الطبيعة الثانية

  • بادئ الموضوع أ“أ‡أ،أ£ أ‡أ،أˆأ‡أڈأ­
  • تاريخ البدء
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أ

أ“أ‡أ،أ£ أ‡أ،أˆأ‡أڈأ­

زائر
يقول المثل القديم "إن غرستَ فِعلاً ستجني عادة، وإن غرستَ عادة ستجني طبعاً."

وهناك مثل آخر يقول: العادة هي طبيعة ثانية للإنسان.

العادة هي مَيلٌ راسخ أو استعداد كلي للقيام بأعمال محددة بكيفية خاصة. هذا المَيل هو من القوة بمكان بحيث لا تقوى الإرادة على كبحه، بل وحتى الضمير نفسه يعجز أحياناً عن صده أو الوقوف في وجهه.

معظم العادات تتولد بفعل الأفعال الواعية، وفي كل مرة يقوم الشخص بعمل ما يصبح ذلك العمل أكثر سهولة وبساطة إلى أن يستغني أخيراً عن التركيز والإنتباه.

عندما يُمنح الطفل ملعقة للمرة الأولى كي يستعملها في تناول طعامه، يمسك بها، يتفحصها، ويستعملها بحذر ودقة لنقل الطعام إلى فمه. ولكن بعد مضي فترة قصيرة يصبح استعمال الملعقة بالنسبة له أمراً اعتيادياً لا يستوجب الإهتمام والتركيز.



لو تحتم على الشخص حصر انتباهه الكامل وبصورة تامة في كل شيء يقوم به فلن ينجز الكثير. والحالة هذه سيتحتم على الكاتب أن يتأكد من كل حرف يكتبه بحيث يعجز دماغه عن التركيز على الفكرة الرئيسية. وهذا ينطبق أيضاً على عازف البيانو أو العود أو الناي، بحيث تتحول الأصوات إلى نشاز.

والسائرُ أيضاً لو حصر كل انتباهه في الطريق واهتم في توجيه كل خطوة من خطواته لما تمكن من معاينة الجمال من حوله. لكن لحسن الحظ يقوم الدماغ بتحويل هذه الأعمال البسيطة إلى المراكز العصبية الدنيا فيحرر بذلك ذاته للتركيز على أشياء أكثر أهمية.

الإنتباه الواعي لفترات طويلة مرهق للغاية، وكلما تمكن الإنسان من القيام بالأشياء بكيفية اعتيادية أو غير شعورية، كلما قل الإجهاد العقلي.

لو اضطر الشخص الذي أمامه مشاغل يومية إلى إجبار نفسه على الإستيقاظ كل صباح ودفع نفسه للعمل دفعاً لفقد كمية كبيرة من نشاطه الذي يمكن استخدامه بدلاً من ذلك في إنجاز أعماله بفعالية أكبر.

في الحقيقة العادات هي من أكثر الأمور عوناً للعاملين في أي مجال لأنها تجعل العمل أوتوماتيكياً في معظم الحالات.

وكما أن للعادات الطيبة فوائد عظيمة، هكذا للعادات السيئة تأثير خطير، بحيث أن كلمة "العادة" هي ألصق ما تكون بالعادة السيئة. ومن تلك العادات الرغبة القوية في تعاطي المخدرات أو المواد الكحولية أو التدخين بحيث تخرج عن سيطرة الإرادة.

ولكن هناك عادات أخرى أقل ضرراً تتسبب في تبديد النشاط دون طائل، كالغيرة والحسد والقلاقل وما شابه.

الطفولة هي السن الأنسب لتشكيل العادات، لأن الراشدين أو البالغين– والكلام بسركم – هم صرّة أو سلة متكاملة من العادات ذات الجذور المتغلغلة عميقاً في تربة الوعي. وأكبر خدمة يمكن أن يقدمها الكبار للصغار هي مساعدتهم – بالقدوة الحسنة – على تكوين العادات الجيدة التي ستكون عوناً وسنداً لهم في مدرسة ومعترك الحياة.

وفي هذا الصدد يقول الشاعر الروماني أوفيد:

العادات السيئة تبدأ ضئيلة ثم تكبر وتقوى (بفعل الممارسة والتكرار) تماماً كما تتجمع السواقي الصغيرة لتصبح فيما بعد نهراً جباراً مندفعاً بقوة لا تقاوم نحو البحر.

أما الشاعر القروي فيقول:

نصحتكَ لا تألفْ سوى العادةِ التي
يسرّكَ منها منشأ ٌ وأصيلُ

فلمْ أرَ كالعاداتِ شيئاً بناؤهُ
يسيرٌ وأما هدمهُ فعسيرُ

ويتحفنا أبو العلاء المعري بالقول:

نهانيَ عقلي عن أمور ٍ كثيرةٍ
وطبعي إليها بالغريزةِ جاذبي

ثم يزيدنا من الشعر بيتاً إذ يقول مؤكداً:

الطبعُ شيءٌ قديمٌ لا يُحَسُّ بهِ
وعادة ُ المَرءِ تـُدعى طبعهُ الثاني

والسلام عليكم
المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود
 

منوة الروح

¬°•| مراقبة عامه سابقه |•°¬
إنضم
4 مايو 2008
المشاركات
4,146
اممممم في عادات تكون فالانسان من يوم هو صغير وفي عادات نكتسبهامن اللى حولنا

يسلموو ع المووضوع المتمميز
 

amoor

موقوف
إنضم
13 مايو 2008
المشاركات
661
اشكرك ع الموضوه القيم ..

تقبل مروري بكل احترام وتقدير.
 
إنضم
19 مايو 2008
المشاركات
1,135
العمر
35
الإقامة
حَيْثُ تَكُوٍنْ حُرٍوٍفِيْ..}
يعطيك ألف عاااافيه استاذيـ/

مجهووووود تشكر عليه

كل الشكر الك
.
.
كون بخيرْ
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى