طبيب الجراحة يحيى العزري: أتمنى أن أرى أول زراعة كبد ناجحة في عُمان

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
طبيب الجراحة يحيى العزري: أتمنى أن أرى أول زراعة كبد ناجحة في عُمان


حاوره ــ عادل اللمكي:
الطب مهنة إنسانية نبيلة يجب أن يدرك الشخص الذي يود ممارستها أنه أمام مهام وتحديات هذه المهنة لأدائها تحت القسم أمام الله وعلى أكمل وجه،كما يجب أن يكون القرار برغبة شخصية تامة وليس بدافع من الأهل أو بمعدل دراسي معين.
نسلط الضوء في هذا اللقاء مع الدكتور يحيى بن سليمان بن حمود العزري - طبيب استشاري أول الجراحة العامة وجراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء بالمستشفى السلطاني .
يقول العزري : في معظم عمليات زراعة الكبد، نقوم باستئصال الكبد المصاب كليا إلا في بعض الحالات النادرة وأما بالنسبة لزراعة الكلى فهي بعكس الكبد فإننا لا نقوم باستئصال الكلى المصابة إلا في الحالات النادرة،بالنسبة للشخص المتبرع قد يكون شخصا طبيعيا وبصحة جيدة وافق على التبرع بجزء من أعضائه وذلك بمحض إرادته ودون أي عائد مادي عدا الأجر الكبير من الله أو يكون شخصا ميتا دماغيا قد أوصى بنقل أعضائه قبل وفاته أو بموافقة أهله لأشخاص هم في حاجة ماسة لها قبل مفارقته الحياة تماما.
حول سنوات العمل قبل بدأ التخصص والدول التي اختارها لذلك تحديداً قال : بعد التخرج أنهيت سنة الامتياز، ثم عملت لمدة عام في تخصص العظام بمستشفى خولة ومن ثم التحقت بتخصص الجراحة العامة هنا في السلطنة تحت إشراف الكلية الملكية للجراحين بجامعة ادنبره وذلك لمدة سنتين أنهيت خلالها امتحانات الزمالة ، بعد ذلك واصلت عملي بالمستشفى السلطاني لمدة سنتين تمكنت خلالها من زيادة خبرتي العلمية والعملية في مجال الجراحة.
واستطرد : قررت بعد ذلك الالتحاق ببرنامج الجراحة العامة بمستوى علمي متقدم فالتحقت بجامعة مجيل في مونتريال، كندا لمدة 5 سنوات حصلت خلالها على العضوية من الكلية الملكية للجراحين الكنديين والبورد الأمريكي. ثم بعد ذلك توجهت إلى جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة لدراسة تخصص جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء وفي نهاية المطاف التحقت لمدة ثلاثة أشهر بالمركز الطبي لتورجوت أوزال في جامعة انونو، بمدينة مالاتيا بتركيا لزيادة خبرتي في زراعة الكبد حيث ان عملية زراعة الأعضاء هناك تتم عن طريق النقل من أشخاص أصحاء إلى مرضى مصابين بفشل الكبد، بينما معظم العمليات في الغرب تتم عن طريق نقل الكبد السليم من أشخاص ميتين دماغيا إلى مرضى بفشل الكبد ما عدا بعض المراكز التخصصية المحدودة.
وتحدث العزري عن تجربته الدراسية خارج السلطنة فقال : كانت لها إيجابيات كثيرة وسلبيات محدودة ، وأهم هذه الإيجابيات هو الدراسة والتعلم في مراكز متطورة ومؤهلة للتدريس على أيدي نخبة من الأطباء المعروفين على مستوى العالم والتعرف على أنظمة عالمية سبقتنا بكثير في هذا المجال.
وقال العزري : أما أهم الصعوبات التي واجهتني فهي البعد عن الوطن وفراق عائلتي لفترة ليست بالقصيرة ووفاة والدتي ، لقد كانت التحديات والصعوبات كبيرة جدا ولكن والحمد لله بالجد والاجتهاد والعمل الشاق مع الإصرار والثبات تمكنت من التغلب على هذه الصعاب وذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى .
وأشار العزري في حديثه إلى فروقات العمل قبل وبعد اختيار التخصص فقال : بالنسبة لتخصص الجراحة هو مثل أي تخصص آخر يتطلب مراحل متدرجة لنيل الخبرة العلمية والعملية الكافية في التعامل مع الحالات الجراحية المختلفة والنادرة ، لذلك فإن المسؤوليات تختلف بناء على مستوى مراحل دراسة التخصص وذلك حتى الوصول إلى أعلى مستوى من الخبرة والقدرة على إجراء معظم العمليات والتعامل مع العمليات المعقدة في مجال التخصص .
وأضاف : بالنسبة للفرق الرئيسي في العمل ما قبل وبعد التخصص هو أنه بعد إنهاء التخصص وبداية العمل كاستشاري، تكون المسؤولية كبيرة جدا لأنك صاحب القرار و المسؤول الرئيسي عن العملية الجراحية وهذا يتطلب إلماما علميا بالحالة الجراحية ومهارات عملية وقدرات تقنية لإجرائها بالإضافة إلى الأمانة والمصداقية والشفافية في التعامل مع المرضى كل حسب حالته.
ختاما عن طموحاته بالعمل قال العزري : أتمنى أن أرى أول زراعة كبد ناجحة في السلطنة خلال الأشهر القادمة وأرى جيلا جديدا من الشباب العماني يدخل هذا المجال بقوة ورغبة صادقة لأننا في السلطنة بحاجة ماسة لهذا التخصص .
 
أعلى