ثلاثية نجاح العلاقات الزوجية - تعارف، وتآلف، وتكاتف3.

نجلاء عبدالهادي

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
17 مايو 2012
المشاركات
10
التكاتف
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته... والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها". رواه البخاري ومسلم. وعندما يتحمل كل واحد مسؤولية هذه الزواج يحصل التكاتف، لأن المؤمن يعلم أنه مسؤول أمام الله عن هذه الأمانة: أمانة الزوجة وأمانة الزوج وأمانة الولد، فيندفع الطرفان إلى تحمل المسؤولية والقيام بها ابتغاء رضا الله والجنة، فيثمر التكاتف: السعادة والاستقرار.
وخلال هذه المسيرة العطرة للحياة الزوجية، تأتي المواقف النبيلة من جهة الزوجين:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أفاد عبدٌ بعد الإسلام خير له من زوجة مؤمنة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله "
وفي رواية لأحمد: قيل: يا رسولَ اللَّهِ ، أَيُّ النِّساءِ خَيْرٌ ؟ ، قالَ: " الَّتي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وتُطِيعُهُ إذا أَمَرَ، ولا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِها ومَالِهِ "
إذا نظر إليها سرته بحبها ومودتها وحسن معاملتها وأخلاقها وشكلها ومنظرها وزينتها وأنوثتها، ولما بينهما من ألفة وتآلف وتقارب، تدخل السرور على نفسه وقلبه.
وغاب عنها حفظته لأنها تتكاتف معه بحفظ المال والمصرف والأمانة والحرص على ماله ومصلحته. وحفظته في نفسها بالعفة والشرف والطهر والعفاف وهذا نوع راقٍ جداً من التكاتف.
فهما يتعاونان بالتكاتف: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعداون).
وأخطر الصفات على التكاتف صفة الخيانة، قال أبو ذر رضي الله عنه: ثلاثة من الفواقر (أي المصائب الكبرى): المرأة السوء يحبها زوجها وهي تخونه في نفسها وماله وهو لا يستطيع أن يطلقها. واه عبد الله بن المبارك في البر والصلة.
وكذلك من المصائب الكبرى: الرجل السوء تحبه زوجته وهو يخونها ولا تستطيع أن تنفصل عنه، بسبب العيال أو شدة حبها له وضعفها أمامه وحاجتها له.
ومن أساليب التكاتف: أسلوب التسامح والتغاضي عن الزلات، ونسيان أخطاء الماضي، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر). رواه مسلم.
والمعنى لا يبغض ولا يكره ولا يَنْفُرْ زوج من زوجته وزوجة من زوجها من أجل خلل في جانب لأن المقابل هناك جوانب أخرى جميلة وجيدة.
ويحتاج التعارف والتآلف والتكاتف إلى: التثقيف، والصبر، والمتعة، لينتج النجاح وتحصل السعادة.
وهذا الذي نسعى إليه عبر جميع الوسائل، بطباعة الكتب ونشر المقالات، وإطلاق الخدمات من أجل الاستشارات، لأن الحياة الزوجية تطرأ عليها مشاكل حتى في أحسن الأسر، فأسرة النبي صلى الله عليه وسلم لم تخل من الخلافات والمشاكل، كما في سورة التحريم وسورة الأحزاب، وكتاب صحيح البخاري في كتاب الطلاق.
ومن هنا شرع الله الاستشارات، فقال في القرآن: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
وأهل الذكر هم أهل العلم وأهل الاختصاص في أي مجال كان.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (شفاء العي السؤال). حديث صحيح رواه أحمد.
شفاء الجهل، وشفاء الحياة من المشاكل الاجتماعية والأسرية والعاطفية والشخصية هو السؤال والاستشارة.
وقد قال الله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) وقال سبحانه لنبيه عليه السلام: (وشاورهم في الأمر). فمبدأ الاستشارة منصوص عليه في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية العملية.
ولم يكن هناك حدود في الاستشارة، حيث فتح الإسلام باب الاستشارة على مصراعيه من دون حدود ولا حياء مذموم ولا تحكيم للمزاج والعادة، ولا تخصيص للرجل دون المرأة ولا لمسألة دون أخرى. وسنذكر أدلة عجيبة في هذا المجال، مجال فتح الباب على مصراعيه لمن أراد أن يستشير في كل أمور حياته بلا استثناء.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ŔξVẼήĜξ

¬°•| فنّانُ أسـطوري |•°¬
إنضم
25 ديسمبر 2011
المشاركات
14,512
العمر
29
الإقامة
● ғαηтαsч ●
جزيل الشكـــــر
لطرح هذا الموضوع الرائــــــــع
بارك الله الجهـــــــود
أجمل تحيــــــــة
 
أعلى