لماذا اعتنق "ليوبولد فايس" الاسلام؟

ملاك البلوشي

¬°•| عضو مميز |•°¬
إنضم
2 مايو 2012
المشاركات
204
الإقامة
مكرااان

عبر عن هذا المفكر النمساوي الأصل ( ليوبولد فايس) الذي كتب بعد سبع سنوات من إسلامه وتسميه بمحمد أسد في مقدمة كتابه ( الإسلام على مفترق الطرق Islam At The Crossroads) ما يأتي :


“هذا السؤال يلقى علي مرة بعد مرة ، لماذا اعتنقت الإسلام ؟ وما الذي جذبك منه خاصة ؟
وهنا يجب أن أعترف بأني لا أعرف جوابا شافيا، لم يكن الذي جذبني تعليما خاصا من التعاليم ، بل ذلك المجموع المتراص – بما لا نستطيع له تفسيرا – من تلك التعاليم الأخلاقية بالإضافة إلى منهاج الحياة العملية، ولا أستطيع اليوم أن أقول أي النواحي قد استهوتني أكثر من غيرها، فإن الإسلام على ما يبدو لي بناء تام الصنعة ، وكل أجزائه قد صيغت ليتمم بعضها بعضا ويشد بعضها بعضا ، فليس هناك شيء لا حاجة إليه، وليس هناك نقص في شيء، نتج من ذلك كله ائتلاف متزن مرصوص، ولعل الشعور بأن جميع ما في الإسلام من تعاليم وفرائض قد وضعت موضعها هو الذي كان له أقوى الأثر في نفسي” .
وفي فصل (روح السنة) من الكتاب نفسه، كتب: “نحن نعد الإسلام أسمى من سائر النظم الحديثة لأنه يشمل الحياة بأسرها ، إنه يهتم بالدنيا والآخرة، وبالنفس والجسد ، وبالفرد والمجتمع، إنه لا يهتم فقط ، لما في الطبيعة الإنسانية من وجوه الإمكان… بل يهتم أيضا لما فيها من قيود طبيعية” .

وكتب في خاتمة الكتاب: “ليس ثـمة علامة ظاهرة تدل على أن الإنسانية بنموها الحاضر، قد استطاعت أن تشب عن الإسلام ، بل إنها لم تستطع أن تخلق نظاماً خلقيا أحسن من ذلك الذي جاء به الإسلام ، إنها لم تستطع أن تبني فكرة الإخاء الإنساني على أساس عملي كما استطاع الإسلام أن يفعل حينما أتى بفكرة القومية العليا (الأمة)، إنها لم تستطع أن تشيد صرحاً اجتماعياً يتضاءل التصادم والاحتكاك [فيه] فعلا على مثال ما تم في النظام الاجتماعي في الإسلام إنها لم تستطع أن ترفع قدر الإنسان ولا أن تزيد في شعوره بالأمن ، ولا في رجائه الروحي ولا سعادته في كل هذه الأمور نرى الجنس البشري في كل ما وصل إليه مقصراً عما تضمنه المنهاج الإسلامي … لقد تأيد الإسلام – ولدينا جميع الأدلة على ذلك – بما وصل إليه الإنسان من أنواع الإنتاج الإنساني لأن الإسلام كشف عنها وأشار إليها على أنها مستحبة قبل أن يصل إليها الناس بزمن طويل ، ولقد تأيد أيضا على السواء بما وقع أثناء التطور الإنساني من قصور وأخطاء وعثرات، لأنه كان قد رفع الصوت عاليا واضحاً بالتحذير منها من قبل أن تتحقق البشرية أن هذه أخطاء، وإذا صرفنا النظر عن الاعتقاد الديني نجد من وجهة نظر عقلية محض كل تشويق إلى أن نتبع الهدى الإسلامي بصورة عملية وبثقة تامة … ولكن مع كل هذا يجب أن لانخدع أنفسنا نحن نعلم أن عالمنا العالم الإسلامي ، قد أضاع تقريباً حقيقته كعامل ثقافي مستقل … إنه فقدان الإيمان وتفكك التنظيم الاجتماعي عندنا ، ولم يبق شيء سوى قليل من التماسك الأصلي الذي كان أخص ميزات المجتمع الإسلامي الأول، وإن ما نحن اليوم فيه من فوضى ثقافية واجتماعية يدل بوضوح على أن قوى التوازن التي كانت سبب العظمة في العالم الإسلامي قد أوشكت اليوم أن تتلاشى، إننا اليوم مندفعون في التيار على غير هدى … لم يبق لدينا شجاعة أدبية ولا روح يقاوم عنا ذلك السيل الجارف من المؤثرات الأجنبية الهدامة لديننا ومجتمعنا ، لقد أطرحنا أحسن التعاليم الأدبية التي قيض للعالم أن يعرفها، إننا نجحد إيماننا بينما كان ذلك الإيمان لأسلافنا دافعاً عظيما ً … إننا فقراء القلوب أنانيون بينما كانوا يفتحون صدروهم للعالم كله بكرم وسماح ، إن قلوبنا خالية خاوية بينما كانت قلوبهم عامرة بالإيمان … إن هناك بلا ريب سبيلاً إلى التجدد وهذه السبيل بادية بوضوح لكل ذي عينين ، تلك السبيل تتحقق بأن ننفض عن أنفسنا روح الاعتذار ، الذي هو أسم آخر للانهزام العقلي فينا … أما الخطوة الثانية أن نعمل بسنة نبينا على وعي منا وعزيمة ، وليست السنة إلا تعاليم الإسلام نفسها قد وضعت موضع العمل بها ، فباتخاذنا إياها الكلمة الفصل في الاختيار وبتطبيقها على كل ما تتطلبه حياتنا اليومية نستطيع بسهولة أن نعرف البواعث التي ترد علينا من المدنية الغربية ، وما يجب أن نتقبله منها أو أن نرفضه ، بدلاً من أن نخضع الإسلام – باستخذاء – للمقاييس العقلية الأجنبية يجب أن ننظر للإسلام على أنه القياس الذي نحكم به على العالم … إذا استطعنا أن نستعيد ما فقدناه من الثقة بأنفسنا فحينئذ فقط نأمل أن نجعل سبيلنا صعوداً من جديد ، ولا يمكن أبداً أن نبلغ هذا الهدف إذا أتلفنا مؤسساتنا الاجتماعية الخاصة بنا ثم أخذنا في تقليد مدنية أجنبية لا بمعناها التاريخي والجغرافي فحسب بل بمعناها الروحي أيضاً”
 

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
ما أجملها من كلمات، وما أصدقها من تعبير، أحسست ببعض الأسى يمور بين كلمات المفكر المسلم، نعم! فالعالم الإسلامي فقد ثقته بنفسه، فتراه بين شريد إلى بهرجة النظم الحديثة، وطريد بين نوازع المدنية التي لم تبق من الفطرة السليمة شيئا إلا ولوثته بحب الأنانية، والطمع، والجشع، ولا أجد تعبيرا أصدق من عنوان الكتاب الرائع للمفكر الإسلامي العظيم أبي الحسن الندوي: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
سلمت أناملك أخيتي، ومبدعة في انتقاء المواضيع!​
 

мά∂εмσίşάĻĻe

¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
إنضم
28 يوليو 2012
المشاركات
6,002
العمر
33
الإقامة
...
جزيتي خيراً على هذا الطرح الرائع
كل الشكر لگِ
 
أعلى