ثلاث حالات تدفع الغرب للتدخل بسوريا

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
6e3b8a3c-285b-4d83-858a-075f76230349



الحالات التي قد تدفع الغرب للتدخل في سوريا، ومدى استعداده لهذا التدخل في ظل الرفض الروسي، والمطالبة بتوفير ضمانات لموسكو بالحفاظ على مصالحها بعد سقوط النظام السوري، هذا أهم ما تطرقت إليه كبرى الصحف البريطانية.

اعتبر الباحث شاشانك جوشي من معهد رويال يوناتيد للخدمات في مقال بصحيفة ذي إندبندنت أن مجزرة الحولة لم تكن كافية بالنسبة للغرب كي يتدخل في سوريا، وقال إن الغرب الذي يبحث عن أي سبب لتجنب التدخل، قد يضطر لذلك في ثلاث حالات.

الحالة الأولى تتمثل في فقد النظام السوري سيطرته على مخزونه الكبير من الأسلحة الكيماوية مثل السارين وغاز الخردل، لا سيما وأن إسرائيل -التي تخشى أن تصل مثل تلك الأسلحة إلى حزب الله في لبنان- قد ألمحت إلى استعدادها للتدخل من أجل منع وقوع ذلك.

والحالة الثانية التي يمكن أن تدفع الغرب للتدخل في سوريا تتمثل في تغيير تركيا موقفها. فإذا ما أعلنت أنقرة عن تأمين "ممرات إنسانية" إلى سوريا، فإن ذلك قد يعيد حسابات الأميركيين والأوروبيين، وخاصة إذا ما أبدى العرب استعدادهم للمساهمة بقوة بشرية.

أما الحالة الثالثة فهي ارتكاب مجزرة واضحة المعالم، ولكن في ظل تعزيز موقف الثوار.

"
ثمة 400 قرية وبلدة في مختلف أرجاء روسيا تعتاش على صناعة محلية واحدة وهي الأسلحة التي تصدر إلى سوريا
"
ديلي تلغراف
ذريعة للغرب
من جانبها، لم تذهب صحيفة ديلي تلغراف بعيدا عن ذلك التحليل، وقالت رغم السخط الذي سببته مجزرة الحولة فإن مستوى الإرادة المطلوب للقيام بتدخل عسكري لم يتحقق بعد لدى القوى الغربية.

وتساءلت قائلة: هل يمكن للغرب أن ينخرط وحده في ظل غياب روسيا؟ مشيرة إلى أن التركيز كليا على روسيا يوفر ذريعة مريحة للحكومات الغربية.

فحتى الآن لم يتحدث أي قائد غربي عن إجراء عسكري دون دعم أممي، لذلك -والكلام للصحيفة- فإن الحقيقة هي أن الوضع ربما يتمثل في حقيقة أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لم يعد حتى الخطط لأي عملية عسكرية في سوريا.

وفي ظل تعقيد الموقف الروسي للملف السوري في الساحة الدولية، فلن يقتصر الأمر بالنسبة للغرب على الاستعداد للمخاطر التي تترتب على العمل العسكري، بل على تحمل الأعباء السياسية الناجمة عن الخوض في حرب لا توافق عليها الأمم المتحدة.

وتلفت ديلي تلغراف النظر إلى أهمية سوريا بالنسبة لروسيا، حيث أن ثمة 400 قرية وبلدة في مختلف أرجاء روسيا تعيش على صناعة محلية واحدة وهي الأسلحة التي تصدر إلى سوريا، لذلك فإن خسارة روسيا لسوقها السورية -التي بلغت العام الماضي وحده مليار دولار- ستهدد حياة الآلاف من الروس.

"
هناك جملة من الخطوات التي يمكن اتخاذها قبل اللجوء للعمل العسكري، مثل إحالة الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية
"
فايننشال تايمز
ضغط وحوافز
أما صحيفة فايننشال تايمز، فخصصت افتتاحيتها لتوجيه رسالة إلى موسكو، قائلة إن الدعم الروسي لنظام الرئيس بشار الأسد ليس فقط مدعاة للشجب، بل هو مدمر لمصالح روسيا ذاتها.

وتقول صحيح أن سوريا موطن للقاعدة البحرية الروسية الوحيدة في البحر المتوسط، ولكن روسيا ستخسر كل شيء إذا ما سقط الأسد، وهو ما قد يحدث في نهاية المطاف، مشيرة إلى أن أركان المعارضة السورية اليوم لن يمنحوا أي مزايا لدولة وفرت سلاحا يستخدم لقتل عائلاتهم.

وتتابع أن روسيا بغضها الطرف عما يحصل تفقد مصداقيتها لدى الغرب وجامعة الدول العربية على السواء، داعية موسكو إلى أن تفهم أن مسارها سينطوي على أثمان باهظة، وأن تمرير قرار في مجلس الأمن ضد سوريا لا يعني بالضرورة التدخل العسكري.

فهناك جملة من الخطوات التي يمكن اتخاذها قبل اللجوء للعمل العسكري، مثل إحالة الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وتعليقا على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اليوم باريس وبرلين لمناقشة توسيع نطاق العلاقات التجارية، قالت إنه يجب التوضيح أن ذلك سيكون صعبا في ظل العرقلة الروسية لمجلس الأمن بشأن سوريا.

ولكن الصحيفة تقول إن الضغط على روسيا يجب أن يقترن بالحوافز، فلا بد من توفير ضمانات بأن الغرب سيستخدم كافة نفوذه مع الحكومة السورية الجديدة من أجل الحفاظ على المصالح الروسية في البلاد، وأن أي حل قد لا يصل إلى العمل العسكري.

وتحذر في ختام افتتاحيتها بأن روسيا لن تغير من موقفها في ظل غياب مثل تلك الضمانات، وأن العالم سيراقب كيف تنزلق سوريا نحو حرب أهلية.



http://www.aljazeera.net/news/pages/8d08240c-c3e3-4f35-bd9a-73fde62813a2?GoogleStatID=9
 
أعلى