«عمّار» يغادر المستشفى وحيداً بعد وفاة أســـرته في حريق

حكاية روح

¬°•| سَحَابة صَيفْ |•°¬
إنضم
27 نوفمبر 2009
المشاركات
11,771
الإقامة
حَيْثُ القَلمْ
المطروشي: النيران انطلقت من مكيّف في الصالة وظلت مشتعلة داخل المنزل 30 دقيقة قبل البلاغ



المصدر:
  • محمد فودة - عجمان​
التاريخ: 09 أغسطس 2012


1456597697.jpg

تشييع جثامين الأسرة المنكوبة بحريق عجمان. تصوير: تشاندرا بالان


غادر عمار (15 عاماً) الناجي الوحيد من حريق فيلا الحميدية بإمارة عجمان، الذي شبّ
صباح أول من أمس، مستشفى خليفة متوجهاً إلى أهل أمه في رأس الخيمة، وفق
مصادر أبلغت «الإمارات اليوم»، أن الفتى أصر على الخروج وتم توقيعه على تعهد
كتابي بذلك. وأسفر الحريق الذي شب أثناء نوم سكان المنزل عن وفاة جميع أفراد
أسرة مواطنة تتكون من أم وبناتها الثلاث، فضلاً عن خادمتين، فيما عدا عمار الذي
تعرض لاختناق من أثر الدخان، لكن تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذه ونقله إلى
المستشفى، وخضع لعلاج استمر قرابة ساعتين.

فيما كشف مدير عام إدارة الدفاع المدني في عجمان، العميد صالح المطروشي، أن
النيران ظلت مشتعلة فترة طويلة من 30 إلى 50 دقيقة داخل المنزل قبل أن تبلغ الأم
الدفاع المدني، عازياً ذلك إلى نوم أفراد الأسرة، كما لفت إلى أن البيت لا يوجد به
سوى مخرج واحد رئيس أغلقته النيران التي انطلقت شرارتها في الصالة من مكيف
قريب من الباب، ما أدى إلى تفاقم الخسائر في الأرواح على الأرجح.

حراسة

حرص عدد من سكان المناطق القريبة في إمارة عجمان على زيارة المنزل المحترق،
وأعرب عدد منهم عن تعاطفه مع الفتى (عمار)، مشيرين إلى أنهم قرأوا التفاصيل في
الصحف ولم يصدقوا حجم المأساة، فقرروا القدوم إلى المنزل لمشاهدته بأنفسهم.
فيما خصصت شرطة عجمان أحد أفرادها لحراسة المنزل من داخل سيارة تقف
بالقرب من البوابة الرئيسة لإبعاد الفضوليين، حرصاً على الأدلة في مسرح الحادث،
وظهر من البوابة الخارجية باب المنزل المكسور في الفناء الأمامي وعلامات الحريق
تظهر من نوافذ زجاجية انكسرت بفعل ضغط النيران.

292655121.jpg


وأكد جيران في المنطقة التي شهدت الحريق أن الأم المتوفاة وأبناءها كانوا يتمتعون
بالطيبة وحسن المعاملة، وانتقلوا إلى المنزل منذ نحو ثلاث سنوات، وكانوا على علاقة
جيدة مع الجميع وإن كان يشوبها نوع من التحفظ، لأن الأم كانت أرملة ويقتصر اهتمامها بأبنائها.

وتفصيلاً، ذكرت مصادر طبية أن عمار (15 عاماً) خضع لفحوص طبية للتأكد من عدم
تأثره بالمواد الناتجة عن دخان الحريق واستمر ساعات قليلة في مستشفى خليفة،
ونصح الأطباء ببقائه فترة تحت الإشراف الطبي، لكنه أصر على المغادرة مع عدد من أقاربه.

وأفادت المصادر بأن الفتى يتيم الأب كان مصاباً بنوع من الذهول والصدمة من وقع
الحريق الذي حرمه أمه وجميع شقيقاته، مشيرة إلى أن حالة من الحزن خيمت على
جميع المحيطين به لإدراكهم حجم المأساة التي يعانيها الابن، بعد أن فقد جميع أفراد عائلته.

وخلال زيارة «الإمارات اليوم» للمنطقة التي شهدت الحريق، ذكر أصدقاء عمار الذين
كانوا يصلون في مسجد عبدالله الرميثي المجاور للمنزل أنهم يفتقدونه، إذ دأب على
الصلاة معهم جميع الصلوات خلال شهر رمضان في المسجد، مؤكدين أنه يتمتع
بحسن الخلق والأدب الشديد في التعامل مع الآخرين، سواء في مدرسة راشد بن
حميد التي يدرس بها في الصف العاشر أو مع أصدقاء المنطقة.

وقال (أبومحمد)، صاحب المنزل الملاصق للفيلا المحترقة، إنه لم يتخيل الكارثة حين سمع الجلبة في الخارج، لافتاً إلى أنه شاهد ألسنة النيران تتصاعد من المنزل، ومن
ثم حضرت فرق الإطفاء، مؤكدا أن ما حدث مأساة تركت المنطقة في حالة حزن شديد.
وكان الدفاع المدني في عجمان تلقى بلاغاً في الساعة 56: 8 من الأم، لكنها لم تدل
بمعلومات كافية، فتحركت فرق الإطفاء والإنقاذ سريعاً لتمشيط المناطق المحيطة،
وتعرفت إلى مكان الحريق من خلال الدخان الذي تصاعد من المنزل. وعثرت في موقع
الحريق على ثلاث جثث، الأولى للأم وجثتان لخادمتين إحداهما إثيوبية، والأخرى
إندونيسية في الطابق الأسفل من الفيلا، الذي شبت فيه النيران أولاً على الأرجح،
فيما عُثر على ثلاث جثث أخرى لفتيات تبلغ أعمارهن 11 و14 و17 عاماً، توفين نتيجة
الاختناق بالدخان في غرفة نومهن بالطابق الثاني.

إلى ذلك، قال مدير عام الدفاع المدني في عجمان، العميد صالح المطروشي
لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك أسباباً رئيسة أدت إلى تفاقم حجم الكارثة ووفاة هذا العدد
الكبير من سكان المنزل، أبرزها أن البلاغ جاء متأخراً، فضلاً عن أن المعلومات التي
وردت كانت شحيحة للغاية.

تلافي الحرائق

قال مدير عام الدفاع المدني في عجمان، العميد صالح المطروشي، إن هناك أموراً
مهمة يجب أن تحرص عليها الأسر ولا تنتظر رقابة من الدفاع المدني أو أي جهة أخرى،
أهمها اختيار أنواع جيدة من الكابلات والتوصيلات الكهربائية وعدم وضع أحمال زائدة
على تلك التوصيلات، سواء بإضافة مكيفات أو أجهزة كهربائية أخرى، لافتا إلى أن
الحريق اشتعل غالبا بسبب خلل في التوصيلات الكهربائية نتيجة زيادة الأحمال أو رداءة
الكابلات، وهو الأمر الذي ستحدده التحقيقات.

وأضاف أن من المهم كذلك وجود مخارج عدة للمنزل وتخصيص بعضها للطوارئ، لضمان
سرعة الخروج في حالة حدوث حريق مثل هذا، فضلا عن إمكانية تزويده بجهاز إنذار
مبكر يتعامل مع النيران، أو على الأقل يحذر أفراد المنزل في حالة كانوا نائمين في مثل هذه المأساة.
وأشار إلى أن من أهم الإجراءات الوقائية، والتي يستهين بها البعض، وجود طفاية
حريق بالمنزل، لأن معظم النار تأتي من مستصغر الشرر والحرائق تبدأ دائما صغيرة
يمكن التعامل معها إذا كانت هناك طفاية في المنزل، مؤكداً كذلك أهمية تدريب فرد أو
اثنين على كيفية استخدامها والتعامل المباشر مع الحرائق.

لافتاً إلى أنأ هناك مؤشرات قوية تدل على أن النيران ظلت مشتعلة فترة طويلة تراوح
بين 30 و50 دقيقة على الأقل قبل الإبلاغ، إذ فوجئت فرق الإطفاء حين وصولها بأن
النيران أتت على كل محتويات المنزل من الداخل، لدرجة أن مراوح السقف سقطت
والأجهزة الكهربائية انصهرت، بل إن باب المنزل الذي يحتاج الى نصف ساعة على
الأقل حتى تؤثر فيه النيران كان محترقاً بالكامل.

وأضاف المطروشي أن النيران اشتعلت سريعاً داخل المنزل ولم تخرج منه نظرا لأن
جميع منافذه كانت مغلقة، مرجحاً أن جميع أفراد الأسرة كانوا نائمين حين شب
الحريق، ولم تشعر الأم به إلا حين اقتربت منها النيران، ما دفعها إلى الاتصال بسرعة
بالعمليات، لكن طالتها النيران قبل أن تدلي بكل المعلومات المطلوبة.

وأشار إلى أن الجيران أنفسهم لم يشعروا بوجود حريق إلا بعد فترة من الوقت، نظرا
لعدم خروج دخان من المنزل بسبب انغلاق جميع منافذه، لافتاً إلى أن أحد الجيران هو
أول من انتقل إلى المكان وكسر الباب، ما أدى إلى خروج الدخان من المنزل الذي لم
يتأثر من الخارج إطلاقاً، ويبدو للناظر أنه لم يتعرض لكارثة بهذا الحجم، متوقعا أن يكون
بقاء الدخان فترة طويلة محبوساً بالداخل هو سبب اختناق الفتيات الثلاث في غرف
نومهن بالطابق العلوي.

وأوضح المطروشي أن من الأسباب البارزة للمأساة عدم وجود مخارج كافية في
المنزل، لافتا إلى وجود باب رئيس واحد للفيلاأ يقع بالقرب من مكيف كبير انطلقت منه
الشرارة الأولى غالبا للحريق، ما أدى إلى محاصرة أفراد الأسرة بالداخل ومنعهم من
الاقتراب من الباب، نظراً لأن النيران كانت تحول دون خروجهم.

وأكد أن فرق الدفاع المدني وصلت إلى المنزل خلال دقائق معدودة وتعاملت سريعا من
الحريق، لكن للأسف كانت النيران أتت على جميع محتوياته من الداخل قبل وصولهم،
واستطاعوا إنقاذ الابن عمار، فيما اختنقت شقيقاته في الطابق الأعلى، واحترقت أمه
وخادمتان في الطابق الأسفل. وكشف المطروشي أن المنازل السكنية في عجمان لا
تخضع لاشتراطات الدفاع المدني، مشيرا إلى أن الإدارة ستتقدم بطلب لإخضاع كل
المنازل والمنشآت لقانون الدفاع المدني، حتى تضمن توافر عوامل الأمن والسلامة بها
واستيفاءها للاشتراطات المطلوبة، وأهمها وجود مخارج كافية للطوارئ.​
 

حكاية روح

¬°•| سَحَابة صَيفْ |•°¬
إنضم
27 نوفمبر 2009
المشاركات
11,771
الإقامة
حَيْثُ القَلمْ
تشييع جثامين الأم وبناتها وتسليم جثماني الخادمتين إلى قنصليتيهما

ماس كهربائي في المكيف وراء حريق منزل الحميدية بعجمان

تاريخ النشر: الخميس 09 أغسطس 2012

أحمد مرسي (عجمان) - كشف العميد صالح سعيد المطروشي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان عن أن التقرير الصادر عن الخبير الذي قام بفحص موقع الحريق في منزل الحميدية والذي توفيت فيه أم وبناتها الثلاث، وجميعهن مواطنات، وخادمتان (أندونيسية وإثيوبية) كان بسبب ماس كهربائي ناتج من جهاز التكييف الموجود في صالة الطابق الأول بالمنزل.
وأظهر التقرير أن النيران امتدت للستائر والمفروشات الموجودة بالصالة ومن ثم لبقية أرجاء المكان وأحدثت أدخنة كثيفة انتقلت للطابق العلوي، ما أدى إلى وفاة الأم والخادمتين حرقاً في الطابق الأول، ووفاة البنات الثلاث مريم 17 عاماً ونوف 14 عاماً وموزة 11 عاماً اختناقاً في الطابق الثاني.
وقال إن فرق الإطفاء وصلت بعد دقائق معدودة للموقع، أقل من 6 دقائق، من الإبلاغ عن الواقعة ومن خلال الاسترشاد بأدخنة متصاعدة حيث لم يكن البلاغ متضمناً المكان بالتحديد، حيث تبين لاحقاً أن المتصلة هي الأم المتوفية في الحريق حيث تواصل معها الدفاع المدني بعد البلاغ مباشرة ولم تستجب.

adverttop.png
advertbottom.png

من جانبه، أكد العميد علي علوان قائد عام شرطة عجمان أن الشرطة تسلمت التقرير الصادر من خبير المختبر الجنائي بشرطة دبي والذي تمت الاستعانة به في الحادث وأثبت أنه بسبب ماس كهربائي ناتج من جهاز التكييف، وهو ما يؤكد وجود خطأ في التوصيلات الكهربائية في المنزل.
وقال إن الخبير قام بفحص جميع محتويات المنزل المحترق وكل أرجائه للتوصل لنقطة بداية الحريق وامتدادها، كما تأكد بأن جثث البنات المختنقة كانت نتيجة الأدخنة الكثيفة التي وصلت إليهن في الطابق العلوي والتي أدت بهن إلى عدم القدرة على الحركة أو الاستيقاظ ومن ثم توفين. وأفاد بأن المختبر الجنائي انتهى من عمله بشأن الجثث الموجودة للمتوفين في الحريق وقد تم دفن الأم وبناتها الثلاث وقامت بالتواصل مع قنصليتي الخادمتين لإنهاء الإجراءات الخاصة بتسليم جثمانيهما.
وأكد عدد من المواطنين من جيران الأسرة المنكوبة أنهم استيقظوا على أصوات مرتفعة في قرابة الساعة التاسعة صباحاً، وشاهدوا منظر ألسنة النيران تتصاعد من داخل المنزل بصورة مخيفة، مؤكدين أن النيران كانت تشتعل بسرعة وتنتشر في المكان بشكل سريع جداً وأن رجال الإطفاء كانوا يحاولون التعامل معها من دون فائدة.
وأكدوا أن كل أفراد الأسرة المنكوبة كانوا يتمتعون بأخلاق جيدة وسمعة طيبة ويحظون بحب واحترام الجميع وأنهم تأثروا بشكل كبير عندما علموا أنهم في الداخل وأن النيران والأدخنة حاصرتهم وتوفوا في الحادث.
وشهدت مراسم دفن جثامين المتوفيات والصلاة عليهن تواجداً كبيراً من الأهل والأقارب والمواطنين والمقيمين في الإمارة.
وأفاد حمد عبيد تريم مدير منطقة عجمان الطبية مدير مستشفى الشيخ خليفة بأن الفتى عامر الناجي الوحيد من الحريق، خرج بعد عصر أمس الأول من المستشفى بعد التأكد من استقرار حالته وبعد أن كان قد تعرض لمضاعفات متوسطة جراء استنشاق كميات كبيرة من الأدخنة التي تصاعدت من الحريق.
وقال إن أهله من رأس الخيمة قدموا لاصطحاب الفتى بعد التأكد من استقرار حالته الصحية وقيام الفريق الطبي في المستشفى بكل الفحوصات التطمينية له، إلا أنهم لم يخبروه عن وفاة أمه وأخواته الثلاث بعد.
وكانت إمارة عجمان شهدت صباح أول من أمس الثلاثاء حريقاً بمنزل في منطقة الحميدية نتج عنه وفاة أم وبناتها الثلاث، مواطنات، ونجا ابنها وقدمت فرق الإطفاء من المنطقة الصناعية والجرف والإدارة العامة للدفاع المدني كما تابعه كل الجهات الأمنية والفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية واللواء راشد المطروشي قائد عام الدفاع المدني.
وكان أول بلاغ عن الواقعة تلقته غرفة العمليات في الدفاع المدني كان من سيدة تخبرهم بوجود حريق في منطقة الحميدية من دون أن تعطي أي تفاصيل وبعودة المعنيين في غرفة العمليات بالتواصل معها عبر الهاتف، لم تجب على الهاتف، وتبين فيما بعد أنها السيدة نفسها التي احترقت في المنزل.
 
أعلى