إختراق قانون القيمومة

الدكتور

¬°•| عضو جديد |•°¬
إنضم
2 يونيو 2011
المشاركات
7
يحدث اختراق قانون القيمومة في العلاقات الزوجية، إما من الزوجة أو من الزوج أو منهما معا.
أما من الزوجة فحين ترى نفسها أقوى من شخصية زوجها، فتتجاوز ما ينبغي للزوج ان يقرر فيه فيما يتصل بقضايا الأسرة، ولربما اعتبرت المرأة ذلك حقا طبيعيا لها، ولقد رأيت بعض النماذج من هذا النوع حيث تقرر المرأة حتى ما يفترض في الرجل تقريره كحق شرعي له مثل تزويج ابنته. ولا شك ان تجاوز الزوجة لهذا القانون يعد اختراقا صريحا لقوانين التقوى في العلاقات الزوجية. من هنا ينبغي للمرأة المسلمة ان تسترضي زوجها في التداخل بين صلاحياته وتقريراتها.
أما الزوج فيخترق هذا القانون حين لا يقوم بمسؤليتة في العلاقة الزوجية ويترك الحبل على الغارب معتبرا نفسه معفيا من أية مسؤولية، ولعل من أهم مسؤوليات القيمومة في العلاقة الزوجية التصدي لقضاء الاحتياجات المعاشية للأسرة.
ويحدث الاختراق من الزوج أيضا حين يتعسف في إدارة العلاقة الزوجية فيلجأ للعقاب الصارم على كل صغيرة وكبيرة، مستغلا ما منحه الله سبحانه وتعالى من قيمومة على هذه المرأة، ولقد درج البعض في الماضي والحاضر على اللجوء للتنبيه الجسدي (الضرب) لفرض الهيمة واثبات الرجولة.
من هنا نرى التحذير الشديد من قبل الشرع المقدس للذين يمارسون هذا الأسلوب.
جاء في المستدرك، في حديث الحولاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، انه قال:
(و أي رجل لطم امرأته لطمة، أمر الله عز وجل مالك خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة في نار جهنم، وأي رجل منكم وضع يده على شعر امرأة مسلمة سمر كفه بمسامير من نار).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (ما زال جبرائيل يوصيني في أمر النساء حتى ظننت انه سيحرم طلاقهن).
وعن الغوالي، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (أيما رجل ضرب امرأته فوق ثلاث أقامه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق فيفضحه ينظر إليه الأولون
والآخرون).
ويحدث خرق قانون القيمومة من الزوجين معا حين يصران على مواصلة الحياة الزوجية دون الاعتناء بهذا القانون الإلهي تحت تأثير الثقافة الوافدة، في النظرة للعلاقة الزوجية بحيث يحق لأي من الزوجين ان يفعل ما يرغب دون التزام بالطرف الآخر. وللأسف ان شيئا من نمط هذه العلاقة ساد في بعض أو ساط المسلمين.
وقبل التحدث عن المعالجات التي يطرحها الاسلام حين حدوث الاختراق لهذا القانون، لابد من القول ان هنالك جملة من القوانين الفرعية التي تندرج تحته،كعدم خروج المرأة من البيت إلا بأذن الزوج، وعدم الصوم المستحب أو التصدق من ماله إلا بأذنه، وعدم استقبال أو الانفتاح في العلاقة مع أي رجل أجنبي إلا تحت معرفته.
بل حتى عدم زيارة أهلها إلا بأذنه. مع ان بعض فقهائنا حدد الطاعة فيما اثر على حق الاستمتاع فقط، لكن الأحاديث والروايات تشمل ما ذكر.
فقد جاء في الحديث عن أبى جعفر(عليه السلام) قال: (جاءت امرأة الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: يارسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: ان تطيعه ولا تعصيه، ولا تصدق من بيته إلا بأذنه، ولا تصوم تطوعا إلا بأذنه، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب، ولا تخرج من بيتها إلا بأذنه، وان خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماوات وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع).
وفي حديث آخر (...ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، وعليها ان تتطيب بأطيب طيبها، وتلبس أحسن ثيابها وتتزين بأحسن زينتها وتعرض نفسها عليه غدوة وعشية وأكثر من ذلك حقوقه عليها).
إما حقوق المرأة ضمن هذا القانون، فالنفقة عليها من كسوة واسكان واطعام، والصفح عنها ان تجاوزت حدها.
ورد عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال: (جاءت امرأة الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألته عن حق الزوج على المرأة؟ فخبرها،ثم قالت فما حقها عليه؟ قال: يكسوها من العري ويطعمها من الجوع، واذا أذنبت غفر لها، فقالت فليس عليه شيء غير هذا؟ قال(صلى الله عليه وآله): لا، قالت لا والله لا تزوجت أبدا ثم ولت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ارجعي فرجعت، فقال لها: ان الله عز وجل يقول: (وان يستعففن خير لهن).

علاج التجاوز

نظرا لان القرآن الكريم في الآية المباركة ثبت قيمومة الرجل في العلاقة الزوجية، نجده يقدم فيها كيفية معالجة الرجل لخرق المرأة لهذا القانون، ولربما في ذلك إلماحا ان هذا القانون يتجاوز عادة من قبل المرأة حين تترفع عليه و هو ما سمي بالنشوز، وهو يعني الارتفاع.
يقول تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و اللتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا)[سورة النساء الآية 34].
يؤكد الفقهاء والمفسرون ان معالجة النشوز يجب ان تتدرج من الموعظة أولا، فان أجدت اقتصر عليها، وإلا توسل بالهجران في المضجع، إما بإعطاء الزوجة الظهر كتعبير عن الانزعاج لتمردها على قانون القيمومة، أو عبر اعتزال مضجع الزوجية، وما لم يجدي ذلك لجأ الى الضرب الخفيف، قيل بالسواك، وهو في مدلوله النفسي اكثر تأثير من تنبيهه الجسدي.
أما في حالة نشوز الزوج فان الفقهاء يقولون ان للزوجة ان تتوسل بوعظه، ان نفع معه، غير ذلك فلا يمكن لها ان تهجره في المضجع ولا التوسل بالضرب معه فلا ينفع في حالة الرجل، بل عليها السعي للإصلاح معه.
يقول تعالى : ( وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما ان يصلح بينهما صلحا والصلح خير…).
وفي حالة التجاوز من الطرفين، يوصي القرآن الكريم أهل الزوجين بالتدخل للإصلاح بينهما.
يقول تعالى:
(فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ان يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما).

المعاملة بالمثل

عدى ما حدد من قوانين خاصة بالرجل أو المرأة في العلاقة الزوجية، ينبغي التعامل مع بعضهما على أساس من المساواة، للزوج ما لزوجته وللزوجة ما لزوجها. فليس من حق الزوج ان يفرض عليها الكتاب الذي تقرأ ولا المرجع الذي تقلد، ولا المسجد الذي تصلي فيه، ولا التخصص الدراسي الذي تتعلمه وما شابه ذلك.يقول تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).


منتديات قف وناظر كلي دلع|أفلام اون لاين منوعة|برنامج استضافة مفيدة|تحميل برامج|تحميل العاب|تحميل افلام أجنبية جديده|كل ماتتخيله ومالاتتخيله لدنيا|
[
 
أعلى