ضبط 31 ألف كيس أرز متلاعب في صلاحية إنتاجها بــ "صحم"

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
ضبط 31 ألف كيس أرز متلاعب في صلاحية إنتاجها بــ "صحم"


د . سعيد الكعبي :
نكتشف يوما بعد يوم ما يندى له الجبين من ممارسات بغيضة
عبدالرحمن القاسمي: جريمة في حق الوطـن والمـواطن
مسقط ــ الزمن :
تمكنت إدارة الهيئة العامة لحماية المستهلك بمحافظة شمال الباطنة من ضبط مؤسسة موزعة للأرز تقوم بالتلاعب في نوع من أنواع الأرز الذي تم الإعلان عن سعره وشكله وحجمه سابقا إلى إعادة تعبئته في أكياس بمسمى آخر وسعر أعلى مع تعديل تاريخ الإنتاج مستفيدة بذلك من فارق السعر لتحقق فارق سعر بين 4 أو5.500 ريالات عمانية من كل كيس، حيث تمكن أفراد الضبطية من ضبط أعمال تلك المؤسسة في مخزنين كبيرين في ولاية صحم يحتويان على ما يزيد عن (31) ألف كيس من الأرز جاهزة للتوزيع في ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة وباقي محافظات السلطنة.
وقد أكد الدكتور سعيد بن خميس الكعبي رئيس الهيئة العامة لحماية المستهلك أن ما نراه من حقائق التلاعب في الأسواق تكشف مدى غياب البعد الرقابي وما تولد عنه من استسهال البعض لعمليات الربح السريع وإن كانت على حساب الكثير من القيم والأخلاقيات التي عرفت عن السوق العماني ، فالعمانيون منذ القدم استطاعوا بفضل تجارهم الأخيار الطيبين الحريصين على إقامة الحق والعدل في ممارساتهم التجارية نشر الإسلام في مختلف أرجاء المعمورة ، وها نحن نكتشف يوما بعد يوم ما يندى له الجبين من ممارسات بغيضة لا تضع حدا أدنى لمعايير التعاملات التجارية ، الأمر الذي يشير إلى أن هنالك العديد من العمالة الوافدة التي فتح لها هذا الوطن أبوابه ليعيشوا على أرضه وتحت سمائه وينعموا بخيراته ومقدراته كأنهم أبناء وطن ، وليس هنالك أكثر دلالة على سماحة هذا الوطن وقيادته من جعلهم ينعمون بكل ما ينعم به المواطن العماني من دعم حكومي كامل في مختلف جوانب الحياة سواء في السلع الأساسية المدعومة والمقدمة من قبل الحكومة أو في الكهرباء والمياه والغاز والوقود والتي تدعمها الحكومة بمبالغ طائلة وهم فيها شركاء مع المواطن العماني دون تمييز ، ومما يدمي القلب أن هنالك مسميات عمانية نجدها تقف شريكا مع أمثال هؤلاء في الكثير من الحالات ، وأكد الدكتور أن هذه القضية وغيرها من القضايا تفتح المجال على مصراعيه لنقف وقفة صادقة فيما يرتبط بتوفير سلع آمنة وسليمة من الغش لمواطنينا ومستهلكينا ، وأهمية العمل على أن تتكاتف الجهود بصورة عاجلة من أجل الارتقاء بمستويات الرقابة الميدانية للأسواق وإعادة صياغة القوانين لتكون أكثر ردعا لكل من تسول له نفسه التلاعب بأقوات الناس ، وضرورة العمل بصورة جماعية لضمان وضع غذاءنا وغذاء أطفالنا وطعامهم في أيادي أمينة تستطيع أن تكون أكثر أمانة وصدقا في تعاملاتها ، ويمكن أن نلجأ الى أن تتولى الحكومة توفير السلع الأساسية ولو بسعر السوق ضمانا لجودتها وسلامتها ومصداقيتها كما هو معمول به في الكثير من دول العالم ، ودعا الكعبي الجميع إلى التعاون مع الهيئة من أجل تحقيق الأهداف السامية التي من أجلها جاء إنشاء الهيئة، مشيدا بجهود جميع العاملين في الهيئة والذين يعملون ليلا ونهارا من أجل أداء الأمانة الملقاة على كواهلهم ويبذلون قصارى جهدهم من أجل أداء رسالتهم ، وخدمة مجتمعهم ووطنهم .
وحول تفاصيل هذه القضية أوضح عبد الرحمن بن سالم بن حمدان القاسمي مدير إدارة حماية المستهلك بمحافظة شمال الباطنة بأن الواقعة بدأت في تلقي الإدارة للعديد من البلاغات والشكاوي حول ارتفاع أسعار بعض نوعيات الأرز البسمتي إضافة إلى قلة جودتها وانحصار هذا الارتفاع في نوع معين من الأرز ، وبعد المتابعة الميدانية والانتقال إلى الأسواق ومقارنة ومطابقة الأسعار من قبل قسم خدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق وقسم المعلومات ودراسات السوق تم التأكد من وجود مخالفة لاحدى المؤسسات العاملة في هذا المجال حيث رفعت سعر الأرز من سعر 19.500 ريال عماني إلى 23.500 ريال عماني الأمر الذي تم عليه استدعاء مدير المؤسسة والذي بدوره تعهد بإرجاع السعر إلى سعره السابق إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد حيث تلاحظ اختفاء ذلك النوع من الأرز من أسواق المحافظة وفجأة ظهر نوع جديد من الأرز بمسمى تجاري جديد يباع بسعر اعلى من النوع المختفي من الأسواق الأمر الذي اثار شبهة وجب التحقق منها وبعد البحث والتقصي عن مصادر توزيع الأرز في أسواق المحافظة تم التوصل إلى مخزن غير مرخص لتوزيع وتسويق الأرز يخص مؤسسة اتخذت من مزرعة ما مخزنا لتخزين الأرز وتسويقه منذ قرابة الـ 20 عاما.
وبالانتقال إلى مقر الواقعة تم التيقن من قيام المؤسسة باستيراد نوعيات من الأرز تحت مسمى تجاري متداول ومعروف قيمته بالأسواق والتي تبدأ من (18) ريالا عمانيا وتقوم بتفريغه وإعادة تعبئته في أكياس جديدة باسم تجاري مستحدث ومن ثم تسويقه للمستهلكين بسعر 23.500 ريال عماني في محاولة منها لتضليل المستهلك ، وبذلك تكون قد خالفت المادة 16 من قانون حماية المستهلك والتي تنص على ضرورة إمداد المستهلك بمعلومات صحيحة وحقيقية عن جودة السلعة أو الخدمة والبعد عن مزاولة أعمال الدعاية الزائفة أو المضللة، إضافة إلى ممارستها لأعمال التلاعب بالأسعار والمضاربة غير المشروعة التي جرمتها المادة 295 من قانون الجزاء العماني.
مداهمة المخزن
وأكمل عبد الرحمن بن سالم بن حمدان القاسمي مدير إدارة حماية المستهلك بمحافظة شمال الباطنة حديثه قائلا : بحمد من الله وتوفيقه تم اتخاذ الإجراءات القانونية في هذا الشأن حيث قام مأموري الضبط القضائي بالانتهاء من مرحلة جمع الاستدلالات والمعلومات المتعلقة بهذا المنتج ومن ثم تمت مداهمة هذا المخزن غير المرخص بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص كالادعاء العام وشرطة عمان السلطانية حيث وجد انه يمارس عملية التزوير بتواريخ هذا المنتج والتلاعب بالأوزان وإعادة التعبئة من منتج إلى آخر وهذه جريمة في حق هذا الوطن والمواطن على حد سواء وأشار القاسمي إلى حجم وكبر هذا الجرم من حيث الغش والتدليس وإخفاء الحقيقة وعدم التحلي بقواعد حرية الاختيار والمصداقية والأمانة والشفافية التي نص عليها قانون حماية المستهلك مشيرا إلى أن حجم كميات الأرز التي تم إعادة تعبئتها والمعدل تواريخ إنتاجها والتي بلغت (31) الف كيس وهذا الرقم يعد كبيرا جدا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار المتضررين من المستهلكين سيما وان جل المجتمع يستخدم هذه السلعة يوميا وذلك من خلال الدراسات العلمية والتي خلصت بأن هذه السلعة الاولى للمستهلك العماني ضمن العشر السلع الأساسية للمستهلك في السلطنة وفق الدراسات التي أجرتها الهيئة.
هذا وتلاحظ من خلال المداهمة وجود أكياس جديدة غير مستعملة تحمل تواريخ حديثة لإنتاج المحصول وبعد سؤال المخالفين أكدوا قيام المؤسسة بتفريغ الأرز المعبأ من أكياس تحمل تواريخ إنتاج محصول قديم وإعادة تعبئته في أكياس تحمل إنتاج محصول حديث ، حيث وجدت أكياس عديدة تحمل إنتاج محصول فبراير 2012م تم استبدالها بأكياس تحمل إنتاج محصول ديسمبر 2012م وبذلك تكون المؤسسة قد خالفت المادة 3 من قانون حماية المستهلك .
مما يجدر الإشارة إليه أن مأموري الضبط القضائي تمكنوا من ضبط المعنيين بالمؤسسة بالجرم المشهود أثناء قيامهم بالممارسات غير المشروعة وتم سؤالهم عن أعمالهم في محل الواقعة حيث اعترفوا بالمخالفات المنسوبة لهم الأمر الذي استدعى تحويلهم للادعاء العام الذي بدوره اصدر أوامره بالتحفظ عليهم على ذمة التحقيق في القضية .
وأردف القاسمي في هذا السياق بأن كثير من هذا المنتج يستعمله الناس في كثير من المناسبات كالأعراس والحفلات الأهلية الكبيرة وهذا يعني أن كميات من هذا المنتج تذهب مباشرة إلى بطون هؤلاء المستهلكين المضللين جراء الممارسات غير الصادقة والمضللة من قبل مثل هذه المؤسسات ومما يجب الإشارة إليه أنه حرصا على سلامة المستهلكين وبالتنسيق مع الادعاء العام وشرطة عمان السلطانية قامت إدارة حماية المستهلك بشمال الباطنة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية للحيلولة دون توزيع السلع بالأسواق حيث تم التحرز عليها وإغلاق المخزن وتشميعه وختمه بختم حماية المستهلك لحين رفع القضية للقضاء المختص .
وناشد عبدالرحمن بن سالم بن حمدان القاسمي مدير إدارة حماية المستهلك بمحافظة شمال الباطنة في نهاية حديثه جميع التجار بأن يتقوا الله في تجارتهم ويراعوا حرمة هذا الوطن العزيز الذي أعطاهم الكثير ويراعوا هذا المجتمع الآمن مشددا بأن صحة وسلامة المستهلك في هذا البلد المعطاء خط احمر وان الهيئة لن تتوانى في تنفيذ الهدف المنشود من إنشائها وسنواصل الطريق بعزيمة لا تكل ولا تمل هذا وتهيب الهيئة العامة لحماية المستهلك الجميع إلى ضرورة التحلي والالتزام بأخلاقيات السوق والتعامل الشفاف الصادق مع المستهلكين مؤكدة بأنها ماضية في أداء الرسالة التي أوكلت إليها وتحمل الأمانة بكل مصداقية والتزام .
 
أعلى