لجنة الأهلة أعلنت آخر أيام رمضان وأول أيام العيد استنادًا إلى أصول شرعية وعلمية

إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
4,018
الإقامة
In my home
1314557005036502400.jpg



أفلح الخليلي: استطلاع الهلال مع استحالة رؤيته لا يحقق غايته -
محمد عودة: إعلانكم المبنيّ على أسس منطقية مثالٌ مشرّف في الإعلاء من شأن العلم -
ما بين استطلاع الهلال بكل ما فيه من روعة الانتظار والتشويق والإحساس بإثارة الخبر ومعايشة الوضع أولا بأول آثرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إصدار بيان موقع باسم لجنة استطلاع الأهلة عبر وسائل الإعلام تفاجأ به البعض وتوقعه آخرون البيان حمل كثيرا من المنطقية وإن كان قد خسر عوامل الإثارة والتشويق وللمرة الثانية تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإعلان هلال شوال قبل مساء التاسع والعشرين وهو اليوم الذي يتم فيه استطلاع الهلال في الشهر الهجري وما من شك أن هذا القرار يستند إلى أصول شرعية وعلمية استدعت عدم الطلب من المواطنين استطلاع الهلال وإن كان البعض يرى ضرورة استطلاع الهلال ومن خلال اللقاءات التي سنجريها سنتبين بعض أوجه المنطقية الشرعية والعلمية في قرار الوزارة كما سنتعرف على وضع الهلال لمساء هذا اليوم 29 رمضان، أغسطس.
في البدء كان حديثنا مع الشيخ أفلح بن أحمد الخليلي رئيس قسم البحوث والدراسات بمكتب المفتي العام للسلطنة من أجل التعرف على تفاصيل المنهج الذي تختطه الوزارة في التعامل مع موضوع الهلال لا سيما في الحالات التي يثبت فيها علم الفلك استحالة رؤية الهلال وطرحنا التساؤل الآتي: من الناحية الشرعية إلى أي مدى يمكن اعتبار معطيات علم الفلك كحقائق علمية لا تتناقض مع العلم والحكم الشرعي؟
وهل من تطبيقات فقهية لذلك؟
فأجاب: علم الفلك آية من آيات الله تعالى، وقد أثبت الكتاب العزيز بعض حقائق الدين القطعية بدلائل مشاهدة من هذا العالم الواسع، فالله تعالى يقول: «والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون».
ولقد قام علم الفلك - بفضل الله - على قدم وساق وتطور تطورا مذهلا حتى استطاع - بمدد رباني - أن يحسب الكسوف والخسوف قبل وقوعهما بسنوات عديدة بدقة عجيبة، وعليه فقد اجتاز مرحلة التخمينات والظنون إلى مرحلة يبلغ فيها درجة القطع أو يقاربها على أقل تقدير، وهذا الأمر يدركه الدارسون لعلم الفلك فضلا عن أساطين علمائه.
وأضاف: إن دقة علم الفلك وانضباط حساباته لا يمكن أن يغيب عن ذهن الفقيه وهو يؤصل هذه المسائل، فلهذا إن عول عليها فقد عول على قاعدة صلبة، ومن الخطأ الجلي أن يكبل الإنسان نفسه بقيود تمنعه من الاستفادة من المعطيات العلمية، وبذلك يظهر تناقض العلم والدين، وهو باطل لا شك في بطلانه، لكن الإصرار على رفضه يفتح هذا الباب على مصراعيه كما وقع للنصارى في أوروبا قبل النهضة الأوروبية الحديثة التي رمت الدين خلفها ظهريا.
وهذه النظرة لها أثرها الفقهي، فقد ترد الشهادات المناقضة للحقيقة الفلكية بحيث إن كانت رؤية الهلال مستحيلة فادعى بعض الشهود رؤيته لا يمكن أن نقبل هذه الشهادة لمناقضتها لما هو أقوى منها، ومن المعلوم أن الشهادة ترد بمناقضتها للحقائق الثابتة كرد شهادة من شهد على أبوة شخص لمن هو أكبر منه، أو على أبوة صبي لم يبلغ الحلم.
وسألناه أيضا كيف تكيفون حالة القمر(29/رمضان،اغسطس) فقهيا؟
فقال: بما أن القمر لا يمكن أن يرى إذ هو يغرب في الدقيقة نفسه التي تغرب فيها الشمس بإذن الله في بعض مناطق السلطنة، وفي بعضها الآخر يتأخر القمر عن الشمس من دقيقة إلى أربع دقائق على أقصى حد، ومع كل ذلك تستحيل رؤية الهلال لا سيما إذا استحضرنا أن القمر يستغرق غروبه دقيقتين وعشرين ثانية.
وبذلك يظهر أن استطلاع الهلال مع استحالة رؤيته لا يحقق غايته، إذ هو وسيلة معينة للتحقق من ثبوت الرؤية أو عدمها، وقد قرر علماء المقاصد أن الوسيلة تسقط بسقوط غايتها أو تعذر غايتها، والله أعلم.
وللتعرف على جوانب أخرى من الموضوع التقينا بالمهندس محمد شوكت عوده رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلّة الذي أصدر بيانا تضمن إشادة بالسلطنة التي (تهتم برؤية الهلال بشكل كبير، ولا تبدأ الشهر الهجري إلا برؤية حقيقية وصحيحة للهلال). كما ورد بالبيان وجاء فيه أيضا: (هذا البيان يؤكد حرص المسؤولين على التوفيق بين الرؤية الشرعية للهلال من جهة واحترام العلم والعقل من جهة أخرى) وسألناه أولا عن نظرة المشروع الإسلامي للطريقة التي أعلن بها الهلال؟
فقال: ببالغ الاحترام والتقدير تلقّى المشروع الإسلامي لرصد الأهلّة إعلان لجنتكم الرئيسية لاستطلاع الأهلّة بأنّ يوم الثلاثاء 30 أغسطس 2011م هو اليوم الثلاثين المتمم لشهر رمضان المبارك، وأن يوم الأربعاء 31 اغسطس 2011م هو غرّة شهر شوال.
وأضاف: إن بيانكم الذي أكّدتم فيه حرصكم على العمل بما استقرّ عليه العلم في دعم القرار الشرعيّ وإعلانكم ذا المغزى في توقيته والمبنيّ على أسس منطقية لهو مثالٌ مشرّف على النهج الذي تختطّونه في الإعلاء من شأن العلم والعلماء واحترام المنهجية العلمية الشرعية، ضاربين مثالاً يُقتدى في شجاعة اتخاذ قرار وموقف رصين يسجّلُ لكم في سلطنة عُمان المعروفة بمنهجيتها السويّة ووضوح المبدأ الشرعيّ الذي تستندُ إليه في الاحتكام للرؤية الحقيقية والصحيحة المنسجمة مع الحسابات العلمية الدقيقة في الإعلان عن مطالع الأشهر الهجرية.
تجدر الإشارة هنا أن المهندس محمد عوده بعث برسالة إلى معالي الشيخ وزير الأوقاف تضمنت شكر وتقدير المركز للمنهج الذي تتبعه السلطنة في تحري الأهلة.
وللتعرف على وضع الهلال وإن كان ثمة من مجال لرؤيته هذا المساء التقينا المهندس عمار بن سالم بن علي الرواحي الفلكي بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية حيث أوضح أن رؤية الهلال في هذا اليوم مستحيلة وغير ممكنة بجميع أرجاء السلطنة وأن القمر سيغرب في هذا اليوم في لحظة غروب الشمس نفسها الساعة السادسة وثمان وعشرون دقيقة (18:28) مساءً في مسقط بتوقيت السلطنة وستكون زاوية الاستطالة حوالي 8 درجات، أي أن زاوية الميلان بين الشمس والقمر تقدر بـ8 درجات وسيكون جهة القمر جنوب الشمس عند لحظة الغروب، وسيغربان في اللحظة نفسها، عمر الهلال لحظة غروب الشمس ما يقارب 11 ساعة و20 دقيقة، حيث إن مرحلة الاقتران ستبدأ الساعة السابعة وثماني دقائق (7:08) صباحاً بتوقيت السلطنة، ارتفاع القمر عن الأفق في مسقط لحظة غروب الشمس تساوي صفر درجة.
سألناه أيضا عن المعلومة التي تضمنها بيان الوزارة أن هناك مناطق بالسلطنة يبقى فيها الهلال أربع دقائق؟
بالنسبة لغروب الهلال للمناطق الأخرى في السلطنة البعض منها يتراوح بين دقيقة وأربع دقائق كحد أقصى وهذا أيضاً يستحيل رؤيته لأن القمر إذا غاب بعد الشمس بدقيقة أو دقيقتين فإن هذا يعتبر غروبًا للقمر مع الشمس، لأن قرص القمر يحتاج إلى دقيقتين وعشرين ثانية كمعدل ليغرب عن الأفق، بمعنى أنه إذا لامست الحافة السفلى لقرص القمر الأفق وبدأت بالغروب فإن الحافة العليا لقرص القمر ستغرب بعدها بدقيقتين وعشرين ثانية. وهذا يعني أن القمر الذي يمكث دقيقتين بعد غروب الشمس، ستبدأ حافته السفلى بالغروب تحت الأفق قبل اكتمال غروب كامل قرص الشمس، أي لا يمكن رؤية الهلال إطلاقاً في هذا اليوم في السلطنة إذ لا وجود للقمر (الهلال) فوق الأفق.



منقول
 

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
شكرا على نقل الخبر
 
أعلى