غياب الطلبة قبل الامتحانات يؤرق الهيئات التدريسية

мά∂εмσίşάĻĻe

¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
إنضم
28 يوليو 2012
المشاركات
6,002
العمر
33
الإقامة
...
مطر الريامي: بعض المدارس تمكنت من التعامل مع هذه الظاهرة -
زمن التعلم يعد من أهم الركائز التي تستند عليها العملية التعليمية، حيث إن عملية بناء المعرفة واكتساب الخبرات وزيادة المحصلة الفكرية مرتبطة بالزمن فلا تعليم يحدث بدون وقت كاف مخصص لعملية التعلم، ويعد حسن استثمار الوقت المخصص لهذه العملية من أنجع السبل في تحقيق جودة التعليم وإحراز أفضل النتائج في الممارسات التدريسية، والالتزام بهذا التنظيم يضمن توفير الزمن اللازم للتعليم ويمكّن الطلبة من اكتساب الكفايات التعليمية المنشودة، ويكفل تحقيق جودة مخرجات التعليم؛ ولكن ظاهرة الغياب التي عادة ما تسبق أيام الامتحانات تؤدي إلى ضياع زمن التعلم المنشود. ويتناول التحقيق التالي الذي أعد من قبل وزارة التربية والتعليم الإجراءات والتدابير التي قامت بها الوزارة للحيلولة دون ضياع زمن التعلم، ومناقشة أسباب ظهور ظاهرة الغياب التي تسبق أيام الاختبارات، وأسباب عدم التزام المدارس بزمن التعلم، والإجراءات العقابية التي تتخذها الوزارة ضد من لم يلتزم به.
تدابير وإجراءات
قامت المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بإعداد مشروع القرار الوزاري بشأن مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات للعام الدراسي 2012/2013م وتم عرضه على المديريات ذات الصلة في ديوان عام الوزارة (المديرية العامة للتقويم التربوي، والمديرية العامة لتطوير المناهج، والمديرية العامة للشؤون الإدارية، والمكتب الفني للدراسات والتطوير، والمديرية العامة للبرامج التعليمية) لإبداء الملاحظات عليه، ومن ثم تم إدخال التعديلات اللازمة على مشروع القرار في ضوء الملاحظات التي تم تلقيها من تلك المديريات مدعمة برأي سعادة وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية والمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية في تلك الملاحظات، وعليه أصبح عدد الأيام التدريسية الفعلية (191) يوماً متضمنة (37) يوماً للامتحانات، كما تم تخصيص إجازة للطلبة تسبق أداء الامتحانات نهاية كل فصل للاستفادة منها في التحضير لأداء الامتحانات، كما تم تحديد إجازة الهيئة التدريسية والإجازات الخاصة بالمناسبات المختلفة، وسعياً من المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية لإيجاد آلية لتنظيم العام الدراسي، فقد قامت المديرية بإضافة ملحق بالقرار الوزاري بشأن مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات للعام الدراسي 2012/2013م يحدد وينظم برنامج اليوم الدراسي للمدارس العامة ذات الفترة الواحدة وذات الفترتين وبرنامج اليوم الدراسي لمدارس التربية الخاصة حفاظاً على طول العام الدراسي (عدد أيام الدراسة الفعلية)، كما تم إعداد نشرات إعلانية، ومفكرة تقويم تتضمن ملخص مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات للعام الدراسي 2012/2013م.
ظاهرة تغيب الطلبة
وحول ظاهرة تغيب الطلبة في فترة ما قبل الامتحانات، أكد مطر بن سالم الريامي مدير مدرسة أحمد بن ماجد للتعليم ما بعد الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الشرقية أن هناك بعض المدارس التي تمكنت من التعامل مع هذه الظاهرة، وخصوصا تلك المستقرة إداريا، ولكن بخصوص المدارس التي مازالت تعاني من هذه الظاهرة، من وجهة نظري ترجع لعدة أسباب منها عدم تركيز إدارات المدارس على المتابعة الجدية للمعلمين لإنهاء المناهج وللمشرفين التربويين دور في هذا الجانب، وإغفال بعض إدارات المدارس عن أهمية التنويع في البرامج التي قد تعين الطالب في رفع تحصيله الدراسي، منها على سبيل المثال دروس تقوية واختبارات التحدي في المنهج الدراسي ومسابقات علمية، بالإضافة إلى انعدام التواصل مع أولياء الأمور في مثل هذه القضية التشاركية في إيجاد الحلول.وسبب تغيب الطلبة يرجع إلى ثقافة الطالب والتي فحواها أنه يحتاج لفترة أطول للمذاكرة وللأسف هنا للدروس الخصوصية دور في تذكية هذه الثقافة فالطالب يرى نفسه انه قد لا يحتاج إلى مراجعة أو امتحانات من المدرسة فالدروس الخصوصية تفي بالغرض.وكذلك بسبب الانتهاء من المناهج الدراسية مبكرا وعدم التوفيق في استغلال الأيام الأخيرة التي تسبق الاختبارات من قبل المعلمين.
ثقافة المحافظة على الانتظام الدراسي
وأضافت باسمة بنت ناصر بن محمد المشايخية معلمة مجال ثان بتعليمية محافظة جنوب الشرقية قائلة: من المهم جدا أن يلتزم جميع المعلمين بتوزيعاتهم الأصلية للمناهج الدراسية وان لا يتعجلوا إنهاء المنهج الدراسي في وقت مبكر عن عملية التوزيع لكون عملية الالتزام بشرح محتوى المادة والسير وفق التوزيع المعتمد سيسهم بشكل كبير في إلزام الطالب بالحضور إلى المدرسة وبشكل منتظم نظرا لانتظام عرض المواضيع الدراسية، ورغم وجود القرار الوزاري ولأول مرة حيث خصص فيه أيام إجازة استعداد الطلبة قبيل الاختبارات النهائية تساعدهم على التهيئة النفسية والاستذكار الجيد للاختبار، إلا انه مع الأسف مازالت ظاهرة الغياب موجودة , فدليل على ذلك لا يوجد سبب منطقي لتغيب الطلبة عن المدرسة وهو خلل متوارث للأجيال السابقة والذي بات يؤثر بشكل مباشر على طلاب الحلقة الأولى، وبعض المعلمين مع الأسف لا يلتزمون بالخطة الدراسية فينتهون من المنهاج الدراسي قبل وقته مما يفتح الباب على مصراعيه للغياب، كما يعد التهاون في تطبيق العقوبات على الطلاب الذين يتغيبون دون عذر مقبول أحد أهم أسباب تغيب الطلبة، وبذلك يكمن دور المدرسة على مدار العام الدراسي في التواصل مع أولياء الأمور وتزويدهم بنشرات تثقيفية وإرشادية وتوعيتهم في لقاءات مجالس الآباء والأمهات أيضا حول أهمية الانتظام الدراسي والمحافظة على حضور أبنائهم للمدرسة حتى آخر يوم في الدراسة لما لذلك من ايجابيات تعليمية وتربوية، وكذلك قيام معلمي المدرسة وعلى مدار السنة الدراسية بإعادة رسم ثقافة المحافظة على الانتظام الدراسي في عقلية الطلاب من خلال التوضيح لهم أهمية الدوام إلى آخر العام لكونه سيمكن الطالب من الإحاطة بكامل المنهج الدراسي وتعويض ما فاته في بعض أيام الفصل الدراسي، إفهامه بقيام المعلمين بإجراء مراجعات دورية لكامل المحتوى الدراسي في الفترة التي تسبق الامتحانات مما سيسهل عليه عملية الاستذكار قبل دخوله للامتحانات وكذلك العمل على غرس قيمة المحافظة على الانتظام في الحضور للمدرسة والمحافظة على الدوام لأنها رمز للطالب المسلم الجاد والمحافظ، كما ينبغي أن تعمل جميع مدارسنا على أن تجعل من بيئتها بيئة جاذبة للطالب ومحفزة على الحضور والتعلم من خلال تبني سياسة الأنشطة التي يحبذها الطلاب على مدار العام سواء الأنشطة الثقافية منها أو الرياضية ومسابقات تزيين الفصول، سعيا للقضاء على هذه السلبية التي بدأت تضع بصماتها على واجهة التعليم لدينا.
غياب الضوابط والقوانين
وقال ناصر بن سعيد الشكيلي معلم لغة عربية بتعليمية محافظة الداخلية: إن التزام المدرسة بزمن التعلم الفعلي يعتمد على التزام الطلبة بالحضور، وما يحدث خلال فترة قبل الاختبارات هو انقطاع الطلبة بداعي رغبتهم للمذاكرة والاستعداد للاختبارات في البيت، ويقتصر الحضور على بعض الطلبة المجيدين ومن يلزمه ولي الأمر بالحضور، كما ان حضورهم يقتصر على مراجعة بعض المواد وخاصة العلمية، ثم يطالبون بالخروج، وهذا ما يجعل المدرسة لا تلتزم بزمن التعلم الفعلي، ويتغيب الطلبة خلال فترة ما قبل الامتحانات بسبب إنهاء بعض المعلمين المناهج الدراسية قبل الفترة المحددة، وعدم تفعيل الضوابط والقوانين التي تلزم الطالب على الاستمرار في الحضور خلال فترة ما قبل الاختبارات، وهناك مساحة كبيرة للطالب في مسألة قانون التغيب بدون عذر قبل إصدار عقوبة الفصل أو غيرها، وعدم اهتمام الطلبة بالدروس الأخيرة في المنهج. وأضافت زوينة بنت خلف الغاوي معلمة بتعليمية محافظة الداخلية قائلة: يعتبر زمن التعلم الفعلي جزءا لا يتجزأ من زمن الخطة التعليمية المقررة على الكادر التعليمي والإداري والطلابي داخل المدرسة، ولكن لو نظرنا للخطة الزمنية للتعليم بشكل عام فهي ستظل نسبية وليست مطلقة على كل حال وقابلة للتغيير وخلال الفترة قبيل الامتحانات نجد مجموعة من المدارس لا تلتزم بهذا الزمن وذلك يرجع لعوامل عدة منها أسباب ترجع لإدارة المدرسة في تساهلها في تغيب المعلمين قبل الاختبارات وسط زمن فعلي محدد للتعلم في الحقيقة وذلك لإنهاء المناهج والمراجعات في وقت مبكر، ورغبة منهم للطلبة في الاستعداد للاختبارات بشكل أكبر، وأسباب ترجع للمعلم، فهو يعتبر فترة الدوام قبل الاختبارات عطلة وراحة، فيعكس هذه الصورة لطلابه وتتم بعدها المؤازرة في عدم الالتزام بزمن التعلم الفعلي.ويتغيب الطالب إما سعيا للراحة قبل الدخول في هم الاختبارات، وإما سعيا في البحث عن وقت كافِ وإضافي للاستعداد للاختبارات، وتملل الطلبة من الحصص الفارغة بسبب تغيب المعلمين عن الحضور في هذه الفترة، فيؤثرون القعود بالمنزل.
دور ولي الأمر
سليم العمري معلم بتعليمية محافظة ظفار كان له رأي في مسألة غياب الطلبة في فترة ما قبل الاختبارات حيث يقول انه يجب أن لا نغفل دور ولي الأمر في عدم متابعته الجيدة لابنه فقد يتحجج الطالب بعدم الحضور الطلابي بالمدرسة مما يترك ولي الأمر الحرية لابنه ويطلق له العنان بالجلوس في المنزل. وتضيف علوية الشريف مديرة مدرسة السعادة بتعليمية محافظة ظفار قائلة: وجود ظاهرة الغياب الجماعي قبل الامتحانات وضعف التواصل بين المدرسة والأسرة أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة, ولكن مع وجود لائحة شؤون الطلاب التي تحتوي على ضوابط تساعد المدرسة على القضاء على هذه الظاهرة, فأرى أن الوضع أفضل بكثير من الأعوام السابقة .
رأي أولياء الأمور
ولأولياء الأمور رأي مهم في هذه القضية، فوعيهم بأهمية التزام أبنائهم الطلبة بزمن التعلم الفعلي والحضور في الفترة التي تسبق الامتحانات له عظيم الأثر في التزام الطلبة بالحضور، حيث قالت منى بنت حمود السيابية ولية أمر: بالرغم من تخصيص الوزارة الوقت الكافي للمذاكرة قبل وخلال الامتحانات إلا أن ظاهرة الغياب قبل الامتحانات لا تزال مستمرة، وأرى من جهة نظري كولية أمر أن أبنائي يجب أن لا يتغيبوا في فترة قبل الامتحانات، فحضورهم مهم في هذه الفترة لاسترجاع الدروس مع المعلم ومعرفة النقاط المهمة وقد يضع المعلم اختباراً تجريبياً للطالب كنموذج يستفيد منه الطالب، لذلك أتمنى أن يواظب الطلبة على الحضور .
في حين أضاف سالم بن حمد الهاشمي ولي أمر، قائلاً: الفترة التي تسبق الامتحانات هي من أهم الفترات التي من المفترض تواجد الطالب فيها، حيث يتلقى الطالب في هذه الفترة مراجعة شاملة لما تم تدارسه خلال الفصل الدراسي بالإضافة إلى الامتحانات التجريبية التي من شأنها أن ترفع التحصيل الدراسي للطالب، وأنا لا أؤيد تغيب الطالب في هذه الفترة.
 
أعلى