افتتاح ندوة المشاكل البيئية في العالم العربي بجامعة السلطان قابوس

سلامة العزيزية

¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
5,354
الإقامة
!i•-- [فـُيِـِےُ عـُـيُونـُہ] --•i!
1330278310093037700.jpg








أكد معالي محمد بن سالم بن سعيد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية ان الاستفادة من الموارد الطبيعية يجب ان تكون حسب الاحتياجات مع التخطيط المستقبلي للاستفادة منها لأن استنزافها سيؤدي إلى ظهور مشاكل وتحديات كثيرة، جاء ذلك في حفل افتتاح ندوة المشاكل البيئية في العالم العربي: مواجهة التحديات البيئية للتنمية المستدامة بجامعة السلطان قابوس وأضاف معاليه أن الندوة تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للوطن العربي والسلطنة وهناك تحديات وإشكاليات كبيرة تهدد النمو الاقتصادي ونأمل أن تخرج بتوصيات تخدم البيئة وتعالج الكثير من القضايا.
بلغ عدد الأوراق المقدمة في الندوة حوالي 39 ورقة علمية كما بلغ عدد المشاركين من داخل وخارج السلطنة حوالي 150 مشاركا.
وقال الدكتور سالم بن مبارك الحتروشي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر وأستاذ مشارك من قسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بأن آخر تقرير حول التنمية البشرية في العالم العربي الصادر عن الأمم المتحدة في عام 2009م يشتمل على تقييم مفصل للمسائل البيئية الملحة التي تفرض تحديات و مخاطر بالغة الخطورة لمستقبل التنمية والأمن البشري في الدول العربية مثل العجز المائي، والتصحر، والتلوث بأنواعه، والتغير المناخي. وقد حث التقرير في الوقت نفسه على ضرورة صيانة الموارد الطبيعية و المحافظة عليها و استغلالها على ضوء مفاهيم التنمية المستدامة. وأضاف الدكتور الحتروشي في الصدد ذاته: مما يعني أن موضوع البيئة والتنمية المستدامة قد أصبح أحد المواضيع الساخنة التي يجري النقاش حولها، وأن تحديات التنمية المستدامة تعد من أكبر التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر.
مضيفا بأن تحليل هذه التحديات من حيث البحث عن أسبابها و كيفية عملها، و خصائصها الدينامكية، لا يمكن أن يكون وافياً إلا من خلال البحث العلمي الذي تشكل نتائجه موجهات للسياسات وصناع القرار من هذا المنطلق ارتأت جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، ومركز الدراسات والبحوث البيئية، وبالتعاون مع مجلس البحث العلمي، والأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية تنظيم هذه الندوة بغية تدارس المستجدات في مجال التنمية المستدامة، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات العربية والدولية في مجال المخاطر البيئية التي تواجه الوطن العربي، والتباحث حول إجراءات التخفيف من آثارها الاقتصادية والاجتماعية، والحوار البناء حول الخطط المستقبلية للإدارة المستدامة للبيئة وترشيد استغلال مواردها.
يتضمن برنامج الندوة الذي يمتد ليومين، كلمات لمتحدثين رئيسيين، ومساهمات وعروض علمية من مشاركين من العالم العربي، ومن مختلف دول العالم، ويتناولون بالبحث محاور الندوة والمتمثلة في: سبل التكيّف مع تغيّر المناخ، الاستغلال المستدام للمياه العذبة، إدارة النفايات ومعالجة المياه العادمة، الاستغلال المستدام والمحافظة على البيئة البحرية، الحوكمة البيئية في العالم العربي، الطاقة المتجددة و الاقتصاد الأخضر، والتربية والتوعية البيئية. أما اليوم الثالث للندوة فقد خصص للقيام برحلة علمية ميدانية إلى بعض المشاريع البيئية الناجحة في محافظة مسقط.
وألقى البروفيسور مصطفى إدريس البشير الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية كلمة الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية وذكر فيها بأن هذه الندوة تنعقد في وقت بدأت فيه الصيحات تتعالى والصراخ يدوي بما يصم الآذان من كل أطراف المعمورة عن المخاطر البيئية التي تواجه البشرية اليوم وتهدد استمرار الحياة على هذا الكوكب الذي زوده الخالق جل في علاه بكل ما يوفر لنا سبل العيش الكريم على ظهره واستخلفنا فيه ليبلونا اينا أحسن عملا ولكن الطموح الزائد والنهم للنيل من خيرات الارض وغياب الاستخدام الراشد للموارد أوصلنا الى هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الارض اليوم والتي نتج معظمها عما كسبت ايدينا فلابد لنا من وقفات تأمل وتدبر وتدبير لإيجاد الحلول الناجعة لمشاكل البيئة التي اصبحت من اكبر المهددات في عالم اليوم.
وحول جهود الاتحاد ذكر البروفيسور البشير ان اتحاد الجامعات العربية الذي يضم في عضويته ما يقارب الـ250 جامعة منتشرة في أرجاء الوطن العربي اليوم قد ظل منذ انطلاقة مسيرته في منتصف ستينات القرن الماضي يجتهد في تنسيق جهود الجامعات العربية ويدعم التواصل فيما بينها لتحقيق الأهداف والرسالة التي أنشئ من أجلها وهي إعداد الانسان القادر على خدمة أمته العربية والحفاظ على وحدتها الثقافية والحضارية وتنمية مواردها البشرية بما يحقق تطلعاتها ويؤمن المستقبل للأجيال القادمة ومن ثم يتحتم علينا في اتحاد الجامعات العربية أن نولي أمر البيئة اهتماما خاصا وأولوية قصوى ونجعله محورا اساسيا في كافة أنشطة الاتحاد ونحن نوقن بان الاهتمام بالبيئة والارتباط المرشد بها واجب وطني وضرورة شرعية يحثنا عليها ديننا الحنيف الذي يوجهنا ويرشدنا الى بناء علاقة حب وود معها. وأضاف في الصدد ذاته بأن الندوة تعقد مع مؤتمر ينعقد في جامعة جنوب الوادي في جمهورية مصر العربية وتحت العنوان نفسه و برعاية اتحاد الجامعات العربية.
وبالنسبة للواقع البيئي الذي يعيشه العالم والوطن العربي أشار البروفيسور البشير الى أن هنالك قضايا حقيقية بدأت تطل برأسها اليوم ويتحتم علينا أن نوليها اهتماما خاصا ونجد لها الحلول حتى لا تتحول الى مخاطر حقيقية تهدد واقعنا اليوم بل ووجودنا على ظهر الأرض وتظل عقبة كؤود في وجه الأجيال القادمة اذا لم نتداركها نحن اليوم قبل الغد ومنها نقص المياه العذبة والتلوث والتصحر وارتفاع حرارة الأرض وانتشار الأوبئة وازدياد الكوارث الطبيعية وعدم التوازن في حركة السكان واكتظاظهم في المناطق الحضرية وما يترتب على ذلك من الاستخدام غير المرشد للموارد الطبيعية، فهذه وغيرها كثير كلها مسائل تحتاج منا للبحث والتقصي من الخبراء وأهل الرأي الذين تذخر بهم جامعاتنا، ونرجو لهذا الملتقي التوفيق في الوصول الى حلول تتكامل مع جهود آخرين كثر يحملون نفس الهم ويشاطروننا ذات القلق والهلع من مخاطر المهددات البيئية.
وفي ختام كلمته قال البروفيسور مصطفى إدريس البشير: إن مشاكل البيئة عابرة للحدود بين الدول وكذلك عابرة للتخصصات فلا تقتصر المعالجة لها على دولة واحدة أو منطقة واحدة أو مؤسسة واحدة أو تخصص واحد فهي مشكلة تتطلب جهود كل سكان الارض وكل أهل التخصصات في مختلف صنوف المعرفة، وإذا تكاملت جهودنا جميعا كدول ومؤسسات تعليمية وخبراء من كافة التخصصات فيمكننا أن نحدث فرقا واضحا وأثرا ملموسا في تحسين البيئة والمحافظة عليها، وما لمسناه من إعداد متميز لهذه الندوة التي جمعت الخبراء من مجالات متنوعة يبشر باننا على الطريق الصحيح لمواجهة مخاطر التغيرات البيئية بالإضافة إلى ذلك قدم البروفيسور رود شوتنج أستاذ كرسي السلطان قابوس للإدارة الكمية للمياه، بجامعة يوترخ الهولندية والمتحدث الرئيسي في الندوة كلمة حول كيفية مساهمة الطبيعة في حل المشاكل البيئية وتطرق إلى أنواع البكتيريا الصديقة التي يمكن بواسطتها ايجاد حلول للمشاكل البيئية إذ يوجد نوع يساهم في تغيير المكونات الفيزيائية للتربة وهناك نوع يساهم في تنظيف المياه كما تطرق إلى دور الطحالب البحرية في عملية فصل المياه عن النفط، كما أشاد بزيارة جلالة ملكة هولندا للسلطنة مؤخرا وقيام نشاط بحثي مشترك بين الطلبة العمانيين و الهولنديين

عمان
27 فبراير 2012
 
أعلى