[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
الأرصاد.. الأعاصير والعواصف المدارية تحتمل الحدوث مرة كل ثلاث سنوات
21-05-2012 مسقط - ناجية البطاشية
قال مدير دائرة التنبؤات وعمليات الرصد بالمديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية بدر الرمحي لـ"الشبيبة" أن الإحصائيات وبيانات الأرصاد الجوية وتبين أن السلطنة، يمكن أن تتعرض او يقترب من سواحلها إعصار أو عاصفة مدارية او منخفض عميق مرة كل ثلاث سنوات.
وأوضح الرمحي: تعتبر الفترة ما بين شهري مايو ويونيو وشهري أكتوبر ونوفمبر أكثر فترات العام التي تتكون فيها الأعاصير في بحر العرب، ويرجع ذلك إلى أن هذه الفترة هي الفترة الانتقالية التي تأتي قبل و بعد فترة الرياح الموسمية المؤثرة على شبه القارة الهندية وبحر العرب.
كما أوضح الرمحي: يطلق عادة على الأعاصير أسماء تميزها في حالة حدوث أكثر من إعصار في وقت واحد، وذلك لتسهيل الاستدلال عليها. وكانت الأرصاد الجوية العمانية قد تقدمت باقتراح تنظيم تسمية الأعاصير في شمال المحيط الهندي في اجتماع لجنة الأعاصير المدارية لبحر العرب وخليج البنغال الذي عقد بمدينة مالي بالمالديف في مارس 1999، والتي تضم في عضويتها ثماني دول هي سلطنة عمان، بنجلاديش، باكستان، الهند ، سيريلانكا ، تايلاند ، المالديف وميانمار. وتم الاتفاق على ان تسمى الأعاصير بمسميات يتم اختيارها من الدول الأعضاء في اللجنة المذكورة و اختيار ممثل السلطنة كمقرر للجنة تسمية الأعاصير. وتم (ولأول مرة) استخدام نظام الاسماء للاعاصير والعواصف المدارية في بحر العرب وخليج البنغال العام 2004 حيث اختارت كل دولة ثمانية أسماء ترمز إلى ثقافتها على أن يتم استخدام هذه الاسماء في كل موسم أعاصير.
وأضاف الرمحي: إن الأعاصير في البحار والمحيطات المشمسة الدافئة تتكون بين خط عرض 10 شمالا ومدار السرطان وخط عرض 10 جنوبا ومدار الجدي ولا تتكون عند خط الاستواء بسبب أن القوة الأفقية الناشئة عن دوران الأرض هناك تساوي صفرا، ويبدأ تكونها كمنخفض جوي برياح حلزونية تلف عكس اتجاه عقارب الساعة (في النصف الشمالي من الكرة الأرضية) ، وتفقد الأعاصير قوتها تدريجياً عند دخولها اليابسة بعد أن تنقطع عنها كمية الرطوبة العالية التي تستمدها من البحر أو بدخولها في مياه باردة.
يصل عدد الأعاصير التي تتكون في بحار ومحيطات المناطق الاستوائية في كل عام إلى ما يقارب من 60 إعصاراً ويبدأ تصنيف المنخفض الجوي بإعصار عندما تزيد سرعة دوران الرياح حول المركز عن 63 عقدة (117 كم/ الساعة). ويدرس علماء الأرصاد كل الأبعاد لهذه الأعاصير ويختبرون قوتها الهائلة وكيف تتكون وكيف تتلاشى وذلك باستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد (أقمار اصطناعية ورادارات الطقس). إلا أن الإنسان لا يمتلك وسائل التحكم في قوتها الهائلة أو تغيير مسارها حتى الآن بالرغم من الدراسات العديدة في هذا المجال.
السلطنة تتأثر بمنخفضات
وردا على سؤالنا حول أسباب غزارة الأمطار الأخيرة جراء الأخدود الذي أصاب السلطنة مؤخرا في الفترة ما بين 14 إلى 19 إبريل الفائت، وبالخصوص في ولايات محافظتي شمال الشرقية وجنوبها أجاب الرمحي: نعم، تأثرت أجواء السلطنة خلال الفترة من 14 إلى 19 إبريل الفائت بأخدود من الضغط الجوي المنخفض الذي تمركز جنوب الجمهورية الإيرانية صاحبه أمطار تراوحت بين المتوسطة إلى الغزيرة كانت رعدية مصحوبة برياح نشطة وتساقط لحبات البرد ونتيجة لغزارة الأمطار سجلت العديد من محافظات السلطنة جريان الأودية والشعاب جعلها الله أمطار خير وبركة. وعادة تتأثر السلطنة بمنخفضات جوية قادمة من حوض البحر المتوسط عبر شبه الجزيرة العربية في فصل الشتاء (ديسمبر و يناير وفبراير) ويمكن أن يمتد تأثير المنخفضات خلال شهري مارس وابريل ولكن بوتيرة اقل.
و تعد المصدر الرئيسي لأمطار البلاد الشتوية وهي كذلك المصدر الرئيسي لتجديد المياه الجوفية وزيادة منسوبها حيث إنها تتكرر كل سنة. وبالنسبة إلى إبريل فنجد أن السلطنة تأثرت بعدة حالات جوية خلال إبريل في السنوات الفائتة حيث هطلت أمطار من المتوسطة إلى غزيرة على السلطنة خلال أبريل 1983 وأبريل 1987 وابريل 1990 وابريل 1992 وابريل 1994 وابريل 1998 وابريل 2003 وابريل 2005 وابريل 2007 وابريل 2009 وابريل 2011 ومنها نستخلص بأنه من الطبيعي تأثر السلطنة بمنخفضات جوية خلال شهر إبريل وأن الحالة التي أثرت على أجواء السلطنة خلال أبريل من هذا العام طبيعية وليست استثنائية.
ووأوضح الرمحي: بالنظر إلى كميات الأمطار التي سجلتها محطات الرصد الجوي التابعة فنجد بأن أعلى كمية سجلت في محطة رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية حيث وصلت 192 مليمترا وسجلت محطة أم الزمايم بمحافظة الوسطى 108 مليمترات وسجلت محطة سيق بمحافظة الداخلية 80 مليمترا وسجلت محطة إبراء بمحافظة شمال الشرقية 68 مليمترا وسجلت محطة قلهات بمحافظة جنوب الشرقية 52 مليمترا عليه نستنتج بأن الأمطار تركزت على محافظات جنوب الشرقية وشمال الشرقية والداخلية وأجزاء من محافظة الوسطى. كما أن حزام الأمطار الخفيفة إلى المتوسطة أثر على محافظات مسقط وجنوب الباطنة وشمال الباطنة والبريمي والظاهرة.
ورأى الرمحي ان من غير الدقيق تشبيه أو مقارنة الحالة الجوية التي تأثرت بها محافظتي الشرقية في شهر أبريل الفائت، بالأنواء المناخية الاستثنائية (جونو وفت)، لا من حيث كميات الأمطار ولا من حيث المساحة التي شملتها الأمطار الغزيرة. وإن كان الوادي الذي جرى بغزارة في سمد الشأن في يوم الخميس 19 إبريل وأثر على المساكن والمباني المجاورة علماً بأن الأمطار الغزيرة على محافظة شمال الشرقية كانت في مساء يوم الثلاثاء الموافق 17 ابريل.
لكل قاعدة استثناءات
وأوضح مدير دائرة التنبؤات وعمليات الرصد بالمديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية حول الاستثناءات التي تمر بها أجواء السلطنة: أن هناك عدة مواسم للأيام المطيرة في السلطنة، ونحن الآن نشارف على بداية فصل الصيف والكل يعرف فصل الصيف في سلطنة عمان الذي نعرفه نحن بالأرصاد الجوية بأنه جاف وشديد الحرارة. ولكل قاعدة هناك استثناءات حيث يمكن استثناء موسم الخريف في ساحل محافظة ظفار والجبال المجاورة، كما يمكن استثناء الأمطار المحلية على سلسلتي جبال الحجر الشرقي والغربي كما يمكن استثناء الرياح الموسمية على ساحل محافظتي جنوب الشرقية والوسطى من حيث الضباب ودرجات الحرارة المعتدلة.
ففي فصل الصيف تتعامد أشعة الشمس على سطح الارض في نصف الكرة الشمالي الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الارض بشكل سريع في حين قدرة الماء على امتصاص الاشعة إلى أعماق سحيقة والتيارات المائية في المحيطات تقلل من ارتفاع درجة حرارة المياه فيكون سطح المياه أبرد من اليابسة مع العلم بأن كمية الاشعة الساقطة متساوية. لذا تتمركز منخفضات حرارية على وسط آسيا وهضبة التبت وشبه الجزيرة العربية بسبب ارتفاع درجة الحرارة في حين تتمركز منطقة من الضغط الجوي العالي على بحر العرب بسبب انخفاض درجة حرارة سطح الماء. وبما أن الهواء ينتقل من الضغط الجوي العالي بإتجاه الضغط الجوي المنخفض فتبدأ رحلة الرياح الموسمية عابرة بحر العرب متجهة إلى شبة القارة الهندية محملة بالرطوبة من المسطحات المائية التي تؤدي إلى سقوط الرذاذ (الخريف) خلال فصل الصيف لفترة تقدر بستة شهور. وتعتمد سرعة الرياح على الفرق بين الضغط الجوي العالي والضغط الجوي المنخفض بحيث تتكون علاقة طردية فإذا ارتفع الفرق تزداد سرعة الرياح والعكس إذا انخفض الفرق تقل سرعة الرياح. وتتأثر سواحل محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار المطلة على بحر العرب بهذه الرياح الرطبة واللامستقرة.
ويواصل الرمحي حديثه: بهبوب الرياح الموسمية من الاتجاه الجنوبي الغربي تعمل على إزاحة المياه على شكل تيارات مائية أفقية نحو الاتجاه الجنوب الشرقي، أو بما يوصف بعامل إكمان، وبإزاحة هذه الكمية من مياه البحر ينشأ عنها تيار تصاعدي بارد من عمق البحر إلى السطح، حيث تمتاز خلجان الساحل الممتد من رأس الحد إلى ضلكوت ببرودة المياه مقارنة بمياه بحر العرب، حيث وجد أن درجة حرارة سطح الماء حول هذه الخلجان تتراوح بين 22 إلى 24 درجة مئوية في حين بحر العرب تتراوح بين 28 إلى 30 درجة مئوية مما يؤهل هذه الخلجان لتكون مصائد سمكية وافرة. لبرودة هذه المياه تعمل على تبريد طبقة الهواء الغربية من سطح الماء مما يدفع هذه الطبقة لتصعد إلى الطبقة التالية مما يؤدي إلى تكثف الرطوبة وتكون السحب المنخفضة والضباب التي تندفع نحو اليابسة بسبب هبوب الرياح الجنوبية الشرقية وتنفرد محافظة ظفار بوجود الساحل الهلالي الشكل المحاط بسلسلة جبال مما يساعد على حجز هذه النوعية من السحب المنخفضة والضباب التي تساعد على تساقط الرذاذ وحجب أشعة الشمس.
وقد يمتد أحياناً تساقط الرذاذ ليشمل الساحل الجنوبي الشرقي خصوصاً في الصباح الباكر. ويتميز الساحل الجنوبي الشرقي بإعتدال درجة الحرارة خلال فصل الصيف مما يجعله مرشحا لكي يكون مصيفاً حيث تغطي السحب معظم أوقات النهار ودرجة حرارة المياه الباردة ومصائد الأسماك.
دراسة جبال الحجر
وختم الرمحي حديثه معنا حول ما يجب التركيز عليه لدراسة المسبب الرئيسي للأمطار الصيفية في شمال السلطنة وقال: للتعمق في دراسة الأمطار الصيفية في شمال السلطنة تجب دراسة سلسة جبال الحجر فهي المسبب الرئيسي لحدوثها تتمركز سلسلة جبال الحجر على شمال السلطنة حيث تمتد من أقصى الشمال الشرقي في رأس مسندم من محافظة مسندم إلى أقصى الجنوب الشرقي في رأس الحد من محافظة جنوب الشرقية حيث أول ما تشرق عليه الشمس من الوطن العربي. وبذلك تكون قد قطعت 6 محافظات هي مسندم ومسقط والباطنة والظاهرة والداخلية والشرقية .
تتكون سلسلة جبال الحجر من سلسلتين هما سلسلة جبال الحجر الشرقي وسلسلة جبال الحجر الغربي ويفصل بينهما وادي سمائل وهو عبارة عن واد سحيق يعتبر الممر الرئيسي لمحافظة الداخلية. بها هضبة هي الجبل الاخضر حيث يتميز بطقس قريب من طقس حوض البحر الابيض المتوسط وأعلى قمة فيه هي جبل شمس ويبلغ ارتفاعه 3 آلاف متر من سطح البحر
21-05-2012 مسقط - ناجية البطاشية
قال مدير دائرة التنبؤات وعمليات الرصد بالمديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية بدر الرمحي لـ"الشبيبة" أن الإحصائيات وبيانات الأرصاد الجوية وتبين أن السلطنة، يمكن أن تتعرض او يقترب من سواحلها إعصار أو عاصفة مدارية او منخفض عميق مرة كل ثلاث سنوات.
وأوضح الرمحي: تعتبر الفترة ما بين شهري مايو ويونيو وشهري أكتوبر ونوفمبر أكثر فترات العام التي تتكون فيها الأعاصير في بحر العرب، ويرجع ذلك إلى أن هذه الفترة هي الفترة الانتقالية التي تأتي قبل و بعد فترة الرياح الموسمية المؤثرة على شبه القارة الهندية وبحر العرب.
كما أوضح الرمحي: يطلق عادة على الأعاصير أسماء تميزها في حالة حدوث أكثر من إعصار في وقت واحد، وذلك لتسهيل الاستدلال عليها. وكانت الأرصاد الجوية العمانية قد تقدمت باقتراح تنظيم تسمية الأعاصير في شمال المحيط الهندي في اجتماع لجنة الأعاصير المدارية لبحر العرب وخليج البنغال الذي عقد بمدينة مالي بالمالديف في مارس 1999، والتي تضم في عضويتها ثماني دول هي سلطنة عمان، بنجلاديش، باكستان، الهند ، سيريلانكا ، تايلاند ، المالديف وميانمار. وتم الاتفاق على ان تسمى الأعاصير بمسميات يتم اختيارها من الدول الأعضاء في اللجنة المذكورة و اختيار ممثل السلطنة كمقرر للجنة تسمية الأعاصير. وتم (ولأول مرة) استخدام نظام الاسماء للاعاصير والعواصف المدارية في بحر العرب وخليج البنغال العام 2004 حيث اختارت كل دولة ثمانية أسماء ترمز إلى ثقافتها على أن يتم استخدام هذه الاسماء في كل موسم أعاصير.
وأضاف الرمحي: إن الأعاصير في البحار والمحيطات المشمسة الدافئة تتكون بين خط عرض 10 شمالا ومدار السرطان وخط عرض 10 جنوبا ومدار الجدي ولا تتكون عند خط الاستواء بسبب أن القوة الأفقية الناشئة عن دوران الأرض هناك تساوي صفرا، ويبدأ تكونها كمنخفض جوي برياح حلزونية تلف عكس اتجاه عقارب الساعة (في النصف الشمالي من الكرة الأرضية) ، وتفقد الأعاصير قوتها تدريجياً عند دخولها اليابسة بعد أن تنقطع عنها كمية الرطوبة العالية التي تستمدها من البحر أو بدخولها في مياه باردة.
يصل عدد الأعاصير التي تتكون في بحار ومحيطات المناطق الاستوائية في كل عام إلى ما يقارب من 60 إعصاراً ويبدأ تصنيف المنخفض الجوي بإعصار عندما تزيد سرعة دوران الرياح حول المركز عن 63 عقدة (117 كم/ الساعة). ويدرس علماء الأرصاد كل الأبعاد لهذه الأعاصير ويختبرون قوتها الهائلة وكيف تتكون وكيف تتلاشى وذلك باستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد (أقمار اصطناعية ورادارات الطقس). إلا أن الإنسان لا يمتلك وسائل التحكم في قوتها الهائلة أو تغيير مسارها حتى الآن بالرغم من الدراسات العديدة في هذا المجال.
السلطنة تتأثر بمنخفضات
وردا على سؤالنا حول أسباب غزارة الأمطار الأخيرة جراء الأخدود الذي أصاب السلطنة مؤخرا في الفترة ما بين 14 إلى 19 إبريل الفائت، وبالخصوص في ولايات محافظتي شمال الشرقية وجنوبها أجاب الرمحي: نعم، تأثرت أجواء السلطنة خلال الفترة من 14 إلى 19 إبريل الفائت بأخدود من الضغط الجوي المنخفض الذي تمركز جنوب الجمهورية الإيرانية صاحبه أمطار تراوحت بين المتوسطة إلى الغزيرة كانت رعدية مصحوبة برياح نشطة وتساقط لحبات البرد ونتيجة لغزارة الأمطار سجلت العديد من محافظات السلطنة جريان الأودية والشعاب جعلها الله أمطار خير وبركة. وعادة تتأثر السلطنة بمنخفضات جوية قادمة من حوض البحر المتوسط عبر شبه الجزيرة العربية في فصل الشتاء (ديسمبر و يناير وفبراير) ويمكن أن يمتد تأثير المنخفضات خلال شهري مارس وابريل ولكن بوتيرة اقل.
و تعد المصدر الرئيسي لأمطار البلاد الشتوية وهي كذلك المصدر الرئيسي لتجديد المياه الجوفية وزيادة منسوبها حيث إنها تتكرر كل سنة. وبالنسبة إلى إبريل فنجد أن السلطنة تأثرت بعدة حالات جوية خلال إبريل في السنوات الفائتة حيث هطلت أمطار من المتوسطة إلى غزيرة على السلطنة خلال أبريل 1983 وأبريل 1987 وابريل 1990 وابريل 1992 وابريل 1994 وابريل 1998 وابريل 2003 وابريل 2005 وابريل 2007 وابريل 2009 وابريل 2011 ومنها نستخلص بأنه من الطبيعي تأثر السلطنة بمنخفضات جوية خلال شهر إبريل وأن الحالة التي أثرت على أجواء السلطنة خلال أبريل من هذا العام طبيعية وليست استثنائية.
ووأوضح الرمحي: بالنظر إلى كميات الأمطار التي سجلتها محطات الرصد الجوي التابعة فنجد بأن أعلى كمية سجلت في محطة رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية حيث وصلت 192 مليمترا وسجلت محطة أم الزمايم بمحافظة الوسطى 108 مليمترات وسجلت محطة سيق بمحافظة الداخلية 80 مليمترا وسجلت محطة إبراء بمحافظة شمال الشرقية 68 مليمترا وسجلت محطة قلهات بمحافظة جنوب الشرقية 52 مليمترا عليه نستنتج بأن الأمطار تركزت على محافظات جنوب الشرقية وشمال الشرقية والداخلية وأجزاء من محافظة الوسطى. كما أن حزام الأمطار الخفيفة إلى المتوسطة أثر على محافظات مسقط وجنوب الباطنة وشمال الباطنة والبريمي والظاهرة.
ورأى الرمحي ان من غير الدقيق تشبيه أو مقارنة الحالة الجوية التي تأثرت بها محافظتي الشرقية في شهر أبريل الفائت، بالأنواء المناخية الاستثنائية (جونو وفت)، لا من حيث كميات الأمطار ولا من حيث المساحة التي شملتها الأمطار الغزيرة. وإن كان الوادي الذي جرى بغزارة في سمد الشأن في يوم الخميس 19 إبريل وأثر على المساكن والمباني المجاورة علماً بأن الأمطار الغزيرة على محافظة شمال الشرقية كانت في مساء يوم الثلاثاء الموافق 17 ابريل.
لكل قاعدة استثناءات
وأوضح مدير دائرة التنبؤات وعمليات الرصد بالمديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية حول الاستثناءات التي تمر بها أجواء السلطنة: أن هناك عدة مواسم للأيام المطيرة في السلطنة، ونحن الآن نشارف على بداية فصل الصيف والكل يعرف فصل الصيف في سلطنة عمان الذي نعرفه نحن بالأرصاد الجوية بأنه جاف وشديد الحرارة. ولكل قاعدة هناك استثناءات حيث يمكن استثناء موسم الخريف في ساحل محافظة ظفار والجبال المجاورة، كما يمكن استثناء الأمطار المحلية على سلسلتي جبال الحجر الشرقي والغربي كما يمكن استثناء الرياح الموسمية على ساحل محافظتي جنوب الشرقية والوسطى من حيث الضباب ودرجات الحرارة المعتدلة.
ففي فصل الصيف تتعامد أشعة الشمس على سطح الارض في نصف الكرة الشمالي الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الارض بشكل سريع في حين قدرة الماء على امتصاص الاشعة إلى أعماق سحيقة والتيارات المائية في المحيطات تقلل من ارتفاع درجة حرارة المياه فيكون سطح المياه أبرد من اليابسة مع العلم بأن كمية الاشعة الساقطة متساوية. لذا تتمركز منخفضات حرارية على وسط آسيا وهضبة التبت وشبه الجزيرة العربية بسبب ارتفاع درجة الحرارة في حين تتمركز منطقة من الضغط الجوي العالي على بحر العرب بسبب انخفاض درجة حرارة سطح الماء. وبما أن الهواء ينتقل من الضغط الجوي العالي بإتجاه الضغط الجوي المنخفض فتبدأ رحلة الرياح الموسمية عابرة بحر العرب متجهة إلى شبة القارة الهندية محملة بالرطوبة من المسطحات المائية التي تؤدي إلى سقوط الرذاذ (الخريف) خلال فصل الصيف لفترة تقدر بستة شهور. وتعتمد سرعة الرياح على الفرق بين الضغط الجوي العالي والضغط الجوي المنخفض بحيث تتكون علاقة طردية فإذا ارتفع الفرق تزداد سرعة الرياح والعكس إذا انخفض الفرق تقل سرعة الرياح. وتتأثر سواحل محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار المطلة على بحر العرب بهذه الرياح الرطبة واللامستقرة.
ويواصل الرمحي حديثه: بهبوب الرياح الموسمية من الاتجاه الجنوبي الغربي تعمل على إزاحة المياه على شكل تيارات مائية أفقية نحو الاتجاه الجنوب الشرقي، أو بما يوصف بعامل إكمان، وبإزاحة هذه الكمية من مياه البحر ينشأ عنها تيار تصاعدي بارد من عمق البحر إلى السطح، حيث تمتاز خلجان الساحل الممتد من رأس الحد إلى ضلكوت ببرودة المياه مقارنة بمياه بحر العرب، حيث وجد أن درجة حرارة سطح الماء حول هذه الخلجان تتراوح بين 22 إلى 24 درجة مئوية في حين بحر العرب تتراوح بين 28 إلى 30 درجة مئوية مما يؤهل هذه الخلجان لتكون مصائد سمكية وافرة. لبرودة هذه المياه تعمل على تبريد طبقة الهواء الغربية من سطح الماء مما يدفع هذه الطبقة لتصعد إلى الطبقة التالية مما يؤدي إلى تكثف الرطوبة وتكون السحب المنخفضة والضباب التي تندفع نحو اليابسة بسبب هبوب الرياح الجنوبية الشرقية وتنفرد محافظة ظفار بوجود الساحل الهلالي الشكل المحاط بسلسلة جبال مما يساعد على حجز هذه النوعية من السحب المنخفضة والضباب التي تساعد على تساقط الرذاذ وحجب أشعة الشمس.
وقد يمتد أحياناً تساقط الرذاذ ليشمل الساحل الجنوبي الشرقي خصوصاً في الصباح الباكر. ويتميز الساحل الجنوبي الشرقي بإعتدال درجة الحرارة خلال فصل الصيف مما يجعله مرشحا لكي يكون مصيفاً حيث تغطي السحب معظم أوقات النهار ودرجة حرارة المياه الباردة ومصائد الأسماك.
دراسة جبال الحجر
وختم الرمحي حديثه معنا حول ما يجب التركيز عليه لدراسة المسبب الرئيسي للأمطار الصيفية في شمال السلطنة وقال: للتعمق في دراسة الأمطار الصيفية في شمال السلطنة تجب دراسة سلسة جبال الحجر فهي المسبب الرئيسي لحدوثها تتمركز سلسلة جبال الحجر على شمال السلطنة حيث تمتد من أقصى الشمال الشرقي في رأس مسندم من محافظة مسندم إلى أقصى الجنوب الشرقي في رأس الحد من محافظة جنوب الشرقية حيث أول ما تشرق عليه الشمس من الوطن العربي. وبذلك تكون قد قطعت 6 محافظات هي مسندم ومسقط والباطنة والظاهرة والداخلية والشرقية .
تتكون سلسلة جبال الحجر من سلسلتين هما سلسلة جبال الحجر الشرقي وسلسلة جبال الحجر الغربي ويفصل بينهما وادي سمائل وهو عبارة عن واد سحيق يعتبر الممر الرئيسي لمحافظة الداخلية. بها هضبة هي الجبل الاخضر حيث يتميز بطقس قريب من طقس حوض البحر الابيض المتوسط وأعلى قمة فيه هي جبل شمس ويبلغ ارتفاعه 3 آلاف متر من سطح البحر