للمرة الأولى .."السلطاني" يشهد إجراء عملية لمرض "اعتلال تاكاياسو الشرياني"

دبلوماسي المحافظه

¬°•| فخر المنتدى |•°¬
إنضم
11 ديسمبر 2010
المشاركات
6,988
الإقامة
جنة عمان (البريمي)
المريضة لم تستجب لأي من الأدوية الخافضة لضغط الدم

كتبت ــ فاطمة الإسماعيلية:

أجريت مؤخرا وللمرة الأولى في المستشفى السلطاني عملية جراحية لفتاة تبلغ من العمر 23 عاما ،كانت تعاني منذ عامين من مرض اعتلال تاكاياسو الشرياني (Takayasu's arteritis) وهو التهاب الشرايين المناعي ويسبب التهاب الشريان الأورطي وفروعه الرئيسية ، والشرايين الرئوية وهو في الغالب مرض يصيب الشابات ، عادة في بداية العقد الثاني أو الثالث من العمر وهذا المرض هو أكثر شيوعا بين الآسيويين ، على الرغم من احتمال تضرر جميع الأعراق .
تم الكشف الطبي على المريضة لأول مرة بالمستشفى السلطاني عام 2007 وكانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم ودوار شديد وألم بالذراع الأيسر وغياب نبض الشريان الشعاعي الأيسر.
وتم تحويل المريضة إلى قسم المناعة والروماتزم لاستكمال الفحوصات الطبية الخاصة بالمرض وتبين من الفحوصات والأشعة البلازمية أنها تعاني من مرض تاكاياسو وتحتاج إلى علاج مدى الحياة مع متابعة الشرايين والكلى حيث إن الشريان الكلوي يتأثر بهذا المرض.
ومع استمرار المتابعة تبين أن المريضة لا تستجيب لأي من الأدوية الخافضة لضغط الدم مع استمرار الارتفاع بضغط الدم رغم أنها تتناول أكثر من خمسة أنواع من الأدوية وهذا الارتفاع بالضغط ينتج عن ضيق الشريان الكلوي مما ينتج عن ذلك تقليل كميه الدم التي تغذي الكليتين حيث تبدأ الكلى في إفراز مواد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومع استمرار الضيق واستمرار عدم وصول الدم بصورة كافية إلى الكليتين يؤدي ذلك إلى ضمور الكليتين والاصلبة بالفشل الكلوي.
ومع عدم استجابة المريضة للعقارات الخاصة بضغط الدم تم تحويل المريضة إلى قسم جراحة الأوعية الدموية حيث تم عمل الفحوصات اللازمة من أشعات مقطعية ملونة للشرايين تبين على أثرها أن المريضة تعانى من انسداد بالشريان تحت الترقوة الأيسر بنسبة 91% بالشريان الكلوي الأيسر وانسداد بنسبة 95% بالشريان الكلوي الأيمن وضيق بالشريان الأورطي البطني وتضخم بعضلة القلب أثر ارتفاع ضغط الدم .
وحيث أن المريضة في ذلك الوقت كانت تعاني من ارتفاع شديد بضغط الدم مع عدم الاستجابة للأدوية الخافضة للضغط والتي وصلت إلى أقصى حد من العدد وهو خمسة أدوية تم نصح المريضة بأنها تحتاج إلى التدخل للعلاج أما عن طريق التدخل الجراحي أو باستخدام الأشعة التداخلية ، وحيث أن المريضة رفضت التدخل الجراحي في ذلك الوقت وفضلت الأشعة التداخلية تم سفر المريضة إلى الخارج وذلك لأجراء تركيب دعامة للشريان الكلوي وقد تم ذلك من خلال مرحلتين مختلفتين لتركيب دعامة بالشريان الكلوي الأيمن وتركيب دعامتين بالشريان الكلوي الأيسر تم بعدها متابعة حالة الضغط بالمستشفى السلطاني حيث وجد أنها ما تزال تعاني من ارتفاع ضغط الدم على نفس عدد الأدوية الخافضة له ، لذلك ومع استمرار تفضيل المريضة للتدخل الجراحي تم أجراء التدخل مرة أخرى بواسطة أشعة تشخيصية تداخلية وذلك بالمستشفى السلطاني أثناء زيارة خبير بالأشعة التداخلية ألماني الجنسية ، حيث أوضحت الأشعة وجود ارتجاع للضيق بالشريانيين الكلويين واحتاجت المريضة إلى تركيب دعامة بالشريانين الكلوي الأيمن والأيسر ولكن بعد فترة قليلة عاد ضغط الدم للارتفاع مرة أخرى ولذلك تم نصح المريضة بأنه لابد من التدخل الجراحي لتصليح حالة الشريان الكلوي. تم مناقشة المريضة ووالديها حول الجراحة وخطورة عدم اجرائها على حالة الكلى مما قد يؤدى إلى ضمورها والفشل الكلوي وبعد موافقة المريضة على أجراء الجراحة تم ترقيدها بالمستشفى السلطاني وذلك لأجراء الفحوصات التحضيرية للجراحة و تجهيز الدم اللازم للجراحة وضبط حالة الضغط بالأدوية عن طريق الحقن الوريدى.
وحول تفاصيل العملية الجراحية التي أجريت للمرة الأولى ذكر الدكتور إيهاب عبدالحفيظ محمد استشاري جراحة الأوعية الدموية أحد أعضاء الفريق الطبي الذي أجرى العملية : تم إجراء جراحة وصلة شريانية بين الشريان الأبهر البطنى والشريان الكلوي الأيسر ووصلة شريانية أخرى بين الشريان الأبهر البطنى والشريان الكلوي الأيمن وذلك باستخدام جزء من الوريد الصافن الأيمن كما تم إجراء وصلة شريانية بين االشريان السباتى الأيسر بالرقبة والشريان تحت الترقوة الأيسر باستخدام جزء من الوريد الصافن الأيمن ، وقد استغرق إجراء الجراحة 12 ساعة كاملة قام بها فريق جراحي مكون من الدكتور عمرو حسين طبيب اختصاصي جراحة الأوعية الدموية والدكتور بدر الحضرمي طبيب اختصاصي جراحة عامة والدكتورة اليزابيث استشاري التخدير والعناية المركزة .
تم وضع المريضة تحت الملاحظة الدقيقة المستمرة بالرعاية المركزة تحت إشراف الفريق الجراحي المعالج وأطباء الرعاية المركزة وأطباء أمراض الكلى وذلك لمدة ثلاث أيام إلى أن استقرت حالتها العامة وتم نقلها إلى الجناح الجراحي لعدة أيام أخرى حتى الخروج من المستشفى ، وقد تم ذلك بعد التحسن الشديد بضغط الدم وهي الآن تحت المتابعة الطبية بعيادة جراحة الأوعية الدموية وعيادة أمراض المناعة والروماتزم وتتناول عقار واحد فقط لضغط الدم وفي بعض الأحيان تحتاج إلى عقار آخر بجانبه .
 
أعلى