الأخطاء الطبية (2-2 ): اللجنة العليا في "الصحة" استقبلت 64 حالة منذ عام 2008

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
الأخطاء الطبية (2-2 ): اللجنة العليا في "الصحة" استقبلت 64 حالة منذ عام 2008



147 حالة وردت من الادعاء العام والمحكمة
د.عبدالله العاصمي:
مسؤولية كبيرة بين دراسة الحالات والوصول إلى "الشفافية"
د.يوسف الوشاحي:
الأطباء العُمانيون يمثلون 20% من إجمالي أعداد الأطباء العاملين في السلطنة
مسقط ــ الزمن:
استكمالا لموضوع الأخطاء الطبية سيكون اللقاءان التاليان مع الدكتور عبدالله بن راشد العاصمي استشاري أول بقسم الأعصاب بمستشفى جامعة السلطان قابوس ورئيس اللجنة الطبية العليا ، والدكتور يوسف بن احمد الوشاحي أخصائي أول قسم الطوارئ بمستشفى جامعة السلطان قابوس ومدير التعليم بالوكالة في المجلس العماني للاختصاصات الطبية لتسليط الضوء على دور اللجنة في هذا الموضوع ، ودور التدريب الجيد للأطباء للتقليل من آثار الأخطاء الطبية .
اللجنة الطبية العليا
صدر قرار وزاري بإعادة تشكيل اللجنة الطبية العليا للنظر في الأخطاء الطبية وهي لجنة مستقلة برئاسة الدكتور عبدالله بن راشد العاصمي استشاري أول بقسم الأعصاب بمستشفى جامعة السلطان قابوس وعضوية عدد من الأطباء من ذوي الخبرة في مجالاتهم وتخصصاتهم من مختلف القطاعات الصحية الحكومية والخاصة ، وتم مراعاة وجود عدة تخصصات طبية من بين أعضاء اللجنة ، ووزارة الصحة مجرد عضو في اللجنة يترأسها الدكتور وزير الصحة .
حول عمل هذه اللجنة ومهامها قال : اللجنة الطبية العليا مهمتها الأساسية إبداء رأيها الفني في القضايا الطبية التي قد يوجد بها خطأ طبي ، ومع تشكيل هذه اللجنة تم إلغاء اللجنة الطبية الفنية الأولية الأولى والثانية ، وذلك حرصا على عدم تكرار العمل بين اللجنتين ، وأيضا بهدف توحيد الآراء ، كما تم زيادة عدد أعضاء اللجنة الطبية العليا لمناقشة أكبر عدد من الحالات التي تصل إليها ، وحول آلية العمل وإنجاز القضايا في أسرع وقت ممكن قال : اللجنة كمقررين لها تجتمع من ثلاثة إلى أربعة مرات في الأسبوع وأحيانا تصل الجلسات إلى خمسة جلسات ، وبعد تسجيل الحالة يتم إحضار جميع الخلفيات حولها من جميع المستشفيات التي زارها المريض ، وأيضا دراسة الملفات الطبية من قبل أطباء متخصصين يعملون بشكل كامل في اللجنة ، ويقومون بإعداد ملخص عن الحالة ، ومن بين اختصاصات مقرري جلسات اللجنة كتابة التقارير الأولية والنهائية ومخاطبة المؤسسات الصحية والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة بالقضية بعد مخاطبة رئيس اللجنة -أو من يقوم بتكليفه - لتحديد الطاقم الطبي الذي تستجوبه اللجنة ، ويتم تحديد موعد للمناقشة حيث يتم استدعاء صاحب الشكوى أو من له علاقة بالمريض والطاقم الطبي لجلسة الاستجواب بحضور أعضاء اللجنة ، وتتراوح عادة مدة الجلسة بين 3-4 ساعات ، وبعض القضايا قد تكون بحاجة لجلسة أو أكثر بحسب طبيعة الحالة ، وعادة تقوم اللجنة باستدعاء خبير يكون أكثر اختصاصا بالحالة لأخذ مشورته ورأيه الفني ويحضر الجلسات .
بعد ذلك يتم إعداد تقرير مبدئي يُرسل للأعضاء لدراسته وإبداء الرأي فيه ، ثم تعقد جلسة ختامية بين الأعضاء لمناقشة مقترحاتهم وآرائهم بخصوص التقارير الأولية والوصول لرأي موحد للتقرير النهائي ، بعد ذلك يتم إرسال التقرير النهائي إلى الجهة المختصة سواء الوزارة أو الجهات القضائية .
وأضاف العاصمي : كذلك تم تفعيل دور اللجان الطبية الفنية بالمحافظات والمناطق ، وهذا سيقلل من الضغط على اللجنة الطبية العليا من ناحية الحالات التي تصل إليها وخاصة عن طريق الوزارة ، وللجنة مسؤولية كبيرة لدراسة الحالة من كل جوانبها والوصول إلى رأي فني يتميز بالشفافية ، حتى يتم إعطاء كل ذي حق حقه .
الإحصائيات
منذ عام 2008 وحتى 2011 الحالات التي وردت إلى اللجنة الطبية العليا من وزارة الصحة كانت 64 حالة ، والحالات الواردة من الادعاء العام والمحكمة 147 حالة .
وطبعا جميع تلك الحالات تم تسجيلها وتأخذ دورها في الانتظار الذي قد يتراوح من شهر إلى سنة ، مع وجود التغيرات الأخيرة بزيادة عدد الأعضاء والجلسات نتوقع إنهاء جميع الحالات المسجلة حتى عام 2011 وسيؤدي ذلك إلى تقليص المدة التي ينتظرها في الحصول على تقرير اللجنة أو الجهة التي طلبت التحقيق حتى يبت في الأمر .

التأهيل والتدريب :
حول موضوع تأهيل وتدريب الأطباء وتأثيره في موضوع الأخطاء الطبية ووجود ترابط بين التأهيل الجيد للأطباء وتقليص الأخطاء ، التقينا الدكتور يوسف بن احمد الوشاحي أخصائي أول قسم الطوارئ بمستشفى الجامعة ومدير التعليم بالوكالة في المجلس العماني للاختصاصات الطبية الذي جاء إنشاؤه بالمرسوم السلطاني رقم 31/2006 ليسد الحاجة الملحة لتدريب الأطباء العمانيين في التخصصات المختلفة بعد إنهائهم فترة الامتياز التي تلي تخرجهم من إحدى كليات الطب المعترف بها. وتقوم فلسفة التعليم الطبي العالي أو المتقدم على أنه لابد للطبيب أن يكمل فترة تدريبية مكثفة مدتها من 4 إلى 5 سنوات تحت إشراف دقيق ووجود برنامج تقييم وتأهيل مكثف ناجع في مؤسسات صحية تتسم بالجودة العالية وتحت إشراف أطباء كبار ذوي تأهيل وخبرة عالية في التخصص والتعليم والتدريب ، وهذا البرنامج التدريبي يسمى عرفا ببرنامج الإقامة (Residency ) ولدى المجلس الآن ما يقارب 18 برنامجا مختلفا يتدرب فيها ما يقارب 400 طبيب عماني . يحصل الخريج من هذا البرنامج على شهادة الاختصاص التي تؤهله العمل في تخصص طبي معترف به.
ولابد من إدراك أن الطبيب يبدأ مشوار تعليمه من يومه الأول بكلية الطب إلى نهاية برنامج الإقامة في فترة تتراوح بين 12 إلى 14 سنة ليدخل بعدها مشوار التخصص الدقيق ومن ثم يكمل تدريبه أثناء ممارسة مهنته للحصول على آخر تطورات العلم والطب . وهذ فترة ليست بالقصيرة زمنا ولكنها بالغة الأهمية من أجل تعليم الطبيب وتأهيله ليكون مسؤولا عن صحته وصحة مرضاه ومجتمعه في مهمة إنسانية شاقة ومكلفة. وفي معظم الأنظمة العالمية لا يسمح للطبيب بالعمل بشكل مستقل إلا بعد إكماله برنامج الإقامة للتأكد من نضجه وحصوله على المهارات والعلوم اللازمة لتطبيب غيره ، وهذا ما يحاول المجلس التركيزعليه .
والمهارات الطبية اللازمة للطبيب المتخصص نوعان؛ مهارات تخصصية تتعلق بذلك التخصص كعلم معين ومعرفة العمل على جهاز معين ومهارة معلومة كإجراء عملية جراحية أو تشخيص قائم على نسق واضح ، أو مهارات عامة كفن التعامل مع الناس ومع الفريق الطبي والقدرة على الحديث بلسان فصيح وتبصر لحالة المريض من كل جوانبها وقدرة على إدارة الوقت والمحيطين والأزمات .
والأخطاء الطبية سببها اما نقص في العلم بطريقة وفن العلاج أو في مهارة الاتصال بين الطبيب والمريض من جهة وبين الطبيب والطاقم الطبي من جهة أخرى. وذلك يعني أن يكون هناك نقص في المهارات التخصصية أو العامة.
وأضاف الوشاحي : فيما يخص المهارات التخصصية والعلم بالتخصص المعين فإن المجلس يحاول من خلال برامج التدريب في المستشفيات والمؤسسات الصحية أن يتدرب الأطباء على يد أمهر الاستشاريين وبمراعاة منهج معين ومتدرج في المسؤوليات فالطبيب المتدرب في السنة التدريبية الأولى لا يعي كثيرا من المهارات التي يعيها زميله في السنة الرابعة على سبيل المثال. وبرامج التدريب تعتمد اعتمادا كليا على نوعية وكفاءة النظام الصحي بشكل عام وفي المؤسسات كل على حدة وتعتمد على كفاءة الأطباء الاستشاريين المدربين وهو ما نعاني فيه نقصا واضحا نعالجه بتدريب الاستشاريين على طرق التعليم والتقويم والتقييم.
ويحاول المجلس من خلال برامجه المختلفة وحلقات العمل المستمرة للأطباء المتدربين تأهيل الجيل المقبل من أطباء عمان بمهارات التعامل مع الناس ومهارات الحديث والكتابة القانونية المعبرة الدقيقة والتفكير المنطقي ومهارات تعليم الناس والطلاب وأخلاقيات المهن الطبية ومراعاة المهنية في العمل.
وقد بدأ المجلس بتطبيق برنامج شامل لتعليم الأطباء مهارات التعامل والتخاطب والكتابة الطبية المناسبة يستمر خلال سنوات تدريبهم ويعنى به مجموعة من الأساتذة العالميون مع وجود مساعدين لهم من داخل السلطنة. وهذا البرنامج لازال في طور بدايته ولكننا نأمل أنه سيصل بنا إلى مرحلة نكون فيها واثقين من كفاءة ومهارة أطبائنا في التعامل مع مرضاهم وعائلاتهم ومع زملائهم وأعضاء الفريق الطبي وأن يكونوا على خلق رفيع ومهنية عالية .
تطوير وتدريب
اختتم الدكتور الوشاحي حديثه : نتمنى تطوير وتدريب الأطباء الممارسين على مهارات التعامل والتواصل مع الناس لتحسين الممارسة الطبية الفاعلة،وسلوك طريق التعليم والتدريب ليس بالأمر اليسير بالنسبة لنا لوجود تحديات تتمثل في نقص الأطباء العمانيين المتخصصين حيث لا يوجد إلا ما يقارب 20% من إجمالي أعداد الأطباء العاملين في السلطنة ، لكننا نلحظ تغيرا في ذلك ونأمل أن ترينا الأيام المقبلة توجها إيجابيا لتعليم وتدريب الأطباء في مهارات التطبيب والتعامل للحد من أسباب الأخطاء الطبية وتقليلها وتقليل آثارها .
 
أعلى