الصلاة

فتى الاحلام

¬°•| عضو مميز |•°¬
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
232
العمر
32
الإقامة
في احلام البنات النائمات
الصلاة عمود الإسلام والمظهر الأكبر لصبغة الله على عباده (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون) فبإقامتها والمداومة عليها يعرف المسلم وينفصل عن غيره ممن ليس على دين الحق، ولذلك قال النبي ص: «إن بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة» (رواه مسلم) وهي العبادة التي بها يحدد العبد صلته بربه كل حين، إذ يصلي خمس مرات في اليوم بين مختلف أوقاته فلا تنقطع صلته بالله سائر يومه، ومن ثم قال في الحديث القدسي: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل حمدني عبدي قإذا قال الرحمن الرحيم قال الله مجدني عبدي فإذا قال ملك يوم الدين قال الله عظمني عبدي فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل..» الخ (رواه مسلم).
وقد رتب الله عليها من فضله العظيم ووعد على أدائها من عطائه الواسع ما ينال عبده في دنياه وآخرته، فالصلاة سبيل العبد إلى استحقاق عون الله وسنده وتأييده، كما أفاده قول الله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)، وقوله تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) وكان النبي ص إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة (رواه أبو داود وفيه ضعف) أي أنه ص كان يلتمس فرج الله وعونه على ما أهمه من أموره بالفرار إلى الصلاة، وهو من الفرار إلى الله الذي أمر به سبحانه إذ قال: (ففروا إلى الله..).
والصلاة من أول الأعمال التي توجب لصاحبها أن يكون الله معه وليا يحميه وينصره ويحفظه، فقد قال عز وجل : (وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار) ويقول النبي ص: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم» (رواه مسلم) يعني أن من صلى الصبح التي هي أولى صلوات النهار فهو في حفظ الله وحمايته وعهده فلا يتعرض له أحد بسوء فيعرض نفسه لعقاب الله وانتقامه.
والصلاة بشرطها وحقها تطهر النفس وتزكي الإنسان وتيسر له فعل الفضائل وتعسر عليه الوقوع في الرذائل، وفي ذلك يقول سبحانه: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، ويقول عز وجل: (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون)، ويقول: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)، يعني أن الصلوات الخمس ـ وهي الصبح الواقعة في أول طرف النهار والظهر والعصر الواقعتان في أول طرف المساء، والمغرب والعشاء الواقعتان في غرة الليل وأول ساعاته تذهب سيئات المصلي وتمحو ذنوبه مادام محافظا على صلاته، وفي الحديث: «مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر ـ كثير المياه ـ على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات»(رواه مسلم).
والصلاة أفضل الأعمال وأعظمها منزلة عند الله وأكثرها ثوابا، فعن أبي مسعود قال: «سألت النبي ص أي الأعمال أفضل قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي؟ قال بر الوالدين، قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله» (متفق عليه).
ولا يكون للصلاة أثرها المطلوب ولا ينال العبد ما وعد عليها من رفيع المنزلة عند الله عز وجل إلا إذا قام بها حق قيامها وأداها بشروطها وأركانها وحقها، وكان مقيما لها كما أمر ربه عز وجل بقوله: (وأقم الصلاة) وقوله: (وأقيموا الصلاة)، وقوله تعالى: (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة...)الخ.
وقوله سبحانه: (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المومنون حقا)، وقوله عز وجل: (وبشر المخبثين (المطمئنين إلى ربهم الواثقين بوعده) الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون). فكلما ترد الصلاة في كتاب الله إلا مقرونة بالأمر بإقامتها، التي تعني الإتيان بكل ما تستلزمه الصلاة من شروط وأركان وواجبات، كما بينه حديث النبي ص إذ قال: «خمس صلوات افترضهن الله تعالى من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن فأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له عند الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه» (رواه أبو داود) وهكذا نفهم من الحديث أن إقامة الصلاة تتحقق بعدة خصال نجمعها في عرض وجيز.
الخصلة الأولى تطهير بدن المصلي وثوبه ومكان صلاته من النجاسة فلا يدخل في الصلاة إلا وهو متطهر منها في أحواله الثلاث، ما لم يكن عاجزا أو مريضا.
الثانية إسباغ الوضوء والغسل من الجنابة والحيض، فإذا توضأ المصلي واغتسل غسلا واجبا أحسن تطهره وأتمه دون انتقاص أو إخلال.
الثالثة، اللباس الساتر للبدن كله في الصلاة، فلا يدخل المسلم في صلاته إلا وهو في لباس كامل يغطي منكبيه إلى ساقيه، فالله عز وجل يقول: (يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)، أي خذوا عليكم ثيابكم الجميلة عند الصلاة، وبين النبي ص المراد من الآية بقوله: «لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء» (رواه الشيخان).
الرابعة، المحافظة على وقت الصلاة، فيحرص المسلم على أداء صلاته في وقتها الشرعي ولا يخرجها عنه إلا مغلوبا بنوم أو نسيان وحينئذ يصليها إذا ذكرها كما أمر بذلك النبي ص.
الخامسة، الأذان للصلاة فإذا كان المصلي أو جماعة، وهو للجماعة أوجب وفي الحديث: «يعجب ربك من راعي غنم في رأس جبل يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة» (رواه أبو داود والنسائي).
السادسة، السترة بين يدي المصلي إذا كان فردا أو إماما وهي من سنة النبي ص التي كان يحرص عليها في صلاته إذا كان في سفر أو صلى في فضاء من الأرض ولو في حضر.
السابعة، أن يصلي على الصفة التي كان يصلي عليها رسول الله ص عملا بقوله ص: «صلوا كما رأيتموني أصلي».
الثامنة، إتمام أركان الصلاة من قيام وركوع وسجود وجلوس وإعطاء كل ركن منها حظه من الاعتدال والاطمئنان.
التاسعة، الخشوع في الصلاة، وهو تذلل العبد لله عز وجل في صلاته وتفرغه لها وإقباله عليها بقلبه ولسانه وجوارحه، ولكي يتم الخشوع للعبد في صلاته نهى النبي ص عن صلاة الحاقن الذي يصلي وهو يدافع البول أو الغائط، كما نهى ص أيضا عن الصلاة إذا حضر الطعام وأمر بتقديمه على الصلاة، ونهى ص أيضا أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي، فلا يكون في جهة قبلته ما يلهيه في صلاته من صور ونقوش وغير ذلك من مظاهر اللهو والزينة.
العاشرة، ترتيل القرآن في الصلاة عملا بقول الله عز وجل: (ورتل القرآن ترتيلا)، فإذا قرأ المصلي فاتحة الكتاب وغيرها من القرآن في صلاته قرأ قراءة بينة ومتأنية لاسرد فيها ولا استعجال، فإن ذلك أعون له على التدبر وأقرب للخشوع.
الحادية عشرة، الصلاة في الجماعة ولا سيما لمن يسمع الأذان إذ أن حضورها حينئذ يكون واجبا عليه كما أفادته الأحاديث الواردة في ذلك. ومن المعلوم أن الصلاة في الجماعة تزيد على صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة كما جاء الحديث بذلك.
الثانية عشر، تسوية الصفوف في الصلاة، إذ أن اختلال الصف واعوجاجه يتسرب إلى الصلاة ويؤثر في كمالها ومضاعفة ثوابها كما ورد ذلك عن النبي ص في عدة أحاديث في هذا الباب.
الثالثة عشر، اختيار الإمام الأمثل الذي يكون أفضل الجماعة تدينا وخيرهم تفقها في الدين، كما أمر بذلك النبي ص.
الرابعة عشر، المحافظة على صلاة الجمعة والمداومة على حضورها ما لم يكن للمسلم عذر شرعي يمنعه من إتيانها، من مرض أو مطر أو خوف على عمل أو سفر، ففي الحديث:»من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه» (رواه أحمد والحاكم) وأنى يكون المرء مقيما للصلاة ومقبولا لدى ربه وهو مطبوع على قلبه، فهو من الغافلين.
الخامسة عشر، القيام بالنوافل التابعة للصلاة والتي شرعت لتكون جبرا لما يقع في الفريضة من نقص وإخلال فهي متممة للصلاة المكتوبة ومعدودة من إقامتها، فقد قال النبي ص: «إن أول ما يحاسب به العبد من عمله صلاته يقول ربنا للملائكة وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم انتقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذلك»(رواه أحمد والنسائي).
الشيخ عبد الباري الزمزمي
 

شووق قطر

¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
إنضم
29 سبتمبر 2009
المشاركات
27,429
الإقامة
قـــلــبي""الـــدفــــنــــه""
جزآك الله خير
وجعله بموآزين حسنآتك
 

ورد وردي

¬°•| عضو مميز |•°¬
إنضم
19 مايو 2010
المشاركات
243
العمر
33
الإقامة
بيت ابوي
جزيت خيرا على مانقلت وافدت...
 

ЄỉмΘωεllά

¬°•| مُشرِفَة سابقة |•°¬
إنضم
17 ديسمبر 2009
المشاركات
1,567
الإقامة
سحبها الكفيل لعنبوه :@
ربيٌِ يجزآكٌِ ـآلفردوسٌِ الآعلىٌِ
اخويهٌِ ..~

دمتٌِ ع خيرٌِ
لِآخلآ ولِآعدم من هآلطلهٌِ }~
 
أعلى