حتى لا ينسى تاريخنا...... مظاهرات 11 ديسمبر 1960

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

zouzoudz

¬°•| عضــو مــهــم|•°¬
إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
215
الإقامة
الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

يجمع المؤرخون والمهتمون بالثورة التحريرية الجزائرية على أن أحداث 11 ديسمبر 1960 كانت إحدى المنعرجات الحاسمة في الانتفاضة المسلحة للشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي، نقلت المواجهات من الجبال إلى المدن والشوارع وأثبتت للجنرال ديغول وللمعمرين الفرنسيين أن الجزائر لم تكن يوما فرنسية ولن تكون أبدا تابعة لها

وتمثل تلك المظاهرات بالنسبة لجيل الثورة محطة فخر في التاريخ النضالي من أجل التحرر من نير الاستعمار، كما تشكل لأجيال الاستقلال مصدر إلهام وستكون للأجيال القادمة رمز إشعاع ينير دربها ويجعلها تستلهم تلك البطولات لمواجهة التحديات.

لقد كانت تلك المظاهرات رسالة قوية لفرنسا الاستعمارية التي أدركت قوة الإرادة للتحرر كما مكنت من تعزيز صوت الثورة التحريرية في المحافل الدولية، وازداد مناصروها في كافة بقاع العالم، بعد أن تجلت الصورة الحقيقية التي ظلت تغيبها الإدارة الاستعمارية عن تلاحم الشعب الجزائري لنصرة قضيته التي رسمها بيان أول نوفمبر 1954 . ففي 11 ديسمبر 1960 خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا لا يتجزأ من فرنسا، وضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين ظلوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية، وأخذت منحى التشدد والإصرار منذ ماي 1958 حين تم توجيه نداء استغاثة للجنرال ديغول للعودة الى الحكم بغرض إنقاذ الجمهورية.

ويشهد التاريخ أن جبهة التحرير الوطني عملت على التصدي لسياسة الجنرال ديغول الذي ارتكز على الفرنسيين الجزائريين، لمساندة سياسته والخروج في مظاهرات واستقباله في عين تموشنت في 9 ديسمبر 1960، في الوقت الذي عمل فيه المعمرون من جهتهم على مناهضة ذلك بالخروج في مظاهرات يوم 10 ديسمبر 1960 لفرض الأمر الواقع على الجزائريين، والرد على شعار ديغول الجزائر جزائرية بشعارهم الحالم لجزائر فرنسية، وأمام هذا وذاك تدخلت جبهة التحرير الوطني بقوة شعبية هائلة رافعة شعار الجزائر مسلمة مستقلة، للرد على الشعارين الغاصبين.

وخرجت الجماهير يوم 11 ديسمبر وتجمعت في الساحات العامة عبر المدن الجزائرية كلها، ففي العاصمة عرفت ساحة الورشات ببلكور وشارع ديدوش مراد، كثافة شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني وشعارات الاستقلال، فحاولت القوات الاستعمارية والمعمرون التصدي لها، فتوزعت المظاهرات عبر مختلف الأحياء الشعبية، منها بلكور والمدنية وباب الوادي، والحراش وبئر مراد ريس والقبة وبئر خادم وديار السعادة والقصبة ووادي قريش، كما توسعت لتشمل العديد من المدن الجزائرية كوهران والشلف والبليدة وقسنطينة وعنابة وغيرها والتقت حول شعار واحد هو المطالبة بالاستقلال، ولم تقتصر على يوم واحد بل امتدت المظاهرات لأزيد من أسبوع.

ومع تدخل القوات الاستعمارية في عمق الأحياء العربية، والقمع الذي مارسته على المتظاهرين بتواطؤ من المعمرين، سقط العديد من الضحايا الأبرياء، غير أن صدى الأحداث أثار حالة من الارتباك في صفوف المستعمر، وأثبت مدى إصرار الشعب الجزائري على افتكاك السيادة المسلوبة.

ويؤكد أن مظاهرات 11 ديسمبر تعد انتصارا حقيقيا لجبهة وجيش التحرير الوطني على ديغول الذي كان يعتقد أن زيارته للجزائر وحمله لمشروع قسنطينة سيقضي على جبهة التحرير الوطني، ليصطدم بوضع مدهش لم يكن يتوقعه من قبل عندما استقبل بالرفض القاطع لسياسته الاستعمارية، الأمر الذي جعله يعود إلى وهران من عين تموشنت ليركب طائرته عائدا نحو فرنسا دون تمكنه من زيارة المناطق التي أدرجت ضمن أجندة زيارته.

وكان وقع هذه الظاهرات على المستوى الخارجي كبيرا حيث كشفت للعالم حقيقة الاستعمار الفرنسي ووجهه الإجرامي، كما أكسبت هذه الأحداث جبهة التحرير الوطني دعما دوليا واسعا، حيث اقتنعت هيئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها وصوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية التي كانت تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي.

ومن نتائج مظاهرات 11 ديسمبر أن قامت الأمم المتحدة بعد أقل من عشرة أيام بإصدار لائحة اعترفت فيها بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير، وأسقطت ادعاءات الحكومة الفرنسية الاستعمارية بأن ما يحدث في الجزائر قضية داخلية.

الآن وبعد مرور 50 سنة على تلك الأحداث التي كانت محطة من محطات نضال الشعب الجزائري تبقى شاهدة على أن الاستعمار الفرنسي خرج من الجزائر مدحورا، وأنه لم يجلب للجزائر سوى الدمار وما ادعاءات بعض الأطراف "بحضارة الاستعمار" إلا محاولة لتغليط الأجيال عبر تزييف التاريخ.
 
التعديل الأخير:

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
أخية تقرير بسيط ومختصر ولكن شدتني العبارة الأخيرة من تقريرك

الآن وبعد مرور 50 سنة على تلك الأحداث التي كانت محطة من محطات نضال الشعب الجزائري تبقى شاهدة على أن الاستعمار الفرنسي خرج من الجزائر مدحورا، وأنه لم يجلب للجزائر سوى الدمار وما ادعاءات بعض الأطراف اليمينية "بحضارة الاستعمار" إلا محاولة لتغليط الأجيال عبر تزييف التاريخ

 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى