مياه الشرب المعبأة تحت أشعة الشمس الحارقة والمستهلك الضحية

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
مياه الشرب المعبأة تحت أشعة الشمس الحارقة والمستهلك الضحية
بتاريخ 8 يوليو, 2013 في 07:25 صباح

مسقط ــ الزمن: تشهد معظم ولايات السلطنة خلال هذه الفترة ارتفاعا في درجة الحرارة, حيث تصل إلى درجات عالية من الحرارة تكاد لا تطاق, وهذا أمر اعتدنا عليه في مثل هذه الأوقات من كل عام,
والسبب هو الموقع الجغرافي للسلطنة وكذلك دخول فصل الصيف, كما تشير التوقعات من الأرصاد الجوية بصيف طويل وحار هذا العام, مما يجعل الإنسان يحتاج لشرب كميات كبيرة من المياه ومنها بطبيعة الحال تلك المعبأة في قنينات بلاستيكية والتي تتعرض لأدنى اشتراطات التخزين الصحيح.
وحول هذا الموضوع يقول عبدالله بن سالم بن مسلم الغيلاني الباحث و المتخصص في مجال المياه: تفضل شريحة لا باس بها من الناس استهلاك المياه المعبأة في علب بلاستيكية عن تلك المياه الموزعة بواسطة الحكومة ولهم مبرراتهم في ذلك, ولكن بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند استخدام المياه المعبأة, بسبب المخاطر الصحية التي من الممكن أن تنتج عن تعرض القنينات البلاستيكية لأشعة الشمس والحرارة العالية ، والتأكد من اشتراطات حفظها في مكان بارد وعدم تعرضها للشمس والحرارة، إذ أن تعرضها للحرارة يؤدي إلى تفاعل المادة البلاستيكية المصنوع منها القنينات البولي – إيثيلين تيريفثالات (PET) القابلة للتحلل، التي قد ينتج عنها مواد مضرة بالصحة, ويرجع ذلك إلى أن الحرارة تتفاعل مع المواد الكيميائية في البلاستيك الموجود بالعبوة وتقوم بتحرير مادة خطرة يطلق عليها (الديوكسين) وهي مادة شديدة الخطورة على خلايا أجسامنا, سببة الفشل الكلوي وأمراض الدم وغيرها،وقد يؤدي لاحقا إلى إدخال متغيرات على مذاق المياه وحتى تركيباتها الكيميائية ولذلك من الواجب النصح بعدم شرب هذه المياه إذا تعرضت لأشعة الشمس و الحرارة .
والواقع المرير الذي نعيشه هنا في السلطنة بكل تفاصيله, لا يمت بالاشتراطات الصحية الواجب توافرها في هذا الشأن بصلة لا من قريب ولا من بعيد, على سبيل المثال تتعرض القنينات المحتوية على المياه المعبأة للحرارة الشديدة خلال تخزينها في مخازن شركات تعبئة المياه نفسها والتي تفوق في كثير من الأحيان 50 درجة, علاوة على طرق نقل هذه المياه عبر ناقلات مفتوحة وغير مكيفة, وهي بطبيعة الحال غير مناسبة لنقل هذا العنصر المهم و الحيوي الذي يعلم القاصي والداني أنه يتأثر بالحرارة وأشعة الشمس المباشرة, ولتستمر الرحلة المهينة لعنصر الحياة, ليبدأ فصل آخر من المهانة, وهذه المرة في منافذ البيع, حيث تخزن عبوات المياه لشهور طويلة في مخازن تفتقر لأبسط الاشتراطات الواجب توافرها في مثل هذه الظروف, وتحت ظروف تخزينية لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال الأمر الذي قد يساهم في فقدان جودتها, و لم تنته هذه الرحلة القاسية المهينة حيث يتم تخزين مجموعة من صناديق المياه خارج محلات البيع أو على قارعة الطريق وفي فضاءات غير منظمة تحت أشعة الشمس مباشرة, علاوة على درجات الحرارة المرتفعة وغيرها من الظروف البيئية القاسية, ثم تقدم هذه المياه داخل المحلات على أنها مياه صحية باردة نقية تسقي العطش وتروي الضمأ, ومع حلول فصل الصيف خاصة نحث المستهلكين بعدم اقتناء المياه المعدنية من الدكاكين و المحلات التي لا تطبق شروط التخزين والعرض وخاصة تلك العبوات التي تحمل علامات تكسير أو تلك التي تتضمن جسيمات عائمة وظاهرة بداخلها
 
أعلى