى ـ
ألتـقـيتـُك َ ذات َ يوم ٍ
بين دفـتي كتاب ٍ
وحملتـَني على كتفـيك َ
للبحث ِ عن الخلود ...ولكنك َ
لكنك َ..
ــ هنا تئن المرأة بزفرات حادة ــ
تركتـَني في منتصف الطريق
ونسيت َ صوتـَك َ في روحي ..
نسيت َ صوتـَك َ
يبحث ُ عـنك َ
يبحث ُ عـني
يبحث ُ عـنا ...!!
يبحث ُ ..
ولكن ....آه ٍ....ــ بصوت ٍ عال ٍ ـ
أيتـُها الحياة ُ .. الرماد ُ
الحياة ُ .. النهاية ُ..!!
وأنت َ ...
أنت َ ــ تشير إلى جلجامش ـ
{ صوت ٌ آخر ـ لرجل ـ }
مَنْ ..
مَنْ ... صديقي ..ّ!!؟
ـ جلجامش ـ
طبعا َ تعـرُفـني
أنا أرنست هـمنجواي
أتتذكر ْ ..؟
أيها المعـلم
أيـُها البحر ـ يشير إلى جلجامش ـ
أتتذكرْ
وأنا أقول : { كلي أيتها الأسماك
وأعـلمي أنك ِ قـتلتي إنسان }
وأنت َ تـُردد ُ ..
تـُردد ُ في أ ُذني :
ـ يا أرنست ـ
سيعـود ُ إليك َ الحلم ُ
من الغـد ..
فأنت َ ـ يا أرنست ـ
الزمن ُ الجالس ُ
على راحـتي البحر ..
ويداك هاتان
أنجيل ُ الهواء القادم .
وبقـيت َ تـُردد ُ
وتـُردد ُ ..
أتتذكر ْ ..؟
ـ جلجامش ـ
نعم أتـذكرُك َ
أتـذكر ُ
هورشيما .. ونكزاكي
وهما يستيقـظان
على ديمقـراطية أمريكا ..!!
ـ أرنست همنجواي ـ
كفـى ـ أيها المعلم ـ
العـظيم ..
هذه الكلمات ُ ـ كلماتـُك َ ـ
تـُحيلـُني إلى نيوتن
ذلك الذي أكتشف َ
ألتصاقي في الجحيم ..
الجحيم ُ المستمر ..!!
ـ ويشير إلى الأرض ـ
{ صراخ ٌ في كل ِ مكان }
ـ عرض تلفزيوني للقصف الأمريكي على بغداد ـ
بينما يصرخ أرنست
كفى
كفى ...
ثم ينزع ُ معـطفـَه ُ
ويـُلقي به ِ
في سلة ِ القـمامة ..
ثم يخرج ُ مـُرددا ً ..
أيـُها العظيم
يا جلجامش
العظيم
العظيم ..
{ جلجامش يـُرتل ُ : }
وحيدا ً
دخلت ُ مع الحرب ِ تحت المطر
كنت ُ في شارع ِ الروح أمشي
كأني العراق ُ ..
هناك بلا شمعة ٍ
سقطت ْ بغداد ُ بين عـيوني
لتزرع َ أطفالـَها
بين قلبي ... وقلبي ..!
هناك ... هنا
ثياب ُ النخيل ِ
وباب ُ الفرات ِ غريبا ً
وكنت ُ الغريب َ
وحيدا ً .. دخلت ُ
أمام َ حدائق َ موتي
أمامي تـُصلي العصافـيرُ على زهرة ٍ
ويلتفت ُ البرد ُ في داخلي
ويـُصلي معي ..!!
حيثما تقـتلـُنا الغربة ُ
يقـتلـُنا هاجس ٌ لا يطمئن ُ
لأن َ الزوايا بلا ذاكرة ..
لأن َ الجهات َ
قميص ٌ يـُمزقـُه ُ الليل ُ ..
لأني ... أنا
ساحل ٌ للرياح ِ
وللرياح ِ ... الرصاص .
وحيدا ً
على صخرة ٍ في الطرقات ِ
على صخرة ٍ مـُبللة ٍ
بالنبيذ ِ المـُعـتق ِ بالدم ِ ... دخلت ُ
تـُرافـقـُني دجلة ُ وحدها
والطائرات ُ
التي رفعـت ْ رأسـَها
من ضجيج السلام ...!!
دخلت ُ
مع الحرب ِ تحت المطر
يـُلامسـُني هذيان ُ النعاس ِ
تـُلامسـُني بغداد ُ في نسمة ٍ
على رمشها ... وطن ٌ
من بعـيد ...!!
{ أغنية ياس خضر }
ـ عزاز والله أعزاز
ومن هويناكم
هوينه الناس كلهه ... ـ
ـ مخرج المسرحية بصوت شعري : ـ
تحت حقيبة
تضج بالانفجار
والنكات
ذوات الأحذية المهذبة
ـ الوطن كلام من مصابيح-
الوطن
عطش غائب
لا يعرفه إلا المفلسون
أصحاب المذاق
باتجاه الفصول..
الوطن أسئلة وممنوعات
أسئلة فوق مائدة الرأس..
ماذا تبقى من السماء
بعدما شرب البحر سواد العيون..؟؟
ماذا تبقى من الملح
ولنا خيمة معلقة.. خيمة
تمطر الفشل..؟؟
سلاماً للشهيق
الذي اطمأن للموت
سلاماً للتراب
المنتفخ برغبات الصراخ
سلاماً للشهوات
النائمة من عجز غامض..
الوطن
غامض أيضاً..!!
لذا عاد يسمعنا
نحن المبتلين بالعصيان
تركنا أهداب النخيل
يكحلها الرصاص..
وخطوة.. فخطوة
تفتح ساقيها للغبار..!!
تركنا
النساء للخريف
ووجوهنا على النوافذ..!!
وبلا صبح
مشينا إلى الظلام
نحمل رائحة الخبز
ورماد انكسار العمر...
مشينا
إلى لغة
لن تكون..!!
لغة
لن..
ــ ورود بأنواع مختلفة تتساقط في جميع الأتجاهات ...
نساء جالسات في أماكن مختلفة بجلابيب سود ..
صراخ لأطفال وشيوخ في كل زوايا المسرح ـ
{ صوت من بعيد يقترب شيئا ً فشيئا ً }
عذرا ً ...
عذرا ً ..
{ أنا ماركيز }
الآن َ خرجت ُ
خرجت ُ من عـزلتي المئة ..
خرجت ُ
على صوت ِ
أطفال العراق ..
عذرا ً
خرجت ُ
على صراخ ِ
أطفال العراق ..
ورائحة ِ القبور ..
أيـُّها السادة : ـ ويشير إلى الجمهور ـ
لقـد توقـفت ْ رئتي َ
وتساقـطت ْ من بين عـيوني
حروف ٌ قـتيلة ٌ ...
مـَنْ فعل َ هذا ...؟
مَنْ فعل َ بي هذا ..؟؟
مَنْ ...؟ أبي ...!!
أبي ... أبي ..
اللعـنة ُ عليك َ يا ـ كولومبس ـ
وجهـُك َ يـُطاردُني
يـُطارد ُ العالم َ بالطاعون
يـُطاردُني ..... العالم َ
أيـُها اللعين
أيـُها اللعين
أحفادُك َ تـُطاردُ العالم َ
أحفادُك ًَ المجرمون ...
أيـُها السادة : ـ ويشير إلى الجمهور ـ
سأرمي بهاتين ِ العينين ِ
في سلة القمامة
لعلي أُشاهد ُ السواد َ بلا دم ..
ـ يقتلع ُ ـ ماركيز ـ عينيه ِ
ويرمي بهما
ثم يخرج ُ مـُرددا ً
اللعنة ُ عليك َ..
اللعنة ُ عليك َ ـ ياكولومبس ـ
اللعنةُ
اللعنة ُ ...
ــ صوت لشاعر متعب جالسا ً على طاولة قديمة
في أحدى زوايا المسرح ــ
أحياناً
للرؤية مزاج يلوّث الأفق
ليس مسرحاً.. بل جمال الحرب
تفتح لقواميسنا
بين عمار * وبطل وثني
كلباً باسطاً لسانه
كرسياً يحمل نفياً
وأظافر لم تعدْ
من المحيط إلى الخليج
إلا غرقاً لحقائب
تحتشد في الساحات
وأخرى في غرف النوم
تشنق سوادها
حتى مطلع الغروب.
أحياناً
للرؤية مزاج متعمّد
مثل القصيدة
- مع مرتبة الشرف-
وغالباً لا أكون
كي أعمّد قلقي
صيفاً لهذا الخراب
كي أعمّد قلقي
لطفلة تكشف موتها
وأنا في المطبعة
أحلم كباقي الشعراء بالحداثة..
وقائمة المبيعات.
أحياناً
أتوّج الشارع بالنجوم
ورأسي بـ /أمريكا/
أمريكا / الوطن/
الحالم بدجلة والفرات
قبل هذا الزوال
للرؤية مزاج كما للتراث
وبفعل التقدّم
- خونة –
أولئك النازلون إلى النصّ
لتقاطعهم مع الضوء.. وليس معي
ففي الربع الأخير من ولادتهم
وبفعل التقدّم - أيضاً-
صرخ:
أولئك النازلون
أمريكا.. الوطن..!!
ــ جلجامش ــ
مناديا ً نفسـَه ُ :
الوطن .. الوطن ..
ثم يحني رأسـَه ُ باكيا ً
ثم ينشد :
تحت قلبي
اكتشفت مدينة من حلم
يعصف بها الجوع
أطفال يطعمون الموت
وروداً بيضاء
نساء تشهق بالحبّ
بقايا ذكريات تزيّن النخيل
صراخ مجهول من قرار دجلة
تحت قلبي
اكتشفت الحقيقة
أنني شهيد وطني..!!
ـ كرستينا .. المرأة السويدية ـ
كلا
كلا ـ أيـُها العظيم ـ وتشير إلى جلجامش
فأنت َ الخلود ُ
أنت َ السلام ُ
السلام ُ
السلام ُ ...
ـ جلجامش ـ
لكن َ أمريكا
لا تـُريد ُ ذلك ...؟
ـــ لقطة تلفزيونية : قصف ..أنفجارات .. تدمير ــ
ــ دوي من كل الجهات ـ
كلا للأرهاب ...
كلا للأرهاب ..
كلا للأرهاب .
ــ يخرج الجميع على خشبة المسرح ـ
وبصوت ٍ واحد ٍ :
هنا النهايات ُ
النهايات ُ
هنا .. هنا ... هنا ..
هناك
هناك .. ـ ويشيرون نحو السارية
بينما يـُرفع العلم العراقي عليها
مع قصيدة الجواهري : حييت ُ
سفحك ِ عن بعد ٍ فحييني
يادجلة الخير يا أم البساتين ِ ..