من ثمرات الذكر وآثاره في تزكية النفس

غالي الأثمان

¬°•| مراقب سابق|•°¬
إنضم
16 مارس 2010
المشاركات
3,857
العمر
33
الإقامة
..[ المدينه الزرقاء ]..
إذا حرص الإنسان على كثرة الذكر فلا شك أن له ثمراتٍ كبيرةً وأثراً كبيراً في تزكية النفس بها يحصل ذكر الله للعبد ومجالسته له، وذلك موجب لتزكية العبد وإصلاحه، قال تعالى ( فاذكروني أذكركم )، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يقُولُ الله تَعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عبدي بي ، وأنا مَعهُ إذا ذَكَرَني ، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي ، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ "، وما أعظم أن يذكرنا الله تعالى بجلاله وعظمته، فكيف نضيع هذه الفضيلة والكرامة التي تكون سبباً في إصلاح الله لنا وتطهيرنا وتزكيتنا وهدايتنا، فلا نكون ممن قال فيهم ? نسوا الله فنسيهم ?.
لو تخيلت أن ملكاً يذكرك بين جُلاّسه صباح مساء؛ كم تكون سعيداً في نفسك مُعَظَّماً عند الناس، فكيف بك وأنت تُذكر عند ملك الملوك الغني عن خلقه جميعاً، فكم ينبغي أن تكون فرحتك وسعادتك وأُنْسُكَ بذلك.
ومن ذكره الله كيف يَحتاج أو يَفتقر أو يُعتدى عليه أو يَخاف من بلاء، لذلك فالذاكر قد يستغني عن الدعاء بذكره، لِما يَعلم أنه مذكور عند الله مجالس له، فلا حاجة له أن يرفع أمره فإن الله مطلع على حاجاته وحالاته، عارف بأمره ومن يؤذيه، فإذا رأى عبده منشغلاً بذكره قضى حوائجه من غير سؤال، كما قال الله تعالى فيما يرويه عنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من شغله قراءة القرآن وذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
ومن ثمرات الدوام على الذكر أن الله قد يكشف بصيرة الإنسان به فيرى الملائكة كما رآهم بعض الصحابة، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لو تدومون ما أنتم عليه عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي الطرقات"، فكما أن مجالسة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترتقي بحال الإنسان كأنه يرى الجنة والنار، ولو دام على حاله عند مجالسة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو في الذكر فإنه يمكن أن يصل إلى حالة بحيث يرى الملائكة ويصافحها، فما أعظم أثر دوام الذكر، حيث يطهر قلب الإنسان ويجعله شفافاً يلتقط الصور أمامه كالمرآة.
والذكر سبيل السبق في كل شيء، فمن طلب رتبة السابقين فعليه بالذكر قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " سبق المفردون، قيل: وما المفردون يا رسول الله، قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات "، وفي رواية زاد: " يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خِفافاً ".
أخي الكريم الذكر من أعظم أسباب تحصيل الإخلاص، ومن حصل الإخلاص فقد حصل أساس التزكية ومعظمها، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ألا أنبئكم بخيرِ أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعِها في درجاتكم وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والورِق ، وخيرٍ لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى)، وقد قدم هنا الذكر على الجهاد والزكاة، والذكر نافلة، والجهاد والزكاة فريضة، فكيف يكون ذلك ؟ إنما جاز ذلك لأن ذكر الله تعالى يصنع الإخلاص، إذ يذكر العبد ربه وأنه الذي بيده التصريف والثواب والعقاب والضر والنفع والعطاء والمنع، فلا يقصد بعمله إلا الله، والأعمال ومنها الزكاة والجهاد تحتاج إلى إخلاص، والذاكر إِذْ أُعطي الإخلاص لا يُخرِج زكاةً ولا يجاهد إلا لوجه الله، فقدم الذكر من حيث إنه وسيلة لتحصيل الإخلاص، لا من حيث إنه أعلى رتبة من الجهاد والزكاة.
والغافل عن الله ربما يجاهد خجلاً من الناس، أو حمية ونظراً إليهم، وربما يفر من القتال لعدم وجود مثبت له لغفلته عن الله، لذلك أمرنا الله بالذكر في الجهاد، فقال سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ) (الأنفال: 45)، فذكره في الجهاد يذكره أنه مملوك لله، وأنه إن مات فهو راجع إليه سبحانه، فيكون ذلك سبباً في الثبات وعدم الفرار، مع النية الصحيحة والإخلاص الكامل في جهاده.
إن ذكر الله تعالى يستجلب الخشية لله، وإذا وجدت الخشية لله خاف العبد من ربه وتأدب معه فأقام أحكامه، قال الله سبحانه وتعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون )، وقد ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السبعة التي يظلهم الله في ظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله: ( ورجل ذكر الله خالياً، ففاضت عيناه ).
وقد سن لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحديث أن يذكر الإنسان خالياً، أي أن يختلي عن الناس فيكون منفرداً مع ربه، وذلك أدعى للحضور والتركيز والإخلاص والخشوع وأبعد عن التشويش والشواغل والالتفات، فليحرص كل مسلم على أن يجعل لنفسه وقتاً يخلو فيه في ذكر الله.
والخلاصة إن الذكر يعالج أمراض القلوب وضعف الإيمان، كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا ؟ قَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ).
 

بكيفي

¬°•| عضو مميز |•°¬
إنضم
24 يناير 2011
المشاركات
433
لا اله الا الله...

يعطييييكــ العااافية ع الطرح..
ف ميزان حسناتكــ..
 

رحآيل

¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
إنضم
29 أكتوبر 2009
المشاركات
4,647
العمر
30
الإقامة
حيث عآش آلبشر ، وسيظلون حتى ينتهي آلقدر ~ْ
بارك الله فيك أخوووي عالطرح ..
وفميزان حسناتك إن شاء الله ..


الله الرحمن
 
أعلى