مزارعو العوابي يؤكدون على أهمية إدخال التقنية الحديثة في الزراعة وتربية الحيوان

جعلاني ولي الفخر

✗ ┋ جًعًلٌأَنٌيِ وَلِيَ أُلّفّخِرَ أُلٌمًسًرًۇۈۉرً
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
6,236
العمر
33
الإقامة
جعلان بني بو حسن
المزارع العماني يرتبط بالأرض ارتباطا وثيقا
مزارعو العوابي يؤكدون على أهمية إدخال التقنية الحديثة في الزراعة وتربية الحيوان
النخيل والسفرجل والرمان والخوخ والعنب والمشمش والتين والزيتون من أبرز المزروعات بالعوابي

كتب ـ ناصر بن سالم المجرفي:
يرتبط المزارع العماني بعلاقة وطيدة تربط بينه وبين الأرض، وليس أدل على ذلك تلك المساحات التي زرعت في الماضي أو تلك المساحات التي تم استزراعها وتتميز باستخدام هادف لتكنولوجيا الزراعة التي عملت وزارة الزراعة على تعريف المواطن بها وتوفيرها له مما كان الأثر الكبير في زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني سنة بعد أخرى وقد أقامت وزارة الزراعة في كل بقعة من ارض السلطنة جهازا للإرشاد الزراعي يعمل فيه نخبة من ذوي الخبرات والمؤهلين وهم قادرون على مساعدة المزارعين في إدارة مزارعهم بالطريقة الصحيحة والناجحة حتى تحقق المردود الإيجابي، وهذا الجهاز يقدم خدماته لكل المواطنين في أي وقت وأي مكان، ويكفي من المزارع قليل من التعاون مع هذا الجهاز لتحقيق الفائدة التي ترجوها له الوزارة ويرجوها هو لنفسه.
وتمثل الزراعة الحرفة الرئيسية لمعظم السكان في السلطنة، وولاية العوابي واحدة من الولايات الزراعية التي يمارس سكانها حرفة الزراعة، ولعل الطبيعة وخصوبة الأرض وتوفر المياه هي التي جعلت الزراعة فيها مزدهرة ومتنوعة، ونظرا لاعتماد أهالي الولاية في زراعتهم على الافلاج والعيون أكثر من اعتمادهم على الآبار فان عدد الافلاج بأنواعها (الجوفية والغيلية والعينية) يصل إلى (47) فلجا وأكبرها فلج العوابي الذي يعتبر من أهم الافلاج بالسلطنة من حيث غزارته وهندسته الأرضية.
أما بالنسبة للمنتجات الزراعية فان الأهالي يزرعون أشجارا متنوعة أهمها النخيل واهم أنواعه الخلاص والنغال والخنيزي والزبد والخصاب والفرض والجبري والطبق وغيرها وأشجار الليمون والامبا والحمضيات الأخرى وأشجار الفاكهة كالسفرجل والرمان والخوخ والعنب والمشمش والتين والزيتون وغيرها والأعلاف والحبوب كالبرسيم والزرع وحب الذرة والشعير والصيف والبر والحمرا، إضافة إلى تربيتهم للثروة الحيوانية.
في هذا التقرير زرنا عددا من المزارع في الولاية وشاهدنا عدد من المشاريع الزراعية التي قام بها عدد من المزارعين بتشجيع من اللجنة التنفيذية لشهري الزراعة بالولايات.
زيارتنا الأولى كانت لمزرعة عبدالعزيز بن يحيى الخروصي والتي تقع في الجهة الشرقية الشمالية من قرية طوي السيح وهي طوي ذات تربة خصبة قديمة منذ زمن بعيد كانت في السابق تروى عن طريق الفلج الذي يروي طوي السيح وهو فرع من الفلج الرئيسي الذي يروي قرية طوي السيح وهو فرع من الفلج الرئيسي الذي يروي مزارع العوابي، ويوجد بهذه المزرعة بئران الأول مفتوح والآخر مغلق.
الأرض الزراعية:
تم حاليا زراعة حوالي 3 أفدنة بمحاصيل ورقية كالجلجلان والبقدونس والفجل والخس والبصل الورقي بالإضافة الى زراعة الأعلاف الحيوانية مثل البرسيم الحجازي والذرة الرفيعة والذرة الشامية كما يتم زراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير وغيرها من المحاصيل.
كما توجد بالمزرعة منطقة مزروعة بأشجار الفاكهة مثل المانجو والحمضيات وتروى جميع المزروعات عن طريق نظام الري الحديث الذي حصل عليه المزارع عن طريق الدعم من وزارة الزراعة، كما تتوفر بالمزرعة مظلة لإنتاج الخضر وخزان لتجميع مياه البئر ومن ثم يتم ضخها في نظام الري الحديث.
وفضلا عن استخدام المزارع التقنيات الحديثة في الزراعة فانه يستخدم الآلات الحديثة في الزراعة كالحراثات اليدوية ومعدات تساعد علي عملية زراعة المحاصيل الورقية وماكينة رش ضغط عال.
التسويق:
يقوم المزارع بنفسه بالإشراف على المزرعة وتسويق منتجاتها في الأسواق المحلية وكذلك في أسواق الدول المجاورة. أما مزرعة مبارك بن فارس بن ناصر الهطالي فتتميز بكبر مساحتها وتعدد الزراعات بها حيث توجد أشجار الفاكهة كالنخيل والمانجو والبرتقال والسفرجل والليمون والرمان وبها العديد من زراعات الخضار المختلفة الورقية منها وغير الورقية كالثوم والبصل والجلجلان والبقدونس والنعناع، كما توجد مساحات واسعة من محاصيل الأعلاف كالبرسيم والذرة وغيرها أضف إلى ذلك المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والذرة الرفيعة (الحمراء) في مواسم الإنتاج.
وكغيرها من المزارع التقليدية فان المزارع يقوم باستغلال المساحات البينية في أشجار الفاكهة بزراعتها بالأعلاف لما في ذلك استغلالا للمساحة ولمياه الري وكذلك استفادة أشجار الفاكهة بالعمليات الزراعية المختلفة كالحراثة والتسميد، ويوجد بالمزرعة منحل منظم يحوي أكثر من 30 خلية لنحل العسل العماني بالتربية الحديثة، كما يوجد بالمزرعة حظيرة للأبقار وأخرى لتربية الأغنام، وحتى يستغل المزارع مخلفات النخيل فقد قام بإدخال ماكينة لفرم المخلفات الزراعية لاستغلالها في الأعلاف الحيوانية.
ويقوم المزارع بنفسه بالإشراف المباشر على المزرعة وتحديد مواعيد الزراعة وعمليات الرش والحصاد وتسويق المنتجات، ويعمل أفراد الأسرة في المزرعة جنبا بجنب مع رب الأسرة.
تكامل المزرعة:
رغم صغر مساحة مزرعة خميس بن سعيد بن مرير الهطالي إلا أنها تعتبر مزرعة نموذجية في تكاملها وفي تناسق المزروعات بها والاستغلال الأمثل لجميع المساحات الزراعية بالمزرعة والنظافة التي يلاحظها الزائر من الوهلة الأولى وتكامل المزرعة من حيث وجود مخزن خاص لتخزين البذور والأسمدة والمبيدات الزراعية وحظائر الحيوانات وكومات السماد والمعدات والآلات الحديثة والتي منها الحراثة اليدوية وماكينة لتقطيع الأعلاف ، كما توجد أشجار الفاكهة كالنخيل والحمضات المختلفة والمانجو وزراعات الخضار المختلفة الورقية والثوم والبصل ومساحات واسعة للمحاصيل الحقلية والأعلاف.


البرامج الإرشادية ساهمت في تطوير القطاع الزراعي بمنطقة الظاهرة
ناصر المرشودي: تنفيذ أكثر من 214 بيتا محميا ودعم 100% لنظم الريّ الحديثة

كتب ـ خميس المنظري:
تنطلق الأهداف الرئيسية لوزارة الزراعة في الرؤية المستقبلية لتنمية القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وذلك من خلال الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة لتنويع مصادر الدخل القومي وتوسيع القاعدة الإنتاجية في وحدة الفدان بأقل الجهد والتكاليف مع المحافظة عليه وحمايته من الاستنزاف والتدهور وتأهيل الإنتاج المحلي والاستفادة من فرص التسويق المحلي والخارجي وتقوم وزارة الزراعة ممثلة في المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمنطقة الظاهرة بدور كبير في دعم القطاع الزراعي والعاملين في هذا المجال على مستوى ولايات وقرى المنطقة، وذلك للمساهمة في زيادة إنتاجية وحل مشكلات الإنتاج الزراعي، حيث تسعى المديرية إلى تطبيق توجيهات المحطات البحثية إلى واقع ملموس بحقول المزارعين.
المهندس ناصر بن علي بن حميد المرشودي مدير دائرة الشئون الزراعية بمنطقة الظاهرة يقول: إن خطط الوزارة ترمي إلى زيادة الرقعة الزراعية بمختلف قرى المنطقة وذلك بالطرق الحديثة والسليمة والسعي نحو تعظيم العائد الاقتصادي الأمثل في وحدة المساحة ولتحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية ولقد قامت الوزارة بالعمل على إرشاد المزارعين وتوعيتهم بأحدث التقنيات في مجال الإنتاج وضبط الجودة ومعاملات ما قبل وبعد الحصاد للمنتجات الزراعية لتحسين قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والخارجية لتحسين دخل المزارعين والعاملين في هذا القطاع.
برامج طموحه ودعم متواصل:
ويضيف المهندس ناصر المرشودي: وفي هذا الإطار فقد نفذت المديرية ممثلة بدوائر التنمية الزراعية بالمنطقة العديد من البرامج الإرشادية والتنموية حيث يتم خلال هذه الفترة متابعة تنفيذ العديد من البرامج أبرزها، دعم نظم الري الحديثة بنسبة 100% حيث تم الانتهاء من دعم وتنفيذ أكثر من 200 مزرعة لتلك النظم على مستوى المنطقة وذلك خلال 2009/2010م ليصل إجمالي المزارع التي تم إدخال هذه الأنظمة إليها إلى أكثر من 520 مزرعة على مستوى ولايات منطقة الظاهرة، كما تم توزيع ودعم 88 حراثة زراعية ضمن برنامج الدعم المقدم من الوزارة حسب لائحة الدعم المعتمدة لدعم الآلات والمعدات الزراعية كالحراثات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة إضافة إلى قيام المديرية بالإشراف على تنفيذ ودعم البيوت المحمية، حيث وصل عدد البيوت المحمية بالمنطقة 214 حتى نهاية عام 2009م وجار تنفيذ عدد 45 بيتا محميا بنظام الدعم على مستوى ولايات المنطقة وسيتم الانتهاء منها خلال الشهر المقبل إن شاء لله.
كما ان المديرية ومن خلال دوائر التنمية الزراعية قامت بتوزيع 1200 كجم تقاوي حاصلات حقلية كالذرة بأنواعها المختلفة والسمسم واللوبيا والحمص والباقل، وتم خلال الموسم الزراعي الحالي 2010/2011م أيضا توزيع أكثر من 3 أطنان من الثوم العماني، وفي مجال إنتاج القمح والشعير سعت الوزارة من خلال أجهزتها البحثية والإرشادية إلى تطوير العديد من أصناف القمح والشعير وإدخال أصناف جيدة الإنتاج مقاومة للأمراض والأصداء والآفات النباتية، حيث تم ولله الحمد خلال الموسم الحالي توزيع 10 أطنان من حبوب القمح العماني استفاد منها أكثر من 200 مزارع كما تم توزيع 120 كجم من البصل بواقع كيلو بذور لكل حقل.
وأضاف المهندس مدير دائرة الشئون الزراعية بمنطقة الظاهرة: إنه وبفضل الله تعالى بتوزيع تلك الخدمات خلال الموسم الماضي ارتفعت إنتاجية المزارعين حيث أنتجت المنطقة خلال الموسم الماضي أكثر من 17 طنا من حبوب القمح والتي تم تسجيلها لدى والإشراف عليها لدى المزارعين.
توزيع 70 فراز ومنضجا:
وفي مجال الاهتمام بتربية نحل العسل يقوم الفنيون بالإشراف على خلايا ومناحل مربي النحل وتقديم أهم التوصيات لزيادة وتحسين إنتاج الخلايا كما تم خلال هذا الموسم توزيع عدد 70 فرازا ومنضجا على عدد من المهتمين بهذا الجانب بقرى ولايات المنطقة، وذلك بدعم مالي يصل إلى 50% من قيمة تلك المعدات، كما تم توزيع العديد من مستلزمات وأدوات تربية نحل العسل كالأقنعة والمداخن والقفازات إضافة إلى تنفيذ العديد من الدورات التدريبية في هذا المجال.
التقليل من خطر الآفات
وفي مجال وقاية النبات وحمايته من خطر الآفات والأمراض الحشرية يقول المرشودي بأن المديرية وبالإشراف المباشر من قبل الفنيين والمسئولين بدوائر التنمية الزراعية بالمنطقة يتم تنفيذ العديد من البرامج الهامة في هذا المجال ولعل أبرزها حملات مكافحة آفة دوباس النخيل بالجيل الخريفي أو الربيعي حيث تم عمل وتنفيذ حملات المكافحة خلال تلك الفترة مما أدى ولله الحمد إلى انخفاض مستوى الإصابة بالحشرة على مستوى القرى كما يتم متابعة وتنفيذ برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء بالقرى المصابة كقرى ولاية ضنك والتي تنحصر الإصابة بها دون غيرها من ولايات المنطقة حيث عملت الوزارة منذ تسجيل أو إصابة بالحشرة على توعية المزارعين بخطورة الحشرة عن طريق الندوات الإرشادية واللقاءات المباشرة وتوزيع النشرات الإرشادية، كما قامت الوزارة بتشكيل فرق عمل ميدانية لمكافحة الآفة والتخلص من النخيل المصابة عن طريق الإزالة والحرق والدفن كما أن الوزارة تعمل على مكافحة السوسة باستخدام المكافحة الميكانيكية والكيماوية والتخلص من النخيل المصاب وتعويض المزارعين بفسائل بديلة في حالة الإزالة.

اهتمام كبير بإدخال التقنيات الحديثة في الزراعة
اهتمت وزارة الزراعة بإدخال التقنيات الحديثة والتي تساهم مساهمة ايجابية في زيادة دخل المواطنين في المناطق الريفية بجانب تحقيقها لأعلى معدل ممكن من الإنتاجية في ظل الظروف المناخية ومن البرامج التنموية التي تنفذها الوزارة في هذا الإطار الموارد إدخال أنظمة الري الحديثة التي توليها الوزارة اهتماما بالغا نظرا لمحدوديتها ودورها المحوري كأحد العناصر الأساسية للإنتاج لذلك فإن تغيير الأنماط والأساليب التقليدية التي يقوم بها المزارع في ري مزروعاته يحتل مكانة هامة في برامج الوزارة حيث تقوم بدعم وإدخال تقنيات الري الحديث في مزارع المواطنين إضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات لتطوير نظم ري الأفلاج بعدد من قرى وولايات السلطنة كما تعمل الوزارة في إضافة حوائط الحماية في أماكن جريان الأودية كما أن هناك العديد من البرامج الإرشادية الهادفة إلى نشر زراعة الأصناف العالية الإنتاجية بين كافة المحاصيل الزراعية وإمداد المزارعين بالشتلات المحسنة من أصناف الفاكهة ذات الصفات الجيدة بهدف نشر زراعتها بين أكبر عدد من المزارعين.
تقنيات حديثة
تهتم الوزارة بالزراعة داخل البيوت المحمية اهتماما بالغا وتقوم بتقديم الدعم المالي والفني للمزارعين المنفذين لهذه البيوت ولقد ساهمت برامج ومشاريع الوزارة في أقناع المزارع العماني باستخدام التقنيات الحديثة كتطبيق أساليب المكافحة الحيوية للآفات الزراعية والتقليل ما أمكن من استخدام المبيدات وتعريف المزارعين بالأسمدة الكيماوية المختلفة وأساليب استخدامها بما يساعد في الحفاظ على خصوبة التربة.
كما قامت برامج الإرشاد الزراعي بإعداد برنامجٍ خاصٍ لتطوير تربية نحل العسل ونشر الميكنة الزراعية مع تقديم العون الفني والمادي إلى عمليات ما بعد الحصاد للثمار المختلفة بهدف رفع جودة الثمار وزيادة قدرتها في المنافسة في الأسواق المحلية والخارجية.
اهتمام خاص بالنخيل
ومن ناحية النخيل فقد أولت الوزارة اهتماما خاصا للنخيل والتمور من خلال وضع وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتطوير نخيل التمر بالسلطنة والتي تعني برفع الإنتاجية عن طريق تحديث أساليب الري والتسميد والوقاية ونشر الآليات المناسبة لتصنيع التمور وتحديث وسائل الفرز والتنقية والتغليف والتصنيع مما يساعد في تحسين نوعية وجودة التمور العمانية وبالتالي تحسين دخل المزارع والدخل القومي بشكل عام.
كما اهتمت البرامج الإرشادية بالمحاصيل العمانية الأصل ويتم العمل من خلال منظومة متكاملة بين البحوث والإرشاد على المحافظة على زراعتها وتحسين أصنافها ورفع قدرتها على مقاومة الأمراض بالإضافة إلى تحديث وتطوير أساليب الصناعات الزراعية التقليدية لدى المزارعين كصناعة السكر الأحمر وماء الورد وماء الياس وغيرها من الصناعات الزراعية التقليدية إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص بتبني المشاريع الاستثمارية في مجال الإنتاج النباتي وذلك من خلال إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية وتقديم الدعم الفني وتسهيل إجراءات الحصول على القروض الاستثمارية لهذه المشاريع خاصة المشاريع التي تهدف إلى تحديث أساليب العمل والإنتاج في القطاع الزراعي.
الدور البحثي
يقوم الجهاز البحثي في الوزارة بدور كبير في مجال استنباط السلالات الحديثة من كافة المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى دراسة المشاكل التي تعوق الإنتاج واعداد التوصيات وتقوم بإعداد البحوث والدراسات المتعلقة بمقاومة الأمراض وتحسين أساليب وطرق التسميد والري لكافة المحاصيل الرئيسية كما تسعى الأجهزة البحثية أيضا في تعظيم العائد من الموارد الزراعية المتاحة عن طريق وضع منظومة متكاملة من التوصيات التي من شأنها تحديد التركيب المحصولي الامثل لما هو متاح من الموارد البشرية والطبيعية في القطاع الزراعي.



ولنا لقاء
الزراعة.. حداثة وتطور

في الزمن السابق وعلى نفس أرض عمان الطيبة كان للمزارع العماني صولات وجولات ووجود قوي وحضور بارز للقيام بعمله رغم قسوة ظروف الطبيعة وفقر البيئة المحيطة به إلا أن ذلك لم يكن ليعيق عمله أو حتى يعتبره حجر عثرة في طريق قيامه بعمله الزراعي بكل جد ونشاط وبدلا من أن تكون تلك الظروف قاهرة ومانعة له من القيام بعمله أصبح متكيفا معها وله بدائله الخاصة وحلوله العملية في مواجهة قسوة الطبيعة وضعف الإمكانيات وأدوات العمل.
اليوم نرى صورة أخرى مختلفة كليا فالتطور العلمي والتكنولوجي هو سيد الموقف والزراعة كشأن غيرها من المجالات استفادت من ذلك التطور في العديد من التطبيقات وأصبح العمل الزراعي بجميع حلقاته مشمولا بذلك التطور من استصلاح الأراضي الزراعية وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الزراعية من تربة وماء ونبات وزيادة الإنتاج الزراعي عن طريق استخدام مخترعات حديثة لم تكن موجودة من قبل مثل تقنيات أنظمة الري الحديثة والبيوت المحمية والزراعة بدون حراثة والزراعة المائية إلى جانب الأسمدة ووقاية النباتات من الآفات والأمراض والحجر الزراعي كما أن ميدان البحث العلمي كان له الإسهام الأكبر في رقي وتطوير العمل الزراعي عن طريق ما توصل إليه من مخترعات علمية كالهندسة الوراثية بتطبيقاتها المختلفة والتي تعد بحق ثورة علمية وتكنولوجية، ومع كل ما تحقق من مخترعات ومستحدثات بتوفيق من الله وبعزيمة وإرادة الإنسان لا بد من الوقوف أمام أمرين على درجة عالية من الأهمية الأول: وهو دور الإنسان المحوري في إيجاد وتطوير تلك المستحدثات وتطويرها والثاني: توظيف تلك المستحدثات والمخترعات التكنولوجية وخلاصة الدراسات العلمية من اجل التطور البشري فالمخترعات في حد ذاتها ليست غاية بقدر ما هي وسيلة لتطوير الإنسان والحياة البشرية بصفة عامة.
إن وزارة الزراعة تقوم بجهود كبيرة لتطوير العمل الزراعي ككل والمزارعين ومربي الثروة الحيوانية بصفة خاصة إدراكا من الوزارة بأن العنصر البشري هو الأهم في العمل الزراعي بمختلف حلقاته فنجد البرامج والمشاريع التنموية والإرشادية تعطي المساحة الأكبر للمزارعين والدورات التدريبية والحلقات العلمية وأيام الحقل الزراعية تخاطب المزارعين وتنقل لهم المعرفة والخبرات والمهارات بالتوازي مع مشاريع الوزارة المختلفة والاهتمام من قبل الوزارة بالمزارعين ومربي الثروة الحيوانية يشمل المزارعين كبار السن والمزارعين الشباب في خطوة تتصف ببعد النظر وبالتوجه المستقبلي الذي يجمع بين الأجيال في تواصلية تصب في مصلحة الزراعة والعمل الزراعي بالسلطنة وتعمل للغد القادم بجهد وعمل يهدف إلى تعظيم الفائدة بما يحقق الرخاء للاقتصاد الوطني والمجتمعات المحلية لأولئك المزارعين ومربي الثروة الحيوانية وذلك ما يمكن مشاهدته في المشاريع الزراعية والحيوانية بمختلف مناطق السلطنة كما أن هذا الدعم الكبير هو الحافز والدافع لتمسك المزارع بمهنته وإقبال أبنائه على العمل معه والسير على خطى أسلافه ويكفي أن تقف في إحدى المزارع وترى المزارعين من كبار وصغار ولن نبالغ إذا ما قلنا أنك ترى الأب والى جانبه الابن كما ترى أيضا الجد في تناغم للعمل وتمسك بالمهنة ضارب في العمق ممتدا على مدى ثلاثة أجيال مختلفة إن اختلفت في الأعمار فهي متفقة لأبعد الحدود في التمسك بمهنة الزراعة و تستدعي مقولة خير خلف لخير سلف.

ناصر بن سالم المجرفي
nasarito@hotmail.com
 
أعلى