دور عُمان بقيادة جلالة السلطان استراتيجي في تعزيز استقرار الشرق الأوسط

دبلوماسي المحافظه

¬°•| فخر المنتدى |•°¬
إنضم
11 ديسمبر 2010
المشاركات
6,988
الإقامة
جنة عمان (البريمي)
ألقى محاضرة بسفارتنا بطوكيو .. السفير الياباني لدى السلطنة
اليابان الشريك التجاري الأول للسلطنة وآفاق التعاون واعدة
ماكي كاتو ــ طوكيو ــ عُمان
أكد سيئجي موريموتو سفير اليابان المعتمد لدى السلطنة على الدور الاستراتيجي المهم الذي تلعبه السلطنة بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مشيرا إلى وجود مجالات عديدة لدفع العلاقات اليابانية العمانية في المستقبل، منها التعاون في مجالات الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة وتحلية المياه والسياحة وبناء المطارات الجديدة وغيرها من مشروعات البنية الأساسية الكبرى في أنحاء السلطنة المختلفة.
جاء ذلك خلال محاضرة استضافها السفير خالد بن هاشل المصلحي، سفير السلطنة المعتمد لدى اليابان، في مقر السفارة العمانية في طوكيو.
ونوّه موريموتو بالدور الاستراتيجي المهم الذي تلعبه السلطنة بقيادة السلطان قابوس في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن المنطقة تمر بمرحلة عصيبة نتيجة التطورات الجارية حاليا في كل من العراق وإيران واليمن وأفغانستان وباكستان، فضلا عن تعثر عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد السفير الياباني على أن جلالة السلطان قابوس يعد أحد أكثر قادة دول مجلس التعاون الخليجي حكمة وخبرة في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن السياسة الحكيمة لجلالته ساعدت على احتفاظ بلاده بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم، بما في ذلك إيران حتى بعد حدوث الثورة الإسلامية في عام 1979، على خلاف العديد من قادة الدول الأخرى في المنطقة.
وأكد السفير الياباني على أن بلاده تدرك الأهمية الاستراتيجية للسلطنة لإشرافها على مضيق هرمز، الذي تمر منه أكثر من 80 % من واردت النفط والغاز الطبيعي القادمة إلى اليابان، مشيرا أيضا إلى أهمية موانئ مسقط وصلالة على طرق الملاحة العالمية التي تسلكها السفن اليابانية.
وقال السفير الياباني: ان السلطنة مهمة أيضا لكونها تمد اليابانيين بحوالي 10 % من احتياجاتهم من النفط والغاز الطبيعي.
وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، أشاد موريموتو بالإسهام العماني المتميز فيها مشيرا إلى الدعم والتشجيع المتواصلين من جانب السلطنة لمركز الشرق الأوسط لبحوث تحلية المياه، والذي تشارك فيه دول عديدة منها اليابان.
ثم تعرض السفير الياباني في محاضرته، التي استغرفت أكثر من ساعة ونصف وحضرها لفيف متنوع بينهم أعضاء النادي العماني الياباني وحشد من الدبلوماسيين ورجال الإعلام وأساتذة الجامعات، إلى أهم ملامح التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السلطنة في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان.
وأشار السفير موريموتو إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العماني تضاعف 170 مرة في الفترة من 1970 إلى 2009، وأن متوسط دخل الفرد العماني زاد بمقدار 35 ضعفاً في نفس الفترة. وأضاف: إن عدد المدارس ارتفع إلى 1040 مدرسة حاليا بعدما كانت هناك ثلاث مدارس فقط في بداية السبعينيات، مشيرا إلى أن عدد المستشفيات قفز أيضا إلى 55 مستشفى بعدما لم يكن هناك سوى 2 فقط. كما زاد العمر المتوقع للمواطن العماني من 49 عاما إلى 72 عاما نتيجة تقدم الرعاية الصحية والاجتماعية في السلطنة.
ومن ناحية ثانية، أشار السفير الياباني إلى تأثر قطاع من الشباب العماني بالتطورات الجارية في عدد من الدول المجاورة في المنطقة، وهو ما ظهر في حدوث عدد من الاحتجاجات في بعض المناطق العمانية. إلا أن حكمة جلالة السلطان قابوس أنهت تلك الأحداث بسرعة فائقة نتيجة اتخاذ عدد من الإجراءات من بينها صرف إعانات للباحثين عن عمل تبلغ 150 ريالا، وتوفير50 ألف وظيفة، وتغيير عدد كبير من الوزراء والمسؤولين العمانيين.
ومن جهة أخرى، حدد السفير الياباني التحديات الرئيسية أمام السلطنة في الفترة المقبلة. ومنها تأمين دخل قومي مناسب لما بعد نضوب احتياطات النفط والغاز الطبيعي، وذلك عن طريق تنويع البنية الاقتصادية بعيدا عن قطاع النفط والغاز الطبيعي. وتوقع موريموتو ان تزايد نسبة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي في المستقبل، موضحا إلى انها تبلغ حاليا 60 % تقريبا وربط ذلك بجهود السلطنة في تطوير الموارد البشرية العمانية حتى تصبح قادرة على تنويع الاقتصاد العماني في المستقبل.
وقال موريموتو: إن أحد أهم التحديات أمام السلطنة في الفترة المقبلة سيكون إيجاد فرص عمل جديدة للشباب العماني، خاصة مع دخول ما يقرب من ال60 ألف شخص في سوق العمل كل عام، وهو الأمر الذي يتطلب ضخ استثمارات جديدة في الاقتصاد العماني.
ومن ناحية ثانية، أشار موريموتو إلى أنه تشرف بمقابلة جلالة السلطان قابوس بن سعيد ثلاث مرات خلال فترة عمله في السلطنة، والتي بدأت في منتصف عام 2008، وأكد على وجود علاقة قوية ومتينة بين الأسرة الامبراطورية اليابانية والأسرة الحاكمة في السلطنة، الأمر الذي وفر قاعدة ثابتة من الاحترام والثقة بين البلدين خلال الـ40 عاما الماضية.
وأوضح السفير الياباني ان بلاده تعد الشريك التجاري الأول للسلطنة، مشيرا إلى تطور التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة، ووصوله إلى 6.7 بليون دولار في عام 2010.
وأضاف موريموتو: إن الجالية اليابانية في السلطنة تبلغ 122 شخصاً، مشيرا إلى أن عدد الشركات اليابانية التي تعمل هناك حاليا تبلغ 11 شركة، معظمها في مدينة صحار.
وأشاد السفير الياباني بإنشاء كرسي أستاذية السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية في جامعة طوكيو في أكتوبر من العام الماضي، مشيرا إلى أن هذا الكرسي سيساهم في دفع العلاقات الثقافية بين البلدين في الفترة المقبلة.
وأكد موريموتو في نهاية محاضرته على أن السلطنة تمتلك العديد من العوامل الجاذبة للسياح اليابانيين، مشيرا إلى التنوع الطبيعي والجيولوجي والبيولوجي ومناطق التراث العالمي في السلطنة فضلا عن جودة المنتجات التقليدية العمانية، والتي من أبرزها المشغولات الفضية والأزياء والعطور الفاخرة والحلوى اللذيذة

جريدة عمان
 
أعلى