ـ شِفاءً .. ورحمة !

ذات أثر

الفرَيق الإدِاري
طاقم الإدارة
إنضم
13 يوليو 2008
المشاركات
30,989
الإقامة
وَ كَيْفِ لِرَاحِلْ أنْ يُقِيمْ ؟!



{ وأنزلنا إليكم نورا مبينا }





عن عطاء قال: " دخلتُ على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز ،
فقلت لها :

يا بنت عبد الملك ، أخبريني عن أمير المؤمنين ،
قالت : " أفعل، ولو كان حيّاً ما فعلت !

إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس ، كان يقعد لهم يومه ،
فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله ،
إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه ،
فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ، ثم قام فصلى ركعتين ،

ثم أقعى واضعاً رأسه على يده تتسايل دموعه على خده ،
يشهق الشهقة فأقول : قد خرجت نفسه ، وانصدعت كبده ،
فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح ، ثم أصبح صائماً ،
قالت: فدنوت منه. فقلت :
" يا أمير المؤمنين ، رأيت شيئا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك ، فما كان منك ؟

" قال: " أجل، فدعيني وشأني وعليك بشأنك " ،
قالت: فقلت له : " إني أرجو أن أتعظ "
قال: " إذن أخبرك، أني نظرت إليّ فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها ،
وأسودها وأحمرها ،
ثم ذكرت الغريب الضائع ، والفقير المحتاج ،
والأسير المفقود
وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض ،

فعلمت أن الله سائلني عنهم ، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيناي ،
ووجل له قلبي ، فأنا كلما ازددت لها ذكراً ازددت لهذا وجلاً ،
وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي " .










-- { جنّة خضراء




 
أعلى