وزير الدولة ومحافظ ظفار يلتقي بالإعلاميين والكتاب والمثقفين

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
وزير الدولة ومحافظ ظفار يلتقي بالإعلاميين والكتاب والمثقفين
dtl_21_5_2012_15_16_15.jpg



من الاجتماع
صلالة - عادل سعيد اليافعي
21-05-2012

التقى وزير الدولة ومحافظ ظفار معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي، بمكتبه صباح أمس، بعدد من الإعلاميين والكتاب والمثقفين بمحافظة ظفار، وذلك في جو من الانفتاح والشفافية التي انطلق بها معالية خلال حواره ومناقشته التي أبدى من خلالها اطلاعا واسعا ومعمقا للكثير من القضايا التي تهم المحافظة.


وأكد معاليه على الكثير من الثوابت التي يجب أن يكون الجميع على مسافة جيدة ولصيقه بها، أياً كانت التغيرات والضغوطات؛ كما حرص معاليه على أن يكون الماضي صفحة وانطوت بما تحمله من إيجابيات أو سلبيات، والحرص على استشراف المستقبل والتعمق به بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وبكل ما أوتينا من قوة ومنعة للغوص فيه بما نملك من أدواته الحديثة والتجديدية والبعد عن المعوقات والفكر المتحجر والقالب الخراساني غير القابل لأي تطور أو نماء.


دور الإعلام
وفي هذا السياق قال معاليه: إن ما يشهده الإعلام من اهتمام وتطور في الشأن الداخلي يعد أمرا تجديديا وتطوريا، يجب أن نحفزه ونطوره وأن نكون بالفعل عونا وسندا له في كل المراحل، حيث أثبت الإعلام العماني أنه إعلام متوازن ومتطور وموازي للأحداث بشكل منطقي، بعيد عن المغالاة في الأمور، وبعيد كذلك عن تقزيم القضايا. وهذا بلا شك يشعر به الجميع دون استثناء.


وخاطب معاليه الإعلاميين، قائلا: إن للإعلام دورا محوريا في الحياة العامة والحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وهو النافذة التي يطل منها المواطن على العالم ويرى من خلالها مجتمعه وهو ثقافة شعب وهذا ما نعوله على هذا الإعلام الوطني، كما أن الجميع يجب أن ينطوي تحت راية واحدة وهي راية الوطن ورفعة شأنه، وأن نكون بالفعل جسرا للتواصل، وذلك من خلال استشعاركم أنتم للأحداث وهموم الناس وإيصالها بشكل جيد، وكذلك من خلال تلقينا نحن أيضا هذه الأمور وبلورتها إلى واقع حي نسعى من خلاله إلى حل هذه المعضلات والمشكلات وأن نكون قريبين من كل حدث ومن كل مستجد أيا كان.


تنمية الفكر
وحول تنمية الفكر وتوجيه التوجيه السليم بما يتناسب مع مجتمعنا العماني قال معاليه: إن الإعلام العماني لعب دورا كبيرا ومهما وحيويا في هذا الإطار، حيث إن التنمية الاجتماعية والثقافية تعني رفع المستوى الثقافي لدى المواطنين وتأصيل العادات والقيم الاجتماعية الصحيحة، ونبذ تلك القيم والعادات التي لا تتلاءم مع طبيعة المجتمع، التي من شأنها تشويه المجتمع وإخفاء ملامحه الأصيلة. ونحن كمجتمع عماني متجذرة عروقه في أرض التاريخ لنا قيمنا التي يجب ألا نتزحزح عنها، وأن تمسك بها وأنا هنا يجب أن أشير أن دولتنا دولة قانون ومؤسسات ولكن يجب أن نتمسك أيضا بالتسامح فيما بيننا؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، يجب أن يكون لمحيطنا دور في حل المشكلات والعمل على إصلاحها، وهذا هو المجتمع العماني الصحيح والسليم، وهذا هو النهج، من خلال المجلس والسبلة استطعنا أن نحل الكثير من المعضلات، والكثير من المشكلات، وهنا يجب أن يعي الجميع أننا لا نلغي دولة القانون، إنما نكون معززين لها من خلال الثوابت والقيم الراسخة في مجتمعنا، وأنا أؤكد أن الإعلام يلعب هنا دورا خطيرا في ذلك النوع من التنمية، والصحافة عليهم مسؤولية تثقيف الشعب ونشر الوعي بين المواطنين وتنقية العقول من ثقافة اللاثقافة والثقافة الهزلية، التي بدأت تغزو العالم من كل حدب وصوب، التي لا تنمي أي معرفة ولا تنتمي لمجتمعنا العريق وهنا تبرز أهمية الإعلام في التنمية الثقافية والاجتماعية.


الأطر الدستورية
أما في إطار الاتجاه الذي تنتهجه السلطنة في تطوير الأدوات الدستورية بمختلف أنواعها وبمختلف آلياتها قال معاليه: إن السلطنة عاشت تجربة ديمقراطية جيدة من خلال مجلس الشورى، ونحن الآن نتجه إلى المجلس البلدي والذي يشكل بوابة تشريعية مهمة أيضا، ويجب أن نتعامل معها بفكر متجدد ونير بعيدا عن أي حسابات، حيث نعول عليه جميعا وننتظر منه أن يكون وليدا صحيا وبناء، حيث تعد هذه المجالس إحدى أوجه الإصلاح والرقابة التشريعية البناءة، وهنا يتعين على جميع المواطنين الذين تنطبق عليهم الشروط والمعايير والأنظمة المطبقة في الانتخابات البلدية أن يسارعوا للمشاركة فيها، وأن يكونوا إيجابيين وأن يبعدوا عن أنفسهم أي حسابات تذكر أو معوقات لهذه المسيرة، وهذا ما نتمناه سويا؛ كما يجب الإقبال عليها بوصفها مطلباً وطنياً وتجربة مهمة ينبغي أن يخوضها كل من يشعر أنه جزء من نسيج هذا الوطن وبذرة من بذور مجتمعه، كما يجب أن يضع الجميع باعتبارهم أن لكل مرحلة تطورها الفكري، والذي يجب أن نجسده سويا، من خلال تعاطينا مع هذا الحدث الديمقراطي، وأن ندلل جميعا أننا نعمل لمصلحة هذا الوطن العزيز علينا جميعا، وأن نوجه القبيلة والعائلة بما يخدم المصلحة العامة لا مصلحة الذات التي يجب أن نطوي صفحتها سويا، إن رغبنا في مستقبل جيد.


أهمية التطوير
وحول رده بما يخص التغيير المطلوب في الكثير من القطاعات، ومنها مكتب المحافظ قال معالية: التغيير يعد من سنن الحياة، وجميعنا يسعى ويعمل لذلك بما يخدم المصلحة العامة، ولكن الأمر لن يأتي بالغرق في الأحلام أو مراودة الآمال، إنما بالعمل المتكامل والبناء، وليس لدينا أيضا عصا سحرية. إنما نسعى إلى التغيير بمنظور واسع وشامل يتيح لنا أن نكون مواكبين لكل التطورات والمستجدات، وإتاحة الفرص لمن لديه القدرة والكفاءة، وهذا لا يعني أن من سبقنا لم يعمل، إنما عمل واجتهد وفق ما ناله من آليات العمل ومقتضيات المرحلة. وهنا لقد أثبت التاريخ أن الإنسان لا يمكن له أن يقيم حضارة أو يصنع مستقبلاً ما لم يغير من نفسه ابتداء، ثم يسير جاداً في طريق التغيير ليغير من وما حوله، وهناك أمثلة أخرى كثيرة تشير إلى أن عملية التغيير ضرورة، وإنها تتطلب رجالا عقلاء أذكياء لهم همم عالية، لا يرضيهم الواقع المعوج، وإنما نفوسهم متعلقة في السماء وهممهم كالجبال وهذا ما نحسبه دائما في أبناء هذا الوطن أيا كانت مواقعهم، وأيا كانت محطة نظرهم. وهنا نحن جميعا نراهن على دولة المؤسسات، التي هي الإطار المنظم لنا جميعنا، ويجب أن نوجد شراكة حقيقة من خلالها، وذلك بما يملكه كل منا من مقومات وأدوات العمل التي تقرب كل طرف من الآخر، وهذا الأمر بلا شك يعد إطار لاحتواء همومنا وتطلعاتنا سويا، وهنا يجب أن نكون صبورين للمرحلة القادمة وما تحتاج من تطور وتغير لنجني الثمار سويا دون أن نتعجل في خطوات ارتجالية، ومن ثم نجد أنفسنا في وضع لم ننتقل منه إطلاقا وهذا الأمر يحتاج تضافر الجهود من الجميع دون استثناء.


أهمية الشباب
وحول الركيزة التي يعول عليها الوطن وهم الشباب قال معاليه: إن هذه الشريحة الحيوية والمهمة في أي مجتمع بلا شك نأمل بأن يكون لها مستقبل كبير، وأن تكون هي أيضا على قدر المسؤولية، وهذا التطلع حيث إن الشباب هم المحور الأساس والذي نتمنى من الإعلام أيضا أن يعمل على توجيه هذه الفئة التوجيه الجيد والسليم بما يخدمه ويخدم بلده، ومساندتنا في بناء مجتمع شبابي قوامه حب الوطن والعمل الجاد والتحصن من أي متغيرات ومتسلح بسلاح العلم والمعرفة، ولا يمكن أن نطور هولاء الشباب ودعمهم وتطوير الهوية الوطنية لديهم، إلا من خلال آليات دعم المجتمع والأدوات والتأثير على الناس وسلوكهم، بحيث نكون قادرين على خلق مجتمع قادر على مواجهة التحديات وبناء أهم الأسس والأدوات الاجتماعية والسلوكية والوطنية، وهذه الأدوات تتكون من الدين والتعليم والتربية الأسرية ووسائل الإعلام؛ وفي هذا المعنى فإن الحكومة تعمل بكل جهد لتنمية المجتمع، وتسعى لتوطيد وتعزيز العديد من المبادرات التي تشمل تعزيز دور الشباب، هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن، وتكريس الشعور بالمسؤولية الاجتماعية على جميع المستويات، وهذا ما يجب أن نرسخه في أبنائنا كما نعمل في الحفاظ على الهوية العمانية المنفردة عن الغير
 
أعلى