برنامج ( في رحاب الإنسحاب ) .. بقلمي

ولد بن كعب

¬°•| صاحب العطاء|•°¬
إنضم
5 يوليو 2010
المشاركات
505
بسم الله الرحمن الرحيم





بدأ رمضانَ الخيرِ بالإفصاح عن نسماته الربانيه , وبالجَوْدِ بنفحاته الروحانيه , فهو شهرُ كرمٍ وعطاء , وجُودٍ وسخاء , حيثُ كان المصطفى صلوات الله عليه وسلامه من أشد الناس إنفاقآ وتصدقآ في هذا الشهر الفضيل من غيره , حتى يصفه الصحابةُ رضوان الله عليهم بأنه قد يفوق الريح المرسله من شدة عطائه , وعلى ضوء ذلك يتسابق الناس في الإنفاق والتصدق على الفقراء والمحتاجين , وربما قد يؤخرون زكاة أموالهم ويخرجونها في رمضان , حرصآ منهم على كسب الأجر العظيم والثواب الجزيل ..




وقد تنتقل هذه الحمى المحموده لأغلب القنوات في ربوع الخليج قاطبه , فنراهم يتسابقون في إبتداع وإبتكار الكم الهائل من مسابقات النقد المالي في رمضان دون غيره , وتتنافس هذه القنوات في رفع قيمة النقد لتصل لمئات الريالات وربما تتجاوز اللآلآف في بعض الأحيان , وما لفت إنتباهي هو برنامج ( في رحاب عُمان ) والذي يُبث بصوره يوميه كأحد فعاليات مهرجان خريف صلاله المتواصله خلال هذا العام الحالي ..




إن البرنامج بفكرته هو من أجمل البرنامج التي تم تقديمها في عالم المسابقات لهذه السنه , وحتى طريقة تصميم لوحة البرنامج هي هويه وطنيه تستحق الإشاده والتقدير , وحتى عملية إختيار المذيعه سوسن الصقري جاء نتيجة بحثٍ مُضنٍ لضرب عصفورين بحجر واحد , فهي تأخذ دور المقدمه للبرنامج مع دور المُعلمه لطريقة غسل اليدين أثناء الوضوء حتى المرفقين وبالتكنيك العملي وعلى الهواءِ مباشره ..



بعد المقارنه بين جوائز برنامج ( في رحاب عمان ) وبين بقية برامج القنوات الخليجيه الأخرى يتضح لنا الفرق الهائل في عملية رصد المبالغ الماليه , وحتى سحوبات السيارات المقدمه في هذا البرنامج لا تتعدى الكيا أو المازدا في بعض الأحيان , وبينما تصل سحوبات السيارات في بعض البرامج الأخرى لشركات المرسيدس والبي أم دبليو , و إن نزلت فنراها تصل لشركة الهوندا اليابانيه ..


إن طريقة تنفيذ البرنامج تتعدى السخافه في بعض الأحيان فهي تقوم على مبدأ إعطاء الشخص فرصتين فقط , حتى ولو كسب البطاقه البيضاء في تلك المحاولتين والتي تقضي بإعطاء المتسابق فرصةً أخرى في كل مره تضرب له أوتار قلبه خوفآ وفزعآ , ولكن مانراه هو إنتهاء مشاركة المتسابق بمجرد حصوله على البطاقه البيضاء مرتيين متتاليتين ..



وما إن يكسب المتسابق الخمسين ريال في المحاوله الأولى حتى يبادر بالإنسحاب ورفع الرايه البيضاء , خوفآ من فقدانه الخمسين في حالة مواصلته وخسارته في السؤال الثاني , أو خشية ظهور البطاقه الحمراء التي ربما تتواجد بعدد أكبر من تلك الخضراء , ثم إني لا علمُ سببآ يجبر المتسابق في إختيار محافظته أو منطقته ومن ثمَّ ولايته , حيث أن الغالبيه العظمى من المشاركين هم من سكان محافظة ظفار , وطوال فترة البرنامج الجميع لا يحفظ سوى ظفار ..


وما لفت إنتباهي أيضآ هو جلباب النحس الذي تطَّوَّقَ على أحد المشاركات من منطقة الباطنه وعلى مدار يومين متتالين فهي لم تفك عقدة الحظ العاثر في يومها الأول , ولم تزحزح صخرة التشاؤم في يومها الثاني , وما يتسببه ذلك من إحراجٍ لها أمام جمهور السلطنه برمته , فأنا أبصم بأن غالبية الجمهور يشاهد ويتابع هذا البرنامج لظرافته المفرطه..


لم يحالفني الحظ ولم يسعني الوقت لمتابعة أحداث هذا البرنامج الجميل سوى مرتين , ولكن لم تخُني ذاكرتي في بعض الوجوه المتكرره , والأسمـاء المُعادَه , وكأن المسرح لا يحمل بين كراسيه سوى تلك الثُّله من الناس , والذي يسحب البساط عن بنات أفكاري أكثر هو ذلك الفرح العارم حين يجتاح ثنايا من تجرأ وربح المائة ريال , والذي يفتح مُخيلتي لزوايا أكبر وأوسع ما هي ردة فعل ذلك الشخص لو ربح في يومه وليلته مايعادل الألف ريال !!


إن ثقافة متسابقينا الأعزاء لا تتعدى حدود الجمهور والإستعانه بهم , وعدم الإصغاء لنداء العقل والتجاوب معه , فما إن يمسك أحدآ ناقل الصوت إستعدادآ للإجابه حتى يقبل بمجامع ثوبه وجسمه نحوهم طلبآ للمساعدة والمعونه , ولا يترددُ الجمهور الكريم في تقديم المشوره والمساعده , حتى تتداخل الأصوات وربما قد يضيع المتسابق بين زحمتها , وكأننا في ( كبرة سمك ) , ورأيت بعيني احد الجماهير وقد نهض من على كرسيه ملوحآ بكلتا يديه بالإجابه الصحيحه والتي إختارها فعلآ أحد المتسابقين في تلك الأثناء ليقطع عليه جُلَّ أحلامه نحو بلوغ المليون ريال .. عفوآ المائة ريال



وأخيرآ أطالب بتغيير إسم البرنامج من ( في رحاب عمان ) ليكون ( في رحاب الإنسحاب ) فهذا أفضل تعبير عما نراه عن واقع هذا البرنامج المُعاق , فهو جميلٌ في فكرته وتصميمه ولكنه ذو إعاقةٍ ماليه ثقافيه ليست وليدة اليوم وإنما إمتداد لما مضى من برامج
 
التعديل الأخير:

عالم بلا حدود

:: تـاجر معتمد::
إنضم
21 يونيو 2008
المشاركات
393
ولد بني كعب ، أبدعت فأصبت الحقيقة مع أني لم أشاهد البرنامج ولكن كتابتك عنه وصفت لنا الواقع ورمسمت صورة ذهنية عن شكل البرنامج ، وعندما تحدثت عن الجوائز المالية والأخرى المرصودة لهذه برامج فهي بمثابة فتات مقارنة بالبرامج الخليجية الأخرى ، والهاينداي والكيا من السيارات الأكثر شعبية في عمان فلا ضير أن تصبح جوائز كبرى والخمسون ريال التي تحدثت عنها تساوي الملايين في نظر العماني ، وما زال الضحك مستمراً على هذا الشعب ولا أدري متى ستأخذنا الرياح مع الأخوة في الدول الخليجية الأخرى ، وإذا عن التنظيم في هكذا برامج فلا أستطيع الحكم عليها لأني لم أشاهدها وربما كلماتك خير شاهد على مدى جودة هذه البرامج من عدمها.​
 

ولد بن كعب

¬°•| صاحب العطاء|•°¬
إنضم
5 يوليو 2010
المشاركات
505
أهلآ فيك اخي عالم بلا حدود ,, وأشكر لك تواجدك وبصمتك الواضحه في موضوعي , وحيث أنها الحقيقه لم يتقبلها الواقع ولا من يعيشون الواقع ولك الدليل على ذلك .. ثلاثون مشاهده ورد واحد فقط ^^


إتشرفت بمرورك أخي وربي لاهان قدرك يا ذوق
 
أعلى