لفصل الشتاء رساله فما هي ..........

خفايا الروح1

¬°•| عضو فعّال |•°¬
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
156
الإقامة
العين دار الزين

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:


فإن آيات الله تعالى في كونه كثيرة خلقها الله تعالى لحكمة وأمر
الناس أن يتفكروا فيها ويعقلوها
وبين انه لا يعقلها إلا العالمون . وأمر بالتفكر
والتدبر فيها وبين أن فيها آيات لأهل العقول والألباب
فقال
سبحانه: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل
والنهار لآيات لقوم يعقلون ....البقرة آية164) .


وبين أن تعاقب الليل
والنهار وولوج
الليل في النهار . والنهار في الليل عبرة وعظة وذكرى
فقال
سبحانه : (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن اراد أن يذكر أو أراد شكورا)
الفرقان أية 62
وامتن الله في آيات كثيرة على عباده بوجود الليل والنهار
والظلام والنور وجعل فيها مصالح للناس في معاشهم ومعادهم


ومن هذه
الآيات تعاقب الفصول في العام من شتاء وصيف وخريف وربيع
فجعل الله في هذا
التعاقب مصالح شتى تعود على الإنسان في صحته وغذائه وطعامه وعبادته وعاداته

وغيرها فإن الناظر مثلا إلى حكمة الله في فصل
الشتاء يجد منة الله سبحانه
على
عباده إذ بهذا الفصل مصالح شتى للناس في دينهم ودنياهم فكم من ثمار
وغذاء
لايطيب ولاينضج إلافي هذا الفصل وكم من المصالح الطبية التي اكتشفها
الطب
الحديث من موسم البرودة.
وفي هذه الرسالة نلقي الضوء باختصار على هذا
الفصل
لاسيما ونحن نستقبله هذه الأيام وننظر في آيات الله فيه ومافيه من العبر
والذكرى
في نقاط سريعة:
1_تعاقب هذه الفصول آية من آيات الله فيه ذكرى
ومواعظ تذكر الإنسان بأنه ماض إلى ربه
ومنتقل من هذه الدنيا فما هذه الفصول
إلا عمر الإنسان لأن عمر الإنسان ماهو إلا
مجموعة من الإيام والأشهر والفصول
والسنين كلما مضى فصل مضى جزء من عمر الإنسان وقربه إلى أجله
ولهذا قال الحسن
رحمه الله (ياابن آدم إنما أنت أيام كلما مضى يوم ذهب بعضك)


وقال
الشاعر:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها... وكل يوم مضى يدني من
الأجل


2_في هذا الفصل ومافيه من البرودة وزمهرير الشتاء
يتذكر الإنسان أمرين :
الأول : أن هذا الزمهرير جزء
من عذاب أهل النار وعقوبة لهم كما جاء في الحديث
الصحيح(( أن النار اشتكت إلى
ربها فقالت : أكل بعضي بعضا من شدة حرارتها فأذن
الله لها بنفسين نفس في الصيف
وهو اشد مانشاهد من الحرارة ونفس في الشتاء
وهو البرودة))
فيتذكر الإنسان ما أعده الله لأهل
الكفر والمعاصي من العذاب فيبعد عن الذنوب ويسارع في التوبة والإنابة إلى
سبحانه.


الثاني : يتذكر في هذا البرد الشديد إخوانا له في ساحات
القتال وفي العراء شردتهم
الحروب وتسلط عليهم الأعداء فهم ضعفا وفقراء جمعوا
مابين عري الحال واللباس
بينما نحن ولله الحمد والمنة ننعم بالأمن والنعيم
ونترفه بوسائل التدفئة والألبسة
والألحفة فيشكر الله سبحانه على نعمته ولا يحتقر
نعمة الله ويحدث بنعمة ربه ولا
ينسى إخوانه من الدعاء والصدقة ومد يد العون كل
حسب استطاعته فمن كان في
عون اخيه كان الله في عونه ويتلمس حاجات جيرانه
وأقاربه وأهل بلده .


3_ في الشتاء
أكبر معين على الإستزادة من الحسنات والمسابقة إلى
الخيرات
فالليل طويل ينام الإنسان منه ويستيقظ ويجد وقتا لصلاة الليل ومناجاة
الأسحار
والتضرع وقت النزول الإلهي حيث ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث
الأخير من
كل ليلة وينادي هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له... الحديث .
فهو
فرصة ليعود الإنسان الحريص نفسه على صلاة الليل ولا يخفى ما ورد في
فضلها
فهي أفضل صلاة بعد الفريضة ..


وفي الشتاء
أيضا يقصر النهار فهي فرصة للصوم ويحصل الإنسان أجر
صيام يوم
كامل بلا جهد ولامشقة ولهذا ورد في بعض الآثار تسمية صوم الشتاء بالغنيمة
الباردة . فهو أجر
بلا مشقة ومما يذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
( مرحبا بالشتاء طاب
يومك للصيام وطال ليلك للقيام ) .


ومما ينبه عليه في هذا : أن يبادر من
عليه صوم واجب من فرض أو كفارة أو قضاء
بصيام ماعليه في هذا الفصل فهو أيسر
وأسرع في إبراء الذمة وقضاء الدين.


4_ في الشتاء تظهرالحاجة الماسة إلى الأمطار
ويلجأ الناس إلى ربهم بالا ستسقاء
فإذا بفرج الله قريب ومما ينبغي أن يعلم أن
الله غني كريم له الحكمة البالغة في
المنع والعطاء فلا مانع لما أعطى ولامعطي
لما منع ولكنه يحب العبد الملحاح ،
والدعاء بحد ذاته عبادة فلا ييأس الناس من
رحمة الله ، فالداعي مستفيد على كل
حال ولكن يجب أن يبادر الناس لتصحيح أوضاعهم
والبعد عن أسباب منع القطر من
السماء فماظهر فساد ولا مصيبة في الأرض إلا
بسبب الذنوب وما كسبته أيدي
الناس . ومن الخطورة بمكان أن يستغني أحد عن رحمة
الله وغيثه ويعتقد أن نفعها
يخص أهل المواشي والزروع بل هي رحمة من الله حجبها
عذاب وعقوبة للمجتمع .


5_ من أهم مايجب على كل مسلم أن يتعلم في هذا
الفصل البارد : ماتدعو الحاجة
إليه من الأحكام الشرعية والعبادات ومنها
:


ا- المسح على الخفين وأحكامه والتي ينبغي على طلاب العلم وأئمة
المساجد
وخطبائها أن يعلموها للناس ويشرحوها لهم فالجهل بأحكامها
كثير.


ب- ومنها التهاون في إسباغ الماء على الأعضاء
في الوضوء

ولاسيما مع الألبسة الثقيلة والضيقة وكذلك
المسح على العمائم وما يلبسه
الناس على رؤسهم وحكم المسح عليها


ج- ومنها أن يتعلم الناس ولاسيما
أئمة المساجد ما يتعلق بأحكام الجمع بين الصلاتين عند وجود سببه
فإن الناس في
هذا الجانب بين إفراط وتفريط فمنهم من يجمع بلا سبب ولا حرج
ومنهم من يحرم
الناس من رخصة تصدق الله بها عليهم
 

الجحجاح

¬°•| مشرف سابق |•°¬
إنضم
28 ديسمبر 2008
المشاركات
1,007
الإقامة
البريمي
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"وفي هذا الحديث : دليل على أن الجمادات لها إحساس لقوله : (اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً) ، من شدة الحر ، وشدة البرد , فأذن الله لها أن تتنفس في الشتاء ، وتتنفس في الصيف , تتنفس في الصيف ليخف عليها الحرَّ , وفي الشتاء ليخفَّ عليها البرد , وعلى هذا فأشد ما نجد من الحرِّ : يكون من فيح جهنم , وأشد ما يكون من الزمهرير : من زمهرير جهنم .
فإن قال قائل : هذا مشكل حسَب الواقع ؛ لأن من المعروف أن سبب البرودة في الشتاء هو : بُعد الشمس عن مُسامتة الرؤوس , وأنها تتجه إلى الأرض على جانب ، بخلاف الحر ، فيقال : هذا سبب حسِّي ، لكن هناك سبب وراء ذلك , وهو السبب الشرعي الذي لا يُدرك إلا بالوحي , ولا مناقضة أن يكون الحرُّ الشديد الذي سببه أن الشمس تكون على الرؤوس أيضا يُؤذن للنار أن تتنفس فيزدادُ حرُّ الشمس , وكذلك بالنسبة للبرد : الشمس تميل إلى الجنوب , ويكون الجوُّ بارداً بسبب بُعدها عن مُسامتة الرؤوس , ولا مانع من أنّ الله تعالى يأذن للنار بأن يَخرج منها شيءٌ من الزمهرير ليبرِّد الجو ، فيجتمع في هذا : السبب الشرعي المُدرَك بالوحي , والسبب الحسِّي ، المُدرَك بالحسِّ .
ونظير هذا : الكسوف ، والخسوف , الكسوف معروف سببه , والخسوف معروف سببه .
سبب خسوف القمر: حيلولة الأرض بينه ، وبين الشمس , ولهذا لا يكون إلا في المقابلة , يعني : لا يمكن يقع خسوف القمر إلا إذا قابل جُرمُه جرمَ الشمس , وذلك في ليالي الإبدار ، حيث يكون هو في المشرق ، وهي في المغرب أو هو في المغرب ، وهي في المشرق .
أما الكسوف فسببه : حيلولة القمر بين الشمس ، والأرض , ولهذا لا يكون إلا في الوقت الذي يمكن أن يتقارب جُرما النيّرين , وذلك في التاسع والعشرين أو الثلاثين ، أو الثامن والعشرين , هذا أمر معروف , مُدرك بالحساب , لكن السبب الشرعي الذي أدركناه بالوحي هو : أن الله ( يخوّف بهما العباد ) , ولا مانع من أن يجتمع السببان الحسي والشرعي , لكن من ضاق ذرعاً بالشرع : قال : هذا مخالف للواقع ولا نصدق به , ومن غالى في الشرع : قال : لا عبرة بهذه الأسباب الطبيعية ، ولهذا قالوا : يمكن أن يكسف القمر في ليلة العاشر من الشهر ! .... لكن حسَب سنَّة الله عز وجل في هذا الكون : أنه لا يمكن أن يَنخسف القمر في الليلة العاشر أبداً" انتهى .

بارك الله فيك
 

نسمآت روح

¬°•| مبدعة في تواجدها |•°¬
إنضم
10 مارس 2011
المشاركات
2,419
الإقامة
OMAN
باااركَ الله فيكِ أختي
جعلهاا ربي في ميزااان حسناااتكِ
شكرااا لكِ على الطرح
 

ساعديه طر

¬°•| عضو مثالي |•°¬
إنضم
31 يوليو 2011
المشاركات
1,783
العمر
35
الإقامة
ف راــــــسكـــــم
جزاكِ الله كل خير على المعلومه الطيبه وجعله بموازين حسناتك ي رب
وفقك الله ويسر لك الخير اينما كنتِ
دمتِ برعآية الله وحفظة
 

ســــحـــايـــب شــــوق

¬°•| قيادية متميزة |•°¬
إنضم
11 يونيو 2011
المشاركات
1,783
الإقامة
في قلب من يحبني
جزاك الله عنا كل خير اختي الغاليه

وجعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

حفظك المولى واثابك ووفقك

لك جزيل الشكر ع الطرح المميز
 
أعلى