السلطنة تسلم سنغافورة (جوهرة مسقط) وسط تثمين رسمي وشعبي لهدية جلالة السلطان

جعلاني ولي الفخر

✗ ┋ جًعًلٌأَنٌيِ وَلِيَ أُلّفّخِرَ أُلٌمًسًرًۇۈۉرً
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
6,236
العمر
33
الإقامة
جعلان بني بو حسن
رست في (كيبيل بيه) بعد صراع مع أعاصير قوية تخطتها بالإرث التاريخي للطاقم
السلطنة تسلم سنغافورة (جوهرة مسقط) وسط تثمين رسمي وشعبي لهدية جلالة السلطان
سنغافورة ـ من خلفان الزيدي:سلمت السلطنة جمهورية سنغافورة السفينة (جوهرة مسقط) كهدية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وسط تثمين رسمي وشعبي لهذه البادرة الطيبة من جلالته ـ حفظه الله ـ حيث كان في مقدمة مستقبلي (جوهرة مسقط) لدى رسوها في ميناء كيبيل بيه فخامة سيلابان راما ناثان رئيس جمهورية سنغافورة ، وصاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد المكلف من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ـ لحضور حفل الاستقبال لتبدأ (جوهرة مسقط) فصلا جديدا من حكايتها ولكن هذه المرة في متحف يضم كنوز تانج ، وهي الكنوز التي عثر عليها في حطام السفينة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي والتي اكتشفت في المحيط الهندي قبالة السواحل الأندونيسية وشيدت على أثرها (جوهرة مسقط).

a600.jpg


وكانت أولى فصول الحكاية قد بدأت مع انطلاق "جوهرة مسقط" من ميناء السلطان قابوس لتخوض بحر عمان وبحر العرب وخليج البنغال ومضيق ملقا متخطية أعاصير عاتية مدعومة بكفاءة الطاقم الملاحي المستند بإرث تاريخي سطرته عمان في صفحات التاريخ خاصة وأنها اقتفت أثر الطريق الذي سلكه أجدادنا منذ ألف ومائتي عام مستخدمة وسائل الإبحار التاريخية مهتدية بالنجوم في إحياء لإنجازات الماضي.

















هدية من جلالة السلطان
الرئيس السنغافوري يتسلم(جوهرة مسقط) من حارب بن ثويني
(جوهرة مسقط) تبدأ فصلا جديدا من حكايتها في سنغافورة وسط احتفاء رسمي وشعبي

سيلابان راما ناثان : نشكر جلالة السلطان على هذه الهدية السخية
حارب بن ثويني : أتشرف أن أقوم بواجب إهداء السفينة إلى الشعب السنغافوري الصديق
سنغافورة ـ من خلفان الزيدي :انتهت رحلة جوهرة مسقط ، وحطت رحالها في ميناء كيبيل بيه في سنغافورة، والصواري التي ارتفعت مع الرياح ، طويت ، وألقت مرساتها، في آخر فصل من حكاية ابحارها التقليدي ، الحكاية التي كتبها قبطان الجوهرة صالح الجابري ورفاقه ، والتي طرزت بحروف من ذهب ، لتبقى خالدة في صفحات التاريخ العماني المشرق..

a700.jpg


لكن حكاية الجوهرة لم تنته ، وصفحاتها المضيئة لن تطوى ، فالحفاوة البالغة والاستقبال البهيج الذي حظيت به في محطتها الأخيرة، على المستويين الرسمي والشعبي، تؤكد المكانة التي ستنزلها جوهرة مسقط ، والتقدير الذي ستحاط به، معززة مكرمة ، في متحف يضم كنوز تانج ، وهي الكنوز التي عثر عليها في حطام السفينة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي والتي اكتشفت في المحيط الهندي قبالة السواحل الأندونيسية وشيدت على أثرها سفينة (جوهرة مسقط).
ولأن الاستقبال لابد أن يليق بالجوهرة ومكانتها، فقد كان في مقدمة مستقبليها فخامة سيلابان راما ناثان رئيس جمهورية سنغافورة ، وصاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد المكلف من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ـ لحضور حفل الاستقبال ، والوفد المرافق لسموه، وعدد من المسئولين في البلدين الصديقين وجمع من المواطنين السنغافوريين ووسائل الاعلام المختلفة .
لهفة اللقاء وشوق الوصول
حين لاحت صواري الجوهرة من مرسى ميناء كيبيل بيه ، تحلقت العيون ، تحفها بالشوق ، ولهفة اللقاء ، وحامت القلوب والأفئدة حولها ، في الوقت الذي أمتعت فرق الفنون الشعبية والموسيقية من السلطنة وسنغافورة أسماع الحضور، وتعالت الهتافات والتحايا تسابق الأكف للترحيب بجوهرة مسقط ، والتهنئة بإتمام الرحلة التاريخية التي بدأت في السادس عشر من من فبراير من هذا العام .
وعلى بوابة الممر الذي رست قبالته الجوهرة ، تقدم معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية ، برفقته معالي جورج يو وزير الشئون الخارجية بجمهورية سنغافورة ، اللذين كانا أول المهنئين والمرحبين بقبطان الجوهرة صالح الجابري ورفاقه البحارة ، فيما قدمت فرق الفنون الشعبية وصلات نالت استحسان الحضور، واسترعت انتباهههم بعد ذلك توجه البحارة لتحية فخامة سيلابان راما ناثان رئيس جمهورية سنغافورة ، وصاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد.
شكر على الهدية السخية
وقد أعرب فخامة الرئيس سيلابان راما ناثان ، عن عميق الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم والسلطنة على الهدية السخية الرمزية (جوهرة مسقط) ، وقال فخامته في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة : لقد قامت سلطنة عمان عبر موقعها الإستراتيجي في الضفة الأخرى للمحيط الهندي على ركائز أساسية بينها الصداقة والتجارة عبر طريق الحرير الذي يعد أطول طريق تجاري في العالم يربط لقرون عديدة بين الصين والجزيرة العربية ، ولطالما كانت عمان أحد أطراف هذا الطريق التجاري مما أفرز بحارة وملاحين ماهرين شقوا عباب طريق الحرير وخلدوا إنجازاتهم ومغامراتهم من خلال القصص الشعبية التي تتوارثها الأجيال كقصة السندباد البحري .
وأضاف فخامته : ليست الرحلة التاريخية التي قامت بها جوهرة مسقط والتي سجلت لحظاتها عبر الفيلم الوثائقي لقناة "ناشيونال جيغرافيك" سوى لبنة جديدة تضفي بريقاً لامعاً على ذلك التراث البحري الغني وسوف تبقى الجوهرة ورحلتها سفيراً للنوايا الحسنة بين الأصدقاء القدامى الذين تربطهم علاقات تاريخية .
وقال فخامة الرئيس السنغافوري : تعتبر سنغافورة بموقعها المتوسط على مفترق الطرق بين الشرق والغرب المكان الملائم لاتخاذ جوهرة مسقط لها مستقرا وعبر التاريخ كانت السفن القادمة من الموانئ العربية تتوقف في سنغافورة أو الموانئ القريبة منها بانتظار تغير الرياح الموسمية قبل مواصلة رحلاتها باتجاه الشرق إلى الصين أو العكس ونأمل أن يشعر القبطان صالح وطاقمه بأنهم في بلادهم هنا قبل أن يغادروا للقيام بمغامرات أخرى ..
تحية خاصة
من جهته أشار صاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد عن تشرفه بالتكليف السامي لحضور حفل استقبال جوهرة مسقط ، وقال سموه : أتشرف في هذه المناسبة اليوم أن أقوم بواجب إهداء هذه السفينة (جوهرة مسقط) إلى الشعب السنغافوري الصديق ، مسجلا سموه تحية خاصة للقبطان وجميع أفراد الطاقم على ما بذلوه من جهد كبير في الإبحار بجوهرة مسقط إلى سنغافورة .
شرف الإبحار بالجوهرة
ثم ألقى قبطان سفينة جوهرة مسقط صالح الجابري كلمة قال فيها : في الأول من شهر ربيع الأول 1431 هجري ، الموافق السادس عشر من فبراير لهذا العام، بدأت "جوهرة مسقط" رحلتها التاريخية انطلاقا من ميناء السلطان قابوس ، ترعاها عناية الرحمن ومباركة جلالة السلطان ودعوات سائر سكان السلطنة .
واضاف : لقد كان لي ولزملائي البحارة أفراد طاقم السفينة عظيم الشرف في تولي هذه المهمة السامية وحمل الأمانة العظيمة بتوصيل جوهرة مسقط إلى سنغافورة ، بعد أن تمكنا من خوض بحر عمان وبحر العرب وخليج البنغال ومضيق ملقا .
لقد عبرت جوهرة مسقط المحيط الهندي ، وهي تتهادى بين الرياح الخفيفة تارة، والرياح والأعاصير العاتية تارة أخرى ، وتسير بنا أحيانا على عجل ، وأحيانا على مهل ، ساعية سعي المشتاق للوصول إلى سنغافورة ، بكل ما تحمله في طياتها، من معان وقيم وذكريات جميلة وغالية عن موطنها عمان ، وعن البلدان والموانئ التي توقفت فيها ، وعن كل من رآها وعرفها وتواصل معها ، أو تغنى وطرب بروعتها .
وقال الجابري : لقد مررنا بتجارب شاقة خلال الرحلة ، وتصارعنا مع رياحِ وأعاصيرَ قوية ، إلا أن جوهرة مسقط أبت إلا أن تصل إلى هذا المكان الجميل، وفي هذا اليوم السعيد ، لتحتضن مستقبليها ، وسط هذا الحفل البهيج ، وحفاوة التكريم الذي لمسناه ، منذ دخول الجوهرة في المياه الإقليمية السنغافورية .
وقال صالح الجابري : صاحب السمو السيد حارب بن ثويني وفخامة الرئيس السنغافوري نشكركم على هذا التشريف الذي أحطتمونا به ، في استقبالنا واستقبال جوهرة مسقط ، متمنين أن نكون قد أدينا الأمانة التي تشرفنا بحملها، وأن تظل جوهرة مسقط نموذجا ملموسا يُحتَذى به في إطار التواصل والصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب.
دموع اللقاء
لم تكن انتهاء الرحلة، ووصول جوهرة مسقط إلى مقصدها بحفظ الله وعنايته، وحدها من أدمعت عينا صالح الجابري ، ولم تكن تلك التهاني التي انهالت عليه من كل صوب وحدب ، تهنئه ورفاقه بسلامة الوصول فحسب ، بل ثمة مشهد كان ينتظره ، ويعلن عن مفاجأة حفل الاستقبال الذي أراد المنظمون له مكافأتهم على هذا الإنجاز، ففي اللحظة التي أنهى صالح الجابري كلمته ، تقدم ابنه الأكبر حمزة والدموع تسبقه ، لاحتضان والده ، ومباركته على هذا الإنجاز.
كان المشهد مؤثرا لدرجة أن دموع صالح الجابري وابنه حمزة ، اختلطت مع دموع الحضور ومشاعرهم ، وعن ذلك قال صالح الجابري : إنها لحظة لا تنسى، ولا يمكن وصفها ، أما حمزة فأشار إلى أنه كان يتابع رحلة والده منذ إبحارهم من ميناء السلطان قابوس ، وأكف الدعاء ترتفع إلى الله عز وجل أن يحفظهم ويكلأهم بعنايته ورعايته وأشار حمزة إلى أنه يتمنى أن يصبح بحارا كوالده ، وقال والفخر باديا على وجهه : ربما سأقف يوما في ميناء لأسجل مثل هذا الإنجاز الذي حققه والدي.
حول العالم من جديد
محسن البوسعيدي أول بحار عربي وعماني ينجح في الإبحار حول العالم بدون توقف ، تواجد ضمن المستقبلين لجوهرة مسقط ، وعبر عن سعادته بما حققه صالح الجابري وطاقم الجوهرة ، وقال : إنه نشاطه القادم سيكون بالعبور بالقارب مجان على أربع قارات حول العالم، وسيكون معه في هذه الرحلة التاريخية التي يتوقع أن تنطلق العام القادم قبطان جوهرة مسقط ، صالح الجابري محسن أشار إلى أن سنغافورة ستكون ضمن محطاتهم في هذه الرحلة ، لكن المسار الذي سيسلكه سيكون مختلفا عن مسار الجوهرة .
الجوهرة تودع أبطالها
على ظهرها أبحروا ، ومنها رسوا في شاطئ انتظر معانقة أقدامهم ، منذ أن أطلقوا أشرعتهم للريح ، ومخروا عباب بحار ومحيطات ، وحين توقفت بهم السفينة الجوهرة ، سجدوا لله حمدا وشكرا ، وتعانقوا على هذا الإنجاز الكبير.
ثم تقدموا للحفل البهيج الذي أعد لاستقبالهم ، كانت أعينهم تدور في فلك الجوهرة، وأبصارهم تودعها بالدموع والعبرات ، نظروا للحضور وللسفينة ، وكان صمتا يستعيد حكايات البحر، وفصول من صفحات خالدة ، قرأها الحضور في وجوههم، وفي كلماتهم ، وفي مشاعرهم .
كانت فرحة الوصول تمتزج بحزن الوداع ، أيهم يحزن على الآخر، الجوهرة التي عاشت معهم في البحر، ومخرت أهواله ومشاقه، أم هم من شكلوا أسرة واحدة، كانت الجوهرة فردا منهم ، يشعرون بها وتشعر بهم ، يحكون لها وتحكي لهم .
وكأن حضور حفل الاستقبال ، شعروا بدموع الجوهرة وهي تودع قبطانها وطاقمها، وتعدهم بأنها ستحفظ ذاكرتها معهم ، وستخلد حكاياتها، أبدا ما بقت على ظهر الحياة ..
حكايتي مع الجوهرة
سأفتقد هذه السفينة الغالية على نفسي كثيرا، هكذا عبر القبطان صالح الجابري وهو يروي آخر فصل له مع جوهرة مسقط ، قبل أن ترسو في محطتها الأخيرة، ويستطرد على الرغم من أنه يصعب على قلوبنا أن نغادر جوهرة مسقط ، إلا أنني أشعر بالفخر لأننا سنتركها في رعاية أيدي قادرة وحانية مع أصدقائنا في سنغافورة ، معربا عن خالص الشكر والامتنان لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ولوزارة الخارجية على منحنا هذه الفرصة الثمينة التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر للقيام بهذه الرحلة وتنفيذ هذا المشروع الفريد الذي يهدف إلى تعزيز المعرفة الإنسانية والتفاهم والتواصل والمحبة بين الشعوب.
ويضيف صالح : لقد كانت الأشهر القليلة الماضية صعبة وشاقة ، هذه الرحلة وهذه السفينة حققت نموا كبيرا في روح كافة أفراد الطاقم وفي روحي أنا أيضا.
ولا يخفي الجابري مشاعره كونه قبطان السفينة التي مخرت عباب المحيط الهندي من مسقط إلى سنغافورة ، مقتفية أثر الطريق الذي سلكه أجدادنا منذ ألف ومائتي عام ويقول صالح عن حكايته مع جوهرة مسقط : لقد وقع أفراد الطاقم في حب هذه السفينة ، واعتنوا بها ، واستمعوا إليها ، وزاد تعلقهم بها يوما بعد يوم لقد عرفوا صوت الرياح في أشرعتها ، وأصوات حركة دفتها ، وإيقاع الأمواج وهي تضرب بدنها.
لقد كانت هذه السفينة مطبخنا وسريرنا ، ومكتبنا وغرفة دراستنا لحوالي خمسة أشهر تقريبا ، وكانت حياتنا جميعا تعتمد عليها ، في الأحوال الجوية المناوئة، وسط الأمواج العالية ، والرياح العاتية لكنها لم تخذلنا لقد فاجأتنا في مناسبات، وحيرتنا في مناسبات أخرى لكنها أثبتت أنها مخلصة وصادقة بدرجة فاقت كل توقعاتنا ، بل إنها قبل كل هذا وذاك ، حافظت علينا وعلى حياتنا .
ويضيف صالح : لقد زاد احترامنا وإجلالنا لأجدادنا ونحن على متنها ، وتعلمنا كيف نبحر مهتدين بالنجوم ، مثلما فعلوا قبل قرون عديدة شاهدنا من مقدمتها أوقات الغروب التي أذهلتنا روعتها وجمالها بيد أن هدية الجوهرة الأكبر ، على ما أعتقد ، تكمن في أنها استطاعت ، بجمالها وروعتها وغموضها ، ووسط تحديات الرحلة وصعوباتها ، أن تخلق عائلة جديدة تماما وأقصد هنا العلاقات الحميمة التي نشأت على المستوى الشخصي .
فبالنسبة لنا، نحن أفراد طاقم "جوهرة مسقط"، كانت هذه الرحلة سببا في إقامة علاقة قوية وحقيقية مع أسلافنا الذين سبقونا في شق هذا الطريق مهتدين بالنجوم، بل والأكثر أنها جعلتنا نتواصل معهم، وبالتالي ازداد احترامنا لهم بل وربما الأهم، أنها أوجدت علاقات قوية فيما بيننا في الحاضر .
عرفنا منذ البداية أن هذا المشروع يمثل مشروعا عالميا، حيث كان بيننا عمانيون وإيطاليون ، وهنود ، واستراليون ، وسريلانكيون ، وسنغافوريون ، وماليزيون وبريطانيون وغيرهم .
لقد أكدت لنا هذه السفينة أن الحدود تذوب عندما يتعلق الأمر بالتواصل والصداقة بين الشعوب إن أفراد هذا الطاقم أصبحوا مجموعة من الأخوة والأصدقاء الحقيقيين المخلصين وأعتقد أنه كان من الحتمي أن يحدث ذلك بعد أربعة أشهر تقريبا قضيناها بين جدران هذه السفينة في ظروف عاشها أجدادنا في القرن التاسع الميلادي لكن هذه المجموعة أصبحت أسرة متحدة وربما أكثر من هذا .
لقد كانت الابتسامات تعلو وجوه مستقبلينا في كل ميناء توقفنا فيه تلك الابتسامات تتحدث لغة عالمية واحدة نعم، أعادتنا تلك الابتسامات إلى أوطاننا لتذكرنا بأحبائنا وعائلاتنا في وقت كانت المسافة بيننا وبينهم تقدر بآلاف الأميال .
إن هذه الرحلة كانت سببا في توحيد مجموعة من الغرباء في أسرة جوهرة مسقط. كما أنها أسرت قلوب الناس وعقولهم في كل أنحاء العالم .
على سبيل المثال، التقينا في جورج تاون بامرأة تبلغ من العمر سبعين عاما، وكانت مريضة منذ عدة أشهر عندما سمعت عن جوهرة مسقط ، تأثرت بشدة لدرجة أنها نهضت من سريرها لأول مرة منذ أسبوعين لتزورنا ثم عادت لزيارتنا مرة أخرى ، وشاركتنا طوال حفل التوديع ، وظلت واقفة في الشمس لمدة ساعتين كاملتين لتودعنا وتتمنى لنا رحلة سالمة وتحدثت عن أنها تتمنى لقاءنا في سنغافورة ، وأتمنى أن تكون استطاعت المجيء اليوم. لقد أصبحت هي الأخرى جزءا من أسرة الجوهرة.














بدر بن حمد :التاريخ سيحفر في ذاكرته هذا المشروع الوطني والإقليمي والدولي
أعرب معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية عن سعادته بنجاح الرحلة بوصول جوهرة مسقط الى سنغافورة مبديا فخره واعتزازه أن يتم تحقيق هذا المشروع الوطني وأن تكتمل رحلة جوهرة مسقط من عمان إلى سنغافورة بهذا النجاح.
وقال معاليه في تصريح للصحفيين ، بعيد وصول جوهرة مسقط إلى محطتها الأخيرة : لقد استطاع طاقم السفينة أن يصل في الموعد المحدد بكل اقتدار ونحن فخورون جدا بهم وهذا دلالة على قدرة البحار العماني المعاصر على أن يخوض هذه التجارب وأن يتعامل مع كل الظروف بشجاعة وحنكة .
وأضاف معاليه : إن إعادة تنظيم هذه الرحلة التي كان الأجداد يقومون بها والإبحار بسفينة شراعية على غرار السفن العمانية القديمة بدون محرك وبظروف شبيهة بالقرن التاسع في القرن الواحد والعشرين له دلالة ثقافية وحضارية تنم عن عمق العلاقات التاريخية والروابط التي جمعتنا في هذه المنطقة الشاسعة من العالم وتؤكد على الدور الحضاري الذي كان يقوم به أجدادنا في نشر الحضارة على الطريق البحري وطريق الحرير .
وأشار معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي إلى أنه يعتقد أن هذا العمل الذي تم بتوجيه سام من لدن جلالته ـ حفظه الله ـ وبجهود فريق من الشباب سيترك أثره وسوف يحفز مزيدا من العمل في هذا المجال والتاريخ سيحفر في ذاكرته هذا المشروع الوطني والإقليمي والدولي الذي جمع في طياته العديد من المضامين كالصداقة والعمل والتعاون والسلام والمحبة .
معربا معاليه عن شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع من فريق البناء وطاقم السفينة وغيرهم ممن عملوا بجد لتحقيق هذا النجاح مهنئا كل عماني على نجاح المشروع.











خليل الخنجي: حرصت أن اكون حاضرا في محطات هذا المشروع
سعادة خليل بن عبدالله الخنجي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان حضر إلى سنغافورة ، وشارك في حفل الاستقبال ، وقال سعادته بهذه المناسبة : كنت حريصا منذ إبحار جوهرة مسقط أن أكون حاضرا في محطات هذا المشروع ، لما له من أهمية تاريخية وحضارية لتوطيد العلاقات بين البلدين وكلنا أمل أن تزدهر العلاقات العمانية ـ السنغافورية أكثر وأكثر.
وأشار سعادة رئيس الغرفة إلى أن جوهرة مسقط تعد رمزا لتوطيد العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية فجلالته ـ حفظه الله ـ عندما تفضل وأهدى هذه الجوهرة إلى الشعب السنغافوري أكد على عمق العلاقات التاريخية والتجارية والاقتصادية والسياسية التي تجمع البلدين.

المرجع : جريدة الوطن
 
أعلى