نظرية ورود قصة ذى القرنين في القرآن

صقر قريش

¬°•| فخر المنتدى |•°¬
إنضم
13 أبريل 2010
المشاركات
2,391
الإقامة
في كل مكان
بسم الله الرحمن الرحيم..

هذه النظرية تقول أن شخصيّة ذي القرنين المذكورة في القرآن هي في الحقيقة الاسكندر الأكبر . الاسم إسكندر نفسه لم يرد في القرآن . ذو القرنين كان شخصية معروفة جدا في آداب القاطنين الأول في جزيرة العرب في القرون الوسطى , وهو مذكور في القرآن الكتاب المقدّس للإسلام. و يعتبر ذو القرنين عند بعض المسلمين نبيا. يذكر القرآن أن قوما ( على الأقل حاخامات اليهود) كانوا يعرفون مسبقا حكايات شخص ذو إمكانات هائلة باسم ذي القرنين في زمن محمد.

من المعروف عالميا , بين المتخصصين الغربيين, أن شخصيّة ذي القرنين تناظر شخصية الأسكندر الأكبر . السبب وراء ذلك أن قصّة ذي القرنيين كما هي موصوفة في القرآن تشابه بشكل كبير بعض مقاطع (سيرة الأسكندر) وهي مؤلف مليء بالمبالغات في وصف إنجازات الأسكندر ويعود إلى العصر الهلنسي والمسيحي المبكّر.وقد مرت هذه السيرة بإضافات و أعيدت صياغتها عدّة مرّات خلال العصور القديمة والوسطى.

تاريخيا , أحتضن العلماء المسلمون التعريف الذي يربط ذا القرنين بالأسكندر الأكبر, مع أن نظريّات منافسة قد اقترحت مؤخرا. وقد استنتج المختصّون بالأستشراق الذين درسوا الأساطير المسيحيّة عن الأسكندر الأكبر كل على حدة أن ذا القرنين هو نعت قديم للأسكندر الأكبر. ولهذا السبب أصبح تعريف ذا القرنين مسألة جدليّة في الأزمنة الحديثة.


ذو القرنين في القرآن
كتب القليل جدا عن ذي القرنين في المصادر الأساسية للإسلام, ولكنه يظهر بصورة أساسيّة في القرآن وهو الكتاب المقدس الذي يؤمن المسلمون أنه أوحي به إلى محمد على يد الله. يعتبر ذو
القرنين بصورة عامة أحد أنبياء الإسلام , ولكنه لا يظهر بصورة مقاربة لأنبياء كإبراهيم وموسى وعيسى وأنبياء كتابيين أخر كانوا شخصيات أساسيّة. ولهذا السبب هناك شك في الإسلام عن ما أذا كان ذو القرنين نبيا للإسلام أم شخصا ذا تمكّن تلقّى نعمة من الله. قصّة ذو القرنين تظهر في ستة عشر آية من القرآن , خصوصا الآيات من سورة الكهف(83-98)


ذو القرنين في الأدبياّت الإسلامية المبكّرة
أول ذكر لذي القرنين نجده خارج القرآن هو في أعمال أول مؤرخ وكاتب سيرة في الإسلام ألا وهو ابن إسحاق. والتي تضم القسم الأكبر من أدبيّات السيرة. سيرة ابن اسحق تقول أن السورة الثامنة عشرة من القرآن (سورة الكهف) والتي تضم قصة ذي القرنين . أوحي بها إلى محمد من قبل الله استجابة لبعض الأسئلة الموجهة من قبل أحبار اليهود المقيمين في المدينة . الآيات أوحي بها خلال الفترة المكّيّة من حياة محمد. طبقا لما أورده ابن إسحاق, قلقت قبيلة قريش القويّة من إدعاءات أحد أفرادها بالنبوّة ورغبوا باستشارة أحبار اليهود عن المسألة.أرسلت قريش رجلين إلى أحبار اليهود في المدينة باعتبار أن اليهود لهم معرفة اكبر بعلم الكتاب و بأنبياء الله. وصف القرشيّان ابن قبيلتهما للأحبار فنصحهما الأحبار أن يسألوا محمدا أسئلة:-اقتباس-

"" فقالت له أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فأن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وأن لم يفعل فهو متقوّل كذبا وفي هذه الحالة فأمره متروك لفروا فيه أمركم. سلوه عن فتية في ذهبوا في الدهر القديم ماذا كان من أمرهم فانه قد كان لهم حديث عجب. وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هي فأن أخبركم بذلك الثلاثة فاتبعوه فهو نبي و إن لم يفعل فهو رجل متقوّل فاصنعوا في أمره ما بدا لكم""...سيرة ابن هشام

القصة المعروفة في السيرة أن محمدا لما اعلم بهذه الأسئلة الثلاث من الأحبار أعلن انّه سيمتلك الإجابة في صباح الغد . ولكن محمدا لم يجب عن الأسئلة في الصباح و لا لخمس عشرة يوما لاحقة, فبدأت الشكوك في محمد تظهر بين أهل مكة . ثم بعد خمسة عشر يوما نزل الوحي بسورة هي سورة الكهف وهي السورة الثامنة عشرة من القرآن. تذكر السورة ]قصة[ أهل الكهف وهي قصة غريبة عن فتية عاشوا في الزمن القديم ناموا في كهف لسنين عديدة . تذكر سورة الكهف أيضا الروح . وأخيرا فهي أيضا تذكر " رجلا تنقل كثيرا ووصل مشرق الأرض ومغربها"-كذا- ألا وهو ذو القرنين.

فقد مؤلف ابن اسحق ألا انه أدخل بالكامل تقريبا في سيرة ابن هشام . مؤرخ مسلم مبكر آخر . جمع ابن هشام سيرة ابن إسحاق وأضاف عليها ملاحظات . وبالنسبة لذي القرنين يلاحظ ابن هشام ما يلي :

" ذو القرنين هو الاسكندر الأكبر اليوناني, ملك فارس واليونان . أو ملك المشرق والمغرب ولهذا سمي ذا القرنين "

والفكرة العامة لدى علماء الإسلام عن تعريف ذي القرنين الاسكندر الأكبر مصدرها هنا (سيرة ابن هشام). وقد احتضن الفلاسفة المسلمين الارسطوطاليين مثل الفارابي وابن سينا والكندي بحماسة مفهوم كون ذي القرنين ملكا يونانيّا قديما. وقد صاغوا شخصية ذي القرنين كملك فيلسوف يوناني.


مشابهة(ذي القرنين) للأسكندر الأكبر
توصل المستشرقون الدارسين للأساطير المسيحيّة عن الأسكندر الأكبر إلى نتيجة مفادها أن القصّة القرآنية عن ذي القرنين تناظر بشكل كبير أساطير محددة عن الأسكندر الأكبر توجد في الكتابات الهلنسيّة والمسيحيّة المبكّرة وهنالك أدلّة آثاريّة تعرف ما يوصف بذي القرنيين بأنه الأسكندر الأكبر. وهنالك أيضا تأريخ طويل لاستعارة الأديان التوحيديّة لشخصيّة الأسكندر التأريخيّة. هذا يؤدي إلى الاستنتاج المثيل للجدل دينيا أن هذه الأساطير هي مصدر قصة ذي القرنين في القرآن


الخلفيّة التاريخية عن الأسطورة الدينيّة التي تدور حول الأسكندر

كان الاسكندر الأكبر شخصيّة شعبية جدا في الثقافات الكلاسيكية وما بعد الكلاسيكية في حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. وبعد موته مباشرة تقريبا, بدأت كتلة كبيرة من الأساطير تتراكم حول انجازاته وحياته والتي (الانجازات) بمرور القرون أصبحت خيالية و مجازية أكثر فأكثر . و بالعموم تسمّى هذه التقاليد ب( سيرة الأسكندر) . وبعض التنقيحات على السيرة تظهر جوانب خيالية جدا مثل عروج الاسكندر خلال الأجواء إلى الفردوس أو ترحّله إلى أعماق البحر في فقاعة زجاجية.

وبمرور القرون على استمرار شعبية سيرة الاسكندر , اقتبست هذه السيرة ن قبل الشعوب المجاور . وبالخصوص فقد أدخلت الى التقاليد الأسطورية اليهوديّة والمسيحيّة المبكّرة. ف التقليد اليهودي كان الاسكندر بداية موضع نقد وكان يمثّل حاكما متكبرا و محبّا للاستحواذ وشخصا جاهلا بالحقائق الدينية الكبيرة. ولكن أيمانهم (اليهود) بإله عادل و قدير أضطر المفسرين اليهود للتقاليد عن الاسكندر لأن يتوصلوا إلى توافق مع شخصيّته كشخص لا يمكن إنكار نجاحاته الدنيوية . فلم ينعم الله العادل القدير على حاكم ضال كل هذا الإنعام؟ هذه الحاجة الدينية إضافة الى التأثر الثقافي بالهلنسيّة أدى إلى نظرة أكثر ايجابية إلى ميراث الاسكندر . و بشكل أكثر حيادية صيغت هذه النظرة بشكل الأسكندر المهتم إما بالشعب اليهودي أو برموزه الدينية. وعن طريق أظهار الفاتح العظيم كشخص اعترف بالحقائق الأساسية للتقاليد الدينية والثقافية و الأخلاقية لليهود, أصبحت مكانة الاسكندر وسيلة لإثبات قضية أن اليهود هم مركزيون بين الأمم . ومن ثم ضم الكتّاب اليهود الاسكندر بصورة كاملة تقريبا إلى جانبهم واصفين إياه بالأممي الصالح وحتى بالمؤمن الموحد. ورث المسيحيون المبكرون كل من الجوانب اليهودية والهلنسيّة من سيرة الاسكندر ومن ثم أزداد التصوير الديني لشخصيّة الاسكندر حتى وصف في بعض القصص كقدّيس . حولت الأساطير المسيحية الاسكندر الثالث اليوناني الفاتح إلى الاسكندر "الملك المؤمن" ملمّحين إلى انه كان موحّدا , عكس مال تدل عليه الحقائق التاريخية.


ذو القرنين


كما قيل سابقا,تعني عبارة ذي القرنين صاحب القرنين.. كان الاسكندر الأكبر كثيرا ما يصوّر كشخص ذو قرنين, وبالتحديد قرنا آمون. تصور العمل اليونانية القديمة المضروبة باسم الاسكندر الأخير بقرني آمون مميزين على رأسه. انتشر تأثير الاسكندر الأكبر إلى العملات العربية ففي عام 200ق. م استخدمت عملات فضّية تصور الاسكندر بقرني كبش بشكل أساسي في الجزيرة العربية وقد صدرت هذه العملات باسم حاكم عربي اسمه ابيئيل حكم في جنوب الجزيرة العربيّة.

يعود السبب في تصوير الاسكندر الأكبر مع قرنا آمون في العملات اليونانيّة إلى كون الاسكندر قد استقبل كابن لآمون الإله المصري .وكان الإله آمون يصوّر برأس كبش.-اقتباس-" يبدو أنه أصبح مقتنعا بحقيقة كونه أله وقد رغب باعتراف الآخرين بذلك ..استجابت المدن تحت الضغط ولكن من سخرية القدر أن الإعلان الأسبارطي يقول " إذا أراد الاسكندر أن يكون إلها ليكن إلها".

في سيرة الاسكندر تذكر الأسطورة المسيحية ان الاسكندر قال في إحدى صلواته " يا الله.. قد جعلت لي قرنين على رأسي" .و يعلق المترجم في الحاشية أن في الصيغة الإثيوبية من الأسطورة -اقتباس- " يشار إلى الاسكندر دائما بصاحب القرنين"


بوّابات قزوين


في القرآن
يصف القرآن قصة عن كيفية بناء ذي القرنين بوابة عظيمة قرب" مشرق الشمس"-كذا- بين جبلين , وذلك لحجز الأمتين جوج وماجوج (يأجوج ومأجوج) والذين هم " مفسدون في الأرض". وتقول الفقرات المتعلقة بالموضوع في القرآن :
90- حتى أذى بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا
91-كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا
92-ثم أتبع سببا
93-حتى أذا بلغ بين السدّين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا
94-قالوا يا ذا القرنين أن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا
95-قال ما مكنني فيه ربّي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما
96-آتوني زبر الحديد حتّى أذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا
97-فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا


القصص المبكرة عن بوابات الاسكندر
لمسألة بناء الاسكندر بوابات في جبال القوقاز لصد البرابرة الذين يعرّفون بجوج وماجوج(يأجوج ومأجوج) ذكر قديم . فقد ذكر المؤرخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس من القرن الاول للميلاد أن-اقتباس-" أمة من اللان والذين سبق وأسميناهم سكيثيين ( أو أسكوذيين)," كانوا يترحلون خلال-اقتباس-" معبر كان الاسكندر قد سدّه ببوابات حديدية". ويسجّل يوسيفوس أيضا أن شعب ماجوج , الماجوجيون, هم نفسهم السكيثيين. وطبقا ل( آر أي أندرسون) فهذا بكل بساطة يعني أن العناصر الأساسية للقصة كانت موجودة مسبقا ستة قرون قبل الوحي لمحمد. وليس أن القصة بشكلها المترابط الموجود في القرآن كانت موجودة آنذاك. تذكر رسالة القديس جيروم السابعة والسبعين أن-اقتباس- " مخيمات الهون ] شعب مترحّل [ قد تسرّبت و قطعت الطريق من مايوتيس] اسم قديم لبحر آزوف شمال البحر الاسود[( وكانت ديارهم بين تانايس المثلجة والماساجيتيين الهمج في المكان الذي تصد فيه بوابات الاسكندر الشعوب الوحشية في ما وراء القوقاز)". وفي تعليقه على سفر حزقيال اصحاح 38 عدد 2 يعرف ]القديس جيروم[ الأمم القاطنة في ما وراء القوقاز وقرب بحيرة مايوتيس]بحر آزوف [بأنهم جوج وماجوج] يأجوج ومأجوج[.

سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم..
 

!i! نسمة دلــ۶ !i!

¬°•| عضو فعّال |•°¬
إنضم
17 أبريل 2010
المشاركات
160
الإقامة
فأرض الله
4aa4d2de4730f2854474aa4d2de477040.gif

و
4aa4d34e063471639644aa4d34e0672c0.gif
 
أعلى