مؤتمر العلاج الوظيفي الأول يناقش دمج المعوقين بالمجتمع وتطوير استقلاليتهم

العنيد A

¬°•| مشرف سابق |•°¬
إنضم
26 أغسطس 2011
المشاركات
3,230
جريدة عمان
15/11/2011


1321293885588892700.jpg


بمشاركة عدد من المؤسسات والمعاهد الصحية
نظمت الخدمات الطبية للقوات المسلحة صباح امس مؤتمر العلاج الوظيفي الأول بالسلطنة بمشاركة عدد من المؤسسات والمعاهد الصحية التابعة لوزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس، ومركز رعاية وتأهيل المعوقين، ومراكز الوفاء الاجتماعي، وعدد من المتطوعين والباحثين في مجال العلاج الوظيفي فعاليات المؤتمر أقيمت في نادي الشفق التابع لقوات السلطان المسلحة، وذلك تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد، بحضور اللواء الركن سعيد بن ناصر بن سليمان السالمي قائد الجيش السلطاني العماني، وجمع من كبار الضباط وضباط قوات السلطان المسلحة، وجمع من المدعوين.
تأتي أهمية مؤتمر العلاج الوظيفي باعتباره الأول من نوعه على مستوى السلطنة، وذلك من منطلق النظرة الشاملة التي تهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع وتطوير استقلاليتهم وفق منظور علاجي باستخدام الأنشطة والوظائف التي يوفرها العلاج الوظيفي للمرضى والمصابين على مختلف الأعمار وفي مختلف المشاكل التي تعرضوا لها ومنها الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية الناتجة عن إصابات الحوادث أو الأمراض أو التقدم في العمر.
بدأت فعاليات المؤتمر بكلمة ترحيبية تناولت أهداف انعقاد المؤتمر وفق فلسفة العلاج الوظيفي لإعادة التأهيل والتهيئة للمعوق إلى جانب وضع الخطط والبرامج التي تضمن انخراط الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة اليومية، ورفع أقصى درجة من الاعتماد على الذات في وظائفهم الحركية والحسية، بعد ذلك قدم مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة عرضا لبرنامج المعالجة بركوب الخيل والذي تنفذه اسطبلات مدرعات سلطان عمان بالجيش السلطاني العماني، والهادف إلى تحسين التوازن وتخفيف الآلام في الأطراف السفلية لدى مرضى الشلل النصفي وتقوية عضلات الجزء العلوي من الجسم، وزيادة قدرة التحكم في الحركة باستخدام معيار وظيفي تقييمي صمم بواسطة قسم العلاج الوظيفي بمستشفى القوات المسلحة، بعدها قدم الفريق الوطني لرياضة المعوقين استعراضا للعبة كرة السلة أظهر من خلاله الأشخاص ذوي الإعاقة أهمية البرامج الترفيهية وقدرتها على تحقيق التوازن الجسمي، وتعزيز الثقة بالنفس لديهم، ويتمتع الفريق الوطني لرياضة المعوقين بسمعة طيبة وحقق نتائج ومراكز متقدمة في مشاركاته المتعددة على الصعيد المحلي والإقليمي.
عقب ذلك قامت صاحبة السمو السيدة الدكتورة راعية المناسبة بتكريم كبار الضباط الذين أسهموا في إنجاح العلاج الوظيفي بقوات السلطان المسلحة وكذلك تكريم المشاركين في الأنشطة الرياضية والمعرض الفني المصاحب للمؤتمر.
الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر بدأت بتقديم عدد من أوراق العمل التي تطرق فيها المحاضرون إلى نشأة العلاج الوظيفي في السلطنة والمهام التي تضطلع بها أقسام العلاج الوظيفي في المستشفيات التي توفر الرعاية والخدمات العلاجية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، لتمكين المعوق من العودة إلى حياته الطبيعية وخاصة الأطفال، حيث تكون أقسام العلاج الطبيعي بمثابة حلقة الوصل بينهم وبين البرامج المعمول بها في المدارس التي تستقبل هذه الحالات، كما أشار المحاضرون إلى التعريفات العلمية للعلاج الوظيفي وتطبيقاتها باعتبارها مهنة طبية إلى جانب مواصفات المعالج الوظيفي الذي يجب أن يركز على تخطيط وتنفيذ البرامج والأنشطة والمهارات الحركية الدقيقة، وتدريب ذوي الإعاقة على استخدام الأجهزة التعويضية المناسبة.
كما قدمت عدد من أخصائيات العلاج الوظيفي عرضا لتجربتهن في التعامل مع ذوي الإعاقة وفق فلسفة التدخل المبكر المرتكز على الطفل المعاق نفسه، و تزويد الفئة المستهدفة بالخدمات العلاجية والنشاطات ذات الاستثارة الحسية لتطوير مهارات الطفل ومساعدته على النمو السليم، إضافة إلى طرق التعامل مع الأطفال الذين يعانون من احد الأنواع المتعددة للشلل الدماغي أو لأنواعه الفرعية، والحد من حدوث المضاعفات الناتجة عنه ومحاولة علاج هذه المضاعفات في حالة حدوثها.
بعد ذلك شاهدت صاحبة السمو السيدة الدكتورة راعية المناسبة والحضور فيلما وثائقيا لتجربة الأشخاص ذوي الإعاقة مع قسم العلاج الوظيفي بمستشفى القوات المسلحة ودوره في مواجهة الصعوبات الناتجة عن الإعاقة.
وفي الجلسة العلمية الثانية استعرض المحاضرون عدداً من المحاور ذات العلاقة بالبرمجة النظرية لأطفال التوحد وإيضاح العديد من العناصر الضرورية بين التركيب اللغوي والتركيب النفسي، وتركيبات الفعل والإدراك لدى الطفل المتوحد إلى جانب التطرق لتأثير الثقافة المحلية وبيئة المجتمع العماني على طبيعة عمل المعالجين الوظيفيين في مستشفيات السلطنة، وسبل تعزيز جوانب الإدراك والوعي لدى المجتمع بأهمية العلاج الوظيفي من منطلق شعار (العلاج الوظيفي: نحو مجتمع بلا حواجز)، وتبيان آخر المستجدات في العلاج الوظيفي، وتجارب الدول الأخرى في هذا المجال والرؤية المستقبلية لتطوير منظومة العلاج الوظيفي بالسلطنة.
وفي ختام فعاليات مؤتمر العلاج الوظيفي الأول بالسلطنة قامت صاحبة السمو السيدة الدكتورة راعية المناسبة بتوزيع الشهادات التقديرية على المحاضرين المشاركين بالمؤتمر والقائمين على تنظيم هذا الحدث الوطني.
وأقيم على هامش المؤتمر معرض فني لعدد من الفنانات التشكيليات من ذوي الإعاقة، حيث تضمن المعرض عدداً من اللوحات جسدت اتقانهن لفن النقش والزخرفة ورسم المفردات البيئية المتنوعة، كما أقيم أيضاً معرض للأدوات والمعدات المستخدمة وكذلك الأجهزة التعويضية والأدوات المساعدة في المعالجة.
وبهذه المناسبة أدلت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد راعية المناسبة بتصريح لمندوب التوجيه المعنوي قالت فيه: سعيدة جداً بأن أكون بين أخواني وأخواتي في هذا المؤتمر الأول من نوعه في السلطنة في مجال العلاج الوظيفي، لقد قام القائمون على تنظيم هذا الحدث وإنجاحه، وأتمنى أن يحظى هذا الموضوع بمزيد من التوعية وبإذن الله أتمنى أن تكون هناك مؤتمرات وتوعية مستقبلاً، وأود الإشادة بالحضور الكبير لهذا المؤتمر.
العميد طبيب أحمد بن محمد القمشوعي رئيس الخدمات الطبية للقوات المسلحة أشار إلى أهمية هذا المؤتمر فقال: يعد المؤتمر فرصة للالتقاء بالمختصين العاملين في مجال العلاج الوظيفي والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم لوضع الخطط المعززة للخدمات العلاجية والتأهيلة الشاملة على مستوى السلطنة بالتعاون مع الجمعيات الحكومية والأهلية المعنية بالعمل الاجتماعي والتطوعي والمؤسسات التربوية والتعليمية.
الرائد طيار خالد بن حمد المخيني أحد المشاركين بهذا المؤتمر يقول: تأتي مشاركتي وتجربتي مع الإعاقة من خلال ما يمثله العلاج الوظيفي وما يضيفه للمعوق وهذا يثري المعارف بحد ذاته لكل الإطراف وكلنا سعادة وأمل بنجاح هذا اليوم.
ضابط مدني نجاة بنت سيف البوسعيدية أخصائية العلاج الوظيفي بمستشفى القوات المسلحة ومسؤولة القسم تحدثت قائلة: من خلال فعاليات المؤتمر تم تسليط الضوء على الجوانب المستحدثة في العلاج الوظيفي لتأهيل المعوقين، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج المعالجة بالغوص والذي يتم تنفيذه حاليا بالتعاون مع وحدة الغوص بالبحرية السلطانية العمانية، وتعد هذه المعالجة عاملاً مساعداً في استرخاء الأشخاص ذوي الإعاقة و تحقيق الراحة النفسية لهم، كما أن لقسم العلاج الوظيفي مجموعة من المشاركات في حلقات العمل والندوات بعدد من الدول الشقيقة والصديقة.
ضابط مدني بثينة بنت زاهر العوفية أخصائية علاج وظيفي بمستشفي القوات المسلحة تقول: هذا اليوم أسهم في إثراء وتبادل المعلومات والخبرات بين العاملين في مجال العلاج الوظيفي ومعرفة آخر المستجدات في هذا المجال من خلال المحاضرات المتنوعة والمعرض المصاحب.
ندى بنت فؤاد السجوانية من مستشفى خولة تحدثت عن مشاركتها في مؤتمر العلاج الوظيفي قائلة: شاركت بمحاضرة حول دور المجتمع في تعزيز التفاعل مع ذوي الإعاقة، وعرض مجموعة من أنشطة الرعاية الذاتية، وتفاعل الأسرة لمقترحات العلاج الوظيفي.
ابتهال بنت كمال اللواتية من مستشفى ابن سينا أشادت بأوراق العمل المقدمة من قبل المحاضرين وقالت: لقد استفدت كثيرا من البرامج التي طرحت بالمؤتمر وإنني أجدها عاملا مساهما في إثراء الحراك المعرفي لمجال العلاج الوظيفي بالسلطنة، كما أود أن أتقدم بالشكر للخدمات الطبية للقوات المسلحة على جهودها الطيبة لإنجاح هذا المؤتمر وإخراجه بالشكل اللائق.
عبدالله بن شاكر البلوشي من البحرية السلطانية العمانية قال: أنا من الأشخاص ذوي الإعاقة والتحقت ببرنامج العلاج بركوب الخيل، واستفدت استفادة كبيرة من هذا العلاج نظرا لمعاناتي الناتجة من انحناء حاد بالعمود الفقري وبفضل العلاج بركوب الخيل يحدث تحرك عضلات الجسم وأشعر بنشاط في أعضاء الجسم كافة.
أفراح بنت خلفان الناعبية إحدى المشاركات في مجال الرسم تقول: أعاقتي لم تمنعني من الخوض في فن الرسم والذي هو هوايتي التي أحبها كثيراً وأنا كفنانة تشكيلية أرجو من الله أن يوفقني وأن أشارك في هذا المجال ولقد شاركت بعدة لوحات في هذا المؤتمر والحمد لله على ذلك
 
أعلى