تراجع النفط يهبط بأسعار الحديد 24% خلال شهر

سعود الظاهري

:: إداري سابق ومؤسس ::
إنضم
15 أكتوبر 2007
المشاركات
6,861
الإقامة
الجنـ هي الهدف ـة
5a-na-56374.jpg





أبوظبي
بسام عبد السميع:
هبطت أسعار الحديد 24% بالتموسط خلال أقل من شهر، ليصل سعر الطن إلى 4400 درهم مقارنة بـ5800 درهم السعر الذي سجله الصلب مطلع الشهر الماضي، بحسب مقاولين أرجعوا ذلك إلى انخفاض أسعار المادة الخام مع تراجع أسعار البترول.

وبذلك تكون أسعار الصلب سجلت تراجعا نسبته 35% من أعلى مستويات سجلتها العام الحالي خلال يوليو الماضي عند 6800 درهم للطن، وعادت إلى مستويات شهر مايو السعرية.

وقال مدير شركة الحضيبة للمقاولات شريف أديب بغدادي إن انخفاض أسعار البترول بنسبة 25% الأسبوع الحالي مقارنة بأسعار الشهر قبل الفائت أدى إلى تراجع أسعار المادة الخام للحديد، فضلا عن وجود تجار جدد في السوق رفعوا حجم الكميات المعروضة من المادة الاستراتيجية.

وكانت أسعار النفط قد تراجعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، إذ اقترب سعر البرميل من مستوى 100 دولارا بعد أن كان قفز إلى 147 دولار الشهر قبل الفائت.

وأوضح بغدادي أن انخفاض اسعار البترول انعكس كذلك على تكاليف عمليات الشحن، ما قاد إلى تراجع الأسعار، مشيرا إلى أن المعادن بصفة عامة ترتفع وتنخفض تبعا لأسعار النفط.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ''حديد الإمارات للمقاولات'' سمير دباس إن سعر الحديد تراجع خلال الاسبوعين الماضيين بنسبة 20% تقريبا من نحو 6000 درهم للطن الى 4750 درهم للطن، لافتا الى أن التراجع جاء بسبب انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية.

ولكن المدير الإداري والموارد البشرية لاتحاد الهندسة الإنشائية ''يونيك'' عمر رامز فاخره توقع أن تعود الأسعار للارتفاع في أوائل أكتوبر، بالتزامن مع انتهاء مخزون الحديد لدى الشركات، فضلا عن دخول موسم النشاط الإنشائي.

وشهد الحديد ارتفاعات متتالية خلال العام الحالي، حيث بلغ سعر الطن من الحديد في يناير الماضي 3200 درهم، ليصل في فبراير إلى 3500 درهم ، ويرتفع في مارس الى 3800 درهم .

وواصل الحديد ارتفاعه في أبريل الى 4000 درهم ، فيما شهد مايو ارتفاعا بنسبة 12%، حيث بلغ سعر الطن الواحد نحو 4500 درهم. وارتفع سعر طن الحديد الشهر الماضي الى 5850 درهما، وبنهاية الشهر بلغ 6000 درهم.

وكانت الدولة استوردت العام الماضي 8,1 مليون طن من الحديد والصلب العام الماضي، بقيمة 21 مليار درهم، كما بلغ حجم الواردات من مصنوعات الحديد أو صلب ''فولاذ'' 2,4 مليون طن بقيمة 14,6 مليار درهم، فيما بلغت واردات الدولة من حديد التسليح نحو 5 ملايين طن بقيمة 11,7 مليار درهم.

وكانت الحكومة الاتحادية أعفت واردات الحديد والاسمنت من الرسوم الجمركية في مارس الماضي في محاولة لتحقيق الاستقرار في سوق العقارات وخفض أعباء شركات المقاولات.

وفي سياق الأسباب العالمية، قال بغدادي إن المضاربات في البورصات العالمية، وتراجع استهلاك الصين من المعادن ساهما بدرجة كبيرة في احداث تراجع الحديد.

وبين بغدادي أن أسعار طن الحديد حتى أمس تراوحت بين 4200 الى 4400 درهم، مقابل 5600-5800 اوائل الشهر الماضي، فيما بلغ سعر الطن من الحديد الصيني نحو 3900 درهم، مقابل 4300 الشهر الماضي بنسبة انخفاض 9%.

وتوقع تقرير لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية جويك صدر أوائل العام الحالى ارتفاع حجم استهلاك دول المجلس من حديد التسليح ولفات الأسلاك إلى 7,9 مليون طن بنهاية العام ،2008 مقابل 6,7 مليون العام ،2005 بنسبة زيادة 28%.

ويصل متوسط استهلاك الفرد من الحديد والصلب سنويا في دول مجلس التعاون إلى نحو 378 كيلو جرام ، مقارنة بـ182 كيلو جرام للفرد على المستوى العالمي، بزيادة 107%، بحسب دراسة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي. وتوقع المعهد الدولي للحديد والصلب ارتفاع الاستهلاك العالمي من حديد الصلب إلى 1,250 مليار طن، مقابل 1,179 مليار طن العام الماضي بزيادة 6,1%.

ولفت بغدادي الى وجود بعض المضاربات من تجار الحديد لإخراج بعض التجار الجدد من السوق، من خلال خفض السعر، ولكن تلك الظاهرة محلية وتحمل تأثيرا محدودا، على حد قوله.

وعزا دباس استمرار الارتفاع في اسعار الخرسانة والاسمنت إلى المضاربات في السوق المحلية، مشيرا الى أن تراجع اسعار النقل والشحن والمواد الخام يجب أن يؤدي إلى تراجع أسعار مواد البناء بما يخدم النمو في القطاع الصناعي وقطاع العقارات والانشاءات.

ورفض بغدادي أن يربط بين تراجع الأسعار وركود أو تباطؤ قطاع الإنشاءات، رغم أن بعض الأفراد توقفوا بالفعل عن بناء مساكنهم الخاصة لارتفاع اسعار الحديد الشهرين الماضيين، وانتظروا أن تستقر الأسعار.

وبلغ حجم استهلاك الأسواق العربية من منتجات الحديد والصلب بنهاية العام الماضي نحو 38 مليون طن، مقابل 25 مليون طن حجم الإنتاج بزيادة قدرها 13 مليون طن ، فيما بلغ حجم الاستهلاك العالمي من حديد التسليح 218 مليون طن في العام الماضي.

وأكد تقرير ''جويك'' أن مشروعات التوسعة المزمع تنفيذها بتكلفة 5 مليارات دولار تسعى لزيادة الإنتاج الخليجي، ففي مجال التسليح ولفات الأسلاك من المستهدف زيادة الطاقات التصنيعية من 5 ملايين طن خلال العام 2005 لتصل إلى 12,8 مليون طن العام الحالي، وفي مجال الألواح والصفائح ستزداد من 850 ألف طن إلى مليوني طن.

وأكد ابراهيم خوري ''مقاول'' أن خروج بعض الشركات الصغيرة من قطاع المقاولات عقب الارتفاعات المتتالية في أسعار مواد البناء خفض الطلب المحلي، كما أن قيام المقاولين بتخزين كميات من المواد الإنشائية دفع باتجاه استقرار الأسعار. وأوضح خوري أن أسعار طن الحديد بأنواعه المختلفة تتراوح بين 4000-4500 درهم، مقابل 5300-5800 الشهر الماضي.

وبين تقرير ''جويك'' أن المملكة العربية السعودية جاءت في المركز الأول من حيث عدد المصانع ، حيث تضم 22 مصنعا، والإمارات في المرتبة الثانية، حيث يتوفر بها 9 مصانع لإنتاج الصلب، يتوقع أن ترتفع إلى 11 خلال عامين.

وكانت دراسة لدائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي توقعت أن تصل الطاقة الإنتاجية للحديد في إمارة أبوظبي قرابة 1,5 مليون طن سنوياً مع نهاية عام ،2009 خصوصاً أنّ الإمارة بصدد إقامة مصنعين آخرين للحديد.
جريدة الاتحاد الامارتية
 
أعلى