كيمبريدج تمنح جلالته ميدالية التميّز في دعم الأعمال الخيرية

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
كيمبريدج تمنح جلالته ميدالية التميّز في دعم الأعمال الخيرية

Wed, 14 November 2012
1352836385027201300.jpg


بدء فعاليات ندوة أساتذة الكراسي العلمية لجلالة السلطان في جامعة كيمبريدج -
نيابة عن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تسلمت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي ميدالية جامعة كيمبريدج البريطانية للتميّز في دعم الأعمال الخيرية والتي قدمها رئيس جامعة كيمبريدج اللورد سينس بري في الذكرى السنوية الـ800 للجامعة، جاء ذلك ضمن فعاليات الندوة الثانية لأساتذة كراسي السلطان قابوس العلمية التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس وتنظمها جامعة كيمبريدج بالمملكة المتحدة خلال الفترة من 12 إلى 14 نوفمبر الحالي تحت عنوان (إسهامات رائدة في دراسات الشرق الأوسط) «Cutting – Edge Contributions to Middle Eastern Studies».
وتأتي هذه الميدالية اعترافا وتقديرا لجهود جلالته في خدمة التعليم وفعل الخيرعلى المستوى الدولي وهو وسام جديد ومحطة تقدير وعرفان عالمية تؤكد وتجسد المكانة الدولية والسمعة الناصعة التي يحظى بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على مستوى العالم.
وفي كلمة لجامعة كيمبريج القتها الدكتورة جنيفر برنس مساعدة رئيس الجامعة للاستراتيجيات الدولية كلمة بالمناسبة، أعربت فيها عن الامتنان العميق لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه – لإنشاء أستاذيتين بجامعة كيمبريدج، وعن سرورهم لإتاحة هذه الفرصة بالإعتراف بالأثر العظيم لدعم جلالته السخي للجامعة.
مشيرة خلال كلمتها إلى دور هذه الاستاذيات في إثراء التبادل الثقافي، وتعزيز الحوار والتفاهم، وتقوية علاقات الصداقة بين المجتمعين لما فيه مصلحة الجميع، ودورهما في تعميق فهم الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية وعلاقاتها ببعضها البعض وبالأديان الأخرى.
وأن استاذية جلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة التي أنشئت بكلية الدراسات الاسيوية والشرق أوسطية قد عززت دراسات جامعة كيمبريدج في هذا المجال ذي الأهمية الثقافية والسياسية.
وأن دعم جلالته يعكس الرؤية والأهداف النبيلة لسلطنة عمان نحو ايجاد السلام والتعاون بين الأمم من خلال السعي في طلب المعرفة.
وكانت الندوة قد بدأت أمس الأول واستمرت فعالياتها العلمية أمس بحضور معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي ومعالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية وسعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الهنائي سفير السلطنة لدى المملكة المتحدة وعدد من أصحاب السعادة وأساتذة الجامعة وجمع من المدعوين.
كيمبريدج ترحب
في بداية حفل الافتتاح ألقى سينس بري رئيس مجلس جامعة كيمبريدج كلمة رحب فيها بالجميع في هذه الندوة مشيرا إلى أهمية الكراسي العلمية وأدوارها في توثيق الروابط بين الأمم وهو ما يتقاطع مع الرسالة التي تضعها جامعة كيمبريدج وتسعى لتحقيقها هذه الفعاليات العلمية في تعزيز التفاهم بين دول العالم وتمنى في كلمته الترحيبية التوفيق للجميع.
كلمة وزيرة التعليم العالي
بعدها ألقت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية كلمة في حفل الافتتاح قالت فيها انه يشرفها حقاً أن تكون هنا في هذه الجامعة التي تتميز بعراقتها على المستويين التعليمي والبحثي، والتي حددت هدفها «بالإسهام نحو المجتمع من خلال السعي في طلب العلم، والمعرفة، والبحث على أعلى المستويات الدولية من الإجادة».
وأضافت معاليها قائلة ان العلاقة الوثيقة والطويلة بين السلطنة وجامعة كيمبريدج مهدت لإيجاد اثنين من كراسي السلطان قابوس العلمية بالجامعة، وهما كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة في عام 2005م، وأستاذية السلطان قابوس للديانات الإبراهيمية والقيّم المشتركة في عام 2011م، وتبرز أهمية هذه المشاريع العلمية في إسهامها في تطوير التفاهم بين الأديان وإيجاد حلول للعديد من الأحداث الناتجة عن سوء الفهم والتشويه الثقافي.
وأوضحت معاليها عراقة التقاليد المعرفية في السلطنة على اعتبار ان المعرفة من أهم الاسهامات في الثقافة العالمية، حيث ان السلطنة تمتاز بتاريخ طويل من علاقات التعاون مع أوروبا، وأمريكا، وآسيا، وأفريقيا. ولهذا فإن السلطنة ترى أن لديها دورا لتلعبه في تنقية وتطوير العلاقات الثقافية والتاريخية المعقدة بين كل الأمم، خاصة العلاقات بين العالم الإسلامي وغير الإسلامي. ولذلك فإن كراسي جلالته العلمية ترمز إلى جهد مبذول نحو إيجاد تقارب وتفاهم بين ثقافات وحضارات المعمورة.
وقالت معاليها أن هذه الندوة تعد بناءً تراكمياً للنتاج العلمي الذي قدمته الندوة الأولى التي تم عقدها بجامعة السلطان قابوس عام 2010م، وانها البداية في تنفيذ توصية تم الاتفاق عليها لإقامة الندوات القادمة في الجامعات التي تحتضن كراسي جلالته العلمية وذلك بطريقة التتابع، بما يوضح القيمة التكاملية بين الكراسي العلمية الموجودة في جامعات مختلفة، والقيمة العلمية التي يمكن إضافتها عبر العمل المشترك فيما بينها، كما توضح هذه الفعالية القدرة على تحقيق التلاقي والتفاهم بين مختلف الثقافات، مما يسهم في بناء حوار الحضارات، وتعزيز التبادل الثقافي وتطويرعلاقات دائمة من الصداقة والتعاون. ولعله من المناسب في هذا التوقيت من تاريخ العالم الحديث عن تفعيل هذا الحوار لإيجاد فهم أوضح وأدق عن منطقة الشرق الأوسط، والتي تم تخصيص عدد 11 كرسيا من أصل 16 كرسيا علميا يحمل اسم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس العلمية متعلقا بدراسات الشرق الاوسط، وخمسة كراس في مجالات ذات أهمية حيوية للشرق الأوسط وهي إدارة المياه والاستزراع الصحراوي وتقنية المعلومات والعلاقات الدولية.
كما أشارت الى وجود اثنين من هذه الكراسي العلمية في منطقة الشرق الاوسط وذلك في كل من مملكة البحرين والمملكة الاردنية الهاشمية.
وذكرت معاليها في كلمتها إلى أن هذه الندوة تنطوي على أهمية كبيرة في عالمنا، فما ستقدمه من معارف سيفيد في التصدي للتحديات الناشئة والأوضاع التي يعيشها الشرق الأوسط، ومناطق أخرى من العالم. وستلقي الضوء على الإسهامات العلمية التي قدمتها منطقة الشرق الأوسط في مختلف العلوم كالرياضيات، والآداب، والفنون، والتاريخ، والعلوم السياسية، والاقتصاد وغيرها.
وفي ختام كلمتها شكرت معالي الدكتورة الوزيرة جامعة كيمبريدج وجميع العاملين بها على جهودهم لتنظيم هذه الفعالية القيّمة، كما توجهت بالشكر والعرفان للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على رعايته ودعمه الدائمين لهذه المنظومة العلمية التي تؤدي أدوارا ملموسة في تحقيق التقارب وإشاعة التفاهم والسلام بين الشعوب والثقافات.
كلمة
بعدها ألقى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية الكلمة الرئيسية للجلسة الاولى أوضح فيها العلاقات التاريخية التي تربط السلطنة بالمملكة المتحدة، وأهمية الموضوع الذي تطرحه الندوة والذي يلقي الضوء في أجزاء منه على علاقات الارتباط بين العمل الدبلوماسي والعلاقات التعليمية والبحثية في إطار تحقيق التفاهم والسلام بين المجتمعات، مشيرا إلى أن الأحداث العالمية الجارية والأزمات على المستوى الأقتصادي والسياسي والثقافي التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط يحتم أهمية إقامة هذه الفعالية، وقد استطاعت الدبلوماسية العمانية أن توجد لنفسها إطارا خاصا يوضح معالم التعاطي والاستجابة مع الأحداث القائمة على المستوى الإقليمي أو الدولي، مبني على مبدأ إجادة الاستماع وحسن الإنصات للآخر الذي يفتح الطريق للتحاور والتفاهم، مشيرا إلى أن عالم اليوم يشهد وجود أصوات عالية ترفض الاستماع والدخول في نسيج من الحوار والنقاش، مما يمهد إلى نشوء الازمات و الخلافات بين الشعوب احيانا، وفي ختام ورقة عمله أكد على أهمية تواصل هذه الجهود العلمية التي تبني علاقات تواصل علمية وبحثية بين مؤسسات التعليم والبحث في كلا البلدين.
عرض مرئي
تضمن حفل الافتتاح عرض فيلم عن الكراسي العلمية الـ16 الموجودة في مؤسسات تعليمية في مختلف دول العالم موضحا الأدوار التي قدمتها منذ انطلاقها في عام 1980 بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية وانتهاء بإنشاء كرسي السلطان قابوس لدراسات الشرق الأوسط بجامعة وليم وماري بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2011م.
6 بحوث علمية
تضمنت الجزء الأول من الفعاليات العلمية لليوم الأول ثلاث أوراق عمل بدأها الدكتور موريتس برغر أستاذ كرسي سلطان عمان للدراسات الشرقية بجامعة لايدن بهولندا بورقة حول الشريعة في أوروبا، حيث أشار إلى أن لدى المسلمين في أوروبا اتجاهات تقليدية، مما أوجد لدى بعضهم الرغبة في العيش وفق رؤى معينة لمبادئ الإسلام والشريعة، مشيرا إلى أن المطلع على المناقشات السياسية والعامة بأوروبا يمكنه الاستنتاج أن الاستجابة الأوروبية لهذه الحاجة قوبلت بالرفض.
مضيفا الدكتور موريتس إلى أن البنية القانونية لمعظم الدول الأوروبية في معظم الحالات تستوعب تطبيق تلك الجوانب من الشريعة التي تعتبر مهمة للمسلمين الأوروبيين، إلا أن مسألة الشريعة في أوروبا ليست مجرد جدل قانوني، ولكن أيضا لها جوانب اجتماعية وثقافية، وقدم خلال ورقة العمل منهجية من شأنها التمهيد للحصول على رؤية واضحة حول ما يريد المسلمون من حيث الشريعة، وكيف كانت استجابة الأوروبيين لهذه الاحتياجات، و كيف بالمقابل حاول المسلمون تلبية احتياجاتهم للردود الأوروبية.
قراءة محتوى القرآن: المبادئ والنهج
في ورقة العمل الثانية بالندوة قدم الدكتور عبدالله سعيد أستاذ كرسي سلطان عمان للدراسات العربية والإسلامية بجامعة ملبورن الأسترالية، بحثا حول (قراءة محتوى القرآن الكريم المبادئ والمنهج) أشار فيه إلى تزايد منهج القراءة السياقية للقرآن، خاصة بين أولئك المسلمين الذين غالبا ما يشار إليهم باسم «التقدميين»، «الاجتهاديين» أو «السياقيين»، وأن أحد الاهتمامات الرئيسية لهذه النوع من القراءة تأتي من أجل فهم تفسير النص القرآني وربط هذا التفسير بالاحتياجات المتغيرة وظروف المسلمين، وأضاف الدكتور عبدالله سعيد أنه من المهم أن نقترب من النص، ليس فقط بصورة حرفية بل أيضا من خلال فهم المحتوى، وإعطاء درجة عالية من التركيز على السياق الاجتماعي والتاريخي للنص. حيث يرى السياقيون أنه من الضروري أن ترافق محاولات تفسير النصوص في القرآن، تحليل السياق عبر النظر إلى المعلومات التاريخية والاجتماعية والتي من شأنها أن تسلط الضوء على النص المراد تفسيره، مثل تحليل النظرة العالمية والثقافة، والعادات والمعتقدات والأعراف والقيم والمؤسسات في ذلك الوقت، والمخاطب في النص، والنظر في طبيعة الرسالة التي ينقلها النص، أي ما إذا كانت قانونية بحتة أو أخلاقية/معنوية، وكذلك النظر إلى عالمية الرسالة والمعنى الكامن خلفها، وكيفية تلّقي النص وفهمه وتفسيره من قبل المجتمع المستفيد الأول.
نافذة على تعليم القانون
ورقة ثالثة تضمنتها فعاليات اليوم الأول قدمها الدكتور أحمد عاطف أحمد أستاذ كرسي السلطان قابوس لدراسات الشرق الأوسط بكلية وليام وماري بالولايات المتحدة الأمريكية، وحاولت ورقة العمل –كما يرى الباحث- الإجابة على بعض الأسئلة المحورية التي تسلط الضوء على ما تم تبنيه في صناعة المحامي في مصر خلال الأعوام 1700، 1800، 1850، 1900، وحتى نهاية القرن العشرين. وفي البداية قدم المحاضر تعريفا « للمحامي» الذي كان واسعا ليشمل من يمارس ومن يسن القانون، إذ أنه حتى بين عامي 1700 و1840، بعدها قدم سرد تاريخي لمراحل البدء بتدريس القانون الحديث حيث انطلق في وقت مبكر منذ عام 1836 في كلية اللغات (الألسن)، والتي سميت لاحقا بمدرسة القانون في عام 1868م وأدارها مديرون فرنسيون حتى عام 1907م، وتأسيس محمد علي مجالس التجار في عام 1845، التي أقرت القوانين الإجرائية التي تنظم هذه المجالس وتأسست المحاكم المختلطة في عام 1875م للتعامل مع القضايا التي تشمل الجنسيات أو المصالح الأجنبية، وحينها فقط حدد القانون أنه يجب على وكيل الدعوى، (يطلق عليه الآن أسم المحامي)، والمسمى هو المقابل العربي للكلمة الفرنسية «avocat، والقاضي بأن يتلقى التعليم القانوني من أجل تمثيل طرف القضية أمام المحاكم. وأشار الدكتور أحمد في ورقته إلى تطور المعارف القانونية في حد ذاتها، وما ألت أليه حال ذوي المعرفة القديمة والقانون الجديد قبل نهاية الفترة قيد الدراسة، وأن المحامين يختلفون في وظائفهم، حيث تتحدد الوظيفة مع نوع القانون، وطبيعة ممارساته، بالإضافة إلى إن التغيرات الاجتماعية التي تصاحب التغيير في المعرفة القانونية وتسهم في الشعور بقدرة القانون ليتناسب مع مجتمع ما.
مركز السلطان للثقافة والعلوم
قدم سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم عرضا تعريفيا عن المركز، وضح خلاله أهم الرؤى والأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها خصوصا بعد الأدوار الأخيرة الموكلة اليه، وضم الكراسي العلمية لحضرة صاحب الجلالة إلى جانب عدد من الجمعيات كجمعية التصوير الفوتغرافي وجمعية العود وجمعية الفنون التشكيلية وغيرها، ويهدف المركز إلى موصلة عمله في نشر الثقافة والعلوم وتنمية المعرفة بين أفراد المجتمع العماني، عبر تنظيم المحاضرات والندوات والحلقات النقاشية، وإقامة البرامج التوعوية والدورات التعليمية والتثقيفية، إلى جانب إصدار المجلات والمنشورات، والترجمة.
تواصل ياباني عماني
بدأت الفترة الثانية من اليوم الأول للندوة بورقة عمل للدكتورة نامي تسوجاكامي من جامعة طوكيو بعنوان (كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية بطوكيو الإنجازات والرؤى) سلطت خلالها الضوء على تزايد شعبية دراسات الشرق الأوسط في اليابان في السنوات العشرين الماضية، مشيرة إلى الرابطة اليابانية لدراسات الشرق الأوسط (JAMES) تضم حاليا ما يقرب من 700 عضو، ويمكن أن يصل العدد إلى 900 عضو بضم المرشحين من حملة الدكتوراه، ولكن من الممكن أن ينظر إلى العدد بأنه صغير بالنظر إلى إجمالي السكان الذي يصل إلى 130 مليون نسمة، ولكن وفق السياق العام باليابان فإن الأمر يمثل نجاحا إذا أخذ في الاعتبار عدم وجود أساتذة متخصصين في دراسات الشرق الأوسط يعملون جنبا إلى جنب مع صانعي القرار السياسي كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
وأشارت إلى أن قيمة الرابطة اليابانية لدراسات الشرق الأوسط تأتي من تنوع التخصصات لمنتميها فنسبة 35.5٪ من أعضائها متخصصون في التاريخ، و8.6% في الأنثروبولوجيا، و8.4 % في العلاقات الدولية، و5.1% في العلوم السياسية و4.5% في الاقتصاد. وجميع أعضائها من الباحثين والعلماء من جيل الشباب.
مضيفة إلى أن إيجاد كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية بجامعة طوكيو يعد قرارا حكيما، فالجامعة من أهم المؤسسات التعليمية المهتمة بدراسات الشرق الأوسط سواء عبر التدريس أو إجراء البحوث والدراسات، وقد أسهم هذا الكرسي في تعزيز هذا الجانب من خلال المحاضرات والندوات والأنشطة العلمية الأخرى التي يقيمها، وهو ما يثري المعرفة بقضايا الشرق الأوسط ويمهد لصياغات تفاهمية بين دول المنطقة والعالم.
تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية
من جامعة السلطان قابوس شاركت الدكتورة فاطمة بنت يوسف البوسعيدية الأستاذة بالجامعة بورقة عمل بعنوان (تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية قضايا نظرية وعملية)، استعرضت خلالها القضايا النظرية والعملية المرتبطة بتعليم وتعلم اللغة العربية كلغة أجنبية.
من خلال تقديم خلفية تاريخية عن برامج تعليم اللغة العربية في العالم العربي. ووصفا موجزا عن اللغة العربية وخصائصها وعلاقة هذه الخصائص ببعض صعوبات تعليمها وتعلمها كلغة أجنبية.كما ناقشت الورقة بعض المشكلات والتحديات التي تواجه برامج تدريس اللغة العربية كلغة أجنبية.وبشكل أكثر تحديدا التحديات المتعلقة: بعدم وضوح السياسات والأهداف المتعلقة بتدريس اللغة العربية كلغة أجنبية، ونقص الكفايات التدريسية من ذوي الخبرة من المعلمين المؤهلين أكاديميا ولغويا لتدريسها كلغة أجنبية، ونقص المواد والموارد المعينة على تدريسها.
وتأخذ الورقة أهميتها بشكل عام لصناع القرار، ولمعلمي ومتعلمي العربية ؛ وذلك بما توفره لهم من معلومات دقيقة خاصة باللغة العربية وطبيعتها وخصائصها وتحديات تدريسها.
القلق اللغوي
الدكتور ياسر سليمان أستاذ كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للغة العربية المعاصرة بجامعة كيمبريدج اختتم الفعاليات العلمية لليوم الأول بإلقائه ورقة عمل بعنوان (القلق اللغوي واللغة العربية)، أشار فيها إلى ترديد وسائل الإعلام بأن اللغة العربية في خطر، كما تطرح العديد من المؤتمرات الإطار نفسه كأحد قضايا اللغة العربية في العالم الحديث، ويرى أيضا أولياء الأمور والمعلمون أن عددا من معايير اللغة قد سقطت في المدارس، مشيرا المحاضر إلى أن ذلك يعزى إلى مجموعة من العوامل منها استخدام منهجيات قديمة وأحيانا حديثة في التدريس، وانعدام الانضباط العقلي وغياب القيادة على مختلف المستويات في المجتمع، كما يؤثر بشكل رئيسي منافسة اللهجات للغة العربية، إلى جانب منافسة اللغة الانجليزية كلغة حديثة تخترق كل القطاعات، وقد شهد الواقع الحالي عدم اهتمام باللغة العربية من من قبل الناطقين بها كلغة أم، وهو أمر وصفه الباحث بالخطير مشيرا لمثال على ذلك ربط دول الخليج العربي فرص العمل بإتقان اللغة الانجليزية كلغة حداثة ورهن الترقي الوظيفي في القطاع الخاص بإتقان اللغة الإنجليزية.
اجتماع بأساتذة
عقدت وزارة التعليم العالي أمس الأول اجتماعا باستاذة الكراسي العلمية المشاركين بالندوة ترأسته معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي بحضور المعنيين من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وجامعة السلطان قابوس وقد تم خلال الاجتماع شكر الاساتذه على المشاركة التي تسهم في اثراء العلم للكراسي العلمية ومناقشة تطوير الانشطة العلمية للكراسي مستقبلا.
وبهذه المناسبة صرح سعادة السفير الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن زاهر الهنائي سفير السلطنة المعتمد لدى المملكة المتحدة قائلا: أن استضافة جامعه كيمبرج للندوة الثانية لأساتذة كراسي حضره صاحب الجلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه - العلمية يأتي اعترافا من هذه الجامعة العريقة بأهمية الدور الريادي لهذه الكراسي العلمية و أثرها في تعميق التفاهم المشترك بين الثقافات لنشر السلام و تشجيع التعاون بين الحضارات.
مضيفا أن هذه الندوة ستسهم في الرقي المنشود والتطوير في المجال التعليمي في السلطنة من خلال توثيق الروابط الأكاديمية والعلمية مع هذه المؤسسات العلمية والجامعات العريقة في العالم سواء بزيادة أعداد الطلبة العمانيين الدارسين فيها أو بالاستفادة من الخبرات العلمية لهذه الجامعات و يعكس الحضور الكبير والرفيع للمسؤولين العمانيين على الحرص للدفع في هذا الاتجاه.
الندوة تتويج لعمل علمي وبحثي طويل
بالمناسبة نفسها صرح سعادة الدكتور علي البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس قائلا: لقد جاءت الرؤية الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - بإنشاء كراسي مختصة بالدراسات الإسلامية والعربية والشرق أوسطية في عدد من الجامعات العريقة لتعزيز هذه الدراسات وتطويرها وإيجاد جو من التفاهم والتسامح بين الشعوب العربية ونظيراتها على مستوى العالم.
وتشكل كراسي جلالة السلطان العلمية أرضية صلبة ينطلق منها الباحثون والطلاب نحو مجالات خصبة من البحث العلمي تشمل العلوم الإنسانية والعلمية التي تخدم البشرية وتسهم في توحيد الشعوب والحضارات، وتعمل على تسليط الضوء على الجهود البحثية في العديد من القضايا التي تثري ساحة التواصل الثقافي والفكري بين الحضارات، مؤسسة بذلك منهجا متفردا للسلطنة في التواصل بين المجتمعات وتعريف الآخر بهذه الثقافة وفق استناد علمي أكاديمي.
مضيفا من هنا جاءت الكراسي العلمية لتؤدي دورا اعتباريا حضاريا وتواصلا فكريا بين عمان وحضارات العالم الأخرى. ونحن في جامعة السلطان قابوس نعتبر هذه الكراسي العلمية بمثابة نوافذ علمية عالمية تطل من خلالها السلطنة على الأوساط الأكاديمية والبحثية الرفيعة. وقد حظيت الجامعة بشرف الإشراف على كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية بجامعة بكين.
ولا شك أن هذه الندوة تأتي تتويجا لجهود من العمل الثقافي والبحثي المتواصل لهذه الكراسي التي بدأ أولها عام 1980م بتأسيس كرسي أستاذية السلطان قابوس للدراسات العربية بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، لتتواصل بعدها الكراسي العلمية وتغطي مختلف قارات العالم.​
 
أعلى