صوت البريمي
¬°•| جريدة الزمن |•°¬
- إنضم
- 29 مايو 2010
- المشاركات
- 21
بائعـو الأحلام من فنجان القهوة إلى الشبكة العنكبوتية
التنجيم والأبراج بين التصديق والكذب
كتبت - رحاب الهندي
من منا لم يشرب فنجان قهوته الصباحية ليقلبه ثم يتأمل فنجانه المقلوب بخطوطه السوداء المتعرجة محاولا اكتشاف المجهول من حياته خلال فك طلاسم تلك الخطوط السوداء المتعرجة بحثا عن أمل في معرفة ما لشيء ما بغض النظر عن التكذيب والتصديق.
كثير من الناس يبحثون عن معرفة المجهول رغم إيمانهم العميق أن المجهول علمه عند الله وحده ومع ذلك يبتسمون حاملين وهم لحظات من اللعب ليس إلا للتسلية فقط وهنا لا فرق كبير بين الرجال أو النساء فلكل بحثه ولكل أسبابه ورغم الاتهامات التي توجه غالبا للعالم العربي أنه مغرق بعالم التنجيم وكشف البخت كما يقولون إلا أن الحقيقة المكتشفة من خلال البحث في محرك جوجول يجعل حقيقة التنجيم شائعة في كل المجتمعات الإنسانية بدءا بأمريكا القوى العظيمة وصاحبة الاكتشافات العلمية الباهرة إلى أصغر مجتمع إنساني في العالم الكل في عالم التنجيم سواء والاختلاف يكمن بالنسب فقط.
عالم التنجيم
كثيرة هي الأبحاث عن عالم التنجيم وكشف البخت فهناك طرق متعددة منها الأكثر شيوعا كقراءة الفنجان والكف ومنها مـا يستخدم بشكل أقل شيوعا كقراءة الحصى الملقاة على الأرض وقراءة الملح أو قراءة روث الحيوانات ! وبعضها يلجأ لكتب خاصة يرفض قارئ التنجيم الكشف عن محتواها وبعضهم يقرأ عن طريق القواميس المختلفة ويلجأ البعض لقراءة في القرآن الكريم وبتطور العلم والحياة تطورت أيضا أساليب المنجمين فهناك طريقة الرسم وطريقة ورق اللعب وطريقة ورق خاص لكل ورقة رسومها الخاصة وأيضا طريقة الأعداد الحسابية والبحث في عالم الفلك والنجوم والأبراج وهذه الطريقة انتشرت بشكل مكثف بتشجيع من الإعلام الفضائي فكل قناة إعلامية احتكرت لنفسها أحد المنجمين كل بطريقته الخاصة رغم أن الأكثر انتشارا أصحاب علم الأبراج والفلك وتجدهم منتشرين أيضا عبر الشبكة العنكبوتية يرسلون للمشترك عناوينهم وأرقامهم مقابل مبلغ من المال ولكن يبدأون بإغراء المشترك بمجموعة من الأخبار والرؤى والاكتشاف حتى يتشجع ويبدأ بإرسال المال لهم من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ومن اجل كشف طالعهم .
عالم كبير جدا
مهما حاولنا البحث والكتابة عن هذا العالم فهو أكبر بكثير من أن نستوفيه حقه بالكتابة عنه فكل عالم من عوالم التنجيم يحتاج لأكثر من وقفة واحدة فما بالنا ونحن نحاول أن نجمع كل ما نبحث عنه في استطلاع واحد؟.
الإحباط سبب رئيسي
لو تساءلنا عن سبب رئيسي للبحث عن عالم التنجيم واللجوء إليه لاكتشفنا إجابات متعددة ففي جلسة جمعتني بمجموعة كبيرة من الناس باختلاف الأعمار والثقافات كانت إجاباتهم مختلفة خاصة أولئك الذين يهتمون بهذا العالم أما الذين صرحوا بأن المسألة مجرد ضحك على الذقون فأخرجتهم من دائرة الحديث قال لي خميس المعشري (28 موظف) ضاحكا : بصراحة أنا شخصيا أتابع كل ما يختص بعالم الأبراج وأتتبع ما تتحدث به الفضائيات بما يخص برجي ومن خلال هذه المتابعة أكتشف الكثير (ويستمر ضاحكا) أنا من برج الدلو ولي إبن عم أيضا من برج الدلو رغم أن طبائعنا مختلفة وحتى سلوكياتنا مختلفة أيضا إلا أن قول التنجيم هو واحد لكلينا وأكتشف أيضا أن برجي حين يقول لي مثلا ستتفوق في مسألة ما أجد أن الأمور انعكست ضدي وبالعكس إذا قيل لي أن يومك سيئ سأكتشف أن ذلك اليوم كان الأفضل صدقيني أنني لا أؤمن بمثل هذه الأقوال إيمانا كاملا لكني أحب أن اتابع الأبراج من باب الفضول وإذا كنت محبطا من مسألة ما .
أما زوجته نصرى بنت الحميدي فأجابت : بصراحة كنت أتابع دوما عالم الأبراج لكنني قرأت مرة أن لا يوجد توافق بين برجي الدلو والحوت وخاصة في الزواج فتأكدت أن هناك كذبا أكيدا فأنا من برج الحوت وعلى توافق تام مع زوجي من برج الدلو واستماعي لما يقوله البرج مجرد تسلية لا أكثر ولا أقل فلست ممن يؤمنون بهذه الأمور أبدا فكل شيء من علم الله وحده لكن لي صديقة مقربة لديها إلمام واهتمام بهذه المسألة لدرجة أنها تنتظر عالم الأبراج لتتصرف وفق رؤية برجها لها وأحاول إقناعها بأن ما تسمعه مجرد أكاذيب لكنها لا تسمع كلامي وحاولت في احد الأيام أن أبرهن لها ذلك بلا فائدة فقد أخبرتها عالمة التنجيم في احدى الفضائيات أن يومها سيكون سعيدا وبنفس اليوم وفي قناة أخرى أخبرتها عالمة التنجيم الأخرى أن يومها سيكون محبطا وأعتقد أننا نصدق كلام من يحمل في طيات كلامه لنا أملا فقط .
وقد أكد حديث الزوجين مجموعة الحضور الآخرين بين من يصدق كلام المنجمين لكن بعلامات استفهام عن اختلاف الكلام للبرج الواحد في اليوم الواحد .
الحالة العُـمانية
يتناول المجتمع العماني عالم التنجيم والابراج وهذا ما كشفته كثير من قصص الكتاب والروايات العمانية المختلفة حيث قدم الكتاب من خلال قصصهم بعضا من هذا التأثير أو الترابط بحيث يشكل لديهم جزءا من الوعي الجمعي والتراثي في القديم والحديث والبعض لديهم قناعة راسخة بهذا الأمر .
ورغم اختلاف عالم الجن عن عالم الأبراج وكشف الطالع إلا أن عزيزة الحبسية (موظفة) قالت أن هناك شيئا ما يسكن الناس وخاصة في القرى عن عالم الجن والعفاريت بحيث أن من الممكن معاقبة البعض أو مكافأته حسب صدقه أو تكذيبه لهذه المسائل وتتابع عزيزة حديثها أن هناك قصة حدثت في قريتها منذ أكثر من 20 عاما لصبي تجاوز الـ 10 سندات من عمره حين اختفى لأكثر من يومين من مكان رعيه لأغنام أبيه وبحث عنه كل أهالي القرية حتى أيقنوا أنه مات أو سقط في الوادي لكنه ظهر لهم بعد ذلك ولديه جرح واضح في رقبته عند الحنجرة وأيقن الناس أن هذا عقاب لأبيه من الجن ولم يستطع أحد أن يعرف الحقيقة وماذا حدث له بالضبط وهو مازال موجودا للآن في القرية يتصدق عليه الناس ولا يجرؤ أحد سؤاله عما حدث له تلك الليلة رغم أن البعض في أثناء بحثهم عنه كان يؤكد سماع صراخه.
وحين سألتها ما علاقة هذا بعلم التنجيم وكشف الطالع: أجابت هناك من يقول أن من لا يصدق بوجود هذه الأشياء يعاقب ! وحين طلبت منها أن أرى هذا الشخص قالت لن تستطيعي رؤيته فلا مكان محدد له ولا زمان.
ضريح وآمال
بالقرب من قصر البستان وفي مقابلة بالضبط وأمام البحر واتساعه وجمال المنظر هناك ضريح لولي من الأولياء كما يقول عنه سكان المنطقة يبدو القبر مرتفعا عن سطح الأرض قليلا وفوقه مجموعة من الأحجار الصغيرة والأوراق المحترقة وخصلات شعر ومجموعة من شرائط الأقمشة بصراحة لم أستطع فك هذه الرموز ولم أر أحدا قرب هذا الضريح فهو مهمل نوعا ما ويبدو وحيدا في منطقه خالية من الناس رغم رؤيتنا لشبه قصر أعلى التلة ومساكن تبعد حوالي 500 متر عن المكان لكن ما لفت الانتباه ذلك الصمت المخيم على المكان ولا صوت إلا لانكسار أمواج البحر القريب جدا من الضريح وحين حاولت الحديث مع أحد ولم أجد حدثتني زميلة عمل سابقة (نفضل عدم ذكر اسمها) بقولها هذا المكان يأت له بعض الناس تيمنا ومباركة وأملا في أن تتحقق أمنيات البعض وما ترينه من رموز هي علامات لنوع أشبه بتقديم بالقرابين لهذا الضريح حتى يحقق لهم أمنياتهم ومطالبهم إنه اعتقاد راسخ عند البعض.
قراءة الفنجان
لا تبدو مسألة قارئة الفنجان سهلة فالكثير يمتنع عن ذكر هذه الأمور خوفا من مغبة الوقوع في مشاكل هو في غنى عنها لكن رغم ذلك همست إحداهن أن هناك قارئة للفنجان مقابل خمسة ريالات في احدى المناطق ويبدو أن الخوف من مشاكل لا أعرف عقباها انتقلت إليّ إضافة أن الـ 5 ريالات مبلغا لا أراه بسيطا لأدفعه لامرأة تقرأ لي ما لا أصدقه.
كذب المنجمون ولو صدقوا
كثير ممن سألتهم عن عالم التنجيم ابتدأ حديثه بهذا الكلام الصادر عن أفضل خلق الله وهو سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومنهم من أبدل كلمة صدقوا بكلمة صدفوا وقد أسهب لنا بالحديث عن هذا الموضوع الأستاذ هلال بن محمد بقوله: يلجأ البعض للبحث عمن يطمئن قلبه عن شيء ما يزعجه وقد يصدف فعلا أو كما يحلو للباحث أن يقول أن المنجمين صدقوا بما قالوه له لكن الحقيقة أنه يوهم نفسه بصدق كلامهم لأنه بحاجه لأن يصدقهم خاصة إذا انتهت مشكلته أو معاناته بشكل إيجابي ولا يعني أنهم صدقوا في مرة من المرات بشكل مصادفة أنهم صادقون دوما والدليل أنك تجدين هؤلاء المنجمين أناسا فقراء وحالتهم صعبة فكان الأولى بهم تحسين وضعهم قبل تحسين وضع الآخرين .
حالة خاصة جدا
تحدثت لنا احدى المواطنات (رفضت التصريح بإسمها) وروت حكاية قد تبدو غريبة نوعا ما لكنها علقت على حكايتها أن بعض هؤلاء المنجمين يبحثون عن تقديم المساعدة ورأب صدع الأسرة وقد لا نتفق بتسميتهم منجمين وتابعت حديثها قائلة : لقد مررت بفترة عصيبة في علاقتي مع زوجي حيث أهمل البيت والأبناء وإتبع رفقاء السوء والسهر ومرافقة احدى فتيات الليل وبدأ يصرف عليها وأهملنا تماما فلجأت لأحد المنجمين وطلب مني مبلغا كبيرا من المال لم أستطع تجهيزه فأشارت على صديقة للتحدث مع آخر معروف بمساعدته للأسر وفك ضيقها واكتشفت أنه يقول لي ما حدث معي وكأنه يعيش بيننا وطلب مني بعض التصرفات وقراءة القرآن وتتبعت توجيهاته إلى أن عاد زوجي إلى رشده وعادت السعادة إلى بيتنا ورفض هذا الرجل أي مقابل من المال مقابل خدماته لنا وعرفت أنه يقدم الخير لمن يحتاجه مقابل مرضاة الله فقط .
ومصداقا لكلامه حاولت الاتصال بهذا الرجل لكنه لم يجب على اتصالاتي المتكررة وبقى تعليق تلك المواطنة يرن في أذني أن هناك أمورا كثيرة تحدث بإذن الله لنا فيها من العبر الكثير وهو يسخر بعض الناس لخدمة الآخرين شعارهم الصدق وخدمة المجتمع بلا أي مقابل وأكملت أن هذا الرجل الصالح اسمه صالح وهو معروف عند الكثيرين ويلجأ له الكثيرون ثقة وحبا وتقديرا لشخصه.
تنجيم بلا علم
لا نستطيع أن نفي عالم التنجيم حقه لكن المؤكد أنه موجود بيننا وعبر إعلامنا المرئي والمسموع والمقروء سواء صدقه البعض أو كذبه البعض الآخر ويبق الجميع يدور في دائرته بين مكذب ومصدق وبين متابع وغير مهتم في كل مكان وكل زمان .
http://azzamn.org/news_details.php?id=40336&dt=&st=published
التنجيم والأبراج بين التصديق والكذب
كتبت - رحاب الهندي
من منا لم يشرب فنجان قهوته الصباحية ليقلبه ثم يتأمل فنجانه المقلوب بخطوطه السوداء المتعرجة محاولا اكتشاف المجهول من حياته خلال فك طلاسم تلك الخطوط السوداء المتعرجة بحثا عن أمل في معرفة ما لشيء ما بغض النظر عن التكذيب والتصديق.
كثير من الناس يبحثون عن معرفة المجهول رغم إيمانهم العميق أن المجهول علمه عند الله وحده ومع ذلك يبتسمون حاملين وهم لحظات من اللعب ليس إلا للتسلية فقط وهنا لا فرق كبير بين الرجال أو النساء فلكل بحثه ولكل أسبابه ورغم الاتهامات التي توجه غالبا للعالم العربي أنه مغرق بعالم التنجيم وكشف البخت كما يقولون إلا أن الحقيقة المكتشفة من خلال البحث في محرك جوجول يجعل حقيقة التنجيم شائعة في كل المجتمعات الإنسانية بدءا بأمريكا القوى العظيمة وصاحبة الاكتشافات العلمية الباهرة إلى أصغر مجتمع إنساني في العالم الكل في عالم التنجيم سواء والاختلاف يكمن بالنسب فقط.
عالم التنجيم
كثيرة هي الأبحاث عن عالم التنجيم وكشف البخت فهناك طرق متعددة منها الأكثر شيوعا كقراءة الفنجان والكف ومنها مـا يستخدم بشكل أقل شيوعا كقراءة الحصى الملقاة على الأرض وقراءة الملح أو قراءة روث الحيوانات ! وبعضها يلجأ لكتب خاصة يرفض قارئ التنجيم الكشف عن محتواها وبعضهم يقرأ عن طريق القواميس المختلفة ويلجأ البعض لقراءة في القرآن الكريم وبتطور العلم والحياة تطورت أيضا أساليب المنجمين فهناك طريقة الرسم وطريقة ورق اللعب وطريقة ورق خاص لكل ورقة رسومها الخاصة وأيضا طريقة الأعداد الحسابية والبحث في عالم الفلك والنجوم والأبراج وهذه الطريقة انتشرت بشكل مكثف بتشجيع من الإعلام الفضائي فكل قناة إعلامية احتكرت لنفسها أحد المنجمين كل بطريقته الخاصة رغم أن الأكثر انتشارا أصحاب علم الأبراج والفلك وتجدهم منتشرين أيضا عبر الشبكة العنكبوتية يرسلون للمشترك عناوينهم وأرقامهم مقابل مبلغ من المال ولكن يبدأون بإغراء المشترك بمجموعة من الأخبار والرؤى والاكتشاف حتى يتشجع ويبدأ بإرسال المال لهم من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ومن اجل كشف طالعهم .
عالم كبير جدا
مهما حاولنا البحث والكتابة عن هذا العالم فهو أكبر بكثير من أن نستوفيه حقه بالكتابة عنه فكل عالم من عوالم التنجيم يحتاج لأكثر من وقفة واحدة فما بالنا ونحن نحاول أن نجمع كل ما نبحث عنه في استطلاع واحد؟.
الإحباط سبب رئيسي
لو تساءلنا عن سبب رئيسي للبحث عن عالم التنجيم واللجوء إليه لاكتشفنا إجابات متعددة ففي جلسة جمعتني بمجموعة كبيرة من الناس باختلاف الأعمار والثقافات كانت إجاباتهم مختلفة خاصة أولئك الذين يهتمون بهذا العالم أما الذين صرحوا بأن المسألة مجرد ضحك على الذقون فأخرجتهم من دائرة الحديث قال لي خميس المعشري (28 موظف) ضاحكا : بصراحة أنا شخصيا أتابع كل ما يختص بعالم الأبراج وأتتبع ما تتحدث به الفضائيات بما يخص برجي ومن خلال هذه المتابعة أكتشف الكثير (ويستمر ضاحكا) أنا من برج الدلو ولي إبن عم أيضا من برج الدلو رغم أن طبائعنا مختلفة وحتى سلوكياتنا مختلفة أيضا إلا أن قول التنجيم هو واحد لكلينا وأكتشف أيضا أن برجي حين يقول لي مثلا ستتفوق في مسألة ما أجد أن الأمور انعكست ضدي وبالعكس إذا قيل لي أن يومك سيئ سأكتشف أن ذلك اليوم كان الأفضل صدقيني أنني لا أؤمن بمثل هذه الأقوال إيمانا كاملا لكني أحب أن اتابع الأبراج من باب الفضول وإذا كنت محبطا من مسألة ما .
أما زوجته نصرى بنت الحميدي فأجابت : بصراحة كنت أتابع دوما عالم الأبراج لكنني قرأت مرة أن لا يوجد توافق بين برجي الدلو والحوت وخاصة في الزواج فتأكدت أن هناك كذبا أكيدا فأنا من برج الحوت وعلى توافق تام مع زوجي من برج الدلو واستماعي لما يقوله البرج مجرد تسلية لا أكثر ولا أقل فلست ممن يؤمنون بهذه الأمور أبدا فكل شيء من علم الله وحده لكن لي صديقة مقربة لديها إلمام واهتمام بهذه المسألة لدرجة أنها تنتظر عالم الأبراج لتتصرف وفق رؤية برجها لها وأحاول إقناعها بأن ما تسمعه مجرد أكاذيب لكنها لا تسمع كلامي وحاولت في احد الأيام أن أبرهن لها ذلك بلا فائدة فقد أخبرتها عالمة التنجيم في احدى الفضائيات أن يومها سيكون سعيدا وبنفس اليوم وفي قناة أخرى أخبرتها عالمة التنجيم الأخرى أن يومها سيكون محبطا وأعتقد أننا نصدق كلام من يحمل في طيات كلامه لنا أملا فقط .
وقد أكد حديث الزوجين مجموعة الحضور الآخرين بين من يصدق كلام المنجمين لكن بعلامات استفهام عن اختلاف الكلام للبرج الواحد في اليوم الواحد .
الحالة العُـمانية
يتناول المجتمع العماني عالم التنجيم والابراج وهذا ما كشفته كثير من قصص الكتاب والروايات العمانية المختلفة حيث قدم الكتاب من خلال قصصهم بعضا من هذا التأثير أو الترابط بحيث يشكل لديهم جزءا من الوعي الجمعي والتراثي في القديم والحديث والبعض لديهم قناعة راسخة بهذا الأمر .
ورغم اختلاف عالم الجن عن عالم الأبراج وكشف الطالع إلا أن عزيزة الحبسية (موظفة) قالت أن هناك شيئا ما يسكن الناس وخاصة في القرى عن عالم الجن والعفاريت بحيث أن من الممكن معاقبة البعض أو مكافأته حسب صدقه أو تكذيبه لهذه المسائل وتتابع عزيزة حديثها أن هناك قصة حدثت في قريتها منذ أكثر من 20 عاما لصبي تجاوز الـ 10 سندات من عمره حين اختفى لأكثر من يومين من مكان رعيه لأغنام أبيه وبحث عنه كل أهالي القرية حتى أيقنوا أنه مات أو سقط في الوادي لكنه ظهر لهم بعد ذلك ولديه جرح واضح في رقبته عند الحنجرة وأيقن الناس أن هذا عقاب لأبيه من الجن ولم يستطع أحد أن يعرف الحقيقة وماذا حدث له بالضبط وهو مازال موجودا للآن في القرية يتصدق عليه الناس ولا يجرؤ أحد سؤاله عما حدث له تلك الليلة رغم أن البعض في أثناء بحثهم عنه كان يؤكد سماع صراخه.
وحين سألتها ما علاقة هذا بعلم التنجيم وكشف الطالع: أجابت هناك من يقول أن من لا يصدق بوجود هذه الأشياء يعاقب ! وحين طلبت منها أن أرى هذا الشخص قالت لن تستطيعي رؤيته فلا مكان محدد له ولا زمان.
ضريح وآمال
بالقرب من قصر البستان وفي مقابلة بالضبط وأمام البحر واتساعه وجمال المنظر هناك ضريح لولي من الأولياء كما يقول عنه سكان المنطقة يبدو القبر مرتفعا عن سطح الأرض قليلا وفوقه مجموعة من الأحجار الصغيرة والأوراق المحترقة وخصلات شعر ومجموعة من شرائط الأقمشة بصراحة لم أستطع فك هذه الرموز ولم أر أحدا قرب هذا الضريح فهو مهمل نوعا ما ويبدو وحيدا في منطقه خالية من الناس رغم رؤيتنا لشبه قصر أعلى التلة ومساكن تبعد حوالي 500 متر عن المكان لكن ما لفت الانتباه ذلك الصمت المخيم على المكان ولا صوت إلا لانكسار أمواج البحر القريب جدا من الضريح وحين حاولت الحديث مع أحد ولم أجد حدثتني زميلة عمل سابقة (نفضل عدم ذكر اسمها) بقولها هذا المكان يأت له بعض الناس تيمنا ومباركة وأملا في أن تتحقق أمنيات البعض وما ترينه من رموز هي علامات لنوع أشبه بتقديم بالقرابين لهذا الضريح حتى يحقق لهم أمنياتهم ومطالبهم إنه اعتقاد راسخ عند البعض.
قراءة الفنجان
لا تبدو مسألة قارئة الفنجان سهلة فالكثير يمتنع عن ذكر هذه الأمور خوفا من مغبة الوقوع في مشاكل هو في غنى عنها لكن رغم ذلك همست إحداهن أن هناك قارئة للفنجان مقابل خمسة ريالات في احدى المناطق ويبدو أن الخوف من مشاكل لا أعرف عقباها انتقلت إليّ إضافة أن الـ 5 ريالات مبلغا لا أراه بسيطا لأدفعه لامرأة تقرأ لي ما لا أصدقه.
كذب المنجمون ولو صدقوا
كثير ممن سألتهم عن عالم التنجيم ابتدأ حديثه بهذا الكلام الصادر عن أفضل خلق الله وهو سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومنهم من أبدل كلمة صدقوا بكلمة صدفوا وقد أسهب لنا بالحديث عن هذا الموضوع الأستاذ هلال بن محمد بقوله: يلجأ البعض للبحث عمن يطمئن قلبه عن شيء ما يزعجه وقد يصدف فعلا أو كما يحلو للباحث أن يقول أن المنجمين صدقوا بما قالوه له لكن الحقيقة أنه يوهم نفسه بصدق كلامهم لأنه بحاجه لأن يصدقهم خاصة إذا انتهت مشكلته أو معاناته بشكل إيجابي ولا يعني أنهم صدقوا في مرة من المرات بشكل مصادفة أنهم صادقون دوما والدليل أنك تجدين هؤلاء المنجمين أناسا فقراء وحالتهم صعبة فكان الأولى بهم تحسين وضعهم قبل تحسين وضع الآخرين .
حالة خاصة جدا
تحدثت لنا احدى المواطنات (رفضت التصريح بإسمها) وروت حكاية قد تبدو غريبة نوعا ما لكنها علقت على حكايتها أن بعض هؤلاء المنجمين يبحثون عن تقديم المساعدة ورأب صدع الأسرة وقد لا نتفق بتسميتهم منجمين وتابعت حديثها قائلة : لقد مررت بفترة عصيبة في علاقتي مع زوجي حيث أهمل البيت والأبناء وإتبع رفقاء السوء والسهر ومرافقة احدى فتيات الليل وبدأ يصرف عليها وأهملنا تماما فلجأت لأحد المنجمين وطلب مني مبلغا كبيرا من المال لم أستطع تجهيزه فأشارت على صديقة للتحدث مع آخر معروف بمساعدته للأسر وفك ضيقها واكتشفت أنه يقول لي ما حدث معي وكأنه يعيش بيننا وطلب مني بعض التصرفات وقراءة القرآن وتتبعت توجيهاته إلى أن عاد زوجي إلى رشده وعادت السعادة إلى بيتنا ورفض هذا الرجل أي مقابل من المال مقابل خدماته لنا وعرفت أنه يقدم الخير لمن يحتاجه مقابل مرضاة الله فقط .
ومصداقا لكلامه حاولت الاتصال بهذا الرجل لكنه لم يجب على اتصالاتي المتكررة وبقى تعليق تلك المواطنة يرن في أذني أن هناك أمورا كثيرة تحدث بإذن الله لنا فيها من العبر الكثير وهو يسخر بعض الناس لخدمة الآخرين شعارهم الصدق وخدمة المجتمع بلا أي مقابل وأكملت أن هذا الرجل الصالح اسمه صالح وهو معروف عند الكثيرين ويلجأ له الكثيرون ثقة وحبا وتقديرا لشخصه.
تنجيم بلا علم
لا نستطيع أن نفي عالم التنجيم حقه لكن المؤكد أنه موجود بيننا وعبر إعلامنا المرئي والمسموع والمقروء سواء صدقه البعض أو كذبه البعض الآخر ويبق الجميع يدور في دائرته بين مكذب ومصدق وبين متابع وغير مهتم في كل مكان وكل زمان .
http://azzamn.org/news_details.php?id=40336&dt=&st=published
المرفقات
-
شعار الزمن1.jpg