ويكيليكس: تورط حكومي عراقي في إدارة فرق القتل

قيادة حرس الرئاسة

¬°•| ђάсқεя~4έṽέя |•°¬
إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
9,144
الإقامة
AUSTRIA
دبي: كشف موقع ويكيليكس الجمعة من خلال نشر ما يقرب من 400 الف وثيقة سرية للجيش الاميركي حول حرب العراق، ان الائتلاف الدولي مارس التعذيب على اسرى عراقيين وتغاضى عن إعدامات ارتكبتها القوات العراقية.
وبعد اسابيع من الترقب، بدأ الموقع المختص بتسريب الوثائق العسكرية، مساء الجمعة بنشر 391831 وثيقة اعتبر انها "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".

وجاء في بيان للموقع ان الوثائق توضح "عددا كبيرا من جرائم الحرب التي تبدو واضحة من قبل القوات الاميركية مثل القتل العشوائي لاشخاص كانوا يحاولون الاستسلام".

وتطرق موقع ويكيليكس ايضا الى تصرف الجنود الاميركيين الذين "فجروا ابنية بكاملها لان قناصا يوجد على سطحها".كما كشف الموقع عن "اكثر من 300 حالة تعذيب واعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الاسرى". واحصى اكثر من الف عملية قتل من قبل القوات العراقية. وقال الموقع ان قسما كبيرا من الوثائق نشر بدون اسماء لانها تشكل خطرا على بعض الاشخاص.

وسلم موقع ويكيليكس وثائقه مسبقا الى عدد كبير من وسائل الاعلام الدولية مثل نيويورك تايمز والغارديان ودير شبيغل ومحطة الجزيرة القطرية التي كانت اول من كشف عن محتواها.

واشارت الجزيرة الى قيام الجيش الاميركي بـ "التستر على اعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على ايدي قوات الشرطة والجيش العراقيين وصلت حد "اغتصابهم وقتلهم أحيانا".

وفي لندن، اعتبرت صحيفة الغارديان ان مصدر ويكيليكس هو على ما يبدو "نفس المحلل المنشق عن مخابرات الجيش الاميركي" الذي كان وراء عملية التسريب حول الحرب في افغانتسان هذا الصيف.

وقالت الصحيفة انه حسب الوثائق فان "السلطات الاميركية لم تحقق حول مئات حالات العنف والتعذيب والاغتصاب وحتى عمليات القتل التي ارتكبها شرطيون وعسكريون عراقيون".

109 الاف قتيل في العراق


وجاء في بيان ويكيليكس ان الوثائق السرية تغطي الفترة من الاول من كانون الثاني/يناير 2004 الى 31 كانون الاول/ديسمبر 2009، بعد الغزو الاميركي في اذار/مارس 2003 الذي اطاح نظام صدام حسين.

وتكشف الوثائق ان النزاع اوقع 109032 قتيلا في العراق، حسب البيان الذي اوضح ان اكثر من 60% هم من المدنيين اي 66081 شخصا. ومن اصل الرقم هناك 15000 قتيل مدني لم يكشف عنهم حتى الان، حسب الموقع.

واكدت الجزيرة ان "الملفات السرية التي حصل عليها موقع ويكيليكس تكشف أن القوات الاميركية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين، رغم انكارها علنيا لكل ذلك". وقالت القناة القطرية ان "الوثائق تكشف عن وجود 285 الف ضحية عموما بينهم 109 الاف قتيل على الاقل". واضافت ان 63% من القتلى هم مدنيون.

كما اوضحت ان اخر الارقام الصادرة عن الجيش الاميركي في نهاية تموز/يوليو 2010 تفيد ان نحو 77 الف عراقي قتلوا بين كانون الثاني/يناير 2004 واب/اغسطس 2008، وهي الفترة الاكثر دموية خلال سبع سنوات من الحرب.

وتابعت ان "شهر ديسمبر/كانون الاول 2006 كان الاكثر دموية حيث قتل 5183 في ذلك الشهر وحده، وصنف 4000 منهم بأنهم مدنيون".

وقالت ان وثائق ويكيليكس تشير ايضا الى "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في ادارة فرق للقتل والتعذيب". وتصور هذه الوثائق "وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرقا عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات".

من جانبه، صرح جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس لشبكة سي ان ان الاميركية الجمعة ان الملفات الاميركية السرية التي كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذي يمثله النزاع في العراق.

وردا على سؤال للشبكة الاميركية حول كشف هذه الوثائق، اكد اسانج ان الملفات صورة للوضع في العراق اكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في افغانستان.

وقال ان "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان -- القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".

وتشير الملفات التي نشرت الى مقتل حوالى 109 آلاف شخص خلال سنوات -- مقابل عشرين الفا في افغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل.

واضاف اسانج ان "عدد القتلى اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقي بالمقارنة مع افغانستان".

وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل +قتل كثيرون في الفلوجة+ بل تتحدث عن كل وفاة مع احداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الاشخاص".

واكد اسانج ان "الامر الجديد بالنسبة لنا هو ان هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".

واضاف "اعتقد ان رسالة هذه الملفات اقوى وفهمها ربما اسهل من الوضع المعقد في افغانستان".



حرب في الظل بين واشنطن وطهران


كما كشفت الوثائق تفاصيل حرب في الظل على الارض العراقية بين القوات الاميركية وايران خصوصا استعمال طهران ميليشات لقتل او خطف اميركيين.

والمعلومات الاستخبارية حول دور ايران التي كشف عنها موقع ويكيليكس، نشرتها خصوصا صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان.

ومن بين الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادث وقع على الحدود العراقية الايرانية في السابع من ايلول/سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة قنابل على وحدة اميركية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقي مع قوات عراقية. واطلق الجنود الاميركيون النار على الجندي الايراني واردوه بسلاح رشاش، حسب التقرير.

واضاف ان الوحدة الاميركية كانت تتواجد في تلك المنطقة "للتأكد من طرق التسلل" التي يسلكها الايرانيون لنقل الاسلحة الى العراق.

وتصف الوثائق ايضا الطريقة التي سلحت بها ايران ودربت كتائب الموت من عراقيين كي يشنوا هجمات على قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين. واوضحت الصحف نقلا عن الوثائق ان الحرس الثوري الايراني يشتبه بانه لعب دورا حاسما في هذا المجال.

وجاء في وثائق اخرى ان الايرانيين كانوا يخططون ايضا لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسة وكذلك السفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة باسلحة كيميائية، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

الحكومة العراقيّة: الوثائق لا تشكل مفاجأة

وفي اوّل ردّ فعل عراقيّ رسميّ على نشر الوثائق، صرح ناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية لوكالة فرانس برس السبت ان الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس "لم تشكل اي مفاجأة".

وقال كامل الامين المتحدث باسم الوزارة ان "التقرير لم يشكل اي مفاجأة لاننا اشرنا الى امور كثيرة حدثت بينها ما وقع في سجن ابي غريب (...) وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الاميركية".

واضاف "بالنسبة لنا لن نفاجىء بمعلومات جديدة".

وتابع ان عدد القتلى الذي كشفت الوثائق انه بلغ 109 آلاف منذ بداية الغزو في 2003 "قريب من الارقام التي اعلنتها وزارة الصحة العراقية".

واكد ان "حقوق الانسان لديها تثبيت لكثير من حالات القتل العمد بينها حادثة بلاك ووتر ومقتل عبير ومجزرة اغتيال العائلات في منطقة حديثة".

واطلق عناصر شركة "بلاك ووتر" الامنية الاميركية النار على مدنيين عراقيين في ساحة النسور ببغداد في ايلول/سبتمبر 2007 خلال مهمة لوزارة الخارجية الاميركية، ما ادى الى مقتل 14 شخصا على الاقل.

واتهم اربعة جنود اميركيين باغتصاب وقتل اربعة مدنيين عراقيين في اذار/مارس 2006، في المحمودية (30 كلم جنوب بغداد).

واشنطن تدين تسريب المعلومات


وبالموازاة مع نشر الوثائق السرية حول العراق، أدانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "باوضح العبارات" اي تسريب معلومات يشكل تهديدا لحياة الاميركيين.

ورفضت كلينتون مناقشة تفاصيل المعلومات التي نشرها ويكيليكس، وقالت لصحافيين "اعتقد بقوة انه علينا الادانة باوضح العبارات كشف افراد او منظمات عن اي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الاميركيين وشركائهم والمدنيين".

واكدت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي انها تعارض اي كشف معلومات "يهدد امننا الوطني والامن الوطني للذين نعمل معهم".

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية اعلن في وقت سابق الجمعة ان الوثائق العسكرية السرية التي تحدث عن نشرها موقع ويكيليكس على شبكة الانترنت، يمكن ان تشكل تهديدا للقوات الاميركية والعراقيين المتعاونين معها. وقال المتحدث باسم البنتاغون دايف لابان في تصريح صحافي ان وزارته تعرفت على الوثائق السرية ال 400 الف حول الحرب في العراق.

بدوره، حذر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في برلين من تسريبات جديدة لموقع ويكيليكس. ورد راسموسن لدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن ان تكون لها عواقب سلبية جدا لجهة سلامة الاشخاص المعنيين". واضاف "هذه التسريبات يمكن ان تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر".

واوضح ان هذه الوثائق "هي معلومات اولية جمعتها وحدات عسكرية" ولا تتضمن "تحليلا استراتيجيا ولا معلومات رفيعة المستوى". وتتحدث عن معاملة المعتقلين، وعن مناقشات بين مسؤولين اميركيين وشخصيات سياسية عراقية، وتفجير الغام يدوية الصنع وعمليات على "المستوى التكتيكي"، كما اوضح المتحدث.

وسبق ان نشر موقع ويكيليكس الذي تاسس في 2006، العديد من الوثائق السرية حول الحرب في العراق وافغانستان.

واثار نشر ويكيليكس لالاف الوثائق العسكرية في تموز/يوليو استياء الحكومة الاميركية، اذ حذر رئيس الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل هايدن من ان ذلك قد يؤدي الى تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة.

جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس لغز يكشف الاسرار:


جوليان اسانج الذي كشف موقعه ويكيليكس الجمعة وثائق سرية حول الحرب في العراق، يسلط الاضواء على الفضائح المخفية في العالم لكنه شخصية غامضة وبارعة في احاطة نفسها بالسرية.

واسانج مؤسس ويكيليكس المتخصص بتسريب وثائق سرية، استرالي في التاسعة والثلاثيتن من عمره، يجمع معلومات من العراق الى كينيا مرورا بايسلندا والحرب في افغانستان.

وقال مؤسس ويكليكس لوكالة فرانس برس في ستوكهولم في آب/اغسطس "نريد تحقيق ثلاثة امور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وانقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ".

وبنشره 77 الف وثيقة عسكرية سرية حول افغانستان في 23 تموز/يوليو اثار زوبعة اعلامية وسيلا من الانتقادات خصوصا من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التي تتهمه باللامسؤولية وبتعريض حياة مدنيين وعسكريين للخطر.

وفي نهاية ايلول/سبتمبر، دفع عن نفسه قائلا ان "هدفنا ليس التجريح بابرياء (...) بل العكس تماما".

واصبح اسانج الرجل الذي يخيف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الاميركية، صائد التجاوزات ورسول الشفافية.. لكنه يبقي لغزا يرفض -- لاسباب عديدة منها الاحتراز -- البوح بتاريخ ولادته بدقة.

وقال "نواجه منظمات لا تخضع لاي قوانين. نحن امام وكالات استخبارات".

وبعد ايام من هذه المقابلة اتهم جوليان اسانج في قضية اغتصاب في السويد. لكنه نفى تورطه نفيا قاطعا وتحدث عن "قضية مفتعلة".

ولد اسانج في 1971 -- يرفض ان يذكر اي تفاصيل -- في مانييتيك ايلند شمال شرق استراليا. وقد امضى طفولته متنقلا مما ادى الى دخوله 37 مدرسة، كما روى لوسائل اعلام استرالية.

وامضى سن المراهقة في ملبورن حين اكتشف موهبته في القرصنة المعلوماتية. وضبطته الشرطة لكنه تمكن من الافلات باعترافه بذنبه ودفع غرامة وبقسم بانه سيحسن السلوك.

ويضيف "اصبحت بعد ذلك مستشارا امنيا واسست احدى شركاتي الاولى للخدمات المعلوماتية في استراليا. وكنت مستشارا في التكنولوجيا وباحثا في الصحافة وشاركت في تأليف كتاب".

واسس موقع ويكيليس في 2006 مع "حوالى عشرة اشخاص اخرين جاءوا من وسط حقوق الانسان ووسائل الاعلام والتكنولوجيا العالية"، على حد تعبيره.

ويزن هذا الرجل الممشوق القامة والمهذب وصاحب الابتسامة الساخرة، كل كلمة يتفوه بها ويتمهل قبل الاجابة ما يجعل خطابه واضحا شفافا ومتقن جدا.

ويصعب معرفة اي شيء عن تنقلاته فهو يرفض القول من اين اتى والى اين يذهب، وينتقل من عاصمة الى اخرى ويسكن لدى انصار او اصدقاء لاصدقاء.

ومنذ نشر وثائق سرية عن افغانستان احاط نفسه بسرية تامة.

وتعد ايسلندا والسويد حيث يحظى بدعم وبتشريعات مواتية محطتين مفضلتين في رحلته الدائمة في العالم، من لندن الى نيروبي ومن هولندا الى كاليفورنيا.

الا ان السويد رفضت منحه تصريحا بالاقامة هذا الاسبوع.
 
أعلى