احتياطيات معدنية هائلة بأفغانستان

شووق قطر

¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
إنضم
29 سبتمبر 2009
المشاركات
27,429
الإقامة
قـــلــبي""الـــدفــــنــــه""
3970face2dij4.gif




1_962347_1_34.jpg


أفغانستان قد تصبح واحدة من أهم مراكز التعدين في العالم

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن فريقا أميركيا اكتشف احتياطيات لخامات معادن في أفغانستان تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار، وهي أكبر من أي احتياطيات معروفة هناك حتى الآن.


وأشارت إلى أنه يمكن لهذه الاحتياطيات أن تكفي لتحوّل في الاقتصاد الأفغاني برمته، وربما لتحوّل مجريات الحرب ذاتها في أفغانستان.


كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الاحتياطيات التي لم تكن معروفة في السابق تحتوي على معادن مثل الحديد والنحاس والكوبالت والذهب ومعادن أخرى مهمة جدا للصناعة مثل الليثيوم.

وقالت الصحيفة إن هذه المعادن أساسية للصناعات الحديثة بحيث قد تصبح أفغانستان واحدة من أهم مراكز التعدين في العالم.

واستشهدت الصحيفة بمذكرة خاصة تم تداولها في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تقول إن أفغانستان قد تصبح من الأهمية بالنسبة لليثيوم كالسعودية بالنسبة للنفط.

ويعتبر هذا المعدن أساسيا في صناعة البطاريات والحواسيب المحمولة وأجهزة بلاك بيري.

وأشارت إلى أن فريقا صغيرا من البنتاغون وعلماء الجيولوجيا استطاعوا اكتشاف هذه الثروة الضخمة من المعادن، وقد تم بالفعل إبلاغ الحكومة الأفغانية والرئيس حامد كرزاي.

استقطاب الاستثمارات
ورغم أن عملية تطوير صناعة المعادن في أفغانستان سوف تستغرق عدة سنوات، فإن الاحتمالات كبيرة لدرجة أن المسؤولين الحكوميين ومسؤولي الصناعة يعتقدون أن الصناعة سوف تستقطب استثمارات ضخمة حتى قبل أن تصبح الصناعة مربحة، مما يوفر فرصا كبيرة للوظائف قد تساعد في أن تنأى بالبلاد عن آثار عقود من الحروب.

وقالت نيويورك تايمز إن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفد بترايوس قال في مقابلة أجرتها معه السبت الماضي إنه رغم أي معوقات فإنه يعتقد أن الاكتشاف مهم جدا.

وأشارت الصحيفة إلى أن احتياطيات المعادن المكتشفة تزيد بأضعاف عن حجم الاقتصاد الأفغاني الذي يعتمد على إنتاج الأفيون وعلى تجارة المخدرات والمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى.

ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان نحو 12 مليار دولار. ويقول جليل جومرياني مستشار وزير المعادن في أفغانستان إن هذه الاحتياطيات ستمثل العمود الفقري للاقتصاد الأفغاني.


وقت حرج

واتفق المسؤولون الأميركيون والأفغان على مناقشة الاكتشافات الجديدة في وقت حرج من الحرب في أفغانستان.

فقد حقق الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة في مرجه في جنوب أفغانستان مكاسب محدودة. كما أن هناك اتهامات بالفساد والمحاباة تلاحق حكومة كرزاي الذي يبدو أنه يشعر بالاستياء من البيت الأبيض. ولذلك فإن إدارة الرئيس باراك أوباما تتوق إلى أي أخبار إيجابية تخرج من أفغانستان.

لكن المسؤولين الأميركيين يدركون أن اكتشاف المعادن سيكون له وجهان من الأثر:

الأول أنه عوضا عن أن تجلب السلام فإنها قد تحفز طالبان على القتال بشراسة أكبر من أجل استعادة السيطرة على البلاد.

والثاني أن الفساد المستشري في حكومة كرزاي قد يزداد بسبب الثروة الجديدة إذا استطاعت البطانة المحيطة به -التي تشمل عددا من أصحاب النفوذ الذين يحتفظون بعلاقات جيدة مع كرزاي- السيطرة على مصادر المعادن.

ففي العام الماضي اتهم مسؤولون أميركيون وزير المعادن الأفغاني بقبول رشوة بثلاثين مليون دولار من الصين لمنحها حقوق تطوير منجم النحاس الذي تملكه في أفغانستان. وقد تم تغيير الوزير إثر ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن نزاعا شديدا قد ينشب بين الحكومة المركزية في كابل وزعماء القبائل في المناطق الغنية بالمعادن.

ولدى أفغانسان قانون للتعدين تمت صياغته بالتعاون مع خبراء من البنك الدولي لكنها لم تواجه حتى الآن تحديا كبيرا في هذا المجال لاختبار القانون.

ويقول بول برنكلي مساعد نائب وزير الدفاع لشؤون الأعمال الذي قاد الفريق الذي اكتشف المعادن في أفغانستان، إن أحدا لم يختبر حتى الآن القانون، كما لا يعرف أحد كيف سيتم استخدامه إذا نشب نزاع بين الحكومة المركزية والولايات.


1_970981_1_23.jpg


الاقتصاد الأفغاني يعتمد على زراعة المخدرات

صراع على الثروة

في الوقت نفسه يخشى المسؤولون الأميركيون أن تسعى الصين إلى السيطرة على عملية تنمية الثروة المعدنية في أفغانستان مما يغضب الولايات المتحدة بسبب استثماراتها الضخمة في المنطقة.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه بعد حصولها على امتياز استغلال منجم أيناك في ولاية لوغر بأفغانستان، فإن من الواضح أن الصين تريد المزيد.

وتساءل برنكلي أنه ليس لدى أفغانستان تاريخ من الصناعة الثقيلة وبالتالي من إجراءات حماية البيئة، فهل يمكن استغلال مثل هذه الثروة بطريقة مسؤولة سواء من الناحية البيئية أو الاجتماعية؟

ومع غياب الصناعة المعدنية أو البنية الأساسية اللازمة للصناعة المعدنية فإن أفغانستان بحاجة إلى عدة عقود كي تستطيع استغلال ثروتها المعدنية بصورة كاملة.

ويقول الخبير الجيولوجي بمؤسسة جيولوجيكال سيرفي بالولايات المتحدة جاك ميدلن إن أفغانستان تفتقر إلى الثقافة المعدنية وإنها بحاجة إلى مضاعفة الجهود لاستغلال هذه الثروة مقارنة مع مصادرها المعدنية الحالية.

وتتناثر الاكتشافات الجديدة على طول البلاد وعرضها بما في ذلك المناطق الجنوبية والشرقية على طول الحدود مع باكستان التي طالما كانت مسرحا لأعنف قتال بين الولايات المتحدة ومقاتلي طالبان.
 
أعلى