سألني صاحبي وهو يحاورني

الهاجس

¬°•| حكاية تميز |•°¬
إنضم
7 نوفمبر 2010
المشاركات
11,079

سألني صاحبي وهو يحاورني؟؟؟؟؟


سألني صاحبي وهو يحاورني : كيــف تتوضأ ؟



قلت ببرود : كما يتوضأ الناس ..!!



فأخذته موجة من الضحك ثم قال مبتسماً :



وكيف يتوضأ الناس ..؟!





ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت : كما تتوضأ أنت …!



قال في نبرة جادة : أما هذه فلا .. لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى غير شاكلة ( أكثر ) الناس ..



قلت على الفور : فصلاتك باطلة يا حبيبي .. !!



فعاد إلى ضحكه ، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ..



ثم سكت وقال : يبد أنك ذهبت بعيداً بعيدا ..



إنا أعني ، أنني أتوضأ وأنا في حالة روحية شفافة _ علمني إياها شيخي _ فأجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ، وفي الحلاوة جمال ، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة لا أستطيع التعبير عنها..!!



وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي ,, فلم يمهلني حتى أسأل وواصل :



أسوق بين يديك حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :



- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا توضأ المسلم فغسل وجهه : خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قط الماء ..فإذا غسل يديه : خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه .. فإذا غسل رجليه : خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه .. حتى يخرج نقياً من الذنوب .."



- وفي حديث آخر : " فإن هو قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه ، وفرّغ قلبه لله تعالى : انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه ." -



- وسكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل منتشيا بما كان يذكره من كلمات النبوة .. ثم حدق في وجهي وقال :



لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً ، فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!



قلت : ياااااه !! كيف فاتني هذا المعنى ..!؟


والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى .. إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف ، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!



- قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور ..:


وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة، تصقل بها قلبك عجيباً ، وكل ذلك ليس سوى تهيئة للصلاة ..!!



المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك ..



قلت : هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة ..



أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ..نور على نور .. ومعانٍ تتولد من معانٍٍ ..!! - قال وهو يبتسم :



بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية !!



- قلت وأنا أشعر أن قلبي أصبح يرف ويشف ويسمو:



أتعرف يا صاحبي ..


أنك بهذه الكلمات قد رسمت لي طريقا جديداً في الحياة ، ما كان يخطر لي على بال ، وفتحت أمام عيني آفاقاً رائعة كانت محجوبة أمام بصري .. فجزاك الله عني خير الجزاء .



- منذ ذلك اليوم .. كلما هممت أن أتوضأ ، سرعان ما أستحضر كلمات صاحبي ، فأجدني في حالة روحية رائعة وأنا أغسل أعضائي بالنور لا بالماء ..!!



يا لله كم من سنوات ضاعت من حياتي ، وأنا بعيد عن هذه المعاني السماوية الخالصة ..



يا حسرة على العباد …!!


- لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم ، لوجدوا أنسا ومتعة وجمالا وصقلا واضحا لقلوبهم أثناء عملية غسل أعضائهم



بهذا النور الخالص .



- اللهم جاز عني صاحبي خير ما جازيت داعية عن جموع من دعاهم إليك ..



* * *



.. - عدت أقرأ الحديث من جديد فإذا بي أقول :


- ما أعظم ربنا وأحلمه وأكرمه ..! جل شأنه ، وتبارك اسمه .. أجر عظيم لا يتصور .. بعمل قليل لا يذكر ..!



لو قيل للناس : من توضأ في المكان الفلاني وأحسن الوضوء ، فله ألف درهم مع كل عملية وضوء جديدة !!



- لو قيل ذلك: لرأيت الناس يتدافعون ويتزاحمون على ذلك المكان ، .. وقد يقتتلون ، ليبادروا إلى الوضوء بين الساعة والساعة ..! .. بل بعد كل خمس دقائق وضوء جديد …!!



- عجيب أمر هؤلاء الناس ..!!


- انظر بماذا وعدهم الله جل جلاله .. ومع هذا تكاسلوا عن الوضوء ..



- وانظر بماذا وعدهم الناس وكيف تزاحموا وتقاتلوا …!



لا إله إلا الله .. !


اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك ... وأكرمنا ولا تهنا ..وزدنا ولا تنقصنا
 
أعلى