تيمور بن أسعد يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي حول استراتيجيات إدارة الجفاف

جعلاني ولي الفخر

✗ ┋ جًعًلٌأَنٌيِ وَلِيَ أُلّفّخِرَ أُلٌمًسًرًۇۈۉرً
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
6,236
العمر
33
الإقامة
جعلان بني بو حسن
تيمور بن أسعد يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي حول استراتيجيات إدارة الجفاف

الشحي : موضوع المياه بالسلطنة يحظي باهتمام جلالته باعتبارها عماد التنمية الشاملة

كتب - مصطفى بن احمد القاسم:بدأت أمس فعاليات المؤتمر الدولي حول استراتيجيات إدارة الجفاف في المناطق الجافة وشبه الجافة والذي تنظمه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بالتعاون مع المركز الإقليمي لإدارة المياه في المناطق الحضرية بمدينة طهران التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو تحت رعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد الأمين العام المساعد للتعاون الدولي بمجلس البحث العلمي وذلك بقاعة جبرين بفندق الانتركونتننتال بمسقط.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين69 من الخبراء والمختصين من20 دولة إلى جانب عدد من المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية بالمياه من بينها منظمة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا" الأسكوا" والبرنامج الهيدرولوجي الدولي التابع لليونسكو ومجلس البحث العلمي إلى جانب عدد من الخبراء المختصين بإدارة وتنمية الموارد المائية.
وقال معالي أحمد بن عبدالله بن محمد الشحي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه :إن تنظيم المؤتمر يؤكد حرص السلطنة الدائم على تأمين القدر الآمن من المياه وتنميتها في المناطق المعرضة للجفاف ذات الموارد المحدودة من المياه وكذلك التغير المناخي وتأثيره على الموارد المائية.
وأشار معاليه في كلمة له ان المؤتمر يسعى إلى إثراء المعرفة في مجالات المياه والمناطق الجافة والاستفادة من التقنيات الحديثة في دراسة المناطق الجافة والصحراوية ومواردها الطبيعية وتبّني إدارة محسنة لاستعمالات المياه في مجالات الزراعة والصناعة وتشجيع الدول على توسيع استخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة المياه واستعمال النظم الحديثة وتكثيف قنوات الاتصال بين الأفراد والمؤسسات المعنية بالأبحاث المتعلقة بالإدارة المتكاملة للموارد المائية في العالم.
كما تطرق معالي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه إلى أهمية المياه كونها نبع الحياة والمورد الأساسي لعيش الإنسان ومصدراً حيوياً لمختلف المجالات التنموية وأن حياة الشعوب وتطورها أرتبط بصورة وثيقة بهذا المورد الطبيعي المتجدد أضف إلى تزايد أهميته في ظل متطلبات التنمية الحديثة وزيادة أعداد السكان وارتفاع مستوى المعيشة والحاجة إلى الغذاء وكذلك لمياه الشرب .
وأضاف معاليه ان زيادة التلوث والملوحة وتغير المناخ والتعرض المتكرر إلى الجفاف الحاد وزيادة المنافسة على المياه المتوفرة أدت إلى ارتفاع ملحوظ في الطلب على مصادر المياه الأمر الذي ترتب عليه اختلال التوازن بين الكميات المتوفرة من المياه والطلب الفعلي عليها.
وأوضح معاليه أن ظاهرة الجفاف أصبحت أحد المخاطر الطبيعية التي يشهدها سكان العالم والتي تقف عائقاً أمام مجالات التنمية وذلك نظراً لتأثيراتها المباشرة في الدول وسبل العيش لحياة الإنسان من ناحية الإنتاج الغذائي والزراعي ومستوى المعيشة والبيئة والتنوع البيولوجي والآثار السلبية المترتبة على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد معاليه أن موضوع المياه بالسلطنة حظي باهتمام ورعاية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ باعتبارها عماد التنمية الشاملة حيث صدرت عدد من المراسيم السلطانية والقرارات الوزارية والتي تتعلق بتطوير وتنظيم المجالس والهيئات المشرفة والمنظمة لقطاع المياه.
وأشار معاليه إلى أن الحكومة قامت بتنفيذ المشاريع الهادفة إلى إدارة وتنمية وتقييم الموارد المائية كمشاريع صيانة الأفلاج والعيون وحفر الآبار المساعدة لها وبناء السدود وتطوير شبكة مراقبة الأوضاع المائية ومواصلة الحفر الاستكشافي بهدف إيجاد مصادر مائية جديدة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية مصادر المياه من التلوث والاستنزاف والجفاف و تنمية الحس الوطني وتعزيز الوعي العام بأهمية المياه إلى جانب تعزيز دور القطاع الخاص في إنشاء وإدارة المشاريع المائية.
كما ألقى الدكتور ماهوني مطيعي رئيس المركز الإقليمي لإدارة المياه بالمناطق الحضرية بمدينة طهران التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو كلمة أشار فيها إلى أن مشاركة حكومات دول ومنظمات عالمية وإقليمية لأكثر من عشرين دولة دليل هام على صدق الجهود المخلصة في مجال التعاون بهدف إدارة الجفاف في المناطق الجافة وشبه الجافة خاصة في ظل الظروف المناخية التي تشهدها المنطقة من تغير المناخ وقلة سقوط الأمطار وازدياد الحاجة للموارد المائية في دول العالم أجمع.
وأوضح أن الجميع بحاجة أكثر للمياه في ظل التغيرات المناخية والتي تشير المنظمات المختصة إلى أن التغير المناخي سيزيد من المناطق التي تتعرض للجفاف مما سيؤثر كثيراً على المستويات الاقتصادية والاجتماعية للدول موضحا ان المؤتمر هو فرصة متميزة يفتح مجالاً أرحب للتعاون على المستوى الإقليمي والدولي في مجال مواجهة التأثيرات الناجمة للجفاف.
وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي قصير بعنوان" الجفاف .. إلى أين"
كما قام صاحب السمو راعي الحفل بالتجول في المعرض المصاحب للمؤتمر حيث اطلع سموه على الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الجفاف وأبرز المشاريع المنفذة بالسلطنة من أجل تنمية الموارد المائية واستغلالها الاستغلال الأمثل.
كما اشتمل المعرض أيضاً على عرض عدد من المجسمات التوضيحية والخرائط البيانية والكتيبات المائية التي تعكس حجم الجهود التي تقوم بها الجهات الحكومية والخاصة في سبيل الحفاظ على الموارد المائية بالسلطنة وقد شاركت بالمعرض المصاحب ثلاثة عشر جهة حكومية وجمعيات أهلية بالإضافة إلى شركات خاصة
تعمل في مجال الموارد المائية.
هذا واشتمل المؤتمر أيضاً على معرض أخر للصور الفوتوغرافية نظمته وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه اشتمل على عدد من الصور المعنية بمحاور المؤتمر وجهود الوزارة المبذولة في مجال إدارة وتنمية الموارد المائية وأبرز المشاريع المنفذة كمشاريع سدود التغذية الجوفية والعيون المائية والأفلاج، كما اشتمل المعرض الفوتوغرافي على عدد من صور المناظر الطبيعية للموارد المائية بالسلطنة.
مناقشات المؤتمر
بدأت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي حول استراتيجيات إدارة الجفاف في المناطق الجافة وشبه الجافة بتقديم ورقة عمل بعنوان "تقدير المخاطر المحتملة من التصحر باستخدام المؤشرات المساعدة قدمها البرفيسور إدوارد أيه، ماكبين، من جامعة جويلف، كندا، حيث بدأ الورقة بتعريف ظاهرة التصحر والذي هو نتيجة لمجموعة معقدة من العمليات وما تتضمنه تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، إذ باتت ظاهرة التصحر كواحدة من المشاكل البيئية الأكثر أهمية في القرن الواحد والعشرين مضيفا بأن التصحر هو نتيجة لعوامل كثيرة من بينها الاختلافات المناخية (الترسيب، الجفاف والطبوغرافيا والاستخدام غير المنظم للأراضي) بالإضافة إلى الزيادة السكانية.
كما ناقشت ورقة العمل الثانية التي حملت عنوان " إنشاء سد للتغذية في سلطنة عمان باعتبارها خزان هيدرولوجي: كيف يمكن للمهندسين الجيولوجين الفنيين الاستفادة من مجتمع علم النبات ألقاها الدكتور كاسيموف انفار ، قسم التربة، المياه والهندسة الزراعية، جامعة السلطان قابوس حيث ناقشت ورقة العمل الاستدامة البيولوجية للشجيرات ذو الجذور المنحدرة (بقاء الغطاء النباتي). ومدى تكيف النباتات في بيئات المياه المحدودة مع العوامل الطبيعية غير المتجانسة ، مبيناً بأن النباتات والهضبة تكونان نظام تكافلي مع طول تباين المحتوى الرطب (طول قاعدة السد). كما ناقشت الورقة أيضاً آثار تخزين و استغلال مياه الأمطار في وحدات التجميع.
تواصل فعاليات اليوم الأول
وتضمنت ورقة العمل الثالثة والتي جاءت بعنوان" جريان المياه الجوفية ونقل المواد المذابة في خزان سد الخوض" للأستاذ مدحت البحيري، وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه دراسة عن المياه الجوفية والتي هي المصدر الرئيسي لإمدادات المياه في مستجمعات السفلية لولاية سمائل في سلطنة عمان حيث يظهر النظام الرئيسي للمياه الجوفية في الرواسب الغرينية، والتي يحتوي على ثلاث أنواع من الحصى. إما ورقة العمل الرابعة والتي جاءت بعنوان" تركيب النظير الهيدروجيني والأوكسجين في مياه الأمطار في اليمن للأستاذ احمد العمري من معهد العلوم الجيولوجية والهيدروجيولوجية، جامعة برلين الحرة , ألمانيا، حيث عملت الدراسة على جمع 248 عينات من نظائر الأكسجين من مياه الأمطار خلال 2008-2010 من مناطق جغرافية مختلفة في اليمن وذلك لوضع خطوط الانحدار والمحلية لتكون خطوط قياس للمياه.
كما تضمنت ورقة العمل الخامسة " الجفاف وإدارة موارد المياه: عرض لتجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية " للدكتور شهاب أرغنجاد أستاذ مساعد في جامعة طهران، والذي أشار إلى أن إدارة الموارد المائية تنطوي على عملية التأقلم مع التغير المناخي لا سيما مع الجفاف.
كما ناقشت ورقة العمل بعض هذه الخيارات المطبقة في أحواض اثنين من الأنهار في إيران, إذ تعتمد الحالة الأولى على وضع نظام لرصد الجفاف في حوض نهر جورجنرود, إذ يستفيد نظام الرصد من التحليل الإقليمي لمؤشر الجفاف الذي يجمع بين الجفاف المرتبط بجوانب الأرصاد الجوية والهيدرولوجية والاجتماعية والاقتصادية لتحديد حالة الجفاف الحقيقي في كل حوض فرعي وتتناول الحالة الثانية تشغيل نظام متعددة للخزان مع التركيز على التخفيف من حدة الجفاف الزراعي والخسارة في نطاق الحوض, ويستخدم النظام تنبؤات تدفق للمجاري المائية على المدى الطويل لتحديد التدفق الأمثل من كل المكامن كوسيلة لتقليل خسائر الجفاف في الحوض بأكمله, وفي كل حالة النهج المحددة، فضلا عن المنهجيات اللازمة للحصول على خطوات مختلفة لإدارة الجفاف بما في ذلك تحليل الجفاف الإقليمي، يتم مناقشتها حسب التوقعات طويلة الأجل والمناخ القائم على نمذجة الطلب على المياه، وتشغيل الخزان خلال فترات الجفاف.
الجلسة الثانية للمؤتمر
كما شهدت الجلسة الثانية لليوم الأول للمؤتمر مناقشة عدد من أوراق العمل تضمنت ورقة العمل الأولى " آثار تغير المناخ لقطاعات المياه في باكستان: مدى التأثر والتكيف للدكتور المهندس عويس بيراشة، جامعة ويسترن سيدني، استراليا.
وناقشت ورقة العمل الثانية " الخيار الاستراتيجي لإدارة ندرة المياه وضمان الأمن الغذائي في البحرين، مع الإشارة إلى أثر تغير المناخ، للأستاذة سلمى باني من مملكة البحرين تحديد آثار تغير المناخ على نظم الإنتاج الغذائي الرئيسية وتطوير استراتيجيات تكيف على مستوى المزرعة للاستجابة للتغير المناخي لتحقيق أقصى قدر من الإنتاج الغذائي والأمن والحد من تدهور الموارد الطبيعية.
واشتملت الورقة الثالثة على مضامين عدة وجاءت بعنوان " التعامل مع ندرة المياه وزيادة التصحر في ظل ظروف تغير المناخ" لراديساف بفولفيك الخبير بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى وصف المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي ستتأثر بكل من درجات حرارة الهواء وزيادة هطول الأمطار وانخفاض كميات الجريان السطحي نتيجة لتغير المناخ كسبب رئيسي، مما سيؤدي إلى تغيرات هائلة في استخدام الأراضي (زيادة التصحر أو التعدي على الأراضي) وانخفاض محتمل بالإنتاج الزراعي.
وجاءت ورقة العمل الأخيرة في ختام فعاليات اليوم الأول بعنوان " قنية مبتكرة لقياس استخدام المياه المباشر في الأشجار للباحث غازي أبو رمان، استراليا، وهدفت ورقة العمل إلى الإشارة إلى أهمية جدولة الري للحفاظ على الموارد المائية وبخاصة في ظل ظروف الجفاف, حيث تأثر عدة عوامل على الكمية المطلوبة للري مثل طريقة الري وخصائص التربة وكمية المياه الفعلية لمحتوى الماء في التربة ونوع التربة كما أن قياس استخدام المياه الفعلية للأشجار محل اهتمام الباحثين والعلماء والمزارعين للحد من تأثير الجفاف على الإنتاج الزراعي، وفقا لأفضل الممارسات الإدارية لجدولة الري، وكثافة الزراعة والتقليم، ولكن على الرغم من ذلك هناك فجوة في معرفة كم المياه التي تستخدمها الشجرة, وعليه جدولة المياه لا تلبي الاحتياجات المائية للنبات.
جدير بالذكر أن تنظيم هذا المؤتمر الدولي حول إستراتيجيات إدارة الجفاف في المناطق الجافة وشبه الجافة يأتي كدليل على أهمية التعاون الدولي والإقليمي للتخفيف من آثار الجفاف وتأثيرات الجفاف على موارد المياه ومراقبة وإدارة وتخطيط الجفاف وتطبيق الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في الجفاف وتقييم الجفاف، وأهم التأثيرات الاقتصادية البيئية والتعريف بسياسات الجفاف والابتكار والتكنولوجيا للتكيف مع ندرة المياه والجفاف وإدارة موارد المياه للسيطرة على الجفاف واقتحام مياه البحر وإدارة المياه المستخدمة في الزراعة والإدارة المتكاملة لموارد المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة والحفاظ على موارد المياه.
وعقب ختام فعاليات حفل افتتاح المؤتمر صرح سعادة المهندس علي بن محمد العبري وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لموارد المياه ان تنظيم الوزارة لمثل هذه المؤتمرات الدولية في مجال المياه كون ان الوزارة جادة في تقديم توصيات هامة في هذا المجال والعمل على اعتمادها من جهات الاختصاص ووضعها في اطار عملي مدروس قابل للتطبيق وبالتالي العمل على تقليل الهوة بين العرض والطلب بما يتوفر من الموارد المائية.
وقال سعادته في تصريح خاص لـ "الوطن":ان مثل الاجراءات تتيح للوزارة وضع الخطط الواضحة لتنمية هذه الموارد المائية وحسن ادارتهابما يعود بالنفع على المجتمع العماني ان شاء الله.


المرجع : جريدة الوطن
 
أعلى