بدء برنامج تصنيف وترتيب الوظائف بشؤون البلاط السلطاني

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
بدء برنامج تصنيف وترتيب الوظائف بشؤون البلاط السلطاني

الأحد, 12 فبراير/شباط 2012 04:45
مسقط - الرؤية
-

بدأ أمس برنامج "تصنيف وترتيب الوظائف وإعداد بطاقات الوصف الوظيفي" وذلك بشؤون البلاط السلطاني ممثلا بالمديرية العامة للتخطيط وتنمية الموارد البشرية، وقد حاضر في البرنامج الأستاذ الدكتور محمد محمود طعامنه من المملكة الأردنية، في قاعة فندق بلاتينيوم الخوير، تحت رعاية الدكتور خالد بن سعيد بن خالد الجرادي مدير عام التخطيط وتنمية الموارد البشرية.
واستهل البرنامج بقراءة آيات من الذكر الحكيم للموظف زايد بن جمعة الكاسبي، بعدها ألقى الدكتور مدير عام التخطيط وتنمية الموارد البشرية كلمته قال فيها بعد الترحيب بالمحاضر والمشاركين إن العمل المنتج كان ولازال وسيظل له مكانة سامقة وقيمة راقية في كل الحضارات الإنسانية ، لذا فقد قرنه ديننا الإسلامي الحنيف بالإيمان، وجعله مصداقا له، فالمولى عز وجل يقول في محكم كتابه العزيز: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} وسيدنا علي كرم الله وجهه يقول: "قيمة كل أمري ما يحسنه" وفي شأنه يقول مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- "العمل قيمة إنسانية عالية ينبغي أن تبقى مدى الأيام متقدمة متوهجة لا تخبو جذوتها ولا ينطفئ نورها، وبالتالي يجب أداؤه بإخلاص وإتقان وأمانة".
واضاف أنه حتى تستطيع الأجهزة بمختلف قطاعاتها وتخصصاتها أن تصل إلى أن تكون أعمالها مثمرة منتجة، فإن الهدف الأسمى والغرض الأقصى الذي تسعى إلى تحقيقه إدارة الموارد البشرية هو أن ترى نفسها وقد نجحت في تعيين موظفين موهوبين في وظائف تتلاءم مع مؤهلاتهم وقدراتهم، دون إغفال لأهمية أن تتم هذه العملية في الوقت المناسب، لتنجز أهدافها بكل فعالية وكفاية.
وتابع أن وظائف إدارة الموارد البشرية تنوعت، وتعددت اختصاصاتها، وتطورت مهامها في سبيل تحقيق هذه الغاية العليا، وقد أثبتت النظريات الإدارية والتجارب العملية في هذا المجال بأن تصميم العمل الجيد هو قلبها النابض، وعمودها الفقري، فهو يعينها باقتدار على القيام بسائر وظائفها الأخرى، لأن واجبات الموظفين ستكون محددة، وحقوقهم ستصير مبينة، فيصبح الوصف الوظيفي أفضل مرشد في التخطيط الوظيفي الجيد، وأحسن دليل للاختيار والتوظيف السليمين، وخير هاد إلى تصميم برامج التدريب والتأهيل المناسبين، بل يصير أجدى معيار لتقييم الأداء وتحسينه وتطويره، وتوفير رواتب مناسبة وحوافزَ مغريةً ومكافآتٍ مشجعةً، ورسم مساراتٍ وظيفيةً مرضيةً ومشبعةً لتطلعاتِ الموظفين، فتتجسد العدالة في أبهى حلتها، وتتمثل المساواة في أحسن صورتها.
وأشار الدكتور الجرادي في كلمته إلى الفرق الشاسع ما بين عمل ممتاز يزخر بالثراء في مهامه، ويعمر بالتحدي في واجباته، ويزدان بالامتاع في مسؤولياته، ويحفل بالاستقلالية في صلاحياته، وعمل عادي تكون واجباته رتيبة، ومهامه روتينية، وحوافزه فقيرة، وبيئته بغيضة، فالأول نتائجه عظيمة على الموظفين وأجهزتهم، فترى الموظفين وقد تعاظم دافعهم، وتزايد رضاؤهم، وتضاعف عطاؤهم، فنماء ولاؤهم، والأجهزة قد نفذت استراتيجياتها، وحققت أهدافها، فارتفع أداؤها ، وعظم تأثيرها، وذاع صيتها، أما العمل الآخر فله عواقبه وخيمة على الطرفين، فترى الموظفين وقد ضعفت دافعيتهم، ونقصت حافزيتهم، وتبددت همهم، وتضاءلت فرصهم، وانخفض رضاءهم، وزاد تذمرهم، فكثر غيابهم، وقل انتماؤهم، وضعف التزامهم، وزاد رحيلهم، أما الأجهزة فهي ليست بأحسن حال من حال موظفيها، فتشاهدها وقد تعثرت خططها، وتزايدت مشاكلها، فنقص نتاجها، وضعف أداؤها، واضمحل تأثيرها، ولربما تلاشى وجودها في حال استمرارها على المنوال نفسه، إلا إذا استطاعت أن تتدارك نفسها، فسارعت إلى تعديل منهاجها، وتحسين أسلوبها.
وأكد الجرادي أن بطاقة الوصف الوظيفي ينبغي أن تكون صحيحة حقائقها، واقعية معلوماتها، متناسقة أسسها، واضحة لغتها، دقيقة عباراتها، بسيطة معانيها، شاملة محتوياتها، فالوظيفة ينبغي أن يكون مسماها محدد، وغرضها مبين، ومحتواها مفصل، ونشاطها موضح، حيث إن كثيرا من العلماء والباحثين الأكاديميين يعتقدون أنه بات بالإمكان تصميم أعمال تكون محققة لأهداف الأجهزة وموظفيها على حد سواء، لكن العديد من الدارسات الميدانية والبحوث العملية أظهرت أنه تلك المهمة ليست سهلة المنال، بل أن على الأجهزة إذا ما أرادت ذلك أن تبذل جهودا مضنية تستطيع من خلالها أن تفهم التحديات التي قد تعترض طريق نجاحها، وأن تعرف العوامل الحاسمة التي تمكنها من التغلب على تلك التحديات، وأن تحدد المعايير والمقاييس التي تضمن عملية تفوقها.
وحث الجرادي المشاركين على ضرورة حرصهم الشديد على الاستفادةِ المثلى من كلِّ ما ينمي معارفهم، بما يجعلهم أكثر قدرة على أداء أعمالهم، وأبلغ كفاية على إنجاز مهامهم.
بعدها ألقى البروفسور محمد طعامنه محاضر البرنامج رئيس جامعة جدارا، الخبير المعتمد لدى المنظمة العربية للعلوم الإدارية بجامعة الدول العربية، شرحا موجزا موضحا ما سيتم التطرق إليه البرنامج.
وحول الأهداف المرجوة من هذا البرنامج ذكر الأستاذ الدكتور أن هناك ثلاثة أهداف رئيسية هي الوقوف والتعرف على مفهوم الهيكل الوظيفي العام وأسس وضعه، وإعداد بطاقات الوصف الوظيفي (مفهومها، أهميتها، استخداماتها، طرق جمع المعلومات الموصلة إلى إعداداها)، والكيفية المثلى لتخطيط وتنمية المسار الوظيفي.
ويواصل مركز التدريب الوظيفي بالمديرية العامة للتخطيط وتنمية الموارد البشرية بشؤون البلاط السلطاني تنفيذ المرحلة الثالثة لدبلوم المدقق الداخلي، والمخصصة للتدقيق المبني على المخاطر وذلك في الفترة من 11- 15 فبراير الجاري، حيث سيتعرف المشاركون في البرنامج على أهم أهداف إدارة المخاطر المتحققة، والقرارات المتعلقة بتحمل المخاطر، والإجراءات المتبعة للحد منها والمتمثلة في الرقابة والتنويع والمشاركة والنقل، وأخيرا قبول الخطر.
 
أعلى