~::: برج نهر اللؤلؤ :::~ برج صيني طوله 310 أمتار

عالم بلا حدود

:: تـاجر معتمد::
إنضم
21 يونيو 2008
المشاركات
393
يستهلك نصف الطاقة التي تستخدمها المباني المماثلة في الحجم​
برج صيني طوله 310 أمتار يوفر طاقته من الرياح​

251149_45184.jpg

جوناثان واتس من بكين
يستطيع المرء تقريباً أن يشاهد الانبعاثات الكربونية وهي تتصاعد فوق مدينة جوانجشو، حيث يقوم عمال البناء بتشييد ناطحات سحاب سوف تتفوق على أي ناطحة في مدينة نيويورك في الارتفاع وفي استهلاك الطاقة. وهذا شيء عام في سائر أرجاء الصين، حيث يقوم المهندسون الرغم من الأزمة بإنجاز أربعة مبان برجية يومياً جميعها تقريباً مزودة بخدمات تكييف الهواء والتدفئة والإنارة والمصاعد، والتي سوف تعمل كلها بالكهرباء التي تنتجها المولدات التي تعمل على الفحم.

تشهد الصين أعظم طفرة بناء في تاريخها، فقد كانت ستة من المباني العشرة الأعلى في العالم التي تم الانتهاء منها العام الماضي في الصين، ولكن من بين هذه المباني العملاقة يوجد واحد يعلق عليه الأمل في خفض الانبعاثات الكربونية في المستقبل، ذلك أن برج نهر اللؤلؤ الذي يجري تشييده في مدينة جوانجشو، عاصمة إقليم جواندونج، يصنف باعتباره أكثر ناطحة سحاب تم بناؤها حتى الآن كفاءة في استخدام الطاقة.

لقد تم تصميم هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 310 أمتار بحيث يستخدم نصف الطاقة التي تستخدمها المباني المشابهة له في الحجم وليكون علامة جديدة من حيث الاكتفاء الذاتي. ولا يبدو هذا البرج المقرر الانتهاء من تشييده في العام المقبل مختلفاً عن العديد من الأبراج الأخرى المشيدة من الصلب والخرسانة، والتي ترتفع في عنان السماء في مدينة جوانجشو التي تعتبر أغنى الأقاليم في الصين. ولا يوجد أي بلد يمكن مقارنته بالصين في عدد الأبراج العملاقة التي يجري التخطيط لتشييدها أو التي هي قيد الإنشاء.

وتقدر إحدى دور الاستشارات الإدارية أن تقوم الصين بتشييد 50 ألف ناطحة سحاب عملاقة أخرى بحلول عام 2025، وتقدر أن يشكل استهلاك هذه الأبراج نسبة 25 في المائة من استهلاك الصين للطاقة في ذلك العام، وذلك ارتفاعاً من نسبة 17 في المائة حالياً.

إن من الممكن للأبراج الأكثر كفاءة أن تخفض هذه النسبة، على الرغم من أن عدداً قليلاً منها يرجح أن يصل ارتفاعه إلى 71 طابقاً كما هو الأمر بالنسبة إلى برج نهر اللؤلؤ. ومن أبرز ملامح هذا البرج أنه سيتم تزويده بأربعة طوربينات تعمل بطاقة الرياح في هيكله. وقد تم تصميم هذا المبنى بحيث يدفع الهواء من خلال التجاويف لتوليد مليون ساعة كيلو واط من الكهرباء سنوياً. وسوف يولد المبنى الكهرباء بواسطة الخلايا الكهروضوئية للظلال الشمسية التي تقوم بتبريد واجهاته.

وسيأتي أكبر إسهام في كفاءة استخدام الطاقة من تقنية الخلايا المشعة التي تستخدم مياه المواسير للمحافظة على برودة المساحات الداخلية، وسوف يتم استخراج الكهرباء أيضاً من فارق درجات الحرارة بين جدران المبنى الداخلية والخارجية. وبدلاً من استخدام المراوح في إعادة توزيع الهواء القديم، سيتم توصيل الهواء المنعش إلى جميع الأرضيات من خلال القابلية الطبيعية للطفو.

ووفقاً لما ذكرته شركة سكيدمور وأوينجز وميريل المعمارية الأمريكية التي قامت بتصميم المبنى، فإن وسائل كفاءة الطاقة ستزيد تكاليف البناء بنحو 13 مليون دولار، ولكن هذا المبلغ يمكن استرداده في خمس سنوات عبر انخفاض فواتير الكهرباء وتكاليف الصيانة وتأجير المساحات غير المستخدمة لأنابيب تكييف الهواء. ويقدر رودجر فريشيتي، رئيس المهندسين العاملين في الشركة المذكورة، أن البرج سوف يخفض استهلاك الطاقة بنسبة 58 في المائة.

وأكثر من ذلك، أن المبنى كان يمكن أن تكون لديه الإمكانية لتوليد طاقة إضافية بواسطة الطوربينات الصغيرة، ويمكن بيع هذه الكهرباء إلى الشبكة الرئيسية ليلاً. غير أنه تم استبعاد هذا الاقتراح بعد الاعتراض عليه من جانب شركة الكهرباء المحلية التي تتوخى الحذر بشأن السماح بوجود مصادر منافسة لها في مجال توليد الكهرباء. ولكن هذا يمكن أن يتغير، ففي ظل ما تواجهه الحكومة الصينية من بيئة متردية وتذبذب في إمدادات الطاقة وضغط من أجل العمل على معالجة مشكلة التغير المناخي، فإنها تسعى إلى التحول تجاه نموذج تنموي أكثر قابلية للدوام.

وتعتبر مدينة جوانجشو، كونها ورشة العالم، مدينة ذات جو رطب وملوثة ولكنها تسعى إلى تغيير ذلك عبر تشييد المباني العالية وعبر تحسين البنية التحتية الخاصة بالصناعات التي تعمل في مجال الخدمات. ومن ناحية ثانية، ليس الجميع على قناعة بأن ناطحات السحاب هي أفضل طريقة لتحقيق الأهداف البيئية، ذلك أن برج نهر اللؤلؤ يحتاج إلى 26.5 ألف طن من الصلب وإلى 40 ألف طن مكعب من الخرسانة.

ويقول مينغ كينجلين الأستاذ في جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا، إن القائمين على تخطيط المدن لا يولون اهتماماً بما إذا كانت المباني التي تنبعث منها غازات أقل هي فعلاً كما يدعون. "إنهم يدعونها طاقة نظيفة، ولكن الأغلب أنه يتم تحويل هذه المشكلة إلى الأماكن الأخرى التي يستخرج منها السيليكون وتصنع فيها ألواح الخلايا الشمسية".​



251149_45185.jpg


المصدر: "الجارديان"​
 
أعلى