توزيع الخل عادة عريقة في العيد بالحمراء

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
Wed, 31 أغسطس 2011

الحمراء – عبدالله العبري -
يعد يوم التاسع والعشرين من رمضان يومًا لتوزيع الخل وهو جانب من جوانب مظاهر الأعياد الدينية وواحدة من العادات والتقاليد العريقة التي تتميز بها ولاية الحمراء منذ القدم والتي تمسك بها الأهالي لكونها واحدة من صور التكافل الاجتماعي. والخل عنصر مهم لتجهيز خلطة البهارات التي يعتمد عليها في إعداد الوجبات الغذائية التقليدية ومنها الشواء والمشاكيك وغيرها.
ويقول سعود بن سليمان بن حمود العبري الموكل بإعداد الخل وتوزيعه: صناعة الخل تتطلب جهدا كبيرا من حيث توفير المواد اللازمة وهي التمر من نوع الفرض فقط وإذا تعذر الفرض فالخنيزي ولا تصلح لصناعة الخل الأنواع الأخرى من التمور ويضاف إلى التمر الفلفل الأحمر الجاف والملح والماء وتوضع هذه الخلطة بكميات موزونة في وعاء كبير من الفخار يسمى الخابية وتترك الخلطة لمدة أربعين يوما خلال فصل الشتاء أما في الصيف فلا تحتاج أكثر من شهر حتى يستوي ويلزم تغطية الوعاء بغطاء محكم حتى لا يتسرب إليه الهواء.
وقبل يوم من موعد توزيع الخل نقوم بإزالة الترسبات من المواد المضافة ليبقى الخل صافيا وقد تم الاتفاق منذ القدم على أن يتم توزيع الخل بعد صلاة الفجر مباشرة تحاشيا لتجمع الذباب والحشرات وقد تم تخصيص غرفة لتجهيز وتوزيع الخل بالقرب من موقع الاحتفالات بالأعياد الدينية وقد تم تحديثها من ناحية البناء لتكون ملائمة صحيا.
ويضيف العبري قائلا: إن إعداد الخل وتوزيعه يتطلب وجود عدة أشخاص ليكونوا قادرين على تلبية طلبات المواطنين الذين يأتون لموقع التوزيع حيث يتم ملء الأوعية بأحجامها المختلفة. ويستخدم الخل في إعداد بهارات الشواء والمشاكيك وكذلك يتم بواسطته غلي اللحم حيث تكون هذه الوجبة من أفضل الوجبات في العيد.
أموال مخصصة
ويتابع سعود العبري قائلا: إنه قد روعي منذ القدم عندما بدأ الأجداد تعمير هذه الولاية أن يكون هناك تخصيص أموال أو بساتين من النخيل أو ساعات من ماء الفلج خاصة للمصلحة العامة منها ما هو للمساجد والمقابر ولإفطار الصائمين في رمضان وكذلك للخل وقد تم تخصيص بستان معين أو وقت معين من ماء الفلج لكل مصلحة وقد خصصت للإفطار وللخل بساتين زراعية تسمى جيل الفروض وجيل الفحل وقد خصصت زراعتها بالنخيل من أنواع الفرض فقط إلا أنها أصبحت اليوم لا تفي بحاجة الناس في الولاية من الخل لكن المواطنين تبرعوا لهذا الموضوع للمحافظة على مكتسبات الآباء والأجداد وحتى لا تندثر هذه العادة والتي توفر حاجة الناس لهذا الصنف من مستلزمات العيد وليستمر التكاتف الاجتماعي قائما حيث يكون تجمع المواطنين رجالا ونساء لأخذ ما يحتاجونه من كميات الخل مجانا.
وتعتبر هذه العادة جانبا من أفراح المواطنين بالأعياد الدينية ولهذا فإننا نعمل في إعداد الخل وتوزيعه دون مقابل حيث يتميز المواطن هنا بحبه للعمل التطوعي وخدمة أفراد المجتمع.
 
أعلى